الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا حدث في 11/11؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


"ستختطف ارواح كثيرة بعد، عن طريق "البؤس المخطط له"،
اكثر منه عن طريق الرصاص".
رادولف والش


اذا ما كنت تريد ان تعرف ماذا حدث اليوم بخصوص الـ"صرعة" الدورية "ميعاد بثورة"، بتحديد يوم 11/11 للثورة في مصر، بالدعوة للتظاهر يوم 11/11، في كل اقاليم مصر. فان الاجابة لن تكون في اكثر من سطر واحد:
لم يحدث شئ، الشوارع والمياديين خالية، الا من قوات الامن!.

والان، دعونا من الهزل الذي يخصم من رصيد الثورة ولا يضيف، ودعونا نذهب الى المفيد الحقيقي والجاد، الى المصالح الحقيقية التي يجري تمريرها تحت غبار المعارك الحربية والاقتصادية والثقافية، او المعارك الوهمية مثل "نشر الديمقراطية" او الدفاع عن "حقوق الانسان" .. ولنحاول معاً ان نفهم حقيقة ما جرى في مصر يوم 11/11، وبالتحديد في شرم الشيخ.



ماذا حدث في شرم الشيخ يوم 11/11؟!
مكياج "حقوق انسان" بايدن، لعشرات الالاف من المصريين المحبوسين، والاختباء خلف المطالبة بالافراج عن علاء عبد الفتاح!

بينما كان الواهمون والمغرضون يدعون لثورة في مصر بالمظاهرات يوم 11/11، لتلتقي وجهاً لوجه مع محرر العبيد "البطل بايدن"، في نفس يوم وجوده في شرم الشيخ، ما الذي حدث فعلاً في ذلك اليوم في شرم الشيخ؟!، تمخض بايدن فولد "تدخل طبي"، لسجين واحد، هو علاء عبد الفتاح! .. حتى وان تم الافراج عن علاء علشان خاطر عيون حقوق انسان بايدن، هل ذلك لن يتم من ضمن صفقة يحصل فيها النظام على مقابل لهذا الافراج الذي يلح على ضمير المسئوليين الامريكيين والغربيين؟!، ثم، بعيداً عن القيمة العلمية والثقافية والنضالية لعلاء عبد الفتاح كواحد من ابرز وجوه المدافعين عن حقوق الشعب المصري في 25 يناير وباقي رفاقه، "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، الذي يخوض معركة هائلة من داخل محبسه، يظل السؤال، بخلاف المطالبة بالافراج عنه، من سيعوض، ومن سيحاسب، عن سنيين خصمت من حياته الحرة، وعن عذاباته وعذابات اسرته، وهي نفس المطالبات والتساؤلات عن عشرات الالاف من المسجونيين، الذين تتساوى حقوقهم الانسانية مع حقوق علاء ولا تنقص شيئاً، والا انخدعنا في "ماسك" مكياج بايدن الزائف حول دفاع امريكا عن حقوق الانسان. (من قتل ابرياء اكثر، الحرب الامريكية على "الارهاب"، ام "الارهاب"؟!)


تعلم طريقة، كيف تحول الكوارث الى ارباح:
كارثة المناخ، اصبحت 4 تريليون "4 الاف مليار" دولار، من اموال المواطنين دافعي الضرائب، تذهب كعقود للشركات الكبرى الخاصة!

كان بايدن خلال العام الحالي قد اصدر قرار اقره الكونجرس لاستثمار 369 مليارا في الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، وبعد ان هيمنت على المفاوضات في مؤتمر شرم الشيخ الحاجة إلى وقف مماطلة الدول الغنية في مساعدة الدول النامية على جعل اقتصاداتها أكثر مراعاة للبيئة وتعويض الخسائر والأضرار التي تتكبدها بسبب كوارث المناخ. وعد بايدن بمبلغ 11,4 مليار دولار في آلية سنوية لتقديم مئة مليار دولار من الدول الغنية إلى الدول النامية للانتقال إلى مصادر طاقة متجددة، وتعزيز مقاومتها للتغير المناخي، في شراكة بين القطاعين الخاص والعام، من إجمالي يصل إلى أربعة تريليونات لمواجهة كارثة المناخ، كما وعد بايدن بـ500 مليون دولار لمشاريع مناخية لمصر، تنفذها الشركات الكبرى الخاصة مع الحكومة المصرية

كل هذه الاموال، التي هى اموال المواطنين دافعي الضرائب، يتم جمعها تحت غبار كارثة المناخ، لتذهب لنفس هؤلاء الذين تسببوا في هذه الكارثة، الشركات العملاقة، لتتحول بالزيف والخداع الى ارباح لعقود هذه الشركات العملاقة، للهدف المعلن بحصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية وهو هدف تزداد صعوبة تحقيقه مع توقع سيطرة الجمهوريين مجددا على مجلس النواب ليتأثر جزء من خطة بايدن المناخية، المتعلق بالشركات المرتبطة بالحزب الديمقراطي، لتذهب الى الشركات العملاقة الاخرى المرتبطة بالحزب الجمهوري، او بالادق اعادة اقتسام كعكة "كارثة المناخ" بينهم.

وبالطبع سيعمل الديمقراطيين على الاسراع لإقرار هذا المبلغ في الكونغرس قبل تولي الجمهوريين المتحفظين في قضايا المناخ السيطرة على مجلس النواب، فاذا ما حصل الجمهوريون على الاغلبية وسيطروا على الكونجرس، وهو الاحتمال الاغلب، سيتحول بايدن الى "البطة العرجاء"، حتى نهاية ولايته او عزله، ايهما اقرب.

ليس هناك من هو اكثر اضراراً للبيئة من الدول الصناعية الكبرى، خاصة الصين وامريكا، واروبا. لقد قاومت الولايات المتحدة لسنوات محاولة إقامة آلية "الخسائر والأضرار" التي تدفع فيها الدول الغنية تعويضات لتلك النامية مقابل الدمار اللاحق بها من جراء كوارث طبيعية ناجمة عن تغير المناخ التي تسببت فيه الدول الغنية ذاتها، وتركت الدول النامية الضعيفة بمفردها في مواجهة مشاكل المناخ التي لم تكن متسببة فيها الى ان نجحت الدول الناشئة في إدراج هذه المسألة رسميا على جدول أعمال مؤتمر شرم الشيخ "مجرد ادراج"، قابله "وعود" ان نفذت، الى اين ستذهب، ومن من تم جمعها.

وماذا عن مصر الحقيقية يوم 11/11؟!
ووعد بايدن بـ500 مليون دولار لمصر لمشاريع كارثة المناخ تنفذها الشركات الكبرى الخاصة مع الحكومة المصرية. ان ارساء نمط تحالف بين الحكومات وشركات القطاع الخاص، يأتي على رأس جدول اعمال النيوليبرالية الاقتصادية، نمط "امريكاني" تتحول فيه الدولة الى مجرد سير ناقل للاموال من المواطنيين دافعي الضرائب، الى خزائن الشركات الخاصة العملاقة، وفي نفس الوقت، يتقلص الى الحد الادنى دور الدولة الاجتماعي.

اي 500 مليون دولار لمصر، سيذهب جلها الى عقود الشركات العملاقة، وجزء للحكومة، مقابل الاتي، بأختصار شديد:
شهدت مصر موجات حرارية عالية تجاوزت 40 درجة مئوية. أصبحت درجات الحرارة الشديدة الآن شائعة في الربيع والخريف أيضاً. شهد شهر أبريل الماضي، مثلاً، ارتفاع الحرارة في العاصمة المصرية القاهرة إلى 39 درجة مئوية.

لا يتضح ما يمكن ان يفعله المصريين للمقاومة مستقبلاً، فيما يواجهون ظروفاً صعبة لا حصر لها، مثل ارتفاع منسوب البحار، والجفاف، والتصحر، والحرارة القاتلة، في الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط.

تبلغ مساحة مصر ضعف فرنسا تقريباً، وهي بلد صحرواي تقريباً. في الوقت الحاضر، يعيش 95% من سكانها على 5.5% فقط من أراضيها، ومعظمهم على طول ضفاف النيل، شريان الحياة للبلاد عبر التاريخ. مع انحسار تدفق النهر واتساع الصحراء، تضيق السبل أمام المصريين. (ذلك قبل ان تحل الاثار الكارثية الوشيكة للسد الاستعماري "النهضة")

وبحلول الوقت الذي يصل المتوسط العالمي لارتفاع الحرارة إلى 3 درجات مئوية، مع التوقعات شبه المؤكدة بالفشل في الوقوف عند حد 1,5 درجة مئوية، بفعل مقاومة الشركات العملاقة ذاتها، ستكون عندها حقول المزارعين المصريين قد غُمرت منذ فترة طويلة في المياه المالحة. وستشهد القاهرة درجات حرارة أعلى من 50 درجة مئوية. كما أن أجزاء من الإسكندرية، وهي المدينة التي تمتعت بشأن عظيم منذ العصور القديمة، ستغرق في البحر. نظراً لكونها واحدة من أكثر البلدان تعرضاً لارتفاع درجات الحرارة، ستكون درجة حرارة مصر قد ارتفعت بما يصل إلى 5 درجات مئوية في ذلك الوقت.

إذا وصل الاحتباس الحراري العالمي إلى 3 درجات مئوية، سيرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 6.4 متر (ما يعادل 21 قدماً). من شأن ذلك أن يُغرق مساحات من دلتا النيل، ويجبر حوالي ثلث المصريين على الهجرة، وفقاً لـ"كلايمت سنترال" وهي منظمة غير ربحية مقرها في برينستون، بولاية نيو جيرسي الأميركية.
ستتفشى أزمة تملُّح الأرض التي يعاني منها المزارعيين الآن، ما يحد من قدرة مصر على إنتاج طعامها، ويجعلها أكثر اعتماداً على أسواق السلع الرئيسية العالمية المتقلبة. ومع وجود 102 مليون نسمة تحتاج إلى تأمين الغذاء لهم، فإن البلاد معرضة بالفعل لانعدام الأمن الغذائي. ويُتوقع أيضاً أن يتضاعف عدد سكان البلد بنهاية القرن الحالي. (ذلك قبل ان تحل الاثار الكارثية الوشيكة للسد الاستعماري "النهضة")

مصر هي رابع أكثر دول العالم عرضة للفيضانات متقدمة بذلك على باكستان، وفقاً لمعهد الموارد العالمية. في الوقت نفسه، لديها أدنى معدل لتشكيل رأس المال بين الدول العشرين الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، بحسب البنك الدولي. تساهم الكوارث المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات المفاجئة وتملُّح الدلتا في تفاقم المشكلات الاقتصادية للبلاد، والصعوبات في جمع رأس المال للبنية التحتية.

لكن مع ارتفاع منسوب مياه البحر، والجفاف المستمر منذ عقود بسبب تغير المناخ الذي يُضعف تدفق النيل، بدأت مياه البحر المالحة في التحرك باتجاه المنبع. جعل الملح العديد من الحقول قاحلة، وغطاها بقشرة بيضاء تتكسر تحت الأقدام. والوضع يزداد سوءاً، فالنيل يتقلص، وبالكاد يمكننا الوصول للمياه، وعندما نحفر بعمق بحثاً عن الآبار الجوفية؛ تكون المياه مالحة غالباً. (ذلك قبل ان تحل الاثار الكارثية الوشيكة للسد الاستعماري "النهضة").


المخاطر على على عروس البحر"سابقاً"، الإسكندرية!
إلى ذلك فإن دلتا النيل ليست الوحيدة المعرضة للخطر مع ارتفاع مستوى سطح البحر. فهناك أحياء كاملة في مدينة الإسكندرية الساحلية التي أسسها الإسكندر الأكبر قبل 2300 عام مهددة بالغرق أيضاً. تعاني الإسكندرية من الاكتظاظ بالسكان، كما أن بنيتها التحتية متداعية، وهي بالفعل معرضة للخطر. يُتوقع أن تعاني من زيادة تفوق 100% في "متوسط الخسائر السنوية"، ويعد هذا المتوسط أحد الآجال التأمينية التقديرية، ويُحسب بناءً على مجموع الخسائر من جميع الأحداث التي طرأت في الفترة من 2005 إلى 2050، وفقاً لتوقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي إحدى الوكالات المدعومة من الأمم المتحدة، ويعمل بها عددٌ من كبار علماء المناخ. ولا يشبه الإسكندرية في ذلك سوى مدينة بارانكويلا الساحلية في كولومبيا، التي يُتوقع أن تعاني بنفس القدر.


القاهرة الأكثر تضراراً!
ستصبح الحياة اليومية أكثر صعوبة على المصريين عقداً بعد عقد. ارتفع متوسط درجات الحرارة السنوية في مصر بمقدار 1.98 درجة مئوية منذ 1901، وفقاً لبيانات جمعها البنك الدولي. وبحلول 2100، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 5.2 درجة مئوية أعلى من المتوسط للفترة بين عامي 1971 و2000، وفقاً لمركز خدمات المناخ في ألمانيا (جيريكس). كما يتوقع المركز أن ترتفع درجات الحرارة الدنيا، ما يجعل تحمل الليالي أصعب، وستستمر موجات الحرارة لمدة 100 يوم متتالٍ.

أسوأ المتضررين ستكون القاهرة، التي تعد موطناً لأكثر من 9 ملايين شخص اليوم، واستوعبت موجات المهاجرين من المناطق النائية منذ خمسينيات القرن الماضي، بينما فر السكان الأثرياء من المناطق المركزية المكتظة بالسكان إلى ضواحي أكثر عزلة، "الكومباوندات، العاصمة الادارية، ديمجرافيا الفصل العنصري". (اوردت بعض الابحاث ان الهجرة من الريف الى المدن في سوريا كان سبب في ازياد البطالة ووفقاً لهذه الدراسات كان ذلك احد العوامل التي شاركت في اندلاع مظاهرات الغضب في 2011، في سوريا).

تغيرات شهدتها القاهرة مؤخراً، حيث تقلصت المساحات الخضراء التي كانت شحيحة بالفعل بنسبة 3% في العقدين الأولين من هذا القرن، فيما توسعت المساحات المعمارية لتزداد من 23% من إجمالي مساحة المدينة إلى 35%، مع بناء جسور علوية بعيداً عن نوافذ الشقق في طبقات متداخلة من الخرسانة وحركة المرور. اندمجت الأجزاء القديمة من القاهرة مع المدن الجديدة المحيطة الشاسعة، ومساحات لا نهاية لها على ما يبدو من المساكن العشوائية، ما أسفر عن الحال الذي وصلت له القاهرة التي تختنق حالياً بانبعاثات السيارات والأدخنة.
https://www.asharqbusiness.com/article/43652


هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث