الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


30 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها المقابل . . الموضوع السلطان السرطاني القابض . . على العقل العربي

أمين أحمد ثابت

2022 / 11 / 14
المجتمع المدني


إنه ذات المرض العضال المميت المزمن عند نخبنا وحتى عناصرها العليا ممن يجاز إطلاق الصفة عليهم مفكرين وعلماء مجال تخصصي دقيق و . . ايضا عامة اناس مجتمعاتنا العربية – يظل المجتمع العربي واليمني خاصة بإنسانه يعاني منه زمن تورث اجياله القادمة له و . . لا يعرف له علاج شافي – وموضع إصابته الدماغ ، وتحديدا منتجه المعرف ب العقل .
ورغم متراكمات المعرفة – النظرية الفكرية والتعلمية والعملية الخبراتية . . غير تلك المنقولة إرثا إليه – بصورة عفوية لا إرادية من التاريخ البشري عامة والتاريخ الذاتي لمجتمعه – والتي توجد محفورة غير مرئية الصفة في ذاكرته – لم يستطع دماغه العمل على انتاج ( عقله الراهن ) بطبيعة ارادية حرة الاختيار في تفكير متحرر عن تطبعه التاريخي المتكرر من زمن بعيد وحتى اللحظة وغدا ، والمبني على النقلية المعرفية الآلية والتقليد ، والمبنيان ذاتيا على تبعية الإرضاء بعبودية طوعية .
هذا المرض السرطاني العقلي – الدماغي يجعل كل واحد منا شريكا بشكل لا أدري عفوي طوعي يعيد انتاج جوهر مآسينا التاريخية الماضوية بسوء اكثر تعقيدا عن قبل ، رغم إجماع كل افراد مجتمعنا العربي على شعور واحد على استحالة ليس تقبل سوء الحياة القائمة . . بل وعلى امكانية كل مرء على تحمل قبح الحياة القائمة .
ومن الخصائص المرضية عضويا فينا ، تتمثل بانقياد عملياتنا الدماغية المخية لا تخرج عن مسار سيطرة الطابع المورث فينا اعتياديا وبصفة العادة المتكررة نفسها لطابع عمل الذهن ، أما المتجلي غير الحسي بمعرف التفكير العقلي . . يتمثل بعدم قدرته على تمييز حقيقة الاشياء والامور عن زيفها التوهمي خلال عملياته الادراكية ، كانت الحسية الملموسة او النظرية المجردة من المعرفة المكتسبة قبلا او المتعامل معها راهنا .
ورغم الاختلاف الظاهري – لهذا المرض السرطاني عربيا في عقل كل واحد منا – بين افراد العامة وافراد النخبة المجتمعية ، حيث تنكشف اعراضه المرضية في النسق الاول – أي العامة – في مؤشر واحد جمعي بالتقبل اللا إرادي للعيش الراهن والحياة القائمة ، المصادر فيها مقومات الانسانية ، وذلك بقناعة شبه ايمانية ب ( القدرية ) كحقيقة شبه دائمة ومتكررة طبعت فيها حياة وجود الانسان العربي و . . لا تغير او تعديل سيجري عليها . . حتى في أي زمن قادم من مستقبل الاجيال ، فهي سمة من سماتنا التاريخية . . كما تبدو في مشكل شخصيتنا او هويتنا – لذا فإنساننا العام ليس امامه غير الشكاء والصبر المترافق بحدة الطباع والشراسة الانفعالية في التعامل مجتمعيا – تحت ايمانية معتقديه بنيل جزاء تعويضيا اخروي على تحمل البلاء في الدنيا – وأيضا على التضرع الى الله بفك هذا البلاء الذي لم يعد يطاق صبرا اضافيا على تحمله ، ولا مفرج للكربة – أي تغير لحقيقة واقع حياتنا – لن تحدث إلا إن كانت رحمة من الخالق ، وهو اعلم بوضع الاسباب لتغيير حقيقة حياتنا البائسة – إذا ، . . كيف ومتى . . فالعلم عند الله وحده سبحانه وتعالى ، فنحن إلا بشرا لا نخلق الاسباب ولا نغير شيئا ، ولكنا نعمل بتلك الاسباب المقدرة من الخالق ، وله وحده تعيين كيف ومتى . . حتى تتغير حقيقتنا وواقع حياتنا بترابط مرآتي الانعكاس – أما منكشف اعراض المرض على النشق الثاني – أي النخب – فيكون على مرتبتين ، الاولى ما يطبع على شاكلتها افراد النخبة الاعتياديين ، حيث تتجلى إعاقتهم العقلية المرضية ك . . خلل في الإدراك لحقيقة الظواهر والاشياء والامور والمسائل من خلال الوصول الى جوهرها – التي يتعامل بها وتهمه – وهذا الخلل يمكن توضيحه تطبيقيا بسند قياسي نظري مجرد من علم فسيولوجية الدماغ والجملة العصبية . . بالتالي :
فكل ما هو خارج عن الفرد – منا – ممثلا بأفعال ومسلك وسلوكيات جميع افراد المجتمع الاخرين – اكانت خلال عمل الدولة او المؤسسات النظامية الحكومية والاهلية وانظمتها القانونية ومسودتها الدستورية الموجهة لعملها وسلوكها الاجرائي أو كانت خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعايش فيها او يتفاعل معها اجتماعيا . . حتى داخل بنية الاسرة المصغرة او العائلة الموسعة او حيز الصحوبيات والرفقة والزمالة أو حتى التفاعل العشوائي اليومي مع البشر في محيطه العيشي او محيطه الاهتمامي – كل ذلك بالنسبة للواحد منا كفرد تعد موضوعية بالنسبة له – وإن كان مصدرها ذاتي عامة مثله – لكونها ملموسة ويدركها حسيا ويستنتجها بتفكير مجرد قياسي ليحكم عليها كمعرفة ذهنية – وهي ذات العملية للحكم على تلك الظواهر المادية الصرفة – غير انسان المجتمع – في الطبيعة او الكون ، التي يتصف كل ما ينتج عنها ذات طبيعة مادية ملموسة ومحسوسة كاملة الوضوح لإدراكها حسيا بأدمغتنا ، والتي توصف ب الموضوعية . هذا التوضيح التوصيفي ل طبيعة إدراك الدماغ البشري عامة اولا ، أما ثانيا نحتاج الى تبيان خلل ادراكاتنا المرضية التي نحن موصومين بها ، والذي يتمثل ك خلل في نظامية تعامل امخاخنا كعملية ذهنية عقلية مع المعلومات الواصلة إليه عبر الحواس ، حيث تنعكس مختلف الظاهر والامور كلها دون استثناء وترد الى ذلك المخ على صورة مترجمات معلوماتية حول تلك الظواهر او الامور – خارج الفرد منا – من خلال شكلها وطابعها ومسلكيتها المعلمة لها – وبفعل التطبع الآلي المورث لأدمغتنا بالانقياد التلقائي للمخزون المعرفي بطبيعته المعتقدية ( الايمانية قناعة او القناعة المؤسسة عبر سيطرة الطبع الانقيادي اختيارا فينا ) ، يحدث في المخ المعاق هذا . . أن تكون يهمل تلك المنعكسات الاصلية الواردة إليه من خارجه – التي تحمل مؤشرات جوهر الحقيقة – حيث يرى فيها انعدام الاهمية ، وهو ما يجعلها متلاشية عن الفهم العقلي ومعبره في عملية التفكير والموقف التحليلي المفسر او الناقد وايضا في الاحكام التقييمية ومحدد الموقف العقلي – بينما يجد المخ نفسه عند المعالجة الذهنية المجردة للمعلومات الحسية او النظرية الواردة إليه تكون في حقيقتها ( الذاتية ) الخاصة بها غير اصيلة او صادقة ، حيث يكون ما ينكشف عنها مغايرا لأصل حقيقتها – مثل ظاهرتي الترائي والاقنعة – حيث يقوم المخ بعمليته الذهنية ( التوهمية ) بمعالجة عقلية عفوية لمعلومات زائفة تنتج في الاخير ( وعيا زائفا ) ب ( قناعة مخدوعة ) غير مدركة ذاتيا – وخلاصة حكمنا هنا ، أن اعتياديو نخبنا العربية تكون طبيعة عقولهم المتطبعة على قبول الانخداع وسيطرة الفهم المخدوع عليها كقناعة ذاتية – الموجه تفكيرهم ومواقفهم السلوكية لما هو نظري مجرد او عملي سلوكي ، بينما يغيب – عن اعاقة مرضية – اعمال قدرته الادراكية على تلك المعلومات الاصلية التي تصل إليه وتتلاشى بفعل تطبعه المعمى لبصيرته الحرة في ادراك جوهر الحقائق لكل شيء كما هي بذاتها – مثل الانخداع العقلي تحت حالة نفسية مغلقة ، ينقل البصر الى المخ ظاهرة السراب – الذي هو في حقيقته الذاتية بخار ماء مرآتيه – ينقله كماء سائل يوجه عقله كموجه سلوكي للمرء في سعيه إليه ليشرب منه – وهو ما يطبع الانسان بالانقياد لأوهام يعتقد انها حقائق قد ادركها صحة . أما افراد النخبة العليا فبقدر تميز عقولهم الاستثنائية مقارنة باعتياديي النخبة على ما هو معتقد او فهم او تصور مطلق عن سواهم يعبر عن وعي زائف لعقل توهم مريض بإعاقة ادراك الحقائق – كما هي بأصلها – إلا أن عقليتهم تلك تعاني من عرض مرضي آخر ناتج عن عملية ذهنية مطبوعة عن انقياد ذاتي لوهم من نوع آخر ، والذي يتمثل بالطبيعة التمردية للذات لما ينقاد به الاخرون – وهو شكل نسبي من التحرر الذهني – ولكن هذا التمرد مسيطر عليه عقليا – بشكل عاطفي او تعاطفي للإنسان مع نفسه – من خلال معلم اللفظ المجرد المعرف ب ( الايجو – او الأنا العليا ) للفرد منهم ، والتي هي مسيطرة على القناعة الذاتية فيهم والمتحكمة موجهة لطريقة فهمهم وتحليلاتهم واحكامهم ومواقفهم ، والتي تطبع نفسها على ظاهر منكشف العقل – عند الفرد منهم – حيث تطبع عملياتهم الذهنية في المخ على اساس انتقائي او انتخابي لمواضع من المنعكسات الواردة الى المخ – احيان بخليط مع بعض من تلك المهملة في مخ اعتياديي النخبة ، او تكون من هذه او تلك باختيارية انتقائية ذاتية صرفة – وتوجه العملية الذهنية المجردة لنشاط المخ على اساسها بلصقات معلوماتية تخيلية او معلومات معرفية نظرية مكتسبة اخرى معدلة وفق موجه الانا العليا – وينتج عند افراد هذه النوعية العليا من النخب العربية ، أن تخرج عقولهم طروحات إما تذهل الاخرين او تصدمهم وتزيد من عداوتهم ، لكونها تعري حقيقتهم امام انفسهم وتضعهم في موضع ضعيف غير قادرين على دحضها او تكذيبها – ولكن بالنسبة لنا . . ومن نعتقد اننا منهم كما نزعم – فحتى هؤلاء يسهل علينا كشف عقولهم المخدوعة ( بتوهيم الايجو ) في ذواتهم – بفرض لواصق معرفية تخيلية او نظرية معرفية محولة ذاتيا ، وجعلها اساسا تتحرك خلالها المعلومات الواردة الى المخ خلال عمليته الذهنية التجريدية – بحيث تجعل ما يرشح عنها من تصور تحليلي او تفسيري او نقدي وما ينتج عنها من احكام – لا تعد سوى انتقائية ذاتية – غير اصل الحقيقة – منها ما يقترب قليلا من جوهر الحقيقة ، ولكنها كلها في مجموعها تكون مغايرة فهما عن اصل جوهر الحقيقة ، ويصبح الحكم على هذا العقل أيضا بوجه اخر ب ( العقل التوهمي او المتوهم ) ويكون تابعا بالصفة له معرف الوعي المعبر عنه ب ( الوعي الزائف ) .

فمما سبق ينكشف لنا المعلل السببي ( الحقيقي ) المخفي والغائب عن عقولنا – نحن العرب – وراء اللغز الطلسمي الغامض - الذي لا نهتدي إليه نحن ولم يصل إليه أي من المفكرين عربا وغير عرب مهتمين بالشأن والفكر العربي الى الآن – والمتمثل بالإجابة عن ( لماذا يعاد انتاج التاريخ القديم لإنسان المجتمع العربي ) بشكل مستديم في كل المراحل المتتابعة وحتى اليوم وغدا ، و . . بسوء معلم على كل مرحلة جديدة تكون عليه مقارنة بسابقتها ؟ ؟ ؟ ! ! - وأيضا تعد زاوية رؤيتنا ذاتها معلومات علاجية معرفيا لإعادة تخليق العقل العربي بشكل سوي – ألا يقال بأن معرفة المرض ومسببه يمثل الجوهر السليم للوصول الى العلاج الاستشفائي للمرض المعني – وليكن ما طرحناه يسهم كتفكير جديد مغاير يمكننا من التداوي – هذا إن فهم أصلا ، وقدرنا على توصيله بوضوح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟