الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيرسون

خالد بطراوي

2022 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في معمعان الحرب الروسية – الأوكرانية المستمرة، ضمّت روسيا "خيرسون" اليها والتي كانت تعتبر من ضمن أراضي أوكرانيا.
وفي تطور لاحق، أعلنت روسيا إنسحابها من "خيرسون" فظن البعض أن روسيا في طريقها الى الاندحار والهزيمة.
فكيف لروسيا أن تضم "خيرسون" ثم تقوم بالانسحاب. وهل تعتقدون أيها الأحبة أن أولئك المضخمين لعملية الانسحاب والنعي بالقول أنها بداية هزيمة روسيا لا يدركون الحقيقة التي ملخصها أن التكتيكات والاعتبارات العسكرية هي سيدة الموقف في الميدان، فاطلقوا الأكاذيب وقاموا بتضخيمها ... وفي المحصلة ... صدّقوها بأنفسهم.
ثمة حقائق يجب أن تؤخذ بالحسبان هنا، أولى هذه الحقائق أن التفوق العسكري الروسي هو أمر مسلّم به ليس فقط أوكرانيا بل وعالميا، وثاني هذه الحقائق أن روسيا لم تستخدم بعد عتادها الحربي العسكري المتطور ولن تلجأ الى النووي أو ما هو أقل منه بدرجات لكنه يعتبر من الأسلحة الفتاكة، وثالث هذه الحقائق أن هناك شجاعة وحس وطني عال لدى الكثير من أفراد الجيش الأوكراني، ورابع هذه الحقائق أن الدعم الأمريكي والأوروبي المادي والبشري لأوكرانيا قد بدأ في التراجع مع إستمرار أمد الحرب. وخامس هذه الحقائق أنه وحتى تاريخه هناك حالة من الكر والفر بين القوات الروسية والآوكرانية ( خرمشة قطط)، بدليل أن إنسحاب القوات الروسية من "خيرسون" قد جاء دون خسائر وبهدوء ودون أي عدوان من جانب القوات الاوكرانية ( وبلا شك فهي تخشى أي رد فعل روسي قاس ومؤلم فيما لو فعلت). وسادس هذه الحقائق أن روسيا لم ترفع علم النصر فوق مقر الرئاسة الأوكرانية ولم تفعل أوكرانيا ذات الشىء فوق مقر الرئاسة في موسكو المعروف بـ " الكرملين". وسابع هذه الحقائق أن الماكنة الاعلامية العسكرية وغير العسكرية تسخر جلّ طاقاتها لخدمة أهدافها فتنشر تلك الأخبار التي تخدمها، وفي هذا المضمار، فقد أخفت الماكنة الاعلامية الاوكرانية وكذلك الأمريكية والأوروبية حقيقة أن انسحاب القوات الروسية الهادىء قد تم من غرب خيرسون وليس من خيرسون جميعها، فنهر " الدنيبر" يقسم خيرسون الى قسمين، ثلثين تقريبا شرق النهر أحتفظت به القوات الروسية والثلث الثالث يقع غرب النهر وهو الذي انسحبت منه .
الملفت للنظر أيضا أن عملية الإنسحاب هذه لم تقتصر فقط على العسكر، بل إمتدت لتشمل السواد الأعظم من أهالي خيرسون، وقد شاهدنا الاستقبال الخجول ممن تبقوا غرب النهر للقوات الأوكرانية وأفرادها.
هناك اعتبارات عسكرية، وهنا رؤيا تسعى للحفاظ على الكادر والعتاد والمواطن، حيث يوجد سد "كاخوفكا" المعرض في أي لحظة لفعل جنوني عسكري أوكراني عملا بمقولة " عليّ وعلى أعدائي" قد يؤدي الى غرق كل من يتواجد على الأرض الخيرسونية، وبعدها ينبري الغرب وأوكرانيا بتوجيه الاتهام الى روسيا بأنها هي من قصفت السد، وحتى لو لم يتم ذلك، فإن فتح طاقات السد دفعة واحدة يكفي لاحداث كارثة بيئية وبشرية لا تحمد عقباها.
خلاصة القول ... ليس كلّ ما يلمع ذهبا .... ولا يغرّنكم "حراريف" الاعلام الغربي، وكل الجهود يجب أن تنصب باتجاه وضع حد لهذه الحرب الدائرة والتوصل الى اتفاق سلام قد يرمم العلاقات الروسية – الأوكرانية وخاصة علاقات القرابة والمصاهرة تلك التي تحتاج الى عقود من الزمن لتندمل جراحاتها ، لكن التاريخ سجلّ في سفره أحداث هذه الحرب مع كل تداعياتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير