الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا أنتم فاعلون ؟

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الناس بإنتظار أن تتوافر الظروف لتتضافر العوامل الخارجية على التوفيق بين الأفرقاء في الداخل و السماح بأن يعلنوا عن زوال الغُمّة و أن " لا غالب و لا مغلوب " ، تكرارا للكذبة المعروفة و الممجوجة .
من البديهي ألا نتوقف للنظر في المؤثرات الداخلية ، فتكاد أن تكون البلاد مجوفة ، فارغة ، كأنها لم تعد مسكونة إلا من زعماء الطوائف الذين أطلقوا من عقالهم فاضطهدوا الوطنيين ووأدوا الأمل بقيام دولة وطنية ، ثم تربعوا على كراسي الحكم .
خذ مثلا على ذلك في حكاية رجل أعمال استدان من الناس و من المصارف خصوصا مبالغ طائلة بالعملة الوطنية ثم بدّلها بالدولار الأميركي على أساس سعر صرف مخفض اصطناعيا ، ليحوّلها بعد ذلك إلى مصارف أجنبية ، قبل تعويم العملة الوطنية الذي نتج عنه ارتفاع سعر الدولار أكثر من عشرين ضعفا .
اللافت للإنتباه هنا أن هذا الرجل استطاع ، توازيا مع عمليات النهب غير المباشر التي ارتكبها ، الحصول على كرسي في السلطة تحصن فيها ، مثل جميع الجلساء الآخرين على كراسي السلطة .
هذا غيض من فيض ولكن لسنا هنا في معرض ترديد ما بات معروفا من الملأ وإنما نتساءل عن الخلاصات التي يمكن استنتاجها مما جرى و يجري كونه غير مقبول في ظاهر الأمر من غالبية المعنيين ، بل هو مستنكر و مُهين للوجدان الجمعي ، ناهيك من أنه يمثل خطرا داهما على الوجود و البقاء ، لا سيما أن الجلساء على كراسي السلطة قاربوا الإنتهاء من محو الثقافة الوطنية و القومية و من بيع الأرض و سمائها و مياهها النهرية و البحرية . لا تقوم الأوطان على المال القذر و القوة المفياوية .
مجمل القول ماذا انتم فاعلون أيها الناس ؟ هل أنتم متجهون نحو حل جماعي للأزمة الإجتماعية ـ الوطنية التي أوقعكم فيها جلساء كراسي السلطة ؟ ام أنكم ما تزالون مُصرين على اتباع سلوك فردي ، اثبتت تجاربكم و تجارب غيركم في هذا العالم ، انه يفضي إلى حلول وهمية و مؤقتة ؟
تجدر الملاحظة هنا إلى أن جلساء كراسي السلطة ليسوا بالقطع محل ثقة ، فهم جالسون منذ عدة عقود زمنية ، فلا جدال في انهم اساؤوا للناس جميعا أخلاقيا و ماديا . لعل الصفة المشتركة التي يتميزون بها هي أنهم يعتبرون أن الحكم هو جوهر الدولة ، و أنه يرتكز على دعامتين هما المال و القوة . فبواسطتهما يتحول قصر الحاكم إلى محجة للفقراء . اذا نرى أن لكل حاكم قصره و ماله وجنده .
كان الأباء في الماضي يسافرون بحثا عن وسائل يعيلون بها أبناءهم ،بينما الأبناء يهاجرون في الحاضر . في المقابل يُهرّب جلساء كراسي الحكم رؤوس اموالهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن