الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويسري قطار العمر ...

عزيز الخزرجي

2022 / 11 / 16
الادب والفن


و يسري ...
قطار العمر ؛

لا يتوقف ..
ربما لم نختر نحن محطتنا الأولى، و لا نعلم متى نصل الى آخرها .. و لم نُحدّد نحن موعد انطلاق قطار حياتنا، و نحن في غفلة، تمرّ السنون تلو السنين والاعوام كثيرة .. مثل طيف أحلام دون أن نشعر بذلك، و مراحل العمر أشبه ما تكون بالمحطات التي ننتقل بها من محطة لأخرى حتى يصل بنا المطاف إلى أن يقف بنا القطار عند محطتنا الأخيرة.

و الناس تلهث و تتدافع وتتخاصم عند تقاطع المصالح .. كما هي سُنّة الحياة خصوصا في بلادنا المتهوّرة، و يتحولّ التدافع الطبيعي إلى خصام و شرور لدى الكثيرين، و يتحكمّ الحسد والطمع في نفوس البعض، أو الحقد و الغضب أو الشهوات الغرائزية المنفلتة، وقد يتحوّل التدافع لدى بعض القوى الكبرى وغيرها إلى شرور وحروب وقتل ودماء، و«الغاية تبررّ الوسيلة»!
حتى السرقات العلنية تُبرّر بالف تبرير
لضمان السيطرة أو الهيمنة على طول الخط، فيسهم الإنسان في قتل أخيه الإنسان بوحشية لا مثيل لها، حتى تحوّل العالم اليوم إلى عالم تحكمه الأنانية واللا أخلاقية والظلم و الانتهازية والوحشية، لتضيع .. بل ضاعت أعمار الملايين والمليارات من البشر ضحية لقسوة وبطش البشر الآخرين!

ولا أحد يتوقف لحظة ليسأل نفسه او يتسآأل:

لماذا يحدث كل هذا؟

ومن يُحدثه يعلم أنه زائل؟

و يقول الشاعر:
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغن البكاء و لا النحيب ..
عريت من الشباب وكنت غضاً ..
كما يعرى من الورق القضيب ..
فيا ليت الشباب يعود يوماً ..
فأخبره بما صنع المشيب!

لكن مع كل ذلك يمكننا ان اردنا أن نقود نحن
و ان نوجّهه الى محطاتنا .. و الى مستقبلنا.. لتحديد مصيرنا.

فلتكن حياتنا رحلة معرفية لا ظلامية .. تمضي بنا من محطة الى محطة اخرى في طريق تحقيق أحلامنا..

فالعمر يمضي وايُّ عمر هذا الذي عشناه وسط الجهل ...؟
يمضي .. بل مضى بغرور مثل قطار لا يعرف التوقف ، يمرُّ على محطات الحياة واحدة بعد الأخرى ...
و قد نود احيانا لو يعود بنا القطار الى محطة ما ... لكن قطار الحياة لا يعرف العودة أيضاً ، فهو كالمجنون يواصل رحلته الدائمة من محطة البداية.. مسرعة تارة و بطيئة احيانا .. الى محطات المستقبل بكل ما تحمله من مفاجآت ..
البعض منا يجلس في مقعده في القطار بصمت يتأمل الحياة من النافذة ...و البعض يحاول أن يتفاعل مع الخيال ... ليجعل لرحلته هدفاً و غاية وبرنامجا ...

و بعض اخر .. ينتظر بشوق المحطة القادمة و آخرين يحاولون بجهد ان يوقف القطار !!
ترى ... كم من الناس يعرفون إلى اين يسير قطار حياتهم؟
.. وكم منا على الاقل يعرف محطته القادمة ؟..
أغلبنا للأسف ولد في القطار ... و لا يعرف إلى أين يمضي .. ومتى تتوقف .. يحاول  البعض جاهدا دفع السيئة بالحسنة، و يتمنى لو طال به العمر ليكثر من عمل الخير، و هو يعلم تمام العلم أن الجنة محفوفة بالمكاره، وأن أعمالنا في الخير لو بلغت عنان السماء لن نذوق طعم الجنة بها!

اما الكونيّيون فهم وحدهم عرفوا اسرار الوجود .. بعد ما عبروا محطات المشوار بسلام وصدق ليخلدوا الى الابد ..

و رغم ذلك فنحن نقول ان رحمة الله وسعت كل شيء، وندعوا للجميع حتى الذين ظلمونا بالهداية والصلاح ..
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنك رحمة...)
عزيز حميد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق