الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فسحقًا للحياة!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لو عاش الشاعر العربي أبو القاسم الشابي حتى الساعة، لرفع راية الانصياع لهذا الواقع مثله كبقية شعوب عربية متحصنة وراء حظيرة القطيع، فقد أضحى الرضوخ للواقع والتحصُّن فيه، هو الإرادة الشعبية...لم تعد هناك أحلام، لا طموحات، لا جموح كما سنوات الجمر مع الأجيال المنصرمة، الانصياع للأمر الواقع والتكيف معه، هو الأمر الواقع، فبينما غالبية شعوب الكرة الأرضية تشهد تململاً يكاد يلامس حافة الانفجار مما وصل إليه العالم من احتقان نتيجة إدارة زعمائه الأزمات المتلاحقة، منذ كورونا مرورًا بحرب أوكرانيا وصولاً لأزمات الغاز والأسعار والانهيارات المتتالية للحكومات التي عجزت، فسقطت أغلبها حتى بلغنا الحكومات اليمينية المتطرفة كما في إيطاليا انتقامًا من الشعب للحكومات المتلاحق التي فشلت بإدارة الأزمات ومرشحة حكومات أخرى بالسقوط في بركان الفاشية إذا لم تسارع الحكومات بإنقاذ سلة الغذاء والغاز.
المشهد هذه الشعوب في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بدأت تنتقم من حكوماتها باختيار حكومات يسارية بدلاً من الحكومات اليمينية والليبرالية التي فشلت فشلاً ذريعًا في تحضير سلة الغذاء والحريات. ففي تشيلي والأرجنتين وبيرو وبوليفيا صعد اليسار في موجة مقلقة للولايات المتحدة، في المكسيك وكولومبيا نجح متمرداً سابقاً، فاز بقيادتها بعد عصور مدمرة من الفقر والإحباط، فقد اختار الناخبين المحبطين من عدم المساواة رئيسًا يساريًا ثوريًا ضد مرشحين محافظين موالين لأمريكا. وترتسم صورة صعود اليسار بأمريكا اللاتينية في أشنع مشهد حفز واشنطن على الرعب من اختيار رئيس يساري في قمة السلطة بالمكسيك مع شقيقتها الحامية الولايات المتحدة وبوابتها الخلفية التي ظلّت طوال تاريخها خاضعة البيت الأبيض.
الشعوب لم تعد تخضع للأمر الواقع كما حال الشعوب العربية، لبنان نموذجًا وبقية شعوب المنطقة الخاضعة والمتكيفة مع الواقع المفروض، ففي البدء ترتفع عقيرة هنا وهناك، ويحدث التململ بل وحتى الهيجان والاحتدام ولكن سرعان ما تصفق هذه الشعوب لحكوماتها دون مبرّر سوى الخذلان والاستسلام والرضوخ والتكيف مع الأمر الواقع وهذا أسوأ امتهان عندما تتكيف مع الأمر الواقع وأبرز نموذج للتحرر والتمرد على هذا التابو اليوم هو الشعب الإيراني وتحديدًا بصورة أخاذة ومنقطعة النظير المرأة الإيرانية التي أحرقت حجابها وهذا ما عنيته بالخروج على الأمر الواقع والتحرُّر من سياسية التكيف مع الواقع التي تحكم الشعوب العربية اليوم مجتمعة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار