الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذة نفيسة جوهرة الحركة النسوية السودانية النفيسة

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 11 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يعيش الشعب السوداني لحظات خالدات في الذكرى السابعة عشر لرحيل رائدة الحركة النسوية السودانية المناضلة الملهمة نفيسة محمد كامل محمود التي سطرت بنضالاتها وتضحياتها ملاحم تاريخية علي أنصع صفحات النضال التحرري للرعيل الأول ممن صنعن التاريخ؛ حيث وضعت اللبنات الأولى للكفاح النسوي التحرري في السودان، وإنتظمت مع رؤيتها الإنسانية وحراكها النسوي أطول الصفوف النسائية والرجالية للنضال المشترك من أجل التغيير والتحرر ونهضة هذه البلاد.

اليوم مع سطوع شمس ذكراها الخالدة نعاود مطالعة صفحات التاريخ بعيون مبصرة لما آل إليه الوطن وإختلالات الأحوال الإجتماعية في المدن والأرياف، وبروز قضايا النساء بأشكال مختلفة، وصعود أجيال جديدة متعددة التصورات والمطالب وآليات الكفاح سواءً كانت في الريف أو المدن، وتتأثر جميع التيارات النسوية بمتغيرات المشاهد السياسية والإقتصادية والأمنية، وكلها تيارات صاعدة وصامدة ولديها قضايا كبرى لا بد من تحقيقها لتعيش المرأة حياة عادلة ومزدهرة.

عملت الأستاذة نفيسة كامل لبناء الحركة النسوية السودانية النورانية الفاعلة طوال حياتها دون كلل أو ملل، وظلت تناضل لإنهاء مظاهر التهميش والتمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة في كافة مناحيها، وبعد نضالات النساء الطويلة والمستمرة في الريف والمدن حصلن علي تمثيل في المواقع القيادية بنسبة 25% في إتفاقية نيفاشا، وإستمرت المشاركة النسوية بعدها في ميادين الكفاح التحرري حتى إندلاع الثورة المجيدة، وقد تم رفع نسبة المشاركة النسوية في المواقع القيادية إلي 40% كما ورد في إتفاقية جوبا لسلام السودان.

لقد كانت أمنا الباسلة نفيسة "الجوهرة النفيسة" وزميلاتها الباسلات وبنات جيلها الصامدات من دعاة السلام والعدالة الإجتماعية وحفظ الحقوق السياسية والمدنية للسودانيات والسودانيين، وقدمن صورة مضيئة لحركة التنوير والتحرر والتغيير من أجل بناء الدولة الحديثة والمتطورة التي تمثّل مفتاح صندوق الحريات والحقوق السياسية والمدنية للجميع؛ ورغم العثرات التاريخية والمعاصرة ما زالت الحركة النسوية الريفية والمتمدنة تتمدد وتتقدم بخطوات ثابتة نحو غاياتها المستقبلية؛ حيث تكون المرأة شريكاً حقيقياً للرجل في كافة المجالات المهنية والمواقع السياسية القيادية.

ولدت الأستاذة المناضلة نفيسة كامل بمدينة سنار في العام 1916م، وعاشت حياتها في مناخات سودانية مختلفة، وقد تلقت التعليم الأولي في إرسالية بورتسودان المختلطة لفترة (7) سنوات؛ ثم إنتقلت إلي منطقة مروي لتلقي تعاليم اللغة العربية والإسلامية قبل ولوجها للتعليم المدرسي، وتزوجت من الأستاذ حسن علي كرار في العام 1930م، وقد دعمها زوجها لمواصلة التعليم في المدرسة الوسطى، ويعتبر تواصلها مع الأديب المستنير طه حسين نقطة تحول فكري للأستاذة نفيسة كامل، وبدأت نشاطها العام عام 1940م من خلال مشاركتها في مؤتمر الخريجيين، وإنحازت في أعمالها ورؤيتها الإنسانية لقضايا الكادحيين والفقراء، وكانت شاهدة عصرها كونها عايشت الكثير من التحولات الوطنية من التغيرات الثورية والسياسية المختلفة في السودان.

بدأت الأستاذة نفيسة كامل كتابة مقالات إجتماعية تنشرها بمجلة كردفان، وبعدها تحولت إلي تحرير صفحة نسائية تعتبر أول لوحة نسوية ترسمها في تلك الحقبة التاريخية المليئة بتناقضات فكرية وإجتماعية واجهتها بجسارة؛ ثم وطأ الجيل الجديد أشواكها لبلوغ ما ناضلت من أجله الأجيال السابقة، وللأستاذة نفيسة عدة مقالات منثورة في الصحف السودانية مثّل "الأيام والصحافة والسودان الجديد وغيرها"، وفي العام 1951م كونت الجمعية النسائية الخيرية بالأبيض، ومنحتها جامعة الأحفاد للبنات درجة البكالريوس الفخري في التربية ورياض الأطفال عام 1993م، وأسست جمعية حماية الطفولة والأمومة عام 1960م، وفي العام 2005م إرتفعت روحها الطاهرة إلي الأمجاد السماوية، وبقيت ذكراها لوحة خالدة في تاريخ السودان.

17 نوفمبر - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي