الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة جديدة ل -محلات الزهور وشهادة على العصر

عبد السلام الزغيبي

2022 / 11 / 18
مقابلات و حوارات


قبل أيام قليلة تم فتح صفحة جديدة للمكان الذي عُرف تاريخيًا باسم "حديقة الزهور" - على الجانب الغربي من الفناء الأمامي للبرلمان، بشارع فاسيليسا صوفيا. حيث جرى الافتتاح الرسمي، بحضور رئيس مجلس الوزراء.
نحن الذين حضرنا لليونان قبل سنوات طويلة، تعودنا على منظر الورود والزهور مفروشة في باقات امام المحلات الكثيرة المفتوحة ساعات النهار والليل، ولكن قبل ثلاث سنوات تقريبا بدأت تغلق ابوابها .. للصيانة والتطوير كما قالوا، لكني عندما ذهبت في ليوم التالي للافتتاح الجديد ، لاحظت الفرق مقارنة بالماضي . فمن بين 11 محل لبيع الزهور كانت موجودة هناك، بقي اثنان فقط. وفتحت مساحة بينهما.. أما الزهور والورود التي كانت تفترش الرصيف فقد وضعت خلف الواجهة الزاجية بينما توزعت الغرف الاخرى مابين محل يبيع الهدايا التذكارية والتحف الموجودة في جميع أنحاء اليونان ، واخرى عبارة عن نسخ طبق الأصل من ورش العمل و مجموعة من منشورات مؤسسة البرلمان.
قمت بزيارة احد اصحاب المحلات القدامي . التقيت بالسيد (سبيروس كونديانيس)، وهو أحد المخضرمين في المنطقة ، الذي رحب بالحديث معي. وهو شاهد على الاحداث، بل الوحيد الذي يستطيع أن يربط الماضي بالحاضر. حيث امتلكت عائلته متجرًا لبيع الزهور هناك منذ عام 1932، حسب قوله.
حين سألته منذ متى وانت هنا، قال:"لقد كنت هنا منذ أن كنت ارتدي سروالا قصيرا ( شورت)، حين كان الناس يصطفون عند باب المتجر ، لقد مضي علي اكثر من اربعين عاما هنا".
وماذا عن ذكرياتك عن تلك الفترة الطويلة؟ قال: "الشيء المثالي بالنسبة لي ، لأنني عشت أيام متاجر الزهور الخوالي ، هو أن اشهد إعادة فتح جميع المتاجر البالغ عددها 11 متجرًا.
في الخمسينيات وإلى أواخر السبعينيات - كانت متاجرنا مفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم. كان الأمر يتعلق بازدهار النوادي الليلية في ذلك الوقت ، عندما كانت هناك محلات البوزوكيس. كان بائعو الزهور مشغولين ، على الدوام.
وماذا عن الأحداث التاريخية التي شاهدتها طوال هذه السنوات الطويلة؟ أجاب:" كنت شاهد عيان من خلال متجر الزهور الخاص بالعائلة، كنت في السابعة من عمري عندما رأيت دبابات المجلس
العسكري تمر من الخارج.
وماذا شاهدت ايضا؟ عندما تكون في قلب وسط العاصمة ، تشهد الكثير: "بالطبع لدينا أيضًا تجارب سيئة - كان هناك الحادث الدموي الذي وقع في اثناء استعداد الزعيم اليوناني كارامانليس
لالقاء خطابه في التجمع الانتخابي لحزبه في ميدان سنداغما القريب من المكان في 19 نوفمبر 1977 ، (وهو اليوم الذي صادف زيارة الرئيس الراحل انور السادات للقدس)، حيث وقعت احداث
امام السفارة المصرية ،( نتج عنها اطلاق نار وجرح شخص ووفاة اخر) مما سبب في حالة ذعر وادى ذلك إلى هرج ومرج وحالة ذعر وخوف بين أنصار حزب الديمقراطية الجديدة الذين كانوا
يملؤن شارع فاسيليسا صوفياس ودبت الفوضى وهرب الكثيرون. اضطررنا الى قفل المحل مبكرا، وفي اليوم التالي،وعندنا وصلنا بالقرب من المكان، وجدنا عشرات الأحذية مرمية في الشارع في
الصباح.
ويواصل السيد سبيروس كونديانيس رواية شهادته:" لقد شاهدت مظاهرات صاخبة، ومسيرات سلمية،في مظاهرة لأصحاب المعاشات ، حصل تدافع ووقع الجميع فوق محل الزهور ، وتحطمت
محتوياته، وفي حادثة أخرى مضحكة، كان جندي جالسًا على حافة سقف المحل، وربما من ضربة شمس سقط على الأزهار وحطمها!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا