الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية الحياة المسرحية ....التماعة 31 في ذكرى الحياة المسرحية للأستاذ نجيب عبد اللطيف

محمد نور الدين بن خديجة

2022 / 11 / 18
الادب والفن


هذه المداخلة قرئت نيابة عن الاستاذ المسرحي والممثل والكاتب نجيب عبد اللطيف في نشاط الذكرى العاشرة لتاسيس جمعية الحياة المسرحية سنة 1997 بدار الثقافة دوار العسكر مراكش .



تحية ثقافية صادقة مناضلة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في البداية أستميحكم عذرا إذا ما استرقت لحظة من جمعكم هذا .. لأقدم كل الاعتذار عن هذا التغيب القسري لأسباب شخصية .. حالت بيني وبين لقاء طالما رجوت أن يتحقق .
ولعل الابتعاد القهري والاضراري عن الحياة المسرحية ..سيمكنني من التأمل الهاديء في تجربة التأسيس التي ولدتها أسئلة عميقة ..ربما لازالت مطروحة حتى الآن ..ففي هذه الورقة ..سأحاول في عجالة إعادة تركيب الظروف المصاحبة لعملية تأسيس الجمعية وإعادة صياغةالأسئلة التي شغلتنا ونحن نتهيأ لخلق جمعية الحياة المسرحية .


أولا : ـــ مرحلة ماقبل التأسيس :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـــ هاجس التكوين والقطب الواحد في المعرفة المسرحية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعلم الجميع أن الجمعية الوحيدة التي ظلت ولفترة طويلة مشعة في الحي الحسني دوار العسكر .. هي جمعية نادي الهواة .. حيث كانت الممارسة الجمعوية فيها تخضع لروابط عائلية أكثر منها جمعوية .. وعلى الرغم من العفوية التي طبعت أداءها ..فإن عطاءاتها مايزال يشهد لها التاريخ المسرحي بالمدينة . ولعل ما كان وراء كل هذه العطاءات .. هو هاجس التكوين المسرحي ..والكل يشهد بمستوى الأداء الذي يتميز به أعضاؤها في التشخيص .
وبحكم أن غالبية الأعضاء كانوا في مستوى ما دون التعليم الثانوي أو في مراحله الأولى .. فإن القطب الوحيد في التوجيه والممارسة المسرحية ظل لفترة طويلة يتجسد في شخص الرئيس أنذاك ّ * محمد منين ـــ .. فلا يمكن نكران الايجابيات الأولى في الثقافة المسرحية التي اكتسبها الأعضاء القدامى من خلاله في هذه الجمعية .


2 ـــ تنامي الربة في التجاوز وتنامي الوعي بسؤال الإبداع وسؤال الواقع :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع أواسط الثمانينات ستدخل نادي الهواة في منعطف جديد ، من دوافعه التحاق أغلب الأعضاء بالتعليم الجامعي ، وانفتاح الجمعية على بعض الأطر الفاعلة في الميدان المسرحي ، نخص بالذكر الأستاذإبراهيم الهنائي * والأستاذ مولاي الحسن الادريسي * ، ثم تأثر الجمعية بالمحيط المسرحي المحلي ـــــ ظهور بعض الجمعيات الجادة : جمعية ابن بطوطة ــ نادي خشبة الحي ــ وإشعاعهما إلى جاتب جمعية الرحالة :: ــــــومن جهة أخرى تأثر الجمعية بما شهدته الساحة السياسية من تنام للفعل التقدمي وتصاعد الحركات الاحتجاجية وتاجج الصراع الاجتماعي ــــ أحداث يناير 1984 بمراكش ـــ .
هذه التأثيرات الداخلية والخارجية ، ساهمت بشكل فعال في خلق نقاش داخل الجمعية ، وطرح أسئلة جوهرية بخصوص الممارسة الجمعوية بصفة عامة وكيفية التعاطي مع قضايا المسرح .ح بعض
ومن جمملة الايجابيات التي سجلت خلال هذه المرحلة :
ـــ تصحيح بعض المفاهيم المرتبطة بالممارسة المسرحية ، سواء في التشخيص أو الإخراج المسرحي أو النص .
ـــ طرح سؤال الإبداع ببعديه الشكلي والمضموني .. والتركيز على العرض المسرحي في جانبه المرئي .
ـــ مواجخة سؤال علاقة الثقافي بالسياسي ، وبالتالي ربط سؤال الإبداع بسؤال الواقع ، وطرح إشكالية الهوية والنتماء .


3 ـــ تعميق الوعي بالثقافة المسرحية وتعدد القطبية في المعرفة المسرحية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــ طلت الققضايا السالفة الذكر ، تطرح باستمرارفي جلسات الجمعية ، بحضورفاعلين خارج الجمعية أحيانا ، وكان هاجس التكوين وتوضيح غايات الممارسة المسرحية تشغل بال جل الأعضاء
وفي هذا الإطار حاول الرئيس أنذاك أيجاد مخرج ـــ الأستاذ محمد مونين ـــ لهذه الأزمة ، بالخصوص في غمار الكتابة المسرحية ، وأخذالمبادرة في صياغة أجوبة للانشغالات السالفةالذكر. فأنتج محاولتين : ــ بابا قرويش يحذق و ــ بشار الزندقة .
لم تستجب المحاولتان لعمق المناقشات التي دارت حول القضايا الركزية لاعتبارات شتى ، في مقدمتها أن الحبكة الدرامية التي كانت تنقصها كانت تؤثر على مستوى الأداء الجيد للممثلين ، أضف إلى ذلك أن افناح أغلب الأعضاء الفاعلين على الحقل المسرحي والمناهج الأدبية والنقدية ، وكذا انتشار الثقافة المسرحية التي أسست لها عدة ملتقيات مسرحية ـــ مكناس ..أكادير .. المحمدية ...ـــ مكن من وضع الحاولتين في محك النقد المسرحي ــ بمفهومه العفويــ وذا دون إغفال ضعف إمكانيات إنجازالمسرحيتين .
وبعد تبني المحاولتين .. عادت المناقشات داخل الجمعية لتتخذ بعدا آخر ألخص مجرياتها كالآتي :
ـــ الرغبة في تجاوز الممارسة والفهم السائد في إطار نادي الهواة للعمل الجمعوي .
ـــ الرغبة في الرقي بالإبداع المسرحي من خلال الانفتاح على التجارب التي كانت تقددم في المدينة .. ثم ضبط آليات الاشتغال وفق تصورات سينوغرافية محبوكة خصوصا وأن التحليل السيمولوجي سيطر على الساحةالمسرحيةحينئذ .
ـــ استحضار سؤال الواقع في علاقته بالكتابة المسرحية بكل تجلياته ، والمواقف السياسية التي تتطارح أنذاك لمعالجة نفس القضايا والموضوعات التي يتناولها المسرحي بدوره .وكتتويج لهذا المخاض العسير لاحت في الأفق تباشير أولى لتجاوز المأزق الذي بلغته نادي الهواة مع أواخر الثمانينات . تجليات هذه التباشير جاءت مع المحاولة الثانية للأخ مهدي حلباس في :مسرحية، ــرحلةالرجل الطيب عن مأساة أ بي ذر الغفاري ... مع الإشارة إلى أن المحاولة الأولى التب بدأت بمعمل التأليف وانتهت على يد مهدي حلباس بعنوان : ــ زرياب ــ والتي لم يفهملحد الآن لماذا لم يكتب لها الخروج ولم يعرف مآلها .
فإلى جاتب الأخ مهدي حلباس * كانت التصورات الإخراجية لعبد القادر منير وحسن الأداء للأخ التمار والشالي تساهم في مجموعة متعددةالأقطاب في الأداء المسرحي ،ولا ننسى كذلكا ابوخالد ومحجوب نحاس ....قوبلت تجربة مهدي حلباس بنوع من الارتياح ، خاصةوأن الكل ساهمفي إغنائها ..لكنها مع ذلك ستساهم في إفراز مجموعتين داخل نادي الهواة مجموعة تحول التوفيق بين الرؤى القديمة زمجموعة ترغب في التجاوز والمضي نحو التجديد وتوسيع هامش الخلق والإبداع .


ثانيا : ـــ مرحلة التأسيس :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 ـــ تجديد في الإبداع :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليس من السهل التوفيق بين نظرتيينن متعارضتين ، وليس من الأمر الهين الانصياع للأمر الواقع ، فبالرغم من الجو العائلي الذي احتضننا في برد الشتاء وحر الصيف ونحن نتدرب في فيافي دوار الحرش وأزلي .. بالرغم من هذا كله ، أحست مجموعتنا أننا في مفترق الطرق ، والتباعد بيننا يأخذ أبعادا كثيرة ..ز وخاصة على مستوى فهم الممارسة الجمعوية والمواقف المتجدرة التي ينبغي أن تكون لها في الجانب الإبداعي أو في جانب طرح القضايا . فلهذا كان الاختيارصعبا واستقر على نأسيس جمعية الحياة المسرحية وربما شاءت الصدف أن يكون الاسم مطابقا لإحدى المجلات السورية التي كان لنا بها الاحتكاك الأول في تنمية معارفنا المسرحية . كان التأسيس مبنيا على مشروع قد نجازف إذا صرحنا بأنه كان متكاملا . إلا أن التكامل فيه كان يظهر على مستوى النص الذي أنتجه مهدي حلباس ، لأنه يحمل إرهاصات هذا المشروع .
أنجزت مسرحية ـــ رحلة الرجل الطيب ـــ التي يعرفها الجميع ... وخرجت الجمعية إلى الوجود ، وأحرزت على جائزة البحث السنوغرافي ، كما جالت عدة ملتقيات ، ونال العرض حضه غير الكافي من النقد الصحفي .


2 ـــ تجدر في المواقف الإبداعية والتنظيمية والموضوعاتية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في ارتباط بالأسئلة التي كانت تشغل بالنا قبل التأسيس ، فإن الجمعية حين ولادتها انخرطت في الفعل التنظيممي للحركة الممسرحية كما جسدت أهدافها في إعلان مواقفها المنحازة للثقافة المتجدرة ، ثقافة التغيير ثقافة التنوير ضدا على أشكال التضبيع والتمييع ، وانعكست هذه الرؤى سواء في مساهمتها الأدبية داخل الملتقيات وفي عرضها المسرحي ... الخ


3 ـــ ضعف التنظيم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم تكن تجربة التأسيس تخلو من مشاكل تنظيمية ، كما أنها لم تستطع تجاوز الحمولة القديمة لما كان سائدا في إطار نادي الهواة . إذ ظلت العفوية تطبع عملنا . وأظن أن هذه السمة تلازم كل تجارب الهواة ، فعلى الرغم من انسجام فريق العمل ، فإن ضعف التجربة السابقة تمنع تمثين الهياكل التنظيمية للجمعية . مما جعلها في اعتقادي تعرف حالة مد وجزر حتى بعد أن ابتعد عنها الأعضاء المؤسسون . ولهذا نعيد بعض الأسئلة التي واجهتنا ونحن على أهبة التأسيس :
أ ــ بأي صيغ يمكن أن نعيد للعمل الجعوي حيويته ؟ ...
ب ــ على الرغم من كل محاولات التجديد لماذا تتعرض أغلب الجمعيات إلى عملية تكرار الذات ؟ ...
ج ـــ لإخراج العمل الجمعوي من نخبويته في أي اتجاه ينبغي توجيهه ، نحو التخصص أو نحو الجوانب المتعلقة بالتنمية والأعمال التعاونية والإنسانية والخيرية وغيرها ... ؟ ...




... وفي الختام تحية إلى الإخوة في جمعية الحياة المسرحية والإخوة في جمعية ابن تومرت والإخوة في جمعية نادي الهواة و للحضور الكريم .

ــــ أخوكم نجيب عبد اللطيف
مدينة الفقيه بنصالح 29 مارس 1997





ــــ نشرت هذه المادة بالنشرة التي كانت تصدرها جمعية الحياة المسرحية تحت مسمى : الخطى ــ العدد 1 شهر يناير 2000
وتضمن العدد المواضيع التالية :
ــ الغلاف ، لوحة للفنان لحسن الفرساوي مع تضمين لقصيدة للشاعر الشهيد من جنوب إفريقيا بنيامين مولويزي .
ـــ كلمة العدد
ــــ كلمة الذكرى الثانية عشرة لتأسيس الحياة المسرحية .
ـــ كلمة افتتاح نشاط الذكرى الثانية عشرة .
ــ جمعية الحياة المسرحية بين الدوافع والظروف المحيطة بالتأسيس . للأستاذ نجيب عبد اللطيف .
ـــ الثقافة والديمقراطية للأستاذ والمناضل عبد الغني القباج .
ـــ إبداع ومبدعون : في اتجاه نخلة الحب // مهداة لروح تشي غيفارا لمحمد نور الدين بن خديجة
ـــ على نهجك فاتح أيار لمسرحي والمناضل لحجاب أبو جمال كتبها بسجن بولمهارز في 1 ماي 1997
ــشاعر يقف عل حافة البركان : موضوع عن الشاعر مظفر النواب .
ــ في الريح السيئة يعتمد القلب ، شعر مظفر النواب .
ـــ صفحة الغلاف الأخير : مقتطف ن موضوع الثقافة والديمقراطية للمناضل عبد الغني القباج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثقافة الاعتراف أو لانكون
محمد نور الدين بن خديجة ( 2022 / 11 / 18 - 18:37 )



ــــ الاستاذنجيب عبد اللطيف أحد أعضاء نادي الهواة ـ عضو مؤسس لجمعية الحياة المسرحية ثم الحياة الثقافية بالفقيه بنصالح ... ومنشط للأندية المسرحية والسينمائية بالثانويات التعليمية بالإضافة لكونه مؤلف مسرحي

https://www.google.com/search?client=opera&q=المسرحي+نجيب+عبد+اللطيف&sourceid=opera&ie=UTF-8&oe=UTF-8#fpstate=ive&vld=cid:7836e9ea,vid:4XWwJ6jUZgU


2 - شهادة اعتراف وتقدير
محمد نور الدين بن خديجة ( 2022 / 11 / 18 - 20:13 )


المرحوم محمد مونين قيدوم مسرحي الحي الحسني دوار العسكر مراكش والأب الروحي للمسرحيين بالحي الحسني دوار العسكر




https://ar-ar.facebook.com/SMPADmarrakech/videos/شهادة-سجلها-المسرحي-الراحل-محمد-مونين-بمناسبة-حفل-تكريمه-قيد-حياته-من-طرف-جمعية-/679717255803921/



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا