الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال قصير

عذري مازغ

2022 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تصوروا! لن احدثكم عن شيء جديد، صحيح، نحن المهاجرين متسولو ن في أوربا، لكن ليس تماما إلا من غفر ذاته: كان محتاجا ووجد في أوربا ، حاجته، انا لست هذا المهاجر
في بداية القرن 21 سالني صحفي فرنسي، حينها كنت مبهورا بحقوق الانسان في اوربا، وأصلا، قبل هذا، لم افكر في الهجرة، عندما تدهورت الامور كان علي ضغط اجتماعي واتهمني أقاربي أني اخاف من البحر والحقيقة نعم: كنت اخاف من البحر.
كنت اخاف أيضا من الاغتراب الهجري!
أجاب على الصحفي إنسان إفريقي رائع من الكامرون: نحن هاجرنا إليكم لنسترد قليلا مما سرقتموه من ثروة إفريقيا! بدون شعور عانقت الكاميروني الأسود، كان جوابا رائعا زلزل كل كينونتي .
في كثير من الاحيان كنت افكر وأنا مهاجر بإسبانيا: كيف لهم دفع اجور التعويض عن العمل ؟
سألت الكثيرين من المواطنين الإسبان وكان الجواب غير مقنع: الطبقة العاملة القديمة (أي هؤلاء الذين يتمتعون الآن بمعاش جيد، دفعوا قبلا في الضمان الإجتماعي (الضمان الاجتماعي بما يعنيه في العقل الجمعي المغربي)
ــ لكن سيدي المواطن الإسباني: الأجور في الثمانينات والسبعينات والتسعينات ليست هي نفسها الآن، كيف يستفيد متقاعد بأجر غير أجره حين كان يعمل؟
ــ بسيطة ! الأجيال التي تأتي تدفع الفارق، هناك قرض مفترض يدفعه الشباب الجديد في العمل
اقتعت بالفكرة، لكن كيف لهذا الشباب أن يدفع فارق أسعار غير متناسبة من حيث الأجيال: لكل جيل قيمه
ــ الدولة تدفع الفارق!
بمعنى ان الصندوق الإجتماعي بكل شركائه من العمال في الدولة لا يكفي: الدولة تعوض النقص (وهذه حكاية لن اخوض فيها).
في الحقيقة هناك فائض إنتاج يستمتع به كسالا الغرب وهذه حقيقة لا يتكلم عنها متسولي الثقافة الليبريالية العربية (المهاجرون العرب بالتحديد، أقصد المثقفون وليس العمال المهاجرون العاديون)
أقصد هؤلاء الذين ينظرون في الثقافة والسياسية وهم ينكرون على الطبقة العاملة فائضها من الإنتاج (اتكلم عن الطبقة العاملة في العالم المتخلف التي باجور معدومة ينتجون اعمال تغذي كل العالم).
لم يفكر مثقف عربي مهاجر، لم يسأل نفسه: لماذا يأخذ أجرا هو يعرف انه لا يستحقه، يفكر فقط انها حقوق في الدول الغربية..
انا أيضا عامل مهاجر، لست مثقف كما هم، لكن دائما يحضر في ذهني هذا السؤال : لماذا يدفعون لي هذا الاجر الذي لا أستحقه؟
مع تفاقم الهجرة بداوا يتملصون من الامر: بدأوا يشرعون: لكي تحصل على "مساعدة اجتماعية، يفترض أن تكون عملت لمدة كذا.. يا اولاد القحبة، انا عملت في الميدان واعرف كل التفاصيل.
امام هذا، يأتي احد لينظر ولولا أني إنساني غاية فيها، لأنكرت ما تسمونه بمعارض سياسي في منظومة اللاجئين.
كرهت العالم بسبب هؤلاء.
كرهت أن يخرج مثقف ينظر وينسى انه في عصرنا هذا،الناس البسطاء هم مثقفون ايضا
كم اعشق كل إفريقي يستعوعب أنه مسروق في أرضه مثل الكامروني الذي أجاب عن صمتي:
"أنتم تسرقوننا من خلال شركاتكم المتعددة الجنسيات ونحن نهاجر لنسترد القليل مما سرقتموه"
عندما اجابه الكامروني ، تجمد لسان الصحفي الفرنسي.
كان سابقا يسأل: انت الآن لم تجد ماحلمت به في أوربا، انت الآن تعيش في "اتشابولا" لماذا لا تعد إلى بلدك
"لن أعود لان هناك شيء مسروق منا عندكم" (أجاب الكامروني)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي