الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بروق القلادة ج2 الفارابي
كاظم حسن سعيد
2022 / 11 / 20الادب والفن
أبو نصر محمد الفارابي
أبو نصر محمد الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي. ولد عام 260 هـ في فاراب في إقليم تركستان (كازاخستان حالياً). ولهذا اشتهر باسمه. نسبة إلى المدينة التي عاش فيها, وتوفي عام 339 هـ. فيلسوف مسلم, اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب.
كان أبوه قائد جيش ، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته.. تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد..
تنقل في أنحاء البلاد وفي سوريا، قصد حلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني فترة ثم ذهب لدمشق وأقام فيها حتى وفاته عن عمر يناهز 80 عاماً ودفن في دمشق، ووضع عدة مصنفات وكان أشهرها كتابه (احصاء العلوم ) حصر فيه أنواع وأصناف العلوم..
سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو والإطلاق بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابي هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية
كان والده تركياً من قواد الجيش، وفي سن متقدمة، غادر مسقط رأسه وذهب إلى العراق لمتابعة دراساته العليا.
يؤكد الدكتور عادل العوا (تسلح الفارابي بثقافة موسوعية وألم بعلوم اللغة والرياضيات والكيمياء والعلوم العسكرية والموسيقا والسياسات فضلاً عن العلم الإلهي والمنطق واللغة) ص185 جـ 1 التجربة الفلسفية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
>
قال ابن خلكان :
ورأيت في بعض المجاميع أن أبا نصر (الفارابي ) لما ورد على سيف الدولة وكان مجلسه مجمع الفضلاء في جميع المعارف فأدخل عليه، وهو بزي الأتراك وكان ذلك دأبه دائماً فوقف .
فقال له سيف الدولة اقعد .
فقال: حيث أنا أم حيث أنت؟
فقال حيث أنت .
فتخطى رقاب الناس حتى انتهى إلى مسند سيف الدولة، وزاحمه فيه، حتى أخرجه عنه.
وكان على رأس سيف الدولة مماليك، ولهم معهم لسان خاص يسارهم به، قل أن يعرفه أحد، فقال لهم بذلك اللسان: أن هذا الشيخ قد أساء الأدب، وإني سائله في أشياء، إن لم يعرف بها فأحرقوا به.
فقال له أبو نصر بذلك اللسان: أيها الأمير، اصبر، فإن الأمور بعواقبها.
فتعجب سيف الدولة ،وقال له: أتحسن بهذا اللسان. فقال: نعم، أحسن بأكثر من سبعين لساناً .
فعظم عنده، ثم أخذ يتكلم مع العلماء حاضرين في المجلس في كل فن، فلم يزل كلامه يعلو، وكلامهم يسفل، حتى صمت الكل، وبقي يتكلم وحده. ثم أخذوا يكتبون ما يقوله، وصرفهم سيف الدولة، وخلا به.
فقال:
هل لك أن تأكل؟ قال: لا، قال: فهل تشرب؟ قال: لا، قال: فهل تسمع؟ قال: نعم .
فأمر سيف الدولة بإحضار القيان، فحضر كل من هو من أهل هذه الصناعة بأنواع الملاهي، فلم يحرك أحد منهم آلته إلا وعابه أبو نصر، وقال له: أخطأت .
فقال له سيف الدولة: وهل تحسن في هذه الصنعة شيئاً؟ قال: نعم، ثم أخرج من وسطه خريطة، وفتحها، وأخرج منها عيداناً، فركبها، ثم ضرب بها، فضحك كل من في المجلس، ثم فكها غير تركيبها، وضرب بها، فبكى كل من في المجلس، ثم فكها وركبها تركيباً آخر، وضرب بها فنام من في المجلس حتى البواب، فتركهم نياماً وخرج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكاية بتصرف برواية معاصرة :
ذات يوم كان مجلس الأمير حافلاً بالفلاسفة والكتاب والشعراء والنحاة والفقهاء وعلماء الكلام وأصول الدين وغيرهم من بطانته ، وكان الأمير يصغي إلى الجميع إصغاء متبحر ومتمعن ، وفي هذا الجو المشحون بالتوهج الحضاري اقتحم المجلس رجل مهيب على محياه مواصفات الدراويش لكنه كان متوجاً بالحكمة والوقار وأثار دخوله المفاجئ وغير المتوقع جميع الحضور بما في ذلك الأمير الذي عرف بسيفه البتار على الأعداء وباهتمامه بأئمة المعارف والعلوم كما عرف باهتمامه بالبسطاء والدراويش المعقلنين ، فلم يسارع إلى اتخاذ موقف قد يندم عليه ، وما إن ألقى الدرويش السلام ، حتى رد له التحية قائلاً : اجلس حيث أنت، فقال الدرويش : أأجلس حيث أنا أم حيث أنت ، فأجاب سيف الدولة : بل اجلس حيث أنت .
لكنما لم يجلس حيث هو، وتابع سيره الوقور ليتربع على الأريكة إلى جانب الأمير فاغتاظ الأمير ووجه الأمر إلى قائد حرسه في المجلس بإخراجه فقال الدرويش له: أرجو التريث سيدي الأمير وألا تأمر بإخراجي قبل سماعي.
فأبدى سيف الدولة موافقته لاكتشاف سرّ هذا الدرويش المكابر وهنا أخرج الدرويش من جيبه قصبات وراح يعزف ألحاناً أذهلت الحضور .... فعزف أولاً نغمة الرست وأطرب بها الجميع حتى كادوا يرقصون فرحاً ثم عزف نغمة الصبا فحرك أشجانهم حتى أبكاهم محققاً لهم نقلة سريعة من الطرب المشحون سروراً إلى عالم النغم الحزين وفي خضم هذا التناغم الآسر حزناً ، حقق لهم نقلة جديدة عندما عزف نغمة الحجاز ... وكلما ازداد في العزف كلما خلدوا إلى الهدوء والسكينة .
ثم غادر المجلس والكل نيام، بعد ساعات طرب تلاها نغم حزين واختتمها باللحن الحجازي الهادئ الذي سيطر على الجميع فأصبحوا نياماً أو شبه نيام ... وحينما عاد الحضور إلى يقظتهم، لم يروا العازف فأمر سيف الدولة بالبحث عنه في أنحاء المدينة إلى أن عثروا عليه في إحدى زوايا المساجد يذاكر أناساً في المعارف والعلوم فأعلموه بطلب الأمير وما إن التقيا حتى وقف كل منهما متفحصاً الآخر، فسارع إلى التعريف بنفسه : أنا الفارابي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح