الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ الفقراءِ المملوءةِ بالمتفجراتْ-، وصفٌ وترجمة 2-3-3

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2022 / 11 / 20
الادب والفن


في هذه المقاطع الشعرية، يَعُدُّ الشاعر وتد شاهد قبر الشهيد في غور الأردن هو البرهان الذي يثبت حق الشتات الفلسطيني في العودة إلى وطنهم المغتصب رغم أن رياح الغدر والخيانة تجهد لمحو آثار الجرائم المهولة المقترفة ضدهم. كما يدين الشاعر بموت الشهيد تحويل الصهاينة من النازيين الجدد أرض فلسطين إلى مقبرة للأحياء، وجبن الحكام العرب وتهريجاهم، و النظريات الانبطاحية الجوفاء التي تستبدل كالأزياء، ولا مبالات الشارع، و تحكم رأس المال بمصائر كل شيء. كما يعبر عن حزنه لمدى صفاقة المرتدين في تبريراتهم لخيانتهم للقضية الفلسطينية العادلة والمقدسة.
في المقطع الخامس، تنبعث روح الشهيد كي تبدد الصمت إزاء جرائم الابادة الجماعية للإرهاب الصهيوني وعملائه. تتسلل روحه الثورية فدائياً فلسطينياً مقداماً يخرج من مخيمات اللاجئين ثابت الجنان، وهو يعي أن الثورة هي الطريق الوحيد للخلاص. فيحمل سلاحه ويقبّله بإيمان قوي ثابت، و يزور بيت المقدس. يلمس بواباته، ويرش الماء على حدائقه، فيحف به حمام القدس وأيتام الشهداء الأبطال ممن يحيون بملابسهم المتهرئة على الطوى بلا أدنى أمل، و يزور بيوت الفقراء. يحمل الفدائي صرة المتفجرات ويستقل الباص الذي يركبه المستوطنون الصهاينة الهندو أوربيين الناطقين باليديش والغرباء عن القدس. ينزل في مطار مدينة اللد، وينزع من جسده كل دليل على هويته، متخلياً عن كل ملذات الحياة وأشيائه العزيزة؛ فينشر المتفجرات لتنسف خزانات وصالات الارهابيين. ثم ينسحب على عجل، ليسجل في دفتره الهدف القادم للعمل الثوري المبدد لكل الأوهام الكاذبة بالحل السلمي. هذا الفدائي المجهول هو الرمز لكل الفدائيين الفلسطينيين الحقيقيين المدافعين بالبندقية عن حقهم بكل ثبات ونكران ذات.
الفكرة الاساسية هنا هي أن الثورة الفلسطينية يجب أن تدوم متواصلة حتى النصر بتحرير كامل التراب الفلسطيني، رغم الداء والأعداء وجرائم الابادة الجماعية لعصابات الارهاب الصهيوني النازي.
3
هل أنتَ تصيخُ خلالَ مسامِ الأرضِ
لريحِ بساتينِ الموزِ
تهبُّ على الغورِ
وتذرو في الليلِ بقايا مذبحةِ الأردنِ والأشلاء ؟
لم يبقَ سوى وتدٍ واحدَ في الأرضِ
يطلًّ على نهرِ الأردنِ في صمتٍ ،
ويثبِّتُ حقاً بالعودةِ
أكثرَ من كلِّ حشودِ الخوفِ العرجاءْ .
Are you listening through the ground’s pores
To the banana orchards’ wind
Blowing over Jordan Valley
To scatter at night the remnants of Jordan massacre and body parts?
There was only one wedge left in the ground
Overlooking the Jordan River in silence
It anchors a right to come back
More than all the lame crowds of fear.

4
أدينُ بموتكَ مقبرةً حولي يتفسّخُ فيها الأحياءْ .
أدينُ بموتكَ
أزياءَ التهريجِ وقاعاتِ المؤتمراتِ ،
وعرضُ النظريات الأزياء .
أدينُ بموتكَ عُهرَ الشارعِ
يَقرأ فاتحةً وتثاؤبتينِ على الشهداءْ .
أدينُ بموتكَ أنَّ رؤوسَ الأموالِ وراءَ الأشياءْ .
أدينُ بموتكَ -
لكنَّ الصمتَ يعضُّ على قلبيَ
حينَ أواجهُ أن حروفَ المرتدّينَ بدونِ حياءْ .
I condemn in your death a cemetery around me where the living rot.
I condemn in your death
The clownish costumes and conferences’ halls,
The shows of theories a la fashions.
I condemn in your death the whoring street
Who recites the Fatiha to the martyrs with twin yawns.
I condemn in your death that capital is behind all things.
I condemn in your death..
But silence bites my heart
When I see the letters of the apostates are shameless.

5
ولمِ الصمتُ وأولُ ساعاتِ الفجرِ تقومُ بأكفانك
في غضبٍ ، تتوعدُ كالبرق بأعلى الصحراء ،
تتسلل عبر خيامٍ يستكثرها الحكام عليك ،
تشدًّ الغدّارة في وَجدٍ ، وتقبِّلها -
والصدرُ الثوريُّ رجاءْ .
تمسحُ بابَ القدسِ بما فيك من الشوقِ لها ،
وترشُّ حدائقَها .
أقسم إن حَمَام الساحات سيعرِفُ ثوبَكَ ،
والأيتامُ سيجتمعون اليك بأمعاء فارغةٍ ،
وعيونٍ فارغةٍ ،
وأمانٍ فارغةٍ ،
وملابسَ من صدقات السِّلم .
وأنت تزور بيوت الفقراءْ .
Why the silence when the first hours of dawn rise in your shrouds?
In anger, you threaten like lightning up the desert heights,
You sneak through the tents the rulers deem to be over-abundant.
Tighten the gun in earnest, and kiss it -
And the revolutionary chest, a hope.
Touch the gate of Jerusalem with your longing for it.
And sprinkle its gardens.
I swear the squares’ pigeons will know your dress,
The Orphans gather at you with empty stomachs.
And empty eyes,
Empty wishes,
And clothes from calming charity,
And you visit the homes of the poor.

6
سَيرونَكَ تحمل صرّة حزنٍ مثل جميعِ الفقراءْ .
سيرونكَ تقطعُ تذكرةً للصرةِ في الباصِ الإسرائيلي ،
وتجلسُ بين الناسِ الغرباءِ عن القدسِ .
تسافرُ في صمتٍ ،
وترى السهمَ على زاويةِ الشارعِ ،
و المرضَ العبريَّ يشيرُ إلى اللِّدْ -
السهمُ يشيرُ إلى اللِّدْ .
تكادُ تنطُّ الصرةُ كالأطفالِ ،
تشدُ على وجهكَ في فرحِ أجسامٌ تُشير إلى اللّْدْ -
و يحتشدُ الآن بعزمكَ كلُ الشهداءْ .
They’ll see you carrying a sack of grief like all poor people
They ll see you pick a ticket for a sack on the Israeli bus
And you sit among people who are strangers to Jerusalem
You travel in silence,
And see the arrow on the street corner,
And the Hebrew disease refers to Lod -
The arrow is pointing to Lod.
The sack almost bounces like children,
You pull on your face in joy, objects pointing to the Lod -
And now all the martyrs gather in your resolve.

7
يَنزلُ آخرُ مَنْ في الباصِ ،
تَنزلُ أنتَ سريعَ الخُطى ،
تَخطُّ على أبوابِ مطار اللّدِ خياناتِ ذوي القربى ،
وشراكتهم للأعداءْ .
والآن فقط :
تنزعُ ثوبَك؛
أكفانَك ؛
خاتمَ عرسك -
تمسي مجهولاً .
وتوزعُ تلك الأشياءَ الربانيةَ في صرتك الزرقاء
بأرجاءِ مطارِ اللدِّ .
وبعد قليلٍ ،
حسب التوقيت الصيفي -
فأنت تحبُ التوقيتَ الصيفي -
ستفجرُ الخزاناتُ ،
وتنفجرُ الصالاتُ ،
وينفجر الحلُّ السلمي ؛
وتهتزُ اللدُ من النشوةِ ،
حين تراكَ تغادرها عَجِلا ًمتّقدَ القلبِ
وتفتحُ دفتركَ الثوريَّ لتسجيلِ أماكنَ أخرىْ .
The last one gets off the bus,
You get down in haste,
Writing at the gates of Lod airport the relatives’ treachery,
And their partnership with the enemies.
Only now:
You take off your clothes
Your shrouds
Your wedding ring -
You become unknown.
And you distribute those divine things in your blue sack
Around Lod airport.
And after a while,
In accordance with summer timing -
You love the summer timing.
Tanks explode,
Halls explode,
The peaceful solution explodes
And Lod shivers with ecstasy,
On seeing you, leaving in haste with a glowing heart,
Opening your revolutionary notebook, entrying other places.
يتبع، لطفاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-