الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الفرصة الثمينة وليست الأخيرة!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2022 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من التحديات الكبيرة والتركة الثقيلة, التي ألقت بظلالها على حكومة السيد السوداني, إلا أن فرص النجاح تبدو ممكنة, كون السوداني وكما يبدوا جاد في تحريك أصابعه, باتجاه تصفية الفساد في مؤسسات الدولة, ويمتلك الإرادة السياسية في تحريك قلمه الأحمر في طردهم خارج الدولة والحكومة..
يضاف لذلك أنه يحظى بدعم القوى السياسية وتحديدا الشيعية منها، التي ترى فيه الفرصة الثمينة في إنجاح الحكومة, وتحقيق برنامج الإطار التنسيقي.. بالإضافة إلى المجتمع الدولي, الذي أبدى استعداده التام في التعاون, باتجاه حكومته كما هو الوضع الإقليمي, الذي أبدى ترحيبا وإستعداد لبدء الحوار حول مرحلة جديدة في العلاقات بين العراق وجيرانه..
‏يمكن للرجل أن يحقق الإنجازات الكثيرة في مختلف الملفات, وتحديداً ما يخص الخدمات والكهرباء, لما يملكه من دراية في إدارة الملفات, فهو أشترك في أغلب حكومات ما بعد عام 2003, لكن يتعين عليه في نفس الوقت أن يكون حذرا في خطواته, وتحديداً في مجال الأمن والنفط والتي تستوجب الخطوات الثابتة والقوية والرصينة, في ملاحقة مافيات الفساد وحيتان السرقة, فضلا عن مصالح القوى السياسية المستفيدة, والتي بالتأكيد ستكون المتضرر الأكبر من تلك الخطوات, مع وجود فائض مالي كبير, يقدر بحوالي 200 مليار دولار فإن فرص النجاح تبدو كبيرة, مع وجود القرار السياسي بالدعم, فإن تحقيق البرنامج الحكومي يبدو في المتناول ويمكن إنجاز نسبة كبيرة منه .
‏البرنامج الحكومي الذي قدمه السيد السوداني, في تطوير قدرات القوات الأمنية والتي منها الحشد الشعبي, ربما يراه البعض ينذر بالخطر على مصالحهم, ويعتبرونه تهديدا لهم, لكنه في نفس الوقت يعطي تطمينات بأن الحشد الشعبي كان وما زال وسيكون, بمعزل عن الخلاف السياسي أو اختلاف الرؤى بين القوى السياسية, ولن يكون مصدر تهديد لأي جهة, سوى من يهدد أمن البلاد وسلمها الأهلي, وسيكون هناك جهد حكومي واضح للحد من أي قوة عسكرية, تعمل خارج نطاق الدولة والقانون, والعمل على حصر السلاح بيدها, بعيدا عن أي جهة تحاول مسك الأرض أو التلاعب بأمن المواطن العراقي.
‏العلاقة مع إقليم كردستان, وحوكمة القوانين المعلقة بين الإقليم والمركز, ربما ستكون حلقة الوصل والاهتمام الأهم في جدول أعمال السيد السوداني, وسيكون الحكم الفيصل هو الدستور, في أي اختلاف أو نزاع بينهما, كما هو الاتجاه في إخراج الحشد الشعبي من المناطق الغربية, والتي طالبت بها بعض القوى السنية بعد أن تم تحرير هذه المناطق من قبضة داعش الإرهابي..
يبقى ملف العلاقات الخارجية بين العراق وجيرانه هو الأكثر حساسية, والبدء بإزالة كافة العقبات أمام أقامت علاقات متوازنة للعراق معهم, على أساس الاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة بينهما.. وهذا ربما يوحي أن ‏السيد السوداني شديد الحرص, على أن يكون له بصمة في هذا الوقت, وأن يجعل من حكومته حكومة الفرصة الثمينة لا الفرصة الأخيرة, كما يروج لها منافسوه الذين يتحينون الفرص, للإنقضاض على حكومته، والتحول من مفهوم "الدولة العميقة" بكل أنواعها و مسمياتها, إلى حكومة المواطن التي تقدم الخدمة, وتكون أمينة على مصالحه وأهدافه ومستقبله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا