الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاسفة الفضائيات العراقية

كاظم فنجان الحمامي

2022 / 11 / 21
الصحافة والاعلام


بداية نرفع القبعة لكل المحللين السياسيين الذين جمعوا بين الثقافة العالية، والتوجهات الوطنية الصادقة، والذكاء والذاكرة المتوقدة، والحيادية والجرأة واللباقة والدقة في التشخيص، وسرد الحقائق بأساليب مشوقة، لكن مصيبتنا بأبطال سلاحف النينجا الذين فرضوا انفسهم على المشاهدين، ولعبوا دور البطولة في كل الفضائيات، حتى صاروا يظهرون على التلفاز اكثر من المذيعين، واكثر من مقدمي البرامج. وجمعت تحليلاتهم بين الخبث والانحياز والغباء والعدوانية والمغالاة والمبالغة والتضليل والهفوات المتكررة. .
واحيانا تكون تحليلاتهم متناقضة من قناة الى اخرى، ومتغيرة حسب المواسم الانتخابية. .
لا شك ان معظم الفضائيات تدرك تفاهة هؤلاء وتدني مستواهم، لكنها تضطر لاستضافتهم لملء وتغطية ساعات البث. .
وقد التحق بعض السياسين بجوقة التهريج المتلفز، فجاءت تصريحاتهم مشحونة بالعدوانية والتجريح والتهديد العلني، وتبادل الاتهامات مع بعضهم البعض. .
وانتجت لنا الفضائيات طبقة موتورة متشنجة من المحليين المرتبطين بالاحزاب، والذين بلغت بهم العنجهية والغطرسة الى التحدث بصوت عال، ورفض الجلوس مع الطرف الاخر قبل المباشرة ببث الحلقة. .
وما اكثر الحالات التي ظهر فيها الضيوف الحزبيين وهم يطلقون الشتائم واللعنات والعبارات المسيئة. فبعضهم يرون انفسهم أفضل من غيرهم، فسمحوا لانفسهم في التعالي على مقدمي البرامج وعلى المشاهدين. .
وقد اشتركت هذه الوجوه المتلونة في تنشيط ظاهرة صوتية مزعجة ومثيرة للقلق، ما أدى الى ارتفاع مؤشرات التذمر عند الناس، فقاطعوا الفضائيات وابتعدوا عنها، واختاروا شبكة اليوتيوب لمشاهدة التقارير المصورة والمقاطع المعرفية الجميلة، كل حسب رغبته. .
ولسنا مغالين اذا قلنا ان البعض الفضائيات كسرت عن انيابها واعلنت الحرب الناعمة على المواطنين بحملاتها التحريضية الضارية. .
ارحموا العراق يرحمكم الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف