الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون و(السيادة)

صوت الانتفاضة

2022 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قد لا يوجد شيء أسخف وأتفه من مصطلح "السيادة" في عصر يحكم فيه الإسلاميين، فهؤلاء قد جردوا البلد من كل ما يعنى بهذه الكلمة، فلا سلطة عليا معترف بها داخل هذا البلد، فالدولة، والتي من المفترض انها هي القوة التي تتجسد فيها السيادة، هذه الدولة رغم وجودها، الا انها بأسوأ اشكالها، الشكل " الكومبرادوري" الطفيلي، الذيلي، والتبعي؛ فهي بالتالي دولة ضعيفة، مهزوزة، تستمر بالبقاء فقط من خلال دعم الخارج لها، فهم مجموعة وكلاء محليون يديرون الثروات الموجودة هنا.

كثيرا ما تحدث الازمات داخل دول الجوار "إيران-تركيا"، وهي دول اسلامية مأزومة اصلا، فإيران أوضاعها تزداد صعوبة يوما بعد آخر، الملف النووي وتعقيداته، والانتفاضة الجماهيرية العارمة التي تجتاح البلاد طولا وعرضا، حتى ان الأمم المتحدة تريد تدويل ملف الحركة الاحتجاجية، فهي قد صرحت ان الوضع "حرج". اما الجار الآخر "تركيا" فليست بأسعد حالا، حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم يمر بأوقات عصيبة جدا، أوضاع اقتصادية وامنية هشة جدا، وملفات سوريا-العراق-ليبيا-البحر المتوسط-داعش-اللاجئين، كلها تشكل ضغطا كبيرا على اردوگان وحزبه.

امام واقع كهذا يا ترى كيف تٌصّرف هذه الدول ازماتها؟ لا خيار امامها سوى نقل هذه الازمات الى مستوى جديد، او إدارة اتجاه البوصلة؛ هنا يخرج حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني ليقول ان أربيل تشكل خطرا على بلاده، وتبدأ مئات المسيرات والمدفعية بالقصف؛ ثم ليخرج خلوصي آكار وزير الدفاع التركي ليعلن عن عملية "مخلب الأسد" لمطاردة حزب العمال، وتبدأ الطائرات والمدفعية بالقصف؛ وهذا يحدث بين فترة وأخرى، او كلما استفحلت الازمة عندهم.

الإسلاميون في العراق ومعهم القوميين، وبما انهم "ذيول" لتلك الدول، فانهم ينفذوا التكتيك المرسوم لهم، تنديد خجول، تصريح متلعثم، اجتماع مغلق بدون نتائج، اما في الفترة الأخيرة فان هؤلاء الوكلاء والذيول ذهبوا الى ابعد نقطة بالذيلية وبقيادة "لبوة المذهب" كما كانوا يطلقون عليها حنان الفتلاوي التي رفضت بشكل قاطع ادانة الجانب الإيراني على القصف، وقالت من حق إيران حماية بلدها.

الطريف في الامر ان الامريكان والفرنسيين والبريطانيين يدعون الى احترام "سيادة العراق"، بل الطرافة تزداد إذا ما تذكرنا شهر اذار من العام الماضي، حيث دار سجال بين ايرج مسجدي السفير الإيراني، وفاتح يلدز السفير التركي، وكل واحد يقول للآخر "يجب احترام سيادة العراق".

هذه أيتها السيدات ايها السادة قصة "السيادة" في العراق، انها تشبه كثيرا قصة "هيبة الدولة"، تستعرض الميليشيات في الشوارع لحفظ "هيبة الدولة"، يهدد بقطع اذني "رئيس الوزراء" لحفظ "هيبة الدولة"، قتل المتظاهرين وخطفهم وتغييبهم وتعذيبهم لحفظ "هيبة الدولة"؛ وفي الأخير ينتهي البلد، يتفتت المجتمع، وهذه هي نهاية النكتة.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال