الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح

فاطمة ناعوت

2022 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن شعبٌ كريم؛ لا ننسى اليدَ التي امتدّت لنا بين ألسنة اللهيب لكن تنقذنا من الويل. نحن شعبٌ أصيل، نعرفُ أصالةَ الأشياء ونُقدِّر معادنَ الناس. نحن شعبٌ مثقفٌ؛ تعلّمنا ألا نبخسَ الناسَ أشياءهم، وأن جزاءَ الإحسان ليس إلا الإحسان. لكل هذا كان عيد ميلاد السيد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" هذا العام غير كل عام. الفضائياتُ وصفحاتُ سوشيال ميديا استمرت لأيام تحتفل بعيد ميلاد القائد، ببرقيات المحبة وباقات الزهور، وعرض قطوف مما قدّم "السيسي" لمصرَ من هدايا وتضحيات وجهد على مدى ثمان سنوات منذ أهداه اللهُ لنا رئيسًا عام ٢٠١٤، والقادم أجمل بإذن الله. كتب الشعراءُ قصائدهم ورسم الرسامون لوحاتهم في حب القائد السيسي. واليومَ أهدي الرئيسَ قصيدةً كتبتُها يومَ ٦ يناير ٢٠١٥، حين دخل الكاتدرائية لتهنئة البابا والمسيحيين بعيد الميلاد المجيد، ضاربًا صفحًا عن أعرافٍ ظلامية رجعية و"غير دستورية" جعلت مَن سبقوه من رؤساء يحجمون عن تقديم هذا الواجب الطيب لأشقائنا المسيحيين، وواضعًا بهذا سُنّةً وطنية راقية ودربًا سوف يسير عليه جميعُ الرؤساء القادمين إذا ما أرادوا الخير والقوة والاتحاد لهذا الوطن الطيب.
القصيدة عنوانها: "محرابٌ ومذبح"، ولها حكاية وكواليس. في قداس عيد الميلاد ٢٠١٥، ذهبنا كعادتنا لتقديم التهنئة لأشقائنا المسيحيين في الكاتدرائية ضمن الشخصيات العامة المدعوة للاحتفال الرسمي بقداس عيد الميلاد. همستُ لنفسي: “ليتَ الرئيسَ يأتي!” فردَّ الجالسُ إلى جواري: (لا تكلّفوه بما لا يستطيع! يكفي أن أنقذنا من الإخوان! هناك موانعُ سياسية تمنعه من دخول الكاتدرائية في أعيادنا.)، فأجبتُه: (بل موانعُ عرفيةٌ رجعيةٌ غير دستورية. السيسي رجلٌ جسورٌ؛ وحَدْسُ الشعراء يخبرُني بأنه سيأتي!) ولم أكمل كلامي حتى تعالت الزغاريدُ والهتافات في الكاتدرائية، رفعنا عيوننا لشاشات المونيتور لنشاهد الرئيسَ يهبط من سيارته ويدخل الكاتدرائية. كنتُ أسعدَ الناس أن شهدتُ أخيرًا عهدًا تزهو فيها مصرُ بالعدالة النبيلة، وبقائدٍ أبٍ للجميع دون تمييز. وتكرر المشهدُ الآسر فيما تلى من أعوام. وعشيةَ عيد الميلاد ٢٠١٦، ارتقى الرئيسُ "السيسي" مِنصّة الكاتدرائية ليعلن اعتذارَ مصرَ الرسميّ للأقباط المسيحيين على ما طالهم من إرهاب، وشكرهم لأنهم لم يقابلوا حماقة المتطرفين إلا بالحب للأم الطيبة "مصر" ولأشقائهم المسلمين.
أثبتَ الرئيس السيسي بالفعل لا بالقول خلال الأعوام السابقة، والقادمة بإذن الله، أنه أبٌ لجميع المصريين دون تمييز عقدي، وأغدق حبَّه لجميع الفئات المُهمّشة والمنسية في المجتمع مثل: الفقراء، المرأة، الطفل، ذوي الهمم، ولم يتوقف لحظة عن البناء والإصلاح في ملفات الصحة والتعليم والطاقة والعمران الأخضر والصرف الصحي، والنهوض الثقافي الذي يُعلي من شأن الهوية المصرية الرائدة، ودشّن على أرض مصر العديد من المتاحف والجامعات الدولية والمدارس والمستشفيات والمدن الجميلة لأبناء العشوائيات ومحطات تحلية الماء وحقول البترول والمطارات وطوّر منظومة الزراعة والصوامع وإصلح منظومة المرور والسكك الحديد وشيد المونوريل وطوّر المنظومة الرقمية في جميع مؤسسات الدولة، وفتح حضنَ مصرَ لملايين الأشقاء الذين ضاق بهم العيشُ في أوطانهم، وغيرها من طيبات وهدايا تستلزم مجلدات لا مقال.
مَن ينكر كل ما فعله الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في سنوات قليلة من منجزات، ما كانت لتحدث في مائة عام بمعدل التنمية المصري الكسول الذي اعتدنا عليه منذ عقود، فهو إما أعمى متعامي، أو عدو يكره الخير لمصر.
اليوم أهدي للرئيس "السيسي" القصيدةَ التي كتبتُها يوم ٦ يناير ٢٠١٥، ويهديه ابني الجميل "عمر" لوحة رسمها بحب؛ من فرط ما يسمع عن رئيسنا العظيم.
"محرابٌ ومذبح"
زهرةٌ أورقتْ/ في الأشجارِ اليابسة/ حينَ خرجَ الأميرُ من مِحرابِه/ حاملاً قرآنَه وقلبَه/ ليصعدَ إلى مَِنْجَليةِ الَمذبحِ/ يقرأُ سورةَ مريم ليبارِكَ الطفلَ الجميلَ في مِزْوَدِ البَّركة/ ثم ينحني/ يرتّبُ هدايا الميلادِِ تحتَ قدميْ الصغيرِ الأقدس:/ ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا/ فتبتسمُ الأمُّ البتولُ/ وتمسحُ على جَبهةِ الأميرِ هامسةً:/ طوباك بين الرجالْ/ أيّها الابنُ الطيبُ/ فاجلسْ عن يميني/ واحملْ صولجانَ الحُكمْ/ وارتقِ عَرشِ بيتي/ وارفعْ رايتي عاليةً/ بين النساءْ/ علّمِ الرَّعيَّةَ/ كيف يحتضنُ المحرابُ المذبحَ/ وكيف تتناغمُ المئذنةُ مع رنينِ الأجراسْ/ وارشدْ خُطاهم/ حتى يتبعوا النَجمَ الذي سوف يَدُلُّهم على الطريقْ/ إلى أرضِ أجدادِهم الصالحين/ بُناةِ الهرم/ فإذا ما وصلوا إلى ضفافِ النيلْ/ أوقَدوا الشموعَ/في وهجِ الصبحِ/ حتى تدخلَ العصافيرُ عند المساءْ أعشاشَها/ بعدما تبذرُ القمحَ والشَّعيرَ والسوسنَ/ على أرضِ "طِيبةَ" كلِّها/ فلا ينامُ جائعٌ جائعًا/ ولا محرومٌ يبقى محرومًا/ ولا بردانٌ/ بردانًا ينامُ ليلتَه/ ولا حزينٌ يجِنُّ الليلُ على عينيه/ دونما يدخلُ قلبَه الفرحُ.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انجازات بالزوفه
الحريه قدس الاقداس ( 2022 / 11 / 23 - 14:55 )
60 الف مواطن مسجون للكلام بحريه
مئات الالاف من الاسر دمرت من الحزن علي ابناءهم اللذين حبسهم افراد عصابه السيسي
مئات الملايين من فلوس الشعب سرقها المجرم السيسي لبناء قصور و طيارات لساعدته
مئات الملايين صرفت علي مشروعات مضره لان سعادة الحرامي يرفض دراسات الجدوي
مؤتمر اقتصادي يصرف عليه الملايين ثم يقول لهم سعادة المجنون بتاعك ان طالب في كلية اقتصاد يعرف يقول كلامهم
ديون وصلت لحد ان مصر علي وشك العجز عن السداد
لا صحيح يا عبقرية زمانك و مناصرة الاجرام انجازات بالزوفه


2 - الحلم بوزارة في حكومة الدكتاتور
سائس ابراهيم ( 2022 / 11 / 23 - 18:43 )
أعماكِ الطمع بالحصول على وزارة في حكومة السيسي مما جعلكِ لا تتوقفينَ عن لحس أحذية الطاغية الفاسد. ه
لا أدري كيف يسمح الموقع المحترم بمقالات كهذه تحاول بائسة تلميع وجه الطغاة. ه





3 - النفاق
على سالم ( 2022 / 11 / 24 - 05:43 )
من الواضح جدا ان فاطمه ناعوت تجيد التطبيل والتهليل والرقص لنظام فاسد عفن وسارق وبلطجى يقمع الشعب ويعذبه ويكمم افواهه ويسرقه بل ويقتله , احصاءات الحكومه المجرمه الرسميه تقول ان عدد السجناء السياسيين يصل الى اكثر من خمسه وستين الف سجين ؟ الحقيقه ان الرقم الحقيقى اضعاف هذا الرقم وقد يصل الى اكثر من مائتى الف سجين مصرى مظلوم ومقهور ومعذب فى هذا السجن السادى البشع الذى يسمى مصر , ارجو من فاطمه ان توقف هذا السلوك الشائن المخجل


4 - محبة الرئيس للأطفال
Magdi ( 2022 / 11 / 24 - 09:20 )
كتبت أ فاطمة ناعوت أنه أغدق ( أى الرئيس السيسى ) حبَّه لجميع الفئات المُهمّشة والمنسية في المجتمع مثل: الفقراء، المرأة، الطفل، ..لماذا لايسمح لوالدى الطفل شنودة بزيارته?
------------------------------------------------
اسمحوا لى بنشر تعليق سابق لى :
مقالكم ممتاز يسخر ممن تنمروا زمان على أطفالهم ولم يتصوروا أن البشرية سوف تعرف الطائرة والغواصة والهاتف والحسوب.
ما رأيكم فى تنمر الدولة حاليا على الطفل شنودة - دون ذنب جناه - والمحروم حتى من زيارة والدية فى دار الرعاية .ارجوا الأطلاع على تعليقى الذى كتبته اليوم تحت عنوان :مارسيل بروست والطفل شنودة
----
فرنسا تحتفل هذا العام بمائة عام على رحيل أشهر كتابها مارسيل بروست ( 1871- 1922).
فى تحفته : البحث عن الوقت الضائع - مجلد 2
A lombre des jeunes filles en fleurs,P.333
تحدث عن فئة من البشر تفوح منهم القذاراة ومع ذلك يجولون فى المجتمع ظنا منهم ان الناس لن تحس برائحتهم الكريهة .
السلطات فى مصر تتصورأن العالم على غير دراية بالأنتكاهات لحقوق الأنسان.
وأذا نما على علمهم نداءات الرحمة يظل النظام أصم وابكم بكثير من البلة وعدم المسؤلية كما لاحظ أ عل

اخر الافلام

.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل




.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال