الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الدرباسية بحسب ماجاءت في كتاب قبائل وعشائر الجزيرة السورية للباحث اسحق قومي 1982م.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2022 / 11 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بلدة سورية حديثة العهد بالنسبة لأمات المدن السورية الداخلية. هذه كانت صفتها في سبعينيات القرن العشرين، وتتبع إدارياً لمنطقة رأس العين، فالدرباسية ناحية تابعة لمحافظة الحسكة، تقع على الحدود السورية التركية في الشمال الشرقي من سورية، وإلى شمال غرب مدينة الحسكة، وتبعد عنها 85 كم. وهي إلى الغرب من مدينة عامودا، وشرقي مدينة رأس العين التاريخية. يقع بالقرب وإلى شرق منها ( تل أيلول) التاريخي. وأول من تنبه للمكان وأهميته هي شركة قطار الشرق السريع، حيث وُضِعَ أسس لبناء محطة للسكة الحديدية، كان ذلك عام 1905م، وتم بناء تلكَ المحطة عام 1908م. في ذلك الوقت جاء العثمانيون، وبنوا فيها ثكنة لجنودهم عام 1908م. وقد أصبحت تلك الأرض محط أنظار الكثيرين؛ وذلك لمياه آبارها الحلوة والباردة. فنجد الناس تتوافد إلى المكان، وتبني الدور، وفي البداية كانت تلك الدور للعمال وأسرهم، وقد جاء العديد من الأسر الهاربة والناجية من مذابح سيفو أو سفر برلك عام 1915م، وفي تلك السنة يأتي السيد عبد المسيح قره زيوان، وبعضهم يقول: جليل قره زيوان، ويبني له مطحنة في المكان نفسه، ويتبعه السيد فرنسيس بحدي، تاجر الحبوب. والسيد عزيز بهنان سعيدو، الذي جاء من ماردين عام 1918م، وقد رافقته عشر أسر سكنت - قبل استقرارها بالمكان الذي سيسمونه بالدرباسية - في عدة قرى. وكلها إدارياً تُسمى متصرفية دير الزور. وعندما دخل الجيش الفرنسي الجزيرة وتوجه لتلك القرية الصغيرة قام ونظم حركة البناء فيها، واختطها عام 1923م حيث بنوا فيها مستودعات لهم. وكان من بين الذين عينهم الفرنسيون أمناء مستودعات: جرجس ستو، أبو شفيق، بحدي العيسى (مختارها فيما بعد).. بحدي البري، باهو الحني( الحنوش)، ياسو الكيسو، سلو الشمو. وقد توسعت القرية، وبدأت تكبر، خاصة حين انتقلت إليها أسر عدة من قرية القرمانية أو ( القهرمانية)على خلاف مع مختارها آنذاك ، وكانوا من المنصوراتية، والقصوارنة الذين كانوا يعيشون في القرمانية، والتي كانوا قد بنوها وبنوا فيها دكاكين وأسواقاً تجارية. نذكر من تلك الحوانيت حوانيت بيت كنعو.. وتتوسع الدرباسية في بنائها حين بدأت قوافل المنصوراتية تأتي المكان، والذين شكلوا أغلب سكانها، وبعدها جاء إليها الميردليون، والقصوارنة.
وجاء فيما نشره الباحث هشام شمعون من خلال كتاب (تاريخ أبرشية نصيبين والحسكة للبطريرك السرياني الانطاكي انطون الثاني حايك)، حيث جاء فيه ما يلي:
" أسماء العائلات الموجودة من السريان الأرثوذكس والكاثوليك في الدرباسية، تل أيلول عام 1931 :
الدرباسية - تل أيلول، قرية على مقربة من الدرباسية تبعد عنها نحو 3 كيلومترات. هذه القرية تربتها خصيبة جداً وأرضها واسعة وقد قدم إليها كثيرون من أبناء السريان كاثوليك من قرية القصور (الكولية) قرب ماردين. وكلهم فلاحون من أول درجة. وعددهم نحو 25 عائلة.. ويوجد كذلك بينهم نحو 15 عائلة سريان أرثوذكس من قرية القصور.
تل أيلول ويُكتب تل أيلون. لائحة بأسماء أبناء السريان كاثوليك :
1- أسرة رزقو برو وأولاده الأربعة.(6).2- صبري رزقو.عازب.(1)
3- سمعان إيليا وزوجته وأولاده عدد 2 وبناته عدد 2(6).
4- يوسف رزقو وزوجته (7) أولاده 2 وبناته 3(7).5 -عزيز ججي وزوجته (6). أولاد2 وبنات 2.(6)
6- جرجس جبور.وزوجته وأولاده. أولاد 1 وبنات.1(4).7- نعوم حنا وزوجته وأولاده (1ولد.1 بنت)(4).
8- ياسر داود وزوجته.في الحسجة؟(2).9- عبدي ججي وزوجته وأولاده.بنت وولد.(4).
10- يوسف حنّي وزوجته وبنت وولد.(4).11- جرجس خاتونه وزوجته ولديه 3 بنات وولد(6).
12- كرمو منصور وزوجته (2).13- رزقو بحّي وزوجته وأولاده 2 وبناته 2.(6)
14- جرجس بحّي وزوجته وأولاده (1 بنت و1 ولد)(4).15- داود محلمي وزوجته وأولاده.(2 بنت و1 ولد )(5).16- داود عيسو وزوجته و3 أولاد(5). عدد 70 امرأة ورجلاً وطفلاً وطفلة.
ويوجد فيها نحو 15 عائلة سريان أرثوذكس. وأسماء العائلات للسريان الأرثوذكس هم :
1-عبدي إيليا وزوجته وأولاده. عدد 7.أربعة أولاد وبنت وأغلبهم من قرية القصور.
2-عبد الأحد إيليا وزوجته وأولاده. (5).3-داود حجي ومعه أمه وأخته(3).وهو عازب.
4-عبد الأحد إيليا وزوجته وأولاده (بنت وولد )(4).5-حنا ججي وزوجته (بنت وولد).4.(4)(وهنا حنا ججي ليس والدي أنا اسحق حنا ججي قومي ملكو كتنه الداروي.لأن والدي جاء إلى تحت الخط في نهاية عام 1938م وقد ولدت ابنته البكر ماري في الدرباسية ..)
6-ججي ملكي. وزوجته وأولاده. 3.(5). 7 ـ بحدي بن ججي وزوجته (2).
8- سعيد انترانيك وزوجه وابنه.3.9
9- إبراهيم انترانيك وزوجته وبنت واحدة وولد واحد. 4.
10- جرجس سعيد سعدو وزوجته وأولاده. 3 وعددهم 5.
وحتى هنا 43 نسمة.
وهناك أسر في مزرعة بيت القاووع التي تسمى قنيطر، وتبعد عن قرية القرمانية نحو ثمانية كيلومترات.قرية تخص إبراهيم جنجاجي وعمر جلبي الحاج كرمو.
فيها عشرة بيوت.
وإليك قائمة بأسماء الكاثوليك الذين فيها :عدد : 4,شخص:كرمو رزقو, ولد: 2.عدد: 5, شخص: سعيد رزقو :عدد: 5 , شخص: حني كرمو. عدد: 3, شخص : نعوم ججي , ولد: 1.عدد: 4, شخص: عبد الله حنّى , ولد : 2
كذلك بالقرب منها مزرعة خاصة عمسيح قاووغ اسمها القُنَيطر فيها :
عدد : 4، شخص : سليم حنا، ولد.
من هذه الوثيقة نستدل على أمورٍ عديدة وخاصة على حركة الوجود المسيحي في المنطقة، والحركة العمرانية والزراعية والصناعية والتجارية.
وأما الأسر التي وجدت في مدينة الدرباسية حتى بداية الستينيات من القرن العشرين الماضي وكلها أسر مسيحية أوردناها هنا لنؤكد على الدور الريادي في وجود هذه الأسر..
وهذا التعداد الذي بلغ مئتي أسرة مسيحية فهو لم يشمل الإخوة، وأسرهم في الحقيقة بل تناول الأستاذ صياح بحدي العيسى اسم الأسرة فقط. ونجد تحت أي عنوان هناك أكثر من أربعة إخوة. وأسرهم. وهذا يؤكد على أن الأسرة الواحدة كانت تتألف من 20 نسمة أقل ما يمكن، ولو دققنا ما بين ما أورده الصديق سامي بدرو، وما أورده الأخ أبو نابغ(سياح بحدي العيسى). لوجدنا هناك أسراً لم يأتِ على ذكرها الأخ سياح العيسى.
وقد أرجع الأسباب الحقيقية لهجرة الأسر المسيحية من مدينة الدرباسية فقال: ((إن السبب الحقيقي والجوهري هو القحط الذي ألم بالدرباسية وريفها أيام الوحدة السورية المصرية ما بين عامي 1958و1961م.)).
وقد كتب من كلّ عائلة اسمها فقط . وللعلم هو ابن مختار الدرباسية، والدرباسية مسقط رأسه، تعلم بها ومنها هاجر كما هاجرت أغلب الأسر التي سنوردها من صفحته:
1-أسرة سلو بحو الدرة...2-أسرة نعلبند.3- أسرة جورجيس.4- أسرة عبدي.5-أسرة السبتي.6- أسرة عرو.7- أسرة صدقي.8- أسرة عبدالكريم النجمو.9-أسرة شمعو رزقو.10-أسرة فرنسيس.11- أسرة قره زيوان.12-أسرة كنعو.13- أسرة سعدو.14- أسرة ايليا.15- أسرة بحدي عيسى.16-أسرة قابي.17- أسرة حلاوجي.18- أسرة فارس ملكي.19- أسرة بدرو.20- أسرة آدم.21- أسرة الصايغ.22- أسرة أسيو.23- أسرة طنكه.24- أسرة كعبوي.25-أسرة كاتو.26- أسرة حنتي.27- أسرة كريم شمعون.28-أسرة عنتر.29- أسرة هيلي.30- أسرة الرزقو.31- أسرة ماري.32-أسرة بحدو ملكي.33- أسرة ججي 34- أسرة برو. 35- أسرة عرو.36- أسرة موساكي.37- أسرة. بهنان.38- أسرة الساره.. 39- أسرة مشقع. 40- أسرة البري. 41- أسرة خاني.42- أسرة باهي.. 43- أسرة كسبار.44- أسرة كسبو.45- أسرة طاطوسيان.46- أسرة يونان.47- أسرة سمعو.. 48-أسرة الخايف.49- أسرة غزال.50-أسرة جرجس إبراهيم.51- أسرة عمسيح القس.52-أسرة فرج.53- أسرة بطش.54-أسرة ملكو. 55-أسرة الزوقي.56-أسرة توما.. 57-أسرة توماجان.58- أسرة سعدو الحلاق.59- أسرة نجمه.60- أسرة أيوب فرج.61- أسرة اسحق. 62- أسرة إسرائيل.63- أسرة حنا توماس.64- أسرة بهنو.65- أسرة ازرق.66- أسرة كبرو. 67-أسرة زياني.68- أسرة دوداغ.69- أسرة شربات. 70- أسرة أبرط. 71- أسرة داهود.72- أسرة اصلو.73- أسرة مسعى.74- أسرة نصري.75- أسرة جرجور.76- أسرة جبوري.77- أسرة البابا.78- أسرة الطويل.
79-أسرة برو الأقرع.80- أسرة قصعه. 81- أسرة عدواني.82- أسرة عفيف حداد. 83- أسرة كراكين.84- أسرة فرمنيان.85- أسرة منوشي.86-أسرة داوي.87- أسرة بيروزه.88-أسرة بصله.89- أسرة غازوريان.90- أسرة بوظو.91- أسرة صراف.92- أسرة كلسو.93- أسرة اوسي نعوم.94- أسرة بحي.95- أسرة ناصيف.96- أسرة بطرص. 97- أسرة كولو.98- أسرة الكسنيان الحلي.99-أسرة رافو.100- أسرة بسه.101-أسرة فكتوريا.102- أسرة فرمنيان.103- أسرة بوشي. 104- أسرة شهرستان. 105- أسرة كلزي.106- أسرة أصلان.107- أسرة شلاّح.108- أسرة الكججي.109-أسرة استنبولي.110- أسرة جبربط. 112- أسرة عبد النور113- أسرة مخو.114- أسرة الفرنجي.115-أسرة اللبناني. 116- أسرة معلم يوسف.117- أسرة دنهش.118- أسرة ديدونه. 119- أسرة غزاله.. 120- أسرة وزبر.121- أسرة ايغو.122- أسرة نعمه.123-عبدالأحد.124- اسرة ملكونيان.125- أسرة قصار.126 - أسرة الأسيا.127- أسرة تيلو.128- أسرة صباغ.129-أسرة بيكندي. 130- أسرة توماس.131-أسرة كرزون.132-أسرة ملكونيان. 133-أسرة كسبه.134- مناشه. 135- جولخ.136- أسرة جولجي. 137-أسرة المريم.138-أسرة مريمكي.139- أسرة عيسى هابيل. 140- أسرة بهني. 141- أسرة خوشابا.142- أسرة السعدي.143-أسرة نسيم. 144- أسرة آحو.145- أسرة نيكولا.146- أسرة سلمو.147- أسرة الزوقي ملكو.148- أسرة فريد موسى.149- أسرة برجي.150- أسرة جرجور. 151- أسرة أروش.152- أسرة ارمنيان. 153 - أسرة خاتوني.154- أسرة منصور.155- أسرة السلو.156- أسرة نعوم.157- أسرة حداد الصور.158-أسرة برو.159- أسرة كرمو الغراف.160-أسرة زينان.161- أسرة هلو.162- أسرة بلاشو.163-أسرة قطي164- أسرة اصبهان.165- أسرة اوسيب.166- أسرة لولى.167-أسرة نوبريان.168- أسرة النجار. 169- أسرة شفيق ديركاوي.170-أسرة عبي.171- أسرة زاعور.172-أسرة منصوراتي.173-أسرة وانيس.174- أسرة كيفو.175- آكوبيان. 176-أسرة قزنجيان.177-أسرة صوصاني. 178- أسرة مركريان.179-أسرة حتو.180- أسرة بطيخه.181- أسرة بطه.182-أسرة صرّاف.183- أسرة أرمينيان بوظو.184- أسرة عركوس.185-أسرة موساكي.186- أسرة بيدروسيان.187- أسرة نيسان.188- أسرة فاتكي.189- أسرة بشريان.190- أسرة معميصة.191- أسرة أوديشو. 192- أسرة حشمه. 193- أسرة صاني.194- أسرة بيتو.195- أسرة خرجي. 196-أسرة زحقي.197-أسرة كوكي.198- أسرة تبسي.199- أسرة قريو.200- أسرة منصوراتي.201- أسرة مارديني.
وهذه ليست كل الأسر المسيحية في مدينة الدرباسية حتى الستينيات من القرن العشرين الماضي وقد هاجرت أغلب الأسر إلى حلب ودمشق وبيروت والعالم.
وأما سبب التسمية( باسم الدرباسية) :
فهناك اعتقاد لدى كثيرين بأنَّ التسمية جاءت تيمناً باسم القديس آسيا الحكيم، الذي كانت له كنيسة في قرية المنصوريّة (بتركيا)، ويقولون إنك لو وقفت في وضح النهار، ونظرت إلى قرية المنصورارية شمالاً سترى تلك الكنيسة، ولكون غالبية الأوائل من بُناة الدرباسية هم من المنصوراتية، فقد بنوا لهم كنيسة من اللبن، وأطلقوا على المكان في حينه (درب القديس مار آسيا)، وهذه الكلمة المركبة تُلفظ اليوم، وكأنها كلمة واحدة (الدرباسية)، بعد أن أضيفت إليها (ال التعريف). أما لفظة آسيا فهي الأخرى سريانية : أي الطبيب والحكيم الذي يشفي أمراض الناس، وهنا نعني القديس مار آسيا، لأن الله كان قد خصّه بموهبة شفاء الأمراض. وتسمى بـ (درب آسيا) لكونها كانت نقطة عبور تجارية مهمة في منطقة شرق سورية، من الجنوب والغرب نحو الشمال والشرق من آسيا. ويُقال: تعود تسميتها إلى بانيها واسمه "درباس"، وهذه التسمية الدارجة في المنطقة قديماً. وأظن بأن هذا التأويل عارٍ عن الصحة،لأن رجلاً واحداً لا يمكن أن يبني بيتاً لوحده، إلا أن الأوائل من المنصوراتية هم من تعاون على البناء، أقل ما يمكن حتى أوائل الأربعينيات بشكل واضح، وقد عرفت الدرباسية منذ نشأتها العمار فارس جلّو، وقد عُرف بفارس العمار، وجدير بالذكر أنّ والدي حنا ججي قومي قد نزل من قريتهم القصور في نهاية عام 1938م في نهايتها، وسكن في الدرباسية أكثر من عامين، وكان يعمل معاوناً لفارس العمار. هذا الكلام ذكره لي والدي عندما كنتُ أسأله عن كيفية هجرته إلى قريتهم على الرغم من أنه كان يعمل (مرابعجي) عند المبعوثان التركي الشيخ عبد الغني أبو زهد. لكن والدي يأخذ زوجه وحماته وابن عم زوجه كمال، الذي كان صغيراً، ونزلوا إلى تحت الخط، كما كانوا يقولون عن الحدود السورية ،التركية، واستقروا في الدرباسية، وهناك ولدت أختي الكبرى مارين.
وفي الدرباسية العديد من المذاهب المسيحية:
السريان أرثوذكس، سريان كاثوليك، الكاثوليك، الأرمن.
أما مختار الدرباسية لمدة طويلة فكان أقصورانياً، واسمهُ موسى الكيسو، استلم منذ عام 1945، ثمّ بحدي العيسى( عبد الأحد عيسى).
وفي الدرباسية كنائس للسريان والسريان كاثوليك والأرمن الكاثوليك، والأرمن.
أهمها : كنيسة مار آسيا الحكيم، وكنيسة مار جرجس للسريان الكاثوليك التي سعى في بنائها حنا عبد الكريم إيشوع، وهو من بيت جبوري. كان ذلك عندما نزل من تركيا إلى الدرباسية، وكانت تعد بيوتها في الستينيات/150 / بيتاً.
وأول حركة نقل بين الدرباسية والحسكة كانت (بوصطة ) شفو(شفيق) و(بوصطة) جوزيف، واحدة على خط الدرباسية، السيكرات، تل بيدر، تل جميلو، الحسكة. وخط آخر من جهة صفيا، ثمّ يغطي القرى الشرقية حتى الدرباسية.
وفي الدرباسية حتى عام 1999م حوالي 50 بيتاً مسيحياً (أقصوارنة، منصوراتية، وبرهيميوية، وبيت آشوري اسمه موشي وردا، أولاده: كميل،وسمير، وريمون، وفادي. وبيت أرمني مكرديج أبو أرمين، متزوج بابنة قومي (الملقبين بالزعيفو). وكان يسكنها الشماس حنا شمو أولاده: غسان، ومروان. ومن البيوت الجفتلكانية، نسبة إلى قرية جفتلك التي بين ماردين وقرية القصور، بيت عزو رزاني من أولاده: فؤاد (أولاده بلحد، وكرم، وعزيز في ألمانيا)، بيت عبد المسيح عزو رزاني متزوج لم يرزق بأولاد، بيت يعقوب عزو رزاني وهو في ألمانيا.
ومن بيوت الميردلية في الدرباسية: بيت أيغو(جورج أيغو وأولاده جاك)، بيت ناجي أيغو، وهو مدرس للغة الفرنسية. وفي الدرباسية حتى عام 1999م كنائس: كنيسة للسريان الأرثوذكس، كنسية مار آسيا الحكيم، وهي عامرة ويقوم على خدمتها القس الازخيني ميخائيل يعقوب، والكنيسة الثانية المغلقة وهي كنيسة مارجرجس للسريان الكاثوليك، والكنيسة الثالثة المغلقة كنيسة العذراء للأرمن الكاثوليك.
أما الجوامع في الدرباسية فيوجد ثلاثة جوامع: الأول يسمى الجامع الكبير على اسم خالد بن الوليد، والجامع الثاني جامع الشهداء، والجامع الثالث جامع بيت حج بوجو، وهو من بناه.
المدارس في الدرباسية:
أول مدرسة تُبنى في أرض الدرباسية كانت مدرسة البيطرية للفرنسيين، حيثُ كانوا يعلّمون فيها اللغة الفرنسية وبعدها العربية، وهذا كان منذ بداية بناء الدرباسية، وحين توافد الناس للبناء فيها، ومن ثم تبعها مدارس للطوائف المسيحية. فهناك مدرسة للسريان الأرثوذكس، وقبلها بنى السريان كاثوليك مدرسة، والأرمن، والأرمن كاثوليك، والبروتستانت.
وأما مدرسة السريان الأرثوذكس:
حينما أغلقتها الدولة السورية، عن طريق مديرية التربية بالحسكة مركز المحافظة لكون الدولة كانت قد أغلقت الكثير من المدارس الخاصة، والتي كانت تابعة للمسيحيين على اختلاف طوائفهم، ولكن تلك المدرسة، وبجهد من المجاز الجامعي سياح العيسى، ولكونه غير موظف، فقد تمكنوا من افتتاحها تحت اسم مدرسة الأمل، وقد صار مديرها وصاحبها وتم افتتاحها، وزارها المثلث الرحمات المطران قرياقس تنورجي، وكان ذلك عام 1982م.
كما توجد في الدرباسية مدارس ابتدائية:
أبي ذر الغفاري، وعقبة بن نافع، وجميلة بوحريد، ومدرسة الشهيد عزالدين ديركي، ومدرسة الشهيد زين الدين.
أما المدارس الإعدادية فهي: إعدادية الشهيد صلاح الدين وهي للشباب، وإعدادية شجرة الدر وهي للبنات، وثانوية اليرموك، وهناك ثانوية مهنية باسم الشهيد داؤد حنا أصلو.
رئيس البلدية ولدورات عدة هو فوزي حامد.
وأما مختار الدرباسية فهناك مختار مسيحي مرقص الزوقي، ومختار مسلم هو عبد القادر السلاخي.
ومن البيوت القصورانية في الدرباسية:
بيت بحدي العيسى.(أولاده: حنا، طوفي، صياح)، بيت سلو البحو، (أولاده : بحو، ومنصور)، بيت كرمو موسى، بيت ملك داؤد ملكي، بيت ملكو الياس ملكو، بيت جرجس إيليا جبوري، بيت إبراهيم زحقي، بيت جرجس زحقي، بيت صبحي كنعو، بيت عبد الأحد أيلو، بيت كرمو آسيا، بيت ابنهُ خليل كرمو آسيا، وبيت أفرام كرمو آسيا، بيت جرجس رزقو، بيت موسى بحي، بيت منصور قابي، بيت فرحان قابي، بيت بحدي قابي، بيت صبحي قابي. وهناك بيوت عديدة، ولكن في بداية السبعينيات يبدأ أهلها بالرحيل عنها لتزايد العنصر الكردي، حالها حال عامودا. وقد زرتُ الدرباسية مرة واحدة كان ذلك عام 1985م عندما ذهبتُ مع عمي صومي لحضور دفن ابن عمتنا خزمو. شاهدتُ منظراً تتجلى فيه الإهانة حتى لقبور الموتى، حيث لا تجد صليباً على شواهد القبور. كما لا تجد قبوراً واضحة في المقبرة. سألتُ يومها، الكل لم يتكلم.
أما الكنيسة التي تمت صلاة الميت بها كانت للسريان كاثوليك، وكانوا قد عينوا عليها حارساً كردياً يسكن في حوشها الواسع وغرفها الكبيرة لقاء حمايتها والبيوت، بالتأكيد لن يخرج منها. وكم من امرأة من الدرباسية عانت - بعد منتصف الستينيات - من اضطهادات ؟
وكم من امرأة عاشت على أعصابها وهي تقطع المسافة ما بين الحسكة والدرباسية في (المكرو باصات) التي أصبحت بكثرة ؟ .
ومن القصوارنة الذين يعيشون في الدرباسية حتى عام 1999م نذكر منهم: بيت إبراهيم عيسى، أولاده:(أنطون، وجورج، ولورنس، وشكر الله، وجوني)، بيت يعقوب سعيد أصلو، وأولاده: (فصيح، وسامي)، بيت صبري كوركيس، من أولاده: (الشهيد مروان الذي قُتل في الجيش في عام 1983م، وعبد الأحد، وبسام، وداؤد )، بيت قرياقس منصور القابي، من أولاده : (غاندي، وجون، وايميل(زكا)، بيت يوسف القابي، من أولاده: (ميلاد)، بيت فرحان القابي، أولاده: (يعقوب، وبهيج، وحنا، وجوزيف)، بيت صبري القابي، أولاده : (عامر وهو مهندس، وعبدو، وحنا)، بيت سلو كوركيس، أولاده: (جميل (جامعي)، وأكرم، وجرجس، وعبد الأحد، وصبحي، ومخلص)، بيت جميل عزيز وكنيتهم كوركيس، من أولاده : (عزيز يسكن الرقة، وإبراهيم في الحسكة، وعدنان، ومعروف وهو معلم، وفيصل مدرب للفتوة، وطلال)، بيت داؤد كوركيس، من أولاده : (كمال متزوج، ومن أولاده : "جاد الله، وكوركيس وهو جامعي"، وماجد بن داؤد وهو مهندس بتروكيميائي، ومفيد، وجورج )، بيت فرحان داؤد كوركيس، من أولاده : (فواز في الحسكة، داؤد، وعبد المسيح، ورامي، وفؤاد، وحواس)، بيت بحدي داؤد كوركيس، من أولاده : (المهندس رائد، وداؤد، ولؤي )، بيت حنا داوي، أولاده : ( عبد الأحد مراقب فني، وسعد صيدلي، وراغدة صيدلية، وكرم، وراغب)، بيت هابيل عيسى، أولاده : (عدنان، ومحفوظ، وطلال، وعماد، وفائق، ومخلص، ورياض)، بيت فرمو الأسيو. هناك بيت صبحي، من أولاده : (غسان، ورائد )، بيت ملك فرمو الأسيو، أولاده :(سعد، وبسام، ويعقوب )، بيت فواز الأسيو وبيت ابنه أميل، بيت حنا عبد الأحد إيليا، الملقبين بالبلع، له ولدان متزوجان هما : ( ابلحد ومطانيوس، وأولاد بلحد هم : جوني، وبطرس. أما مطانيوس إيليا فهو مهندس بالحسكة)، بيت عبدو عيسى، من أولادهم : (المدرس اسحق عبدو، أولاده : عبيدة، أسامة، قتيبة، وسيم)، والمدّرس اسحق عيسى هو من المثقفين، وقد تسلم إدارة ثانوية اليرموك لمدة تزيد عن عشرة أعوام، كما أصبح رئيساً لبلدية الدرباسية لدورتين انتخابيتين، وهو من الباحثين والكتّاب القصوارنة ومن الوطنيين، وقد عاش أهل الدرباسية العديد من الأيام السوداء كما حدث عام 1945م، وكذلك الأحداث التي وقعت بين القبائل العربية وغيرها، وكانت تنعكس سلباً على غالبية أهلها آنذاك.وكانت الدرباسية حي واحد، يؤلف المسيحيون ما نسبته 99% منه، ولكن مع مجيء الأكراد والعرب بعد الأربعينيات من القرن العشرين تغير الوضع ؛ حيث بدؤوا يبنون في شرقي ذلك الحي لهم دوراً، لهذا نقول اليوم إن المدينة تُقسم إلى قسمين:
الحي الغربي:
ويضم المسيحيين ومعظمهم من المهاجرين من مدينة "ماردين" وقراها مع بعض الأرمن؛ وكان المسيحيون يُشكلون أغلب تُجار السوق، ومعظم الصناعات والمهن اليدوية من : حدادة، وتجارة، وصباغة القش، والأقمشة، وصياغة الذهب والفضة. وبعد أن بدأ شأن الدرباسية يتوسع جاءها الأكراد من مختلف النواحي، وأغلبهم من تركيا؛ وكوّنوا " الحي الشرقي": ويضم "الأكراد" وبعض العرب الذين قدموا أيضاً من منطقة "ماردين" ومن القرى المجاورة؛ ويعمل معظمهم عمال بناء وفي الرعي، والقليل منهم بالتجارة. أما بعد أحداث سورية وهجرة أغلب سكانها من المسيحيين نجد الغالبية العُظمى من سُكانها هم من الأكراد مع بعض العرب.
ودعونا نُطالع في كتابٍ للأديب جورج خرموش.
(ماردين الصمود والتراث والتاريخ) المطبوع عام2003م. حيث يذكر أن الدرباسية بُنيت من أبناء السريان أولاً والأرمن والكلدان عندما توافدوا إلى المنطقة من ماردين والقرى الأخرى ؛ فنزلوا إلى القرامانية والخاص وتل أيلول وعرّادة وتعلك وجطلي (جطل)، ولكن اثني عشر شخصاً من هؤلاء يقررون بناء دكاكين (محالات تجارية) في المكان، ويبنون لهم دوراً، وكانت اللجنة مكوّنة من السادة : ( سليم عبد النور، وعبد المسيح قره زيوان، وعبد المسيح قاووغ، وسعيد اصبهان، وجميل شلاح، ويعقوب حكيميان، وعبد المسيح أصلان، وتوفيق كوبل، ورزق الله يامين، وجبرائيل قصعة، وبطرس وأخيه بشير سلموا ) ؛ فبنوا في البداية 75 حانوتاً ودوراً لهم، وكان شرط الفرنسيين أن يدفعوا عن كل حانوتٍ خمس ليرات ذهبية، كما بنوا لهم مدرسة داخلية كان يشرف عليها الدومينكان، وكان الراهب ديرودير (DERUDDER) هو المدير لتلك المدرسة، كما أشادوا لهم كنيسة، وكان أول خوري يديرها هو يوسف رزقو.
ولابد من أن نؤكد على أن الدرباسية بُنيت مع بدء الانتداب الفرنسي على سورية، ودخولهم الجزيرة السورية التي كانت تابعة لمتصرفية دير الزور. وعندما التقينا مصادفة في موقع القامشلي كوم الصديق القديم بعد أكثر من 48 عاماً، وهو السيد سامي عبود بدرو. طلبنا منه - كونه من الدرباسية - أن يُعطينا صورة عن الدرباسية. فماذا كتب لنا على ضوء زيارته لها عام 2003م، علماً أنه تركها وهاجر وعمره 17 عاماً ؟
هذه أسماء بعض العوائل التي سكنت "الدرباسية" - بعضهم لم أعد أذكر أسماءهم الأولية - سأذكر الأسماء كما كانوا يُعرَفون بها. هاجرت من الدرباسية وكان عمري 17 سنة: بحدي العيسى مختار السريان أرثوذكس، مجيد سلاخي، أبو ملول، محمد بك خسر جنسينه مع عشيرته الكبيرة في إحصاء سنة 1962. رزقو يامين، ججّو يامين، إبراهيم يامين، عمسيح يامين، الياس يامين، الخوري يوسف رزقو، راعي كنيسة السريان كاثوليك، القس يوسف جرجس،راعي كنيسة مار آسيا الحكيم، الأب نيكولا، راعي كنيسة الأرمن كاثوليك، شمعون رزقو، عمسيح أصبهان، سعيد أصبهان، فرنسيس بحدي، يوسف بحدي، آكوب حدّاد، أنترانيك فرمانيان، مختار الأرمن أرثوذكس، مهران فرمانيان، جرجس جبوري، الياس عبد النور، سعيد عبد النور، سعيد قره زيوان، بحَدو الملكي، سمعو الياس، سفر غزال، يامين ابراهميوي، جرِي ابراهميوي، سعيد كنعو،عمسيح قاووغ، أفرام قاووغ، عفيف حدّاد، ملك حدّاد، شفيق اشلاح وجميل اشلاح. جوزيف الديسجي. ميخائيل بدرو، إسحق بدرو، يعقوب بدرو، موسى بدرو، عبّود بدرو، الياس آدم، موسى آدم، كرمو آدم، إبراهيم آدم، عيسى نصري، توفيق كوبَل، جبرائيل قصعة، شفو قصعة، بشير سلمو، بطرس سلمو، جرجس البابا،سلو البحّو،بحدي البري الياس الكيسو،حنّا عبد الكريم، عزّو أرزاني، يعقوب إيغو، أفرام إيغو،عبد المسيح الزوقي،مقدسي عمسو أبو مرقص الزوقي، زحقي يعقوب، موسى زحقي، ابراهيم زحقي، جرجس زحقي، كرمو ججّو برو، الياس برجي، داوود برجي، سعيد برجي، جرجس خاتوني، جرجس كَسبّي، جورج جرجقي، إسرائيل القس، القس عبد الأحد.
أوّل قس لمار آسيا, جثمانه مدفون داخل الكنسية، رفّي بيدروس،فرمو الحنّي، الياس صبّاغ، بطرس السَقَط، رزّو مد،صالح كلكلو، موسى مريمكي،إبراهيم الحلّي، فؤاد الحلّي،عمسو ياقسطاني، حنّي إيليا، خضر دبّو، الياس أراكيل، حبيب أراكيل زكي أراكيل، ميشيل تيلو، ججّو بسّي، أوسي بسّي،عماس بسّي،الياس بسّي،جوزيف مَنوشي، الياس رافوقبّلو، أوسي عائلة بغدو، عائلة غنطواغناطيوس، بحدي بّيكندي، عائلة حنّاوي، سعيد كعباوي، ملكو القس، داوود حنّو، صبري جعو، سرجان يوسف، إبراهيم عبدال، عبدو عبدال، بحّود عبدال، سامي أزرق، صومي هلو، درويش نعوم، أوسي نعوم ،فرج نعوم، مَلِك إيشو، "كان ملكاً على الآشوريين قبل أن يُهجَّر إلي الدرباسية".
صاموئيل قصّار، مختار الأرمن كاثوليك، بحدي بيّكندي، عبد الأحد نعلبند، يوسف نعمة، ميخائيل القس، فارس معمارجي، يوسف توماس، كبرو زكّو، كراكين وارطانيان، وانيس السقط، جميل كولو، حسّو عمركي، وديع اشلاح، سعدو بحّدي، كرمو آحو، جوزيف تانو، سعدو مسعي (مسعود).
عائلة جرجور، وعائلة توماجان، شفو ابراهيم (سيدي)،عبدو كورخانجّي، إبراهيم كورخانجّي، موسى بحّي، داوود قبّلو، داوود حنّو، عائلة كلّسو، جوزيف شاهين.
وأما عن كنيسة للسريان الأرثوذكس، وهي أقدم كنيسة في الدرباسية، حيث بنوها ما بين عامي 1931م وانتهوا منها عام 1932م، وهي على شوارع أربعة، والمساحة قطعة أرض مربعة الشكل كل ضلع منها 40 متراً. وذكرنا أنهم سموها - تيمناً باسم كنيسة لهم في المنصورية - باسم مار آسيا الحكيم، وقد جددوا البناء اللبني بالحجارة في عام 1949م.
وقد صمم بناءها الجديد المهندس نيقولا بيك الحلبي على عهد المثلث الرحمات المطران مار اسطاثيوس قرياقس؛ وقدّسها المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم في شهر أيار عام 1953، بعد أن قدَّس كنيسة القديس مار يعقوب النصيبيني في القامشلي، ويشاهد اليوم فوق مدخلها الشمالي رُقيم حجري يشير إلى هذا التاريخ، ويوجد للكنيسة مدخل آخر من الجهة الغربية يتلوه درج حديدي يؤدي إلى الزياح، ويتوضع تحته جرن المعمودية. وهي واسعة تتسع لحوالي 250 شخصاً ويبلغ طولها 21 وعرضها 9 م، أما الهيكل فيبلغ طوله ثمانية أمتار وعرضه 4.15 من الداخل، يقوم في وسطه مذبح، شيّده عام 1960 من الحجر الأبيض المعماري البناء فرج بطرس إيشوع الذي يقيم اليوم في الحسكة، وعلى نفقة المؤمن يامين عبد الأحد. واجهة المذبح تتألف من هيكل رئيس ارتفاعه 3.9 يتوسط هيكلين صغيرين، يتوضعان على جهتيه ارتفاع كل منهما 3.30م، ويعلو كل هيكل قنطرة نصف دائرية، يبلغ قطرها في كلا الهيكلين الصغيرين 1.98م وفي الرئيس 2.75م، وتستند هذه القناطر على أعمدة تزيينيّة يكللّ كل منها تاج على الطراز الروماني. وللكنيسة ثماني نوافذ متوسطة الحجم، ثلاث منها مفتوحة على جهة الشمال حيث توجد باحة المدرسة، وثلاث على جهة الجنوب، واثنتان على جهة الغرب، أما الزياح فقد فُتحت فيه أربع نوافذ وطاقة مثمنة الشكل.
إن بناء الكنيسة الحالي هو من الإسمنت المسلّح، بيد أننا لم نجد فيه أثراً لفن الهندسة المعارية، خلا قدس الأقداس الذي أتينا على ذكره آنفاً، والذي أقيم بعد مضي سبع سنوات على تقديس الكنيسة بواسطة المعماري فرج بطرس إيشوع الذي قام - أيضاً - بتجديد بناء الجرسية عام 1966م ؛ ولابدّ من أن أذكر زبارة أهلي إلى هذه الكنيسة - وعلى ما يبدو بعدما جددوها من الحجارة والإسمنت.
- فقد جاء إليها أبي وأمي ومعهم أخي الأكبر مني جرجس، حيث مرض وكان الوقت شتاء والثلوج تملأ الأرض وكان لابد من أخذه إلى الطبيب البلغاري الوحيد في الدرباسية، وعلى الرغم من أن الطبيب قال لوالدي : " لقد تأخرت كثيراً ". كان لابد أن يناموا في كنيسة مار آسيا الحكيم آملاً في الشفاء. لكن الأمر لن يتحقق ففي الفجر يشهق الطفل جرجس، ويغفو حيث يفارق الحياة؛ تصرخ أُمي المكلومة، وليل الدرباسية بارد وزمهرير، وغربة مؤلمة، وأبي يصرخ، ينظر لوجه طفله، يتفقد عيونه، يُحرك يديه الغضتين، يحتضنه إلى صدره بحرارةٍ عله يشعر بالحرارة فيستيقظ، لكن جرجس يُغادرهما، وأُمي تدمدم، وتقول : " وأنا في غفوة جاء رجلان بلباس أبيض، بسرعة البرق مرا من فوقنا ". يُنزل والدي أخي جرجس من على صدره ليمسح دموع عينيه، بدأت جثته تبرد، لا يفيدها البكاء، فكان لابد أن يعلموا الجماعة بالحادث. حدث ذلك في صباح بارد للغاية، فنصحوا والدي ووالدتي أن يدفنوه فوق تل أيلول، حيث مقبرة للمسيحيين هناك. الثلج والبرد، وحفر قبر للملاك الصغير جرجس، حيث دفنوه في ذاك التراب المشبع بالثلج.
أبي يودع الجميع ويشكرهم، يركب مهرة صغيرة، ومن ورائه يشد الأخرى التي حملت أُمي وأخي جرجس في طريقهم من قريتنا (تل جميلو) إلى الدرباسية. يفضل أبي أن تعود أمي خاتون المكلومة إلى قرية تل جميلو بسيارة بيت الرئيس ميخو الفارس، بعدما وضعت جرجس في مقبرة تل أيلول !
ومن الجدير ذكره أن من كان يحفر آباراً في الدرباسية، وهو مشهور في الناحية كلها، وأول من عَملَ في هذه الصنعة كان إبراهيم بي جنس، ثم جاء بعده ريحاوي، وبعده شيخو رهوان.
وأما الأفران في الدرباسية :
لم نعرف أي فرن كان الأقدم، قبل بناء الأفران في الدرباسية، لكن نستطيع أن نذكر منها: فرن أكوب يوسف أبو أوهان، فرن يعقوب بيكندي (أبو أرتين)، فرن بيت رزي يعقوب، فرن أدور سرجان، فرن محمد شريف، وفرن أبو خضرة، وفرن محمد علوز، فرن بيت غنطو..
شركة الكهرباء والسينما بالدرباسية فقد عاشت الدرباسية على السراج واللمبة والوكس مدة طويلة ثم محركات شخصية حتى نشأت شركة كهرباء الدرباسية وذلك عام 1957م. وفي عام 1960م تم افتتاح أول دار سينما وكانت صيفية وقد سُميت بسينما سلوى على اسم ابنة صاحبها ومالكها جليل قره زيوان وموقعها كان في الشارع القادم من عامودا بجانب بيت قره زيوان نفسه، وأما السينما الثانية بمدينة الدرباسية فكانت سينما فؤاد وكانت لصاحبها فؤاد لولي وبعد حريق سينما عامودا نجد السيد يوسف سبتي يُنشئ دار سينما صيفي وخلفها سينما مغلقة شتوية، لقد تأثر وجود السينما بعد حريق سينما عامودا وفي عام 1960م. ولكن السيد شكري مرجي من عامودا يفتتح سينما الزهراء واستأجر سينما سبتي الصيفية بقيت تعمل تلك السينمات حتى مجيء البث التلفزيوني عام 1976م. حيث كان أول من أدخل التلفزيون إلى مدينة الدرباسية كان موظف جاء من طرطوس وتلاه شراء تلفزيونات كروندينك من حلب من قبل : جمعة أبو عمر.وجرجس إبراهيم وسعيد إبراهيم وكريم عمسيح ويامين عبد الأحد .وهؤلاء أول من امتلك تلفزيونات .
والحديث عن القابلات اللواتي عملن في الدرباسية:
فأول قابلة قانونية - بعدما كانت هناك امرأة تمارس عملية الولادة دون دراسة بل بالخبرة - لوسي الأرمنية هي أول قابلة بالدرباسية، سعاد سواس، صبيحة بحدي قطي، مريم كورية، ابتسام الجبري، كاميليا عبد الأحد إيلو، كاميليا عبد الأحد بحو، سميرة كوركيس، كوثر رمضان. وأقدم خياطة نسائية :
إيفلين ( أم الأستاذ بشير سعدي)، فكتوريا هيكو، ججي تيتو، سميرة موسى أصلان، مراي جرادي، سميرة وديع. ومن الرجال نذكر: سامي أزرق، فهمي تبسي، كبرو أبو جورج..
وعندما نذكر الدرباسية لابد أن نذكر كتّاب وشعراء عاشوا في الدرباسية. منهم:
الأخ سعد سعدي كشاعر عمودي(القصيدة العمودية)، والكاتب والباحث إبراهيم يامين، إدريس الهلالي، رشيد الذيب، خضرة العرب، إسحق عبدو العيسى، كاميليا بحو الدرة، ومن الفنانين التشكيليين العالميين يعقوب إبراهيم عيسو وماهين شاهين وهناك أسماء كثيرة إذا ما احتسبنا الفنان بشار العيسى وهو من قرية الغنامية القريبة من الدرباسية .
ومن أول المعلمين والمعلمات في الدرباسية: المعلمة سيود مطلي، زوج الخال كرمو كرمو جرجس أصلاني، والمعلمة جورجيت نانو، والمعلمة حسينة، والأستاذ أنطون كرازون، وتيريز كرزون، وجروج أبرط..
وأول شهادة ابتدائية (سرتفيكا) حصل عليها الأستاذ موسى فارس (أبو رياض) كنعو.
وممن علّموا بالدرباسية: موسى الصدي، وكريم سعدو.
وأول من امتلك سيارة في الدرباسية هو: فرمو الحني، خليل روز، إبراهيم يامين، عبد الأحد عيسى، هابيل عيسى، وبحو السلو ( أبو بحو).
وأول من امتلك (كميون) كان إبراهيم يامين، المزارع والكاتب، وسعيد جرجس، وإبراهيم وخليل روز. وأول من امتلك (بكآب شفرليه) كان : إبراهيم روز، وجرجس إبراهيم عيسو بحو. وأول مجاز جامعي: رشيد الذيب، وكانت عنده سيارة صغيرة.
وأول مزارع كبير كان من : بيت أصبهان، وبيت سعيد قرزيوان، وبيت شلاح، وبيت بطرس سلمو، وحنا عبد الكريم في أبو راسين، وعزورزاني، وعبد الأحد عيسى، وبيت إيليا داؤد كوكي، وبيت خليل رزو، بيت جرجس إبراهيم عيسو، وفرمو الحني، وخليل إبراهيم يامين، وأخيه ججو يامين، وبيت جبوري، سعيد كنعو، وبيت سلو البحو، بيت سمعو الياس، وبيت الدرة، بيت نعوم كنعو ( أبو الياس.).
أما الطواحين :
أقدم طاحونة بناها عبد المسيح قرزيوان عام 1923م، والطاحونة الثانية كانت لبيت اصبهان.
وفي الدرباسية دور للسينما :
أول سينما بالدرباسية كان اسمها سلوى وكانت ملكاً للسيد جليل قرة زيوان وكان قد أطلق على السينما التي بناها عام 1955م اسم سلوى على اسم ابنته. وكان هناك سينما ثانية اسمها سينما فؤاد كانت لصاحبها فؤاد لولي وهو من الحسكة وكان شريكاً للمعلم سليم سبتي، وجاء معلم شكري مرجي وشارك سليم سبتي وحولا اسم السينما من سينما فؤاد إلى الزهراء. وذلك عام 1962 بعد حريق سينما عامودا.الذي حدث في 13 تشرين الثاني عام 1960م.وراح ضحيته 250 طفل كردي.
وكانت كروم العنب واللوز، تنتشر حول مدينة الدرباسية وأغلب مالكيها كانوا منصوراتية، من بين تلك الكروم: غرس بيت عبد النورن، غرس سعيد توما، غرس بيت أدا، وغروس بيت المنصوراتي، وغرس عبدي، وغرس بطرس، وغرس سلو، وغرس بيت سعد.
وتذكر إحصائية عام 1936م. بأن عدد سكان الدرباسية ثمانية آلاف نسمة والقرى التابعة لها مئتا قرية.
أما بالنسبة للمكتبات. فأقدم مكتبة في الدرباسية، مكتبة داوود الوزير التي آلت بملكيتها إلى الأستاذ جورج إيغو.
طقة بيطرية الدرباسية عام 1945م
الذاكرة الجمعية للمسيحيين السوريين،بشكل عام، ومسيحيي الجزيرة السورية بشكل خاص. تحفظ ما أصابهم من إهانات، وضرب، وقتل، ونهب، وحرق أعصاب، وتعالٍ وتكبر واستحقارٍ لهم من قبل جيرانهم على اختلاف قومياتهم ولغاتهم. فعندما أرادت فرنسا أن تجلو عن سورية، ومدينة الدرباسية ذات الغالبية المسيحية في ذلك الوقت وأغلب الأسواق هي للمسيحيين يطمع بهم جيرانهم ليقيموا عليهم فرماناً آخر(مذبحة )، وكان أن اجتمع أغلب الجيران وتآمروا على المسيحيين ووصلت الحالة أن بثوا الرعب بين المسيحيين بتصرفاتهم وتحضير أنفسهم لمعركة تأتي على الممتلكات أولاً ويحدث ما يحدث ثانياً. وكان مختار الدرباسية يومها موسى الكيسو هذا كان صديقاً للكابتن قاسم الذي ينحدر من جبل العرب (درزي) سوري وكان هذا الكابتن يولي اهتماماً خاصاً في خدمة ورعاية شؤون المسيحيين كما كانت العلاقة بينه وبين موسى الكيسو المختار آنذاك ممتازة. وكان لفرنسا مدرسة كبيرة وتضم رهباناً يُدّرسون التلاميذ الفرنسية وكانت تلك المدرسة تٌسمى بالبيطرية.
وعندما تأكد للمسيحيين في مدينة الدرباسية من نيات جيرانهم تركوا بيوتهم ولجؤوا إلى مدرسة البيطرية ووضعوا أنفسهم في حماية الفرنسيين لكن الكابتن قاسم ومن معه من بقايا الجيش الفرنسي حموا الناس حتى تدخلت شخصيات لها الأيادي البيضاء في تعاملها مع المسيحيين منهم الشيخ الشمري ميزر عبدالمحسن ومعه الآغا فرحان العيسو(العيسى) آغا عشيرة الكيكية وشيوخ من مدينة القامشلي وكانوا في مضافة المختار الجديد بحدي العيسى الذي تم اختياره بعد أن ترك المختار موسى الكيسو. وإذا هم على هذه الحالة من الاستنكار والتوعد وأحاديث وإذا بعويده عبداً للشيخ ميزر يُخبره بأن ابن أخيه سطام ومعه خيالة بالمئات جاؤوا من العراق لنهب بلدة الدرباسية فنهض الشيخ ميزر لمنع ابن أخيه وتلاقيا عند قرية الغنامية وأطلق ميزر النار من بنادق رجاله باتجاه الخيالة وابن أخيه محذراً إياهم ولكن يبدو أن سطاماً أراد أن يكسر كلمة عمه فصفعه ميزر على وجهه وعندها توجهوا نحو الغرب إلى نهر الزركان وهناك نهبوا أغناماً وماشية وبيوتاً. وهكذا وقف الشيخ ميزر هو والشيوخ وآغا الكيكية موقفاً إنسانياً ووطنياً. ومنعوا تلك الفتنة.نكتبها هنا للتاريخ ومن لسان إنسان يشهد له أترابه بأنه لا يعرف القول غير الحق منه في الرواية. ولنقول إن ما يجري اليوم له أسسه في الماضي ولا شيء جديد. هذه خلاصة أحداث استمرت أكثر من أسبوع وأهالي الدرباسية من المسيحيين يعيشون الخوف والرعب والقلق ولأنهم ليسوا على بعد إلا سنوات من مجزرة أتت على أكثر من 3 ملايين إنسان في تركيا العثمانية نقصد بها مجازر سفر برلك 1915م.
ومن الشخصيات المهمة في مدينة الدرباسية غير المؤسسين الأولين ومن بنى فيها دوراً للعلم والمهن اليدوية نذكر شخصية كردية لها الأيادي البيضاء وهو عبدالمجيد حاج محمد عبدالقادر الملقب بـ (أبو ملول). وهو من الشخصيات الوطنية المعروفة، ولد في قرية (سلاخ) 1900م. كان قد هجرها إلى قرية (القرمانية) التي كانت مبنية قبل بلدة الدرباسية وتقع إلى غربها وعندما بدأ العمار في مكان سكة القطار والثكنة العثمانية جاء السيد قرزيوان وبنى طاحونة هناك وبعده جاء الناس وبدأت ملامح قرية تكبر. حتى غدت بلدة وعاشت العهد الفرنسي عين كأول مختار للطائفة المسلمة فيها في الثلاثينيات في الفترة نفسها التي كان المرحوم (عيسى الكيسو) قد عين مختاراً للسريان و(خورين ديرخورنيال) مختاراً للأرمن. لقد كان المرحوم من الوطنيين الأحرار لذلك نهب الفرنسيون بيته عدة مرات ونفي إلى دير الزور حيث بقي فيها 3 سنين ثم عاد إلى البلد، وفي عام 1950م عين رئيساً للبلدة لمدة ثلاث سنين حيث حل محله المرحوم الحاج عبدالقادر كمختار للطائفة المسلمة، والمرحوم بحدي عيسى مختاراً للطائفة المسيحية. توفي في عام 1973 وكان رجلاً محبوباً من قبل أهالي البلدة وريفها بمختلف طوائفهم وقومياتهم الذين أحبوه أيضاً بدورهم وقدروا أعماله الحسنة في الدرباسية.
ومن الرجال الذين ستبقى الدرباسية تذكرهم المختار والمصور وبائع الألبسة الجاهزة الأرمني انترانيك فرمانيان نيشان المولود ببلدة رأس العين عام1928م.والذي عاش في الدرباسية وتسلم المختارية من عمه خورين فرمانيان سنة 1953م. وفي سنة 1969م سافر إلى حلب. وقد توفي عام 2013م.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :1 - سلو النعوم حين التقيتُ به مصادفة وهو ينتظر وسيلة نقل للذهاب إلى الدرباسية، وكنا قد اتفقنا على موعد أذهب إليه في الدرباسية، لكن بعد شهرين توفاه الله.
2 - والدي حنا قومي ابن ججي، ووالدتي خاتون أصلاني بنت كرمو.عاشا في الدرباسية مابين عامي 1939و1940م.
3 - كتاب ماردين الصمود والتراث، والتاريخ المطبوع عام 2003م.
4 -الصديق سامي بدور. لوس أنجلس أمريكا.5 - سياح العيسى بن بحدي العيسى أبو نابغ.
6 - كميليا بحو عبد الأحد (الدرة).7- عبدالقادر شاهين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد