الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-قطَريّات ساخرة : أُمّة -قَحْبَشَريفَة- بامتياز !

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 11 / 26
كتابات ساخرة


-*سخّرها بقنوط العالم : لخضر خلفاوي*

* كنتُ غير مهتمّ بكأس العالم لكرة ( الهَمّ) المُقدّم في جلد منفوخ (على فشوش )، الرّاكل فيها المركول … لا لأن هذه الكأس التي وقع اختيار تنظيمها منذ سنوات على ( إِمَيرَة ) صغيرة عربية ، كبلد منظّم للدورة و هي ( قَطَر) و خلفيات ملف ترشيح هذه الأخيرة لمقارعة الكبار في تاريخ الدورة تنظيما و ممارسة .. عزوفي مع تقدم العمر هو مبني على الرغبة في اجتناب العبث البصري و العقلي و تضييع وقتي في ( لهو الأقوام و الأمم )، و كوكبنا يسبح في الفساد و الفوارق الاجتماعية و الظلم الاقتصادي و السياسي . مذّ أن أُختيرَ ترشيح قطر و أُكّد فوزها بتنظيم كأس العالم و الإعلام الغربي لم يهدأ في تشويه صورة الأشقاء هناك و نعتهم بكل النعوت ، بل رُفعت دعاوى قضائية تُطالب بكشف ملابسات و خلفيات ضلوع بلد ( البتروكيمئيات)- بترول و غاز -؛ في قضية شراء ضمير و شفافية ( الفيفا ) و أعضائها المصوّتين بأغلبية لترشيحها و أنّ مبالغا مهولة قد مُنحت و أُعطت -كرشوة- تحت الطاولة ، لشراء ذمة أبرز أعضاء الفيفي أين كان يرأسها المثير للجدل دوما ( جوزيف بلاتير Joseph Blatter الذي كان قائد أوركسترا ـ عصابة الفيفاـ ) و هي تشبه إلى حدّ بعيد (عصابة مجلس الأمن لهيئة الأمم المتحدة ) كما يعلم الجميع . و لو أن أمر هذه القضية كان مريبا و فيه كثير من نقاط الظل الغامضة إلا أنّي لم استوعب وقتها تلك الحملة المسعورة الإعلامية و حتى من طرف بعض الساسة و النّواب على مستوى كل بلد أوروبي … كل ما كنت أعلمه أن الرئيس الفرنسي وقتها "نيكولا ساركوزي " كان له باع كبير في تغليب كفة ملف قطر بحكم العلاقة الممتازة جدا، جدا بينه و بين ( النظام القطري ) و الأسرة الحاكمة… و لا يخفى على أحد قوة و تأثير منصب اللاعب الدولي الفرنسي السابق ( ميشال بلاتيني ) في هكذا ملفات و خيارات و هو العضو الفاعل و المقرّب جدا الحميم لبلاتير و ساركوزي أىضا و الشلّة الدائمة داخل ( إمارة الفيفا) !. للتذكير ، مازال الرئيس الفرنسي السابق " نيكولا سركوزي" ملفه القضائي عالقا و لم يحسم بعد فيما يتعلق بضلوعه و دوره الضاغط لصالح دولة قطر و النظام القطري .. و هو متهم بتلقيه أموالا كثيرة من قبل مسؤولين من قطر تربطه بهم علاقة جد وطيدة و حميمة !. -لمّا انطلقت كأس العالم ( القَطرية ) ، تضاعفت العداوة الإعلامية المتكالبية بوضوح .. و ظهور عداء كثير من الجمعيات و التنظيمات اتجاه قطر و صار الحديث الشاغل لبلاتوهات التلفزيونات المختلفة لقنواتهم .. و لم يتوقفوا من إثارة موضوع الفساد في الـ « قطر » و تفصيل موضوع - شرائها - لتنظيم كأس العالم بأموال باهضة و وضع الفيفا و السياسيين من العالم الغربي في جيبها … رمي الحجر صوب ( الإِمَيرَة) أو ( الدُّويلة ) العربية الغنية جدّا يستفزني كثيرا و خصوصا استعمال ملف ( حقوق الإنسان و المثلية الجنسية الذين يعانون الأمرين في هذه الدولة ، حقوق الملايين من العمال الأجانب المُساء -حسبهم - التعامل معهم و يعيشون ظروف قاهرة و -غير إنسانية !. فجأة دولة -قطر - التي كانت دولة صديقة و حبيبة كريمة تغدق على العاصمة الفرنسية باريس و كثير من العواصم الأوروبية بأموال طائلة قصد الاستثمار في الرياضة و النوادي الكبرى و كذلك المشاريع الأخرى و الشراكة في دعم الاسثمار الثقافي ، و الدعم الواضح المالي و العسكري و اللوجيستي في - تدمير بلدنا الشقيق - في المغرب العربي و هي ( ليبيا ) خلال الحرب التي قادها سركوزي ضد ( معمر القذافي و الليبيين باسم محاربة الإرهاب )، كانت دولة و نظام قطر صديقين حميمين موثوق فيهما و مُعوّل عليهما في التحالفات الاستراتيجية و كذلك دفع عجلات التنمية و الاستثمارات داخل بلدان غربية مقابل أن تصبح هذه البلدان « واجهة للمد الدعائي الإعلامي لدولة قطر) و التنازل عن بعض الامتيازات لصالح ( الدّوَيلة الغنية ) التي تبحث عن مكانة مرئية من في العالم الغربي حتى يستعملوا كل ( مجاهرهم العلمية ) لإثبات وجود دولة طموحة و استشرافية في محاولة خلق ( النماء و الثروة الموازية و البديلة و التفكير فيما بعد البترول و الغاز ) من خلال استثمارها لمخزون أراضيها الكبير من الغاز و البترول … هذه هي استراتيجيات لا عجب منها تمارس بين أنظمة دول مستقلة على الساحة الدولية .. ما لم أفهمه كيف تحوّلت قطر كنظام و حكومة دولة صديقة إلى دولة غير مرغوب فيها بحكم عدم حبها للمثليين ، و بحكم أنها دولة لا تجيز بل تحرّم شرب الخمر و المسكِّرات في الأماكن المفتوحة و العمومية ، بحكم أنها لم تفز بتنظيم كأس العالم فوزا نزيها و كانت ( راشية و فاسدة ) حيث أغوت طمع و لعاب أعضاء الفيفا ، و بحكم أن التجهيزات المهولة و العدة التي سخرتها قطر لا تخدم المناخ و البيئة … لا أفهم هذا اللوم و الهجوم المتواصل و التحرش الإعلامي و التنمير المستمرّ تزامنا مع مجويات الدورة الحالية. و استنهاض مستمر لكل الجمعيات المثلية و النسوية و السياسية ضد مبادئ و تعليمات و ثوابت حكومة و دولة قطر التي أفصحت عنها، أو على الأقل التي تعطي فيها الانطباع -إعلاميا و رسميا - بأنها متمسكة بها ! هل يُلامُ و يُقبّحُ ( الرّاشي ) و نتغاضى عن ( المُرتشي)!؟.. قبل لوم قطر بأنها اشترت ـ من خلال شراء الذمم ـ تنظيم تظاهرة كأس العالم بالمال من الفيفا عليهم أوّلا محاسبة من قبض المال تحت الطاولة من فاسدي - إمارة الفيفا الأزلية - . لماذا نتحدث عن البيئة و الاحتباس الحراري بهذا التهويل و الضراط الإعلامي الغربي و السياسي و فاتورة الكاربون و كوكب الأرض ( نكحه بيئيا و عاث فيه و في ثرواته فسادا ) منذ قرون ( إنسان حكومات و دول الجنس الأبيض الغربي الأوروبي إلى غاية كتابة هذه السطور !).. ليس تنظيم قطر لكأس العالم لمدة أيام سيهلك كوكب الأرض لأنها بنت ملاعبا مهولة و ضخمة مجهزة بالمُكيفات العملاقة إلخ !. -بما أنّ لفظة ( النّكاح) سقطت سهوا من لغتي الغاضبة ، فلا بأس أن أشير إلى الحدث ( اللاّحدث) بالنسبة للمرضى بالإحباط مثلي و هو تعيين الراّقصة اللبنانية الإغرائية "مريام فارس " لعرض أردافها و ثدييها و فخذيها و ساقيها على العالم المنفتح على -إِمَيرَة- قَطر الصّاعدة و كان لها - السّرف- و الإسراف في تهييج مشاهدي العالم من خلال الـ « قَطَر » في نسخة (كأس-عالمية) ، النقاط الثلاثة وقعوا من الشرف ؛ أعذروني إذن ، فلا أحد يمكنه إقناعي بأننا أمة مازالت تعتقد أنّ الشرف عملة مهمة و واجبة و مقدسة و سارية المفعول !… أمتنا العربية طبّعت مع - المستحيلات - ؛ لن أحدثكم عن ـ الكيان الذي طبعنا معه و أدخلناه بين أرداف أمتنا ـ ! أمتنا طبّعت مع كل ما لا يحبه الله و يتضاد معه .. الراقصة "مريم البغايا" غنّت لهم عاهرة راقصة ، آبقة بغرور وضاعتها أغنية " نوُكُو ناَكاَ " اعتقد هكذا الرسم الحقيقي الصحيح لعنوان مسخها ( الفني )، و أن هناك حشو نقاطي للعنوان الذي أعلن عنه رسميا !.و هذا دليل على حرص المنظمين و المسؤولين في هذه الدولة العربية على إبقاء عامل و عنصر الاتزان في السلوك المحايد و المنصف ، فأرادوا إنصاف ( الشيطان ) بإسراف مبالغا ضخمة بدعوتهم و استضافة العاهرات و الراقصات و الماجنات و تسخير فضاءات للجمهور الغربي الوافد من كل القارات الغير مسلم و الشارب للخمر علانية بالقرب من المركبات الرياضية. . و توفير سبل الراحة و العبث و اللهو .. و في ذات الوقت إنصاف دّين التوحيد و الله باستضافة دعاة و مُبشّرين بالجنة و فقهاء مشهورين للمساهمة في تلقين العناصر الضيفة و القادمة من كل حدب و تلقينهم على المنهج العربي الأصيل : ( أسس النفاق و الكذب على الله و الناس أجمعين )، تلقينهم مبدأ أن تكون مسلما تمسكُ بعصا الله من طرف بيمينك و تمسكُ في ذات الوقت بشمالك طرفها الآخر من عصا إبليس اللعين ، هكذا لا ( نزَعَّل الشيطان و لا نزعّل حدود الله !)، بمعنى مُبسّط متداول ، ماسكين العصا من المنتصف، و - اللّي- يحب انتعال حذاء الشيطان فله ذلك و من يرغب احتذاء حذاء العفة و التقوى فهو حر و لا تُجزى كل نفس إلا بما كسبت !.. والله ما تفعله قطر هو ( الكاشف ) أو المرآة الحقيقية للخصوصية العربية المسلمة ( فاسقون - مؤمنون )… لا نقوَ على زعل الشيطان ونتعاطف معه و نخجل و نستحي في عدم الامتثال لخطواته و في ذات الوقت نحاول ان نُقنع الله بأننا نتّبع خطواته و نحاول الكذب عليه بأننا نخادع الشيطان و ما نحن إلا منتعلون لأثر السلف الصالح !… هي يا سادة « اسكيزوفرينيا » مهولة موجودة في « جِينوم العرب » و عظيمة تشكّل للأسف عقلية و نمطية الفرد العربي الذي -يدّعي - رياء الناس - إيمانه و إسلامه !!!.. لا أدري أهيَ من مساوئ الصدف أو من سخريات القدر أن يتصادف و يتزامن حملة ( تحسين صورة قطر و بعثها عالميا في أححححححححححححلى حلّة !) في أعين العالميين و ذلك بالتعاقد مع الراقصة العاهرة " مريم" صاحبة ( نوكُو ناكاَ) في ذات الوقت نهلّل و نستبشر و نحن نستقبل أشهر داعية إسلامي على وجه المعمورة الهندي السيد ( ذاكِر نَايَكْ)….
- فقها و لغة اسم ( الذّاكِر) بتخفيف ( الذّال ) معناه الشخص المستديم غير منقطع - الذِّكر - في إبقاء علاقته بخالقه أو بأقرب الناس إليه ، أنا هنا أُعطيكم المفاهيم على الطريقة ( الخِضرَوَيّة) و قد يكون ( الذَّاكِرُ) بتضخيم الذّال ( فزمن الذلّ و الهوان بقتضي ذلك !) ؛ أي صفة من له ( ذكَر) مُميّز و كبير !.. نتحدث هنا عن ( العضو التناسلي ). الفرق بين أمة محمد و الأمم الأخرى هو أن الأمم الأخرى واضحة و حليفة -علنا - مع الشذوذ و الشيطان و متخاصمة متباعدة علنا مع الله حسب ( أهواءها الدنيوية )، نحن -علنا - لَبِقون ، نستحي و نعطي الانطباع أننا نحب الله و متصالحون معه و لكننا في ذات الوقت -علنا و سرّا- متسامحون و تربطنا علاقات -علنا - و -سرّا- جد حسنة مع الشيطان . بصراحة تحضرني لشرح هذه الحالة ( الاسكيزوفرينية) السلوكية تعبيرا و -تلفيظا- أو لفظة تابعة لمعجمي ( الخِضروي ) الخاص و هي (القَحْبَشَرِيفَة) أو « القَحْشَرِيفَة » ، نحن امّة قحبَشَريفة بامتياز !.
* والله لقد ذُقتُ و ضقتُ -ذرعا- و -ذُعرا- بالمصادفات الغريبة التي في أوقاتي السيئة نفسيا و ترتمي أمامي تجبر فكري الساخط بالتفاعل للإدلاء بدلوه الطافح ، و أقول : -لماذا هذه الثنائية ( مريام فارس) الفاسق و الداعية ( نَايَكْ)!؟. ، لماذا لم أعد أرى ( الذّاكِر) بالداعية و لم أعد أرى ( مريام ) هذه بالرّاقصة العاهرة فحسب ، بل تشكلت في خيالي المتعب مشاهد ( النّايَكْ و المَنيُوكة!)… و أنا أختم فقراتي هذه متحدثا بغضب و سخط في خُلدي بلهجة جزائرية : ( اتْناكَتْ ! اتْنَاكتْ يا خِضر !) و أنا أقصد أمة "لا إله إلا الله و محمد رسول الله!".

— -باريس الكبرى جنوبا في 26 نوفمبر 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق