الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة قطر.. والمونديال الأشم

حسام علي

2022 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف إثنان على أن إقامة أية بطولة رياضية في العالم، إنما تتأتى من ورائها انعكاسات اجتماعية جمة، تتلخص بعضها، بل وأهمها، في لمّ شمل الشعوب تحت قبة الفعاليات والمشاركات المختلفة، الرياضية، والتي تكون كلها بعيدة عن المؤثرات السياسية والطائفية والعنصرية التي طالما ميزت وفرقت هذه المؤثرات بين بلدان المعمورة، تبعاً لمصالح شخصية وأخرى جماعية، كانت ولا تزال تنطوي على موروثات قبلية، أجاد معتنقوها، استغلالها، للتحكم بالمشاعر والعواطف البشرية، ومن ثم لتسيير مجتمعات أخرى، وفق أسس أخلاقية لا تمت للإنسانية بصلة، بغية الوصول بها الى مصاف الهمجية والحيوانية، ليس إلا.
وعندما يُستعان، بإصرار، بأمور تشكل بين الحين والآخر نقاط إنطلاق لمجتمعات غربية، حرصت غالبيتها على تمريرها في ثقافات المجتمعات الأخرى، عربية إسلامية على وجه التحديد، فنراها تتميز بنبرات خطابية مستحكمة النوايا، تحاول من خلالها أن تجعل تلك الامور، أشبه ما تكون بعادات وتقاليد متبعة، مع الترويج على أنها تدخل ضمن مسمى " حريات شخصية" ولابد من السماح لاعتناقها في دول، وصفها أزلام الإعلام الغربي، بــ " الدول المتخلفة"، وأن على الدول العربية الاسلامية، الانصياع لعولمة هذه العادات أو التقاليد المتبعة لدى شرائح معينة من الغرب، اللواط نموذجاً.
اللافت للنظر مؤخراً، أن الحملات التوصيفية التي شنها الغرب على مونديال قطر الجاري حالياً في العاصمة "الدوحة"، ما هي إلا تواترات منهكة، تعود لمؤامرات ظلت سنين طويلة تسري في عروق أصحاب القرار الغربيين الذين بلغت بهم الوقاحة لأن يشنوا حملاتهم غير المتوازنة والغريبة الأطوار تجاه محاولات تطبيع قضاياهم الفاسدة لدى مجتمعات الشرق المسلم، حين راح هؤلاء أصحاب القرار يرددون في وسائل إعلامهم بلغة تافهة، على أن قطر " دولة حديثة التأسيس" مدنياً. على هذا الأساس، فهي دولة غير قادرة على إستيعاب ثقافة السماح للمثليين بممارسة طقوسهم ومزاولة حرياتهم، على حد قولهم. بل وصف الاعلام الغربي، قطر، بالدولة "المضطهدة للمثليين"، وهذا والله لهو أمر مضحك !!
لقد أجابت دولة قطر باقتدار على ترهات هؤلاء الشراذم بكل حكمة وأدب متناهيان، حين أسست لتجمع جماهيري عالمي فذّ، استطاعت خلاله منذ انطلاق المونديال، ولليوم، ولربما ستظل اجيال وأجيال، تعتز وتتفاخر بهكذا حدث تاريخي على مرّ الزمن، استطاعت أن تلمّ شمل غرب المعمورة بشرقها، وجنوبها بشمالها، وتسعف كل من كان مخدوعاً بادعاءات الإعلام الغربي الطائشة التي استهوت بعض الأسماع حيناً معيناً ليس إلا. فتفاجأ الجميع، بل وانبهر، بعظمة الترتيبات والاستعدادات الميدانية، إضافة بنبل الأخلاق وكرم المشاعر العربية الأصيلة، التي حوَت واحتضنت كل من هبّ ودبّ على أرضها دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة، بشرط، اتباع قوانيننا وعاداتنا وتقاليدنا، بكل احترام والتزام. فصار المهم، أن المونديال سيظل يشكل حدثاً تأريخياً كبيراً، حدثاً تلاشت على عتباته النقية، تفاهات الغرب المسعور وكل من لف لفيفه من وعاظ السلاطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي