الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتستمر الانتفاضة في إيران

صوت الانتفاضة

2022 / 11 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


رغم القمع الشديد من قبل قوات التعبئة الإسلامية "الباسيج" وفيالق الحرس الثوري، واجهزة الشرطة والامن والمخابرات وكل الأجهزة القمعية الأخرى، ورغم التعتيم والتكتم الإعلامي الكبير على ما يجري هناك، ورغم الاعتقالات العشوائية وتعذيب المعتقلين واغتصابهم، ورغم عمليات الاخفاء والتغييب القسري للمنتفضين، ورغم المحاكم الشكلية التي شكلها النظام، ورغم مشاركة أجهزة امن وميليشيات من دول أخرى صديقة وداعمة للنظام، رغم كل تلك المأسي والويلات التي يتعرض لها المنتفضون في إيران، الا انهم مستمرون وبقوة أكثر ومصممون على انجاز أهدافهم المشروعة المتمثلة بالحرية والمساواة والحياة الكريمة.

مقتل مهسا اميني كان الشرارة التي الهبت مشاعر الغضب، كانت نقطة الانطلاق نحو تحقيق حلم الجماهير المتمثل بإزالة النظام الإسلامي العفن، نظام كبس على انفاس الناس منذ أربعة عقود، نظام اتى به الغرب ودعمه وسانده، وهو اليوم يتباكى على "حرية الشعب الإيراني"، بنفاق واضح قل مثيله، فقد انتفت مصالحهم مع هذا النظام، وأصبح "اكسباير".

الحركة الاحتجاجية العارمة في إيران اليوم هي نتيجة تراكمات أربعة عقود مريرة، فجماهير إيران عاشت مع هذا النظام اسوا فتراتها التاريخية؛ حروب وحصارات وتصدير ثورة وقمع؛ نظام بوليسي تام، نموذج حكم ديني مقيت، وقد انتشر هذا النموذج في بلدان عديدة في المنطقة، قد يكون النظام في العراق الذي شكله الامريكان هو "التوأم السيامي" للنظام الإيراني.

قد لا تحقق الانتفاضة أهدافها، فالنظام قمعي وقاس جدا، لكنها بالتأكيد أحدثت هزة عنيفة بأركان هذا النظام، فقد اهتزت صورته وتخلخل وضعه، هو اليوم يمر بأسوأ اوقاته، انه في حالة اختناق، حتى مساع تصدير أزمته للخارج بقصف مناطق كٌردستان باءت بالفشل، لكنه حتما لديه ملفات واوراق كثيرة يلعب بها، وإذا ما استمر الضغط الجماهيري عليه، فانه سيضطر للعب بإحدى هذه الأوراق، حتى يشتت الفعل الثوري ويقتله.

ليست هذه الحركة الاحتجاجية من اجل الحريات الشخصية فقط، رغم ان شرارتها بدأت بمقتل الشابة مهسا اميني، الذي مال حجاب شعرها قليلا الى الوراء، لكن الاعلام الغربي يصور القضية على انها من اجل الحرية بمعناها الليبرالي، فهذا الغرب عندما يريد دعم حركة احتجاجية ضد نظام لا يريده ولا يرغب بوجوده يلجأ الى رسم مسار هذه الحركة، ويصبح ويمسي اعلامه وسياسيه بالتطبيل لهذه الحركة على انها من اجل الليبرالية، متغاضيا تماما عن الأوضاع المعيشية الصعبة والفوارق الطبقية التي تزداد كلما مد بعمر النظام.

الغرب الذي يفرض حصارا على جماهير إيران منذ عقود، ويقول انه يعاقب النظام، وهي كذبة فجة وقبيحة، وقد مارسوها على العراق سنوات التسعينات، والجميع يعرف ان الأنظمة لا يمكن لها ان تتأثر بالحصارات، فصدام وابناؤه وحاشيته كانت ترفل بالنعيم والبذخ، فكل الثروات بيدها. الغرب الذي لم يحرك ساكنا عندما قمع النظام الإسلامي في العراق- والذي هو النسخة المصغرة من نظام إيران- المنتفضين في أكتوبر 2019، المئات من القتلى والالاف من الجرحى والمغيبين، والذين طالبوا بحياة حرة وكريمة، يتباكى اليوم على إيران؛ ما الفرق بين النظامين؟ الفرق واضح بالنسبة لهم، النظام في إيران بدأ يفلت من ايديهم ويتجه الى حلف اخر، امام النظام في العراق فانه ذيلي تبعي بامتياز، مجموعة صعاليك ومتشردين، يملون عليهم ما يريدون، وهؤلاء يلبون مطرقي الرأس.

تحية لمنتفضي إيران وهم يخطون بدمائهم تاريخ جديد لبلدهم.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا