الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجر جميل والراح المستعان

محمد علي عبد الجليل

2022 / 11 / 27
الادب والفن


فَــهَـجْـرٌ جَــمـيـلٌ وَالرَّاحُ الــمُـسْـتَـعانُ *

1- هَـجَــرْتُ مَـسْـقَـطَ رَأْسِــيْ دُونَــمَـاْ غَــــصَّـــةْ، *
وَحَــطَّ قَــلْـبِــيَ فِــيْ «إِكْـــسٍ بِــبَــرْبَــنْـــــصَــةْ» [1].

2- وَعِــنْـدَمـاْ ذُقْــتُ خَــمْرًا مِـنْ مَــزارِعِــهَـاْ *
عَـشِـقْـتُ «إِكْــسَ» وَفِـــيْ قَــلْــبِــيْ لَــهَـاْ حِـــــصَّـــةْ.

3- أَجُـوْبُ «إِكْـسَ» كَـأَنِّــيْ كُـنْـتُ سـاكِــنَــها *
مِـنْ أَلْـفِ عَــامٍ وَلِــيْ فِـيْ حِــضْـنِــهَـاْ قِـــــصَّــةْ،

4- وَذِكْــرَيـاتٌ عِــتــاقٌ [2] فِــيْ أَمــاكنها: *
فِــي الْـكَــرْمِ، فِـي الدَّرْبِ، فِـي الْــحـانُـوتِ، فِـي الْـعَــرْصَـــةْ [3].

5- لَـــقَــدْ بَـــرَاْ [4] جُوبِّــيتَـــيْـــرُ [5] الْـــخَــلْــقَ مُـنْـتَـشِــيًا *
لَـــمَّـاْ تَـنـاوَلَ مِـنْ فِــرْدَوْسِــهـا قَــبْـــــصَـــةْ [6].

6- يَــاْ خَـمْـرَ بَــرْبَــنْــصَ [7]، يَــاْ رَاْحًا تُـرَيِّــحُــنَــاْ *
مِــنْ ذِكْــرَيَـــاْتِ بِــلَاْدٍ مَـــاْ بِــهَـــاْ فُــرْصَـةْ [8]،

7- يَــقُـوْدُهَـــاْ حَــاْكِــمٌ لِــصٌّ، بِــهِ عَــتَــهٌ، *
خَـــاْنَ الْــوُعُــوْدَ وَأَعْــطَــى شَــعْـــبَـــهُ «بَــعْـــــصَـــةْ» [9].

8- كُــلُّ الرَّخَـــاْءِ لَـــهُ، بَــعْـضٌ لِــعُــصْـبَــتِــهِ، *
وَلِـلْـمُـوَاْلَاْةِ لَــمْ يَــتْـرُكْ سِـــوَى الْــفِـــــصَّـــةْ [10].

بِـحَـالِ الْــجُـمُعَـةِ 25 تِـشْرِيْـنَ الثَّانِـيْ/نُوفَـمْبَـرَ 2022.
-----------------------------------------------------------------
*العُنوانُ محاكاةٌ أُسلوبيَّة وَلَفظيَّة للآيِة 18 مِن سورة يوسُفَ: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْـمُسْتَعَانُ».
[1] «بَــرْبَــنْــصَـة» تعريبٌ قَـديـمٌ لِإِقليمِ «پْــرُوْڤَـاْنْسَ» (la Provence) ذَكَرَهُ الـجُغرافيُّ الإدريسيُّ (1100 – 1166 م) (في: نُـزهة الـمُشتاق في اختراق الآفاق، ج1 و2) بِاسمِ إِقليمِ «بَــرْبَــنْــصَـةَ»، وَعَدَّ مِن مُدُنِهِ: طُلُوشَة [ تُولوز] وأَربونة [ناربون] (الّتي دارَت فيها سَنَةَ 737 م مَعركةٌ بَـيـنَ الْـفِـرَنْـجـةِ وَالأُمَوِيِّيـن) وَبَزَارِشَ [بيزييه] وَأَرلِش [آرل] وَشَنْت جيلي [سان-جيل] عَلَى نَهر رودَنو [الـرُّون] وَمَشيلية [مارسيلية] وَإِيْـرش [يَــار]… وَالْـمَقصودُ بِــ«إِكْـــسٍ بِــبَــرْبَــنْــصَــةَ»: أيكس-أُون-پْــرُوْڤَـانْس» (Aix-en-Provence).
[2] «العِـتاقُ» جَمْعُ «عَتيق» بِــمَعنَى: «القَديـم» وَكَذلك بِـمَعنَى «الكَريم الشريف».
[3] العَرْصَةُ: ساحَةُ الدَّار أو البقعَةُ الواسعةُ بين الدُّور لا بِـناءَ فيها وَجَـمْـعُها: «عَـرَصات». و«عَرَّصَ» بِالـمَكانِ: (1) نَـزَلَ وَأَقامَ، (2) أَو جَعَلَ الآَخَـرَ يَـنْـزِلُ وَيُقيمُ، (1) كَقولِ أَعشَى هَـمْدانَ واصِفًا نُزولَ الـمُـهَـلَّبِ بِــباجَـرْمَى: «أَلَا أَيُّـها اللَّيثُ الَّذي جاءَ خادِرًا * وَأَلْــقَى بِـبَــاجَـرْمَى الـخِيامَ وَعَـرَّصا»، (2) وَكَـقَولِ الصَّـنَوبَريِّ: «ما جُـعِـلَ الـمَصدوقُ كالـمَـخروصِ * عَــرَّصْـتِـنِــي فَاجْـتَـنِـبِـي تَـعريصي».
[4] «بَـــرَاْ» مُـخَـفَّفُ «بَـرَأَ»: خَـلَـقَ عَلَى غَيرِ مِثالٍ. ومِنهُ: الباري (الـخالِق) والـبَريَّة (الـخَـلْق).
[5] جُوبِّــيتَـــيْـــرُ: إِلَـــــ ــهُ السَّـمـاءِ وَمَــلِـكُ الآلِــهَةِ عِندَ قُـدماءِ الرُّومانِ.
[6] الـقَــبْــصَـــةُ: ما يُـتناوَلُ بِأَطرافِ الأَصابِـعِ.
[7] بَــرْبَــنْــص: تَـرخيمٌ بِـحَذْفِ الآخِرِ (أبوكوب apocope) لِإِقليمِ «بَــرْبَــنْــصَـة» أَيْ «پْــرُوْڤَـاْنْسَ».
[8] الـفُــرْصَـةُ: الظَّرْفُ الـمُناسِبُ لِلْكَسْبِ.
[9] الـبَــعْـصَـــةُ: الإهانةُ والـخَسارةُ، وهُوَ مَصْدَرُ الـمَرَّةِ مِنَ الفِعلِ «بَـعَـصَ يَـبْـعَصُ فُلانًا» أَيْ «أَدخَـلَ إِصـبَـعَـهُ في اسْـتِهِ [دُبُرِهِ] حَقيقةً أَو مَـجازًا بِـالإشارةِ». وَمَجازًا: أَلْـحَـقَ بِـهِ إِهانَةً أَو خَسارةً. فَـهُـوَ «مَـبعوص» أَيْ واجِدٌ لِـمَـا لَـحِـقَ بِهِ مِن إِهانة. مِنَ الآرامية fσaz وقَـد قُـلِـبَـت الفاءُ باءً والـحاءُ عَـينًا وَالزَّايُ صادًا لِـقَرابِة مَـخارِجِ الـحُروفِ.
[10] الْــفِــصَّـــةُ: البِـرْسِـيمُ الـحِجازِيُّ وهُوَ نَباتٌ بُقوليٌّ يُستَخدَمُ عَلَفًا للحيواناتِ وخاصَّةً للأبقارِ بِـهَدَفِ إدرارِ الـحَليبِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما