الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماركسيّة القرن الحادي والعشرين
لطفية الدليمي
2022 / 11 / 27ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بعثُ أطياف ماركس بدلاً من دفن أشباحه
كان صيفاً قائظاً في بغداد أواخر سبعينيات القرن الماضي عندما وقعت بيدي نسخةٌ من كتاب ( ماركسية القرن العشرين ) لمؤلفه الفيلسوف السياسي الفرنسي ( روجيه غارودي ) بترجمة نزيه الحكيم. لم أستطب العمل، وماوجدتُني مدفوعة للمضي في قراءته، وحدّثتُ نفسي أنّ القيظ الشديد – ربما – كان السبب وراء نفوري من الكتاب. أعدتُ قراءة بعض فصول الكتاب بعد بضعة شهور في أيام خريفية كان فيها الجو رائقاً فلم أجد فيه سوى كتابة خشبية صلدة ليست أكثر من ترديد نقد خشن للماركسية في نسختها الستالينية. أذكر مثلاً أنّ مفردة السيبرانية وردت في هذا الكتاب وكانت المرة الأولى التي تمرّ على مسامعي، وقد اختارها المترجم مقابلاً لمفردة Cybernetics التي تعني علم التحكّم والاتصال في الآلة والحيوان بحسب تعريف واضعها، الرياضياتي الأمريكي نوربرت وينر ( 1894 – 1964 )، وربما كانت معرفتي بنوربرت واينر والسايبرنتك الحصيلة الوحيدة التي خرجتُ بها من قراءة كتاب غارودي. جرّبتُ لاحقاً قراءة كتاب ( واقعية بلا ضفاف ) للمؤلف ذاته فازددتُ نفوراً على نفور من الكاتب. العمل الجيد يكشف عن نفسه من غير اعلانات فضفاضة ، ولن تكون الكتابة الانطباعية العامة المدفوعة بانحيازات مسبقة يوماً دليل جودة أو أصالة أو عمل احترافي يستحق عبء القراءة وكدّ الذهن والتفكّر الحثيث .
قرأتُ بعد مايقربُ من ثلاثة عقود كتاباً آخر عنوانه ( كارل ماركس: فكرُ العالم ) لمؤلفه جاك أتالي، المفكر السياسي والاقتصادي الذي عمل مستشاراً للرئيس فرانسوا ميتران؛ فهالني الفرق الشاسع بين هذا الكتاب وكتاب غارودي السابق. نحنُ هنا إزاء فكر حيوي يتناولُ تفاصيل دقيقة تناولت الماركسية كنسق فلسفي بدلاً من أمثولات آيديولوجية . يشبه أتالي مواطنه غارودي من نواحٍ عدة؛ فهو فرنسي إشتراكي أيضاً ترحّل في تخوم معرفية بالإضافة إلى سبر أغوار تقنية واقتصادية؛ لكنما الإختلاف يكمنُ في طبيعة العدّة المفاهيمية والخلفية الثقافية والدُرْبة المهنية التي يكتب منها المرء. يعلّقُ أتالي في تقديم كتابه أنّ ماركس ظُلِم كثيراً من قبل آيديولوجيين متحزّبين تساوت لديهم الأفكار الماركسية مع التطبيقات الشيوعية في بلدان الكتلة الاشتراكية، وهو يعترفُ أنه كتب عن الماركسية عقب تهاوي الاتحاد السوفييتي الذي إفترض فيه الكثيرون أنه الخزان الأعظم لنفائس الماركسية ومواريثها .
إنها مفارقة كبرى مثيرة تبعث على الدهشة أن نرى هذا الانتشار الكبير لفكر الماركسية على صعيد الفلسفة والدراسات في العالم الغربي حيث قلاع الرأسمالية وحصونها العتيدة في جامعات النخبة الأمريكية وأوساط كبار المثقفين وصانعي السياسات. يحارُ المرء حقاً في فهم بواعث هذا الاهتمام الغربي – الأمريكي على وجه التخصيص – المتعاظم بماركس والماركسية: سيلٌ دافق من الكتب التي تتناول ماركس، ورؤية جديدة للماركسية في شكل تطبيقات مستجدة، وكذلك تعاظم النزوعات اليسارية في قلب السياسة الأمريكية حتى بتنا نشهدُ نمطاً من الراديكالية اليسارية التي كانت ضرباً من الأحلام قبل عقد أو عقدين من السنوات. أسباب كثيرة تقف وراء بعث الماركسية وتنشيط روحها التي ذوت بعض الشيء عقب سقوط تجربة الاتحاد السوفييتي ومناداة بوش الأب بالنظام العالمي الامريكي الجديد – ولم يكن بوش في حقيقته سوى وريث أوحد لجملةٍ من السياسات النيوليبرالية الاقتصادية المتغولة -، ومن بعض تلك الأسباب: تحوّلُ الماركسية من آيديولوجيا صلبة إلى أنساق ثقافية قابلة للتطوير في نطاقات مجتمعية جديدة غير مطروقة سابقاً، وكذلك الأزمة المالية الطاحنة عام 2008 والتي أبانت تهافت البُنى التحتية للفكر الرأسمالي في صيغته النيوليبرالية التي كافأت المتسببين بهذه الأزمة وعاقبت المنكشفين مالياً من ضعاف الناس، ثمّ أنّ غياب الصراع الآيديولوجي المدعوم بترسانات من الاسلحة المدمّرة بين المعسكرين الشرقي والغربي أخلى فسحة من الفكر أمام البشر ليفكّروا في حالهم بعيداً عن الرطانات السياسية ؛ فاكتشفوا أنّ كثيراً من المظاهر الصراعية ماكانت إلا أخدوعات، وانّ القيمة الفعلية تتمثلُ في تطبيقات مرئية على الأرض وليس في معسول الوعود المبشرة بيوتوبيا مؤجلة. إنّ كثيراً من معالم دولة الرعاية الإجتماعية السائدة في الغرب تتناغم مع الطروحات الماركسية، مثلما أنّ بعض التجارب الاشتراكية في العالم لم تكن تتقاطع مع بعض الرؤى الرأسمالية. لن ننسى بالطبع دور العولمة في ايجابياتها وسلبياتها، وكذلك التطوّر العلمي والتقني الهائل ومانشأ عنه من معضلات لم يعدْ ممكناً مواجهتها على أساس أنّ كلّ دولة قومية تتكفل بمواجهتها بطريقة فردية، كما لايمكنُ أن ننسى تحوّل طبيعة الاقتصاد من اقتصاد قائم على المواد الاولية إلى اقتصاد المعرفة الذي يعتمدُ على صناعة التطبيقات الرقمية، وهذه انعطافة مفصلية ساهمت في كسر بعض المفترضات الأساسية في النظرية الماركسية التي مثّلت محاور صراعية مع الرأسمالية لايمكن التفلّت منها أو تجاوزها من قبلُ ، وهاهي قد صارت طيّ النسيان في عصرنا هذا. يمكنُ القولُ أنّ تحوّل طبيعة الدولة من دولة قومية مفرطة المركزية ( على نمط نموذج الدول القومية التي تأسست في القرن التاسع عشر ) إلى نمط الدولة الوظيفية التي تقدّمُ الأمن والخدمات لمواطنيها ساهم في تخفيف حدّة الصراع الفكري والعملي بين الماركسية والرأسمالية وفتح آفاقاً للتخادم بينهما .
ليست الماركسية بجديدة على الفكر الغربي – وبخاصة في نطاق الحراك الاجتماعي – حتى وإن تسمّت بمسمّى الاشتراكية. الاشتراكية تعني في غالب الأحوال مكافئاً مقبولاً للماركسية؛ في حين لايصحّ هذا الأمر مع الشيوعية. كثيرٌ من أعاظم مفكري الغرب وفلاسفته كانوا متبنين للفكر الاشتراكي المعقلن، ولعلّ أغلبنا يذكر أنّ مؤسسي الجمعية الفابية Fabian Society في بريطانيا ( سيدني ويب وزوجته بياتريس ويب ) كانا يدعوان إلى هذا النمط من الاشتراكية، وأنّ فلاسفة كباراً ( من أمثال برتراند راسل وبرنارد شو ) إنضمّوا لهذه الجمعية. لاينبغي أن ننسى المنظّرين الماركسيين في حقلي الأدب وعلم الاجتماع: إريك هوبزباوم، رايموند ويليامز، تيري إيغلتون وسواهم من المشهود لهم بمساهمات نوعية عالية القيمة. ماحصل في العقدين الماضيين هو انزياح الرياح الماركسية من حقول الأدب وعلم الاجتماع والسياسة إلى فضاء الاقتصاد وصناعة السياسة المالية والفكر الانساني في قلب القلاع الرأسمالية – وبخاصة جامعات النخبة الأمريكية -، وهذا هو ماغيّر قوانين المشهد العالمي وكسر كلّ التوقعات. راحت تماثيل ماركس تنتشر في الجامعات الأمريكية، واندفعت كبريات الجامعات (مثل جامعة ييل) لطباعة الكتب التي تتناول الفكر الماركسي. مَنْ كان منّا يتوقّعُ قبل عقدين أن تنشر جامعة ييل عام 2018 كتاب (لماذا كان ماركس على حق ؟) لتيري إيغلتون؟
تساءل كثيرٌ من أعضاء الانتلجنسيا المؤثرين في صناعة السياسات الثقافية الأمريكية: لماذا ينبغي أن نمنح الكثير من الاهتمام للنقّاد الاجتماعيين من طراز ماركس؟ وكان جوابهم: يواجه الأمريكيون، وبخاصة في وقتنا الحاضر عقب الأزمة المالية الطاحنة عام 2008، معضلات خطيرة تثبت لهم يوماً بعد آخر أنّ نظامهم الرأسمالي يعاني اختلالات بنيوية خطيرة لأنه يخدم مصالح 1% فحسب من الأمريكيين ويتجاهل مصالح البقية الباقية منهم. رأى ماركس (وهنا تكمن مأثرته الكبرى) أنّ الرأسمالية ليست نهاية التأريخ الانساني بقدر ماهي المرحلة المتقدمة في طورٍ ستقفز منه الانسانية نحو نظام مجتمعي واقتصادي أفضل. هذا هو جوهرُ بعض الكتب الحديثة التي كتبها مؤلفون أمريكيون تناولوا فيها الماركسية من جوانب عدّة، وسأشير إلى واحد فقط من هذه الكتب ( وهو غير مترجم إلى العربية ):
– Understanding Marxism , 2019
لمؤلفه ريتشارد دي. وولف Richard D. Wolff الذي يعملُ أستاذاً للاقتصاد في جامعة ماساتشوستس.
الغريبُ في الأمر أنّ الماركسية بحُلّتها الجديدة صارت تنتعشُ في قلب القلاع الرأسمالية، وفي الوقت ذاته راحت روسيا تحيي ماضيها القيصري المدعوم بروح المسيحية الارثوذكسية والاوليغارشيا المالية.
سيكون من قبيل الايغال في الرومانسية الفكرية أن نتصوّر إمكانية تحوّل كلّ الأمريكيين إلى ماركسيين خلصاء، وأنّ الأرض صارت ممهّدة أمام الماركسية من غير عقبات ، وأنّ الأحوال صارت “لبناً وعسلاً ” أمام شيوع الماركسية، وأن ماركس قد بُعِث من جديد في أمريكا !! كلا، الأمور ليست كذلك لأنّ هذا ليس من طبائع التجربة الانسانية التي يمثل العنصر الصراعي – على المستويين المادي والفكري – خصيصة أساسية لها. يكفي في هذا الشأن أن أشير إلى كتاب حديث صدر في تموز 2021، عنوانه ماركسية أمريكية American Marxism لمؤلفه مارك آر. ليفن Mark R. Levin، وهو صانع برامج مؤثرة في أمريكا، وقد سبق لكتبه السابقة أن حازت مراتب أعلى المبيعات في أمريكا، وهو مافعله كتابه هذا الذي ظلّ على قائمة النيويورك تايمز للكتب الاعلى مبيعاً لحدّ يومنا هذا .
لايخفي ليفن ميوله المحافظة، وقد بذل جهوداً عظيمة في تجميع المحافظين عبر إعلان ( شبيه بالإعلان الشيوعي ) منحه عنواناً لافتاً: الحرية والطغيان Liberty and Tyranny، أراد له واضعه أن يكون قاعدة عمل فلسفية وتأريخية وعملية لمناهضة الهجمة الليبرالية ( هكذا أسماها ليفن ) على القيم الدستورية الامريكية .
بذل ليفن في كتابه آنف الذكر ( ماركسية أمريكية ) جهوداً مضنية ليؤكّد أنّ عناصر الآيديولوجيا الماركسية صارت متغلغلة في المجتمع الأمريكي والثقافة الأمريكية: في المدارس، والصحافة، والمؤسسات، والسينما الهوليودية، واخيراً في أوساط الحزب الديمقراطي وصولاً إلى أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن . يضيف ليفن انّ هذا التغلغل الماركسي يتخذ أشكالاً مخاتلة تحت مسمّيات عدّة: التقدمية، الاشتراكية الديمقراطية ،،، إلخ ، ثمّ يعرضُ ليفن، مستخدماً لغة تقنية دقيقة، بعضاً من التكتيكات النفسية التي يلجأ إليها أنصار هذه الحركات لغسل عقول الطلاب في المدارس والجامعات تحت شعارات جديدة : الفمنست، النظرية الجندرية الجديدة، النظرية البيئية والصفقة الخضراء الجديدة، المغالاة في حقوق المثليين والسود ..
لنقرأ بعض مايكتبه ليفن في هذا الشأن :
“الثورة المضادة للثورة الامريكية هي في اوج قوتها، ولم يعُدْ بالمستطاع نبذها أو تجاهلها لأنها صارت تجتاحُ مجتمعنا وثقافتنا، وحياتنا اليومية وكلّ تفاصيل سياستنا ومدارسنا وإعلامنا ووسائل ترفيهنا. يجبً على الأمريكيين الأصلاء أن يقودوا ركب الدفاع عن حريتهم …… “
أتساءل هنا: لماذا هذا الخلط القسري بين الماركسية والتوجهات الجديدة في الثقافة الأمريكية (مثل الراديكالية اليسارية التي يبديها ساسة الحزب الديمقراطي)؟ هل يريد ليفن القول أنّ أوباما وظلّه الشاحب بايدن هما ممثلان أمريكيان للماركسية الجديدة؟ واضحٌ انّ كتاب ليفن يأتي في سياق معركة حزبية حامية بين اليمين المتشدد واليساريين الراديكاليين في أمريكا، وماحشرُ الماركسية في هذا اللعبة إلا بعضُ أفاعيل الأحزاب في ألعاب التنافس وآلياته .
الغربُ يحيي أطياف ماركس ويبعثُ الروح في مواريثه بعد إعادة اكتشافه، وقد يشنُ حروباً ثقافية عليه؛ أما روسيا – وريثة الاتحاد السوفييتي – فتكتفي بأن تدفن أشباحه الحقيقية أو المتخيلة وتهيل التراب على ذكراه . تلك هي المفارقة التي ماكانت تطوفُ بخيالنا أبداً .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - سؤال رجاء-هل كاتبة المقال هي الاديبه العراقيه المع
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2022 / 11 / 27 - 20:54
)
المعروفه والتي تشرفت بالتعارف معها وكانت صحبة اديب لاجئ في كندا قادم لتوه منها بعد سقوط النظام الفاشي البعثي وكنت ذكرتها ان ولدي مهندس البث في مؤسسه اعلاميه جبرى كان ينقل لنا اخبار مقابلاتها الادبيه-اقول هذا لانني لانني وربما جيلي كله-وهو اقدم بكثير من جيل الكاتبه الفاضله-لم يكن مطلعا على اي اهتمام من قبل الاستاذه لطفيه الدليمي بماركس او بالسياسة عموما -مع ارق التحيات
2 - ما هي ماركسية القرن 21 ؟
منير كريم
(
2022 / 11 / 27 - 22:43
)
الاستاذة المحترمة لطيفة الدليمي
كل المقالات والكتب التي تدعي ان هناك ماركسية جديدة تكتفي بالوصف الخارجي العام ولا تخبرنا ماذا سقط من الماركسية وماذا اضيف لها من جديد
الكثرة تنتقد الراسمالية من قبل ماركس وفي عصر ماركس وبعده مطالبين بعدالة اجتماعية فما علاقة هذا بالماركسية
الماركسيون يريدون ان يصادروا كل حركة احتجاجية وينسبوها لهم
شكرا
3 - الماركسية الحديثة -1
د. لبيب سلطان
(
2022 / 11 / 28 - 03:04
)
ألاستاذة الدليمي
روجيه جارودي هو اكبر ناقد ادبي في اوروبا واستاذ كرسي السوربون في الادب المقارن وحوار الحضارات وعضوالمكتب السياسي للحزب الشيوعي الفرنسي كان اول ماركسي طرح التخلص من الستالينية واللينينية وربط الماركسية بالديمقراطية الليبرالية الاوربية والطلاق مع النموذج السوفياتي وجاك اتالي بعده بثلاثين عاما حاول اعادة اكتشاف الماركسية ولكن ضمن طروحات فلسفية واقتصادية حول معنى المساواة والعدالة ولكن تأثيره اقل حيث ان جارودي هو رائد اعادة اخراج وتحرير الماركسية الحديثة وشخصيا حضرت لجارودي خمس محاضرات في كندا حيث كان يدعى اليها كل عامين في جامعة تورونتو والقاعة تتسع لألفي شخص بينما الحضور عشرة الاف
يختلف فهم الماركسية في اميركا وكندا عن فهمها في عالمنا العربي فهي اولا مجردة من الادلجة ومن اللينينية وسؤالها الاساسي هو ادارة مجتمع الوفرة بقوانين جديدة غير الربحية والبحث عن وسائل تعميق العدالة الاجتماعية و تجد صدى جيد بين الشباب ولكنهم بالطبع لايأخذون من الماركسية غيرمقولتها الاجتماعية اعلاه كونهم في حقيقة الامر هم ليبراليون يساريون اساسا ضد اليمين القومي المحافظ يتبع
4 - الماركسية الحديثة-2
د. لبيب سلطان
(
2022 / 11 / 28 - 03:26
)
وعموما طلبة الجامعات والوسط الاكاديمي هم من طرح طيف الماركسية واقول طيفا استعارة لعبارتك الموفقة فهي عندهم موقف من تطور المجتمع اكثر مما تكون تفاصيل تناولها ماركس في القرن التاسع عشر تجاوزها الواقع وسنويا تخرج عشرات الكتب عن الماركسية ولم اجد بينها
ادوات تعطينا كيفية ايقاف الربحية اي الادوات الاقتصادية البديلة ولكنها تجتهد بشكل رائع في كيفية ادارة مجتمع الوفرة بشكل انساني وعدالي والكثير منها يجد طريقه للحياة ويطرحه السناتور بيرني ساندرز بنموذج الاشتراكية الديمقراطية الاوربية والكندية ويلقى قبةلا جيدا بين الشباب ومن تجربتي الشخصية المعاشة وجدت ان اكثر مايبعد الشباب عن الماركسية هم الماركسيون الامريكان من الطراز القديم حيث لم يتبدل خطابهم النقدي المؤدلج والشباب يريد فكرا اكثر جاذبية وعمقا وتحررا ..واعتقد ان ممارسة اشكال جديدة من الديمقراطية الاجتماعية والادارية هي من سيشكل اليسارالجديد في الولايات المتحدة واذا كتب لمفكري الماركسية مسايرتها فربما سينتجون ما ادعوه بالماركسية الحديثة وهي لاتكرر نفس مقولات الماركسية الكلاسيكية سوى لقاؤهما في ضرورة ايجاد طريق جديد لتطور مجتمع الوفرة
5 - جارودي ارتد للمثالية وتبنى الاسلام
منير كريم
(
2022 / 11 / 28 - 10:06
)
تحية للحضور الكريم
روجيه جارودي عقلية متذبذبة وقلقة
كتابه نظرية المعرفة المادية تبسيطي وسطحي
تبنى اخيرا الاسلام واصبح مسلما
اكرر سؤالي بم تختلف الماركسية الجديدة عن ماركس
الماركسية تقدم نفسها كعلم للتطور الاقتصادي الااجتماعي كالدارونية علم تطور الاحياء
الماركسية دارونية اجتماعية للصراع الطبقي
العدالة الاجتماعية شيء اخر
شكرا
6 - روجيه جارودي يمثل كل حضارة اوروبا الليبرالية
د. لبيب سلطان
(
2022 / 11 / 28 - 12:45
)
استاذ منير
روجيه جارودي يقرأ البعد الانساني في الافكار والحضارات فهو نظر للماركسية وللاسلام ، وكلاهما مشكلة ايديولوجية اي ذات فكر جمعي ، من حيث انها حاجة انسانية اجتماعية وتبناهما من حيث هذا المحتوى وعمل على استنباط نماذج اصلاحية في كل منهما وهو كما معظم مثقفي اوروبا في الخمسينات اي بعد الحرب الثانية حيث كانت الماركسية هي عقيدة التحرر من القومية الفاشية وكونهم مفكرين وليسوا مؤدلجين انتقدو النموذج السوفياتي وهجروه لربط الماركسية بالديمقراطية الاجتماعية والقيم الليبرالية وكان جارودي على رأسهم
اما قصته مع الاسلام فهو اراد تحدي النظرية الشائعة في اوروبا ان الفلسفة ولدت في اثينا وانتقلت الى اوروبا ومنها الى اميركا ..هذا هو ماذكره في احدى محاضراته..وكتابه القيم -حوار الحضارات- يعكس رؤيته بشكل جيد فهو اسلام رمزي وتضامني وليس ايديولوجي كما روج له العربان فهو كان يرى ان عصر التنوير والنهضة قد بدأت فعلا من الاندلس في القرن 15ومنها استقت اوروبا نهضتها
الماركسية هي اليوم ايضا رمز ومهمةانسانية لم تكتمل وليست دينا وشرائع كما يفهمها المؤدلجون هذا ماطرحه جارودي فالماركسية لم تولد بعد كما قال
7 - امريكا طليعة الاتحطاط , كتاب لروجيه جارودي
منير كريم
(
2022 / 11 / 28 - 19:29
)
كتاب جارودي امريكا طليعة الانحطاط وفيه يتجنى على الحضارة الامريكية
لب الحضارة الغربية هي العقلانية والعلمانية والحريات الفردية وهذه تتعارض مع عقلية جارودي الماركسي -المسلم
جارودي لايستحق نقاشا مطولا
لنعد الى ما يدعى الماركسية الحديثة التي لم اجد من يوضح جوهرها يدقة
كل المتحمسين لها يصفوها انشائيا فقط كشيوخ الدين الذين يمتدحون دياناتهم
افضل منبر للماركسية الجديدة هي مدرسة فرانكفورت ومنها تخرج انهم يوصون باسلوب النضال من اجل السلطة بالسيطرة على التدريجية على الاعلام والثقافة كما ينادي غرامشي
لكنهم محتفضون بكل مقولات الماركسية التقليدية والاهداف البعيدة في حكم الطبقة العاملة والاشتراكية والشيوعية
انهم غيروا الواجهة فقط
شكرا
8 - لماذا اهتمامهم (المدهش) بالماركسية ؟ 1
محمد بن زكري
(
2022 / 11 / 28 - 23:24
)
دون نية للتقليل ، بجرة قلم عابرة ، من قيمة روجيه غارودي كمفكر نقدي كبير ، فإن تذبذبه القلق بين الايديولوجيات ، ذهب به - نكوصيا - إلى زعم أنه عثر - أخيرا - تحت خيمة في الصحراء (خيمة معمر القذافي) على أجوبة لكل الأسئلة التي طرحها لنصف قرن ، فاعتنق اسلاما كيوت من النوع المودرن ، باسم رجاء غارودي !
أما ذلك الاهتمام المتعاظم (أو المتنامي أو المتزايد) بفكر ماركس لدى مثقفي الغرب ، فيعود - في ما يبدو - إلى ما تبين لهم (واقعياً) من فشل تطبيقات النظرية الراسمالية (سواء الكلاسيكية أم سليلتها النيوليبرالية) ، في إثبات (فرضية) توفر نظام الحرية الاقتصادية (اقتصاد السوق الحرة) على إمكانات إعادة التوازن لحركة السوق ذاتيا (ميكانيكيا) و دون تدخل الدول و بنوكها المركزية ، لمعالجة تشوهاتها الهيكلية ، كما حدث في أزمة الرهن العقاري عام 2008 و في أزمة كورونا (الحالية) التي لازالت تعصف بالاقتصادات الراسمالية رغم الترليونات التي ضختها البنوك المركزية لإنعاش نظام اقتصاد السوق الحرة ، للحيلولة دون إفلاس الاستثمارات الراسمالية (الكبرى) الخاصة و انهيار النظام ، بتحميل التكلفة على جيوب الأغلبية من محدودي الدخل .
9 - لماذا اهتمامهم (المدهش) بالماركسية ؟ 2
محمد بن زكري
(
2022 / 11 / 28 - 23:30
)
إذن ، فهم بعقلانيتهم و بموضوعية البحث العلمي ، ما كان لهم إلا أن يخلصوا إلى ما خلص إليه ماركس ، من اكتشافه للقوانين الاساسية و المتغيرة ديالكتيكيا (و ليست أبدية) لحركة راس المال (و هي قوانين داخلية مستقلة عن إرادة البشر) و ما يترتب عنها - في التطبيق - من علاقات اجتماعية ، و من ثَم ضرورة تطويع تلك القوانين لصالح البشرية ، بصيغ متطورة من العدالة الاجتماعية .. نفيا للاستغلال الراسمالي ، أي بما يحول - ضمنا - دون الازمات الدورية المتولدة في النظام الراسمالي ، بطبيعة تناقضاته الداخلية . هذا على أنه بدلا من البحث - علميا - عن البديل الاشتراكي (زمكانياً) ، فغالبا ما يتم البحث - طوباويا - عن صيغ تلفيقية توفيقية لإعادة إنتاج الراسمالية ، في نماذج مما يسمى بالراسمالية الاجتماعية ، بما هي محاولة لإنقاذ الراسمالية المحتضرة و إطالة عمرها ، بالتوفيق - إلى حين - بين عامليْ الربح و تلبية الاحتياجات . و على أية حال ، فتلك ميزة نسبية تُحسب لهم إيجابيا ، قياسا إلى دوغما ماركسية الحقبة الستالينية ، و الهرطقات اليساروية للمتمركسين في منطقتنا العربفونية المتخلفة التي لا زالت في طور ما قبل الراسمالية .
10 - جارودي غير الذي تطرحوه استاذ منير
د. لبيب سلطان
(
2022 / 11 / 28 - 23:45
)
جارودي بالذات استند الى مبادئ الحريات الفردية في نقده للاشتراكية والى غياب العقلانية او كما يفضل هو استخدام الكلمة العربية - الحكمة - التي فتن بها وعرفها في وضع الغايات الانسانية من العلم والمعرفة والنمو كاحدى مقاييس انسنة الحضارة الحالية في نقد الرأسمالية فهو في انتقاده للنموذج الامريكي كان يمهد لتغير فلسفة النمو ودخال مقياس وضع الغايات الانسانية في النمو الاقتصادي غير الربحية كغاية بحد ذاتها وهذه هي القضية الاساسية التي تدور حولها اطروحات ما يدعى اليوم - الماركسية الحديثة- وهي رغم انها تحمل اسم ماركس ولكنها لاتأخذ باطروحاته الاقتصادية والاجتماعية بل تتفق معه فقط في تحديد مشكلةنمو الحضارة
والاقتصاد بدون اهداف انسانية تؤدي للسعادة البشرية
اعطي مثالا بسيطا عندما كنا طلبة كنا نتصور ان احلال اتمتة الانتاج ووضع الربوتات فيها سيقلص ساعات العمل وهو لم يحدث لليوم فالربحية والنمو لايؤدي لراحة الانسان والسبب غياب البعد الانساني في النمو ومقارنة بمقولة ماركس ان التقدم مرتبط بتطور وسائل الانتاج قد انهارت اليوم ومنها ضرورة البحث عن ماركسية جديدة تجيب على قضايا نمو المجتمعات
11 - حول استخدام الماركسية الجديد في الولايات المتحدة
د. لبيب سلطان
(
2022 / 11 / 29 - 05:46
)
تناولت الاستاذة لطيفة الدليمي في مقالتها كتاب مارك ليفين وحملته على الليبرالية اليسارية واتهامه لهم انهم يروجو للماركسية لتهديم الحريات والتقاليد في المجتمع الامريكي وكدفاع عن النفس يؤكد الليبراليون انهم مع الحريات ولكنهم يريدون تطوير البرامج الاجتماعية كما في كندا وبلدان اسكندنافيا التي لازالت اميركا بعيدة جدا عن برامجهم الاجتماعية المتطورة ويسميها اليمين المحافظ انها ماركسية لغرض ربطها عند السكان بنموذج القمع في الصين والاتحاد السوفياتي ويتهم اليمين اليسار الليبرالي انهم يخفون الماركسية ويدعون جديدة وهنا صدر هذا المصطلح من اليمين واليسار يقول ان توجهه لتطوير البرامج والسياسات الاجتماعية هذا من الناحية الواقعية اصل المصطلح
من الناحية النظرية فهو جدال لاينتهي بين الاكاديميين والنقاد حول الماركسية الجديدة فمنهم من يرى انها ماركسية اجتماعية وليست اقتصادية وهنا نقطة الطلاق مع الماركسية بمفهومها الاقتصادي فبرامج الرعاية والعدالة الاجتماعية هي انتاج ليبرالي لأنظمة ديمقراطية ، والنتيجة الماركسية الجديدة في امريكا هي ليست اكثر من نماذج الرعاية في كندا واسكندنافيا الليبرالية
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني