الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة في رحاب القوقاز للأديب الشامخ ليو تولستوي

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2022 / 11 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


اقتنيت رواية (القوقاز ) للشامح ليوتولستوي صيف 2018 من إحدى مكتبات الشارع المتنقلة بمارتيل شمال المغرب ،شعرت حينها برغبة عارمة في التهامها خلال 24 ساعة، وكنت معجبا بترجمة رائقة لسامي الدروبي أحد كبار الأدباء والمترجمين العرب.لكن الأمور لم تجر على هذا النحو، إذ سرعان ما تقاذفتني تجاذبات الحياة ،بحيث لم أفتح دفتي الرواية إلا بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ .
والحقيقة ،أن ما حدثَ لي مع عنوان هذه الرواية تحديدا، ( القوزاق – أم القوقاز)جديرٌ بأن يُروى، ويُدوّن في سِجل القراءات والمتابعات على ضوء صفاء ذهن وروقان مزاج. لأن موجة البلادة التي اجتاحتني وأعمت بصيرتي لا توصف ،لحظتها، لم أستطع التمييز بين مصطلحين ترادفا في دفة الرواية على امتدا الفصول .ورغم أن الاختلاف في الطبع كان جليا إلا أنني كنت دائما وفيا للقوقاز . ذلك أن تداول مصلح القوقاز بهذا النطق في أدبيات السياسة والجغرافية كما في المنطقة الأسيوية كان تداولا تقليديا وعلى نطاق واسع، وتبعا لهذا التنميط ،لم أكن في حيرة من أمري حتى أدقق في مصطلح قوقازي أم قوزاقي إلا عند الصفحة 165 ،حيث تأتي الترجمة أحيانا بمصطلح "القوزاق" وأخرى ب" القوقاز ،ولم أستطع الجزم أينهما الصحيح ،وأين الخطأ حتى هذه اللحظة ؟ هل في الترجمة في النص الأصلي ؟أم سهو الطباعة دون مراجعة ؟ لاحظ الصور المرفقة
لن أجازف لقتل متعة القراءة بتقديم ملخص لهذا العمل الروائي الباذخ ،سأترك لذة النص للقارئ الافتراضي . فقط بودي أن أستأنس حاكيا كرونولوجيا الرواية منذ النشأة حتى الصيغة النهائية التي استقر عليها . "فعندنا قرر تولستوي أن يكتب شيئا عن القوقاز،تنازعته الكثير من الأهواء،حيث ظل زمنا طويلا يجرب ويتلمس طريقه ،يقول الكسندر سولوفيف "لقد احتاج تولستوي إلى عشر سنوات ليفرغ من قصة صاغها اثنتي عشر صياغة مختلفة. أن الصياغة الأولى ويرجع عهدها إلى شهر شتنبر 1852 وقد نظمها تولستوي شعرا. وفيها نرى البطلة ماريانا الحسناء تخرج من القرية راكضة إلى لقاء حبيبها الذي كان يشارك في حملة بالجبال، ولكنها لا تجد إلا جثمانه محمولا على محفة لقد قتل في مناوشة"
وفي سنة 1853، أي سنة بعد ذلك، شرع تولستوي في كتابة قصة نثرية أراد أن يجعل عنوانها (الهارب)،وهي قصة ضابط أرستقراطي شاب جاء من العاصمة ،فأحب امرأة فتية هي زوجة رجل قوزاقي تافه، فحقد الزوج على الضابط ،وحاول أن يقتله وهرب إلى الجبل " وفي صياغة ثالثة شتاء 1853 نقرأ لألكسندر سوليفييف في مقدمة الرواية" نرى ماريانا فتاة لم تتزوج بعد، ولكنها مخطوبة لفتى محبب إلى القلب " وفي عام1857 كتب تولستوي في مذكراته "أن الإلياذة تجبرني على إعادة التفكير في قصة "الهارب" إنني مستاء جدا من هذه القصة القوقازية " ورغم أن تولستوي قد وضع هيكل هذه الرواية سنة 1852 ،فإنه لم يهتد إلى وضع خاتمتها النهائية ،ونشرها بمجلة "الرسول الروسي" إلا في يناير سنة 1863 ، وذلك بعد عناء طويل ، حيث تردد بين عدة صياغات واشكال درامية متفاوتة.
لقد كتب تولستوي"أخذت أحب القوقاز حبا متأخرا لكنه قوي جدا حقا ما أجمل تلك البلاد المتوحشة التي يتحالف فيها تحالفا غريبا طافحا بالشعر أمران متعارضان أشد التعارض الحرب والحرية"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك