الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين وراء تزايد حالات انتهاكات حقوق الإنسان في باكستان وخاصة إقليم بلوشستان

هشام جمال داوود

2022 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تقوم المؤسسة الأمنية الباكستانية بعملية عسكرية كبيرة في منطقة بولان بمقاطعة كاتشي بإقليم بلوشستان.
بدأت هذه العملية في وقت سابق من هذا الشهر بحجة استهداف أعضاء جيش تحرير بلوشستان ومع ذلك، هناك عدة تقارير عن حالات الاختفاء القسري والترهيب الجسدي للسكان البلوش المحليين.
وسائل الإعلام الرئيسية في باكستان تم توصيتها واخبارها بتجنب نشر أي تقارير عن هذه العملية،
في حين أن هناك معلومات محدودة للغاية متاحة على مواقع التواصل الاجتماعي حول مخالفات الجيش الباكستاني ضد السكان البلوش الأبرياء في منطقة بولان.
السكان المحليين الذين يواجهون بالفعل نقصاً حاداً في الغذاء والماء بسبب الفيضانات الموسمية في بلوشستان ستزيد هذه العمليات العسكرية المستمرة من تفاقم معاناتهم.
ينظر إلى العملية المستمرة أيضا على أنها "انتقام" الجيش الباكستاني من جيش تحرير بلوشستان بسبب اختطاف كليم الله وضابط المخابرات العسكرية محمد فيصل من منطقة هارناي في سبتمبر من هذا العام.
بالإضافة إلى ذلك، أعطى جيش التحرير إنذاراً نهائياً للجيش الباكستاني بخصوص مفاوضات تبادل الأسرى حتى 4 تشرين الثاني الجاري، والتي لم تتحقق لأسباب غير معروفة.
أخيرا، كقائد جديد للفيلق الثاني عشر بمنطقة (كويتا)، قد يحاول الفريق آصف غفور أيضا تأكيد سلطته من خلال هذه العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من بلوشستان.
وفي نفس الوقت هناك ضغط متزايد على إسلام أباد من بكين لبذل المزيد من الجهد لأجل السيطرة على أنشطة المتمردين في بلوشستان وحماية مشاريع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والمواطنين الصينيين.
خلال محادثاته الثنائية مع رئيس الوزراء شهباز شريف في بكين في 2 تشرين الثاني الجاري، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن "مخاوف كبيرة بشأن سلامة المواطنين الصينيين في باكستان".
ونتيجة لذلك قام الجيش الباكستاني باستخدام أساليب قمعية لإخفاء الأفراد الأبرياء واستهداف أفراد أسر الجماعات الانفصالية البلوشية للسيطرة على أنشطة المتمردين في بلوشستان.
ولتأكيد الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في بولان قالت زعيمة حركة الإنصاف الباكستانية الرئيسية شيرين مزاري في 7 تشرين الثاني:
"من المفجع سماع ما يحدث في بولان والمناطق المحيطة بها، وخاصة الاختفاء القسري لما لا يقل عن إحدى عشرة امرأة وفتاة وطفل صغير".
يثبت صمت وسائل الإعلام الرئيسية بشأن هذه العملية العسكرية العشوائية مرة أخرى كيف قامت الدولة بتكميم وسائل الإعلام علاوة على الانتهاكات الجسيمة، وبالمقابل نظم البلوش في كراتشي مؤخرا احتجاجاً على الاختفاء القسري والمواجهات المزيفة والاعتقالات المبلغ عنها للنساء والأطفال الأبرياء في بولان.
إن استهداف الجيش الباكستاني المتعمد للنساء والأطفال هو وسيلة للضغط على المتمردين البلوش وخلق الرعب بين السكان المحليين وهو أمر بالغ الأهمية لاستراتيجية الجيش التخويفية لمكافحة التمرد في بلوشستان، علاوة على ذلك تسبب الحصار المستمر وحظر التجوال غير المعلن في بولان بنقص الغذاء وزيادة صعوبات المدنيين الذين يحتاجون إلى علاج طبي هناك.
يقال إن العملية تنطوي على أسلحة متطورة ووحدات خاصة مثل الطائرات المسيرة بدون طيار والطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الحربية وقوات الكوماندوز التابعة لمجموعة الخدمة الخاصة التابعة للجيش.
يشير هذا إلى المدى الهائل للعملية وبالتالي يزيد من فرص حدوث أضرار جانبية لأرواح البشر وممتلكاتهم في المنطقة المتضررة.
وفي بيان صحفي صدر في 10 نوفمبر، ادعى جيش تحرير بلوشستان أنه قتل 15 فرداً من قوات الأمن الباكستانية بما في ذلك 8 من قوات الكوماندوز وفقد ثلاثة مقاتلين من أجل الحرية خلال مقاومة مكثفة استمرت أسبوعا في بولان، والغريب ان الجيش الباكستاني من جانبه لم ينف أو يؤكد ادعاءات جيش تحرير بلوشستان.
في الأشهر القليلة الماضية وبعد زيادة الهجمات التي شنتها الجماعات المتمردة البلوشية تم الإبلاغ أيضا عن ارتفاع في "المواجهات المزيفة" التي تشمل أولئك الذين كانوا في يوم من الأيام أشخاصاً مفقودين في مقاطعة بلوشستان.
في خطاب ألقاه أمام الجمعية الوطنية الباكستانية في تشرين الأول الماضي، اتهم زعيم الحزب الوطني في بلوشستان (أختر منغال) قوات الأمن الباكستانية بارتكاب "مواجهات مزيفة" في بلوشستان حيث قال:
" تحدث إبادة جماعية في بلوشستان كما حدث في بنغلاديش، في إشارة إلى باكستان الشرقية السابقة، في عام 1970".
وتعبيراً عن مخاوفه بشأن العمليات العسكرية الجارية ضد المتمردين البلوش انتقد منغال إلى جانب قادة سياسيين آخرين القضاء الباكستاني لما أسماه عدم "توفير العدالة للناس في بلوشستان".
من الجدير بالذكر أن حزب منغال كان جزءا من حكومة حزب الحرية الائتلافية بقيادة عمران خان، وفي ظل ولاية خان تضاعفت حالات المفقودين وتضاعفت ثلاث مرات في جميع أنحاء باكستان عام 2021 وخاصة في مقاطعة بلوشستان.
وفقاً لمنظمة صوت المفقودين البلوشية وهي منظمة محلية للمفقودين لا يزال أكثر من 5000 شخص في عداد المفقودين في المقاطعة حيث يتم استهداف طلاب الجامعات المحلية والناشطين والنساء بانتظام في المنطقة من قبل قوات الأمن الباكستانية.
من الجدير بالذكر أن الجيش الباكستاني كثف عمليات مكافحة التمرد في جميع أنحاء بلوشستان بعد أن قامت امرأة انتحارية يزعم أنها مرتبطة بجيش التحرير البلوشي بقتل ثلاثة مواطنين صينيين في جامعة كراتشي في أبريل من هذا العام.
قدم هذا الحادث سبباً آخراً للأجهزة الأمنية للقيام بعمليات عسكرية دون عقاب في مناطق مختلفة من بلوشستان مع القليل من الاهتمام بحقوق الإنسان للشعب البلوشي وهذا تماماً ما تريده الصين، لأن الصين تتمنى ان تنجح حكومة باكستان في القضاء بشكل نهائي علي المتمردين البلوش لأن هذا يضمن لها سلامة طريق الحرير ضمن خطتها بما يعرف بمشروع الحزام والطريق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على