الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة خاطفة

محمود حسين موسى
(Mahmoud Housein)

2022 / 11 / 30
الادب والفن


على مقربة من الستين،
مثل طفل يتفحّص الرجل ثيابه، ما ذبل من الأطراف، الأحلام، أيام ذهبت هباء، صداقات وأخرى تتدلى مثل البندول على حبل الحياة،
يتخلّص من فائض الأثقال، الأقوال، لم يعد يقلقه امتلاك بيت أو نزهة النهر والبساتين، فأكثر ما يسعد الرجل في الستين، أن يتبول يوما دون ألم.

اختار شجرة معمّرة تطلّ على فضاء الصحراء، كانت نصيحة طبيب العيون،
عليك بالأفق المفتوح، فالجدران تضيّق الحدقة ومنها قصر النظر.

من على الغصن ترقّب انزياح الرمل، انتظام سير النمل، انطفاءات الأيام كل غروب، شدّه سراب خاطف، ظنّه في البدء حلما، وهما، كان تحت الشمس عاريا، أخذه الطير الى كهف في أعماق الصحراء والكهف بلا أسوار.

في الكهف،
بئر تحرسه أفعى، تملئ الكؤوس،
غلمان من الزمن الجميل يحلبهم خنزير،
سيف نبيل يؤجر،
حطّاب يقطع أشجار اللوز وظلال التين، وفي الليل يدفن فأسه المدمّاة في بستان أخيه.

لمع شراع السفينة وهي تبحر مجلجلة، ولمعت أسنان القبطان البيضاء وهو يلوح للصيادين عن واحة نخيل.

الكل كان تحت الشمس عاريا، القبطان الحطّاب الصيادون الأفعى عجائز الحانات الغلمان البندول الخنزير..

على مقربة من الستين،
تبدو الحياة أجمل ...

من نص طويل،
كرنفال الدمى أو المهزلة كما هي
............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة