الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب

هشام جمال داوود

2022 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الصين، هذه الجمهورية البعيدة والتي تقع في اقصى شرق آسيا، تقيم علاقات تجارية وثيقة مع كبرى الدول الإسلامية مثل اندونيسيا وباكستان، ودول أخرى تتبنى قيادة العالم الإسلامية كالسعودية وإيران.
ولكن الغريب في الموضوع أن هذه الدول رغم ما تدعيه، ألا انها لم تكتفي بالسكوت عن الإساءة التي تصدر من حكومة الصين تجاه مسلمي الويغور، بل راحت تنفتح عليها بشكل يثير الاستغراب.
ومن جملة الاساءات التي تحدث في الصين ضد مسلمي الويغور في منطقة شين جيانغ هو ما يقوم به جيش ووماو أو"wu mao" والذي هو في حقيقته عبارة عن مجموعة من المعلقين على الانترنت والمدعومين من قبل الحكومة الصينية وظيفتهم نشر الاشاعات والإساءة والتجديف ضد الإسلام ونبي الإسلام مقابل خمسين سنتاً لكل نشر ولذلك يطلق عليهم تسمية "50 cent army".
وغالبا ما قام هذا الجيش الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي بوصف المسلمين بأنهم متطرفون وإرهابيون.
تستخدم الصين الآن الدعاية الأكثر انتقادا في وسائل الإعلام الغربية ألا وهي "الإسلاموفوبيا" للتمييز ضد المسلمين وعزلهم وزيادة دعم السكان الصينيين للسياسات المنفذة في شين جيانغ من خلال المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم هذا الجيش "وو ماو" بإهانة المسلمين والانتقاص من الإسلام بحرية مطلقة، وأدلت هذه المجموعة من المستخدمين بتصريحات معينة لو تم الإدلاء بها في أي مكان آخر من العالم لكان من شأنه أن يثير الغضب العام.
في وقت سابق من عام 2015 وبعد هجوم مجلة شارلي إيبدو الفرنسية (Charlie Hebdo) ذكر أحد المستخدمين بوضوح أن "الدين لا علاقة له بالعرق تفصل بين السياسة الدينية والسياسة العرقية لبلدنا 108،000 ميل ولا أحد ينص على أن مجموعة عرقية معينة يجب أن تؤمن بدين معين."
في الآونة الأخيرة، كشف المسلمون في الصين أن الإسلاموفوبيا تستخدم كممارسة عرضية في شين جيانغ وسائر انجاء البلاد لتعزيز ثقافة السياسة الصينية الجديدة التي يتبعها الرئيس شي جين بينغ وفي الوقت نفسه يستخدم المواطنون الصينيون على التواصل الاجتماعي هذا المصطلح لتبرير التخلي عن الإسلام وزرع روح الكراهية ضده بين السكان الصينيون.

أعرب العديد من المواطنين الصينيين عن دعمهم الكامل للسياسة الثقافية الجديدة واتفقوا على القضاء على مسلمي الويغور هناك في شين جيانغ، كما أجرى المسلمون المقيمون في الصين بحثاً لمدة شهر حول هذه الممارسة الاجتماعية السيبرانية الجديدة ووجدوا أن المستخدمين الذين أدخلوا الإسلاموفوبيا في معظم المناقشات يعملون في جيش Wu mao 50 Cent.
تقرأ هذه المجموعة القرآن والأحاديث النبوية وتفسرهما بطريقة مهينة ثم يتم نشر هذا المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب إشارات يساء تفسيرها لخلق حالة من الرفض النفسي ضد الإسلام وقبول فكرة كونه ديناً سيئاً.

أراد الحزب الشيوعي الصيني أن تكون بلادهم موطناً لسكان الهان فقط (أي السكان الأصليون) بعد الحصول على فترة ولاية ثالثة للزعيم الصيني شي جين بينغ بدأ يستخدم كل الوسائل لتحقيق هدفه البسيط هذا ورفع شعار "صين موحدة يسكنها شعب موحد" في إشارة منه الى السكان الويغور، وهذا شعار منافي للمبادئ والقيم الماركسية التي تدعو رلى الأممية كونه شعار قومياً شوفينياً.
كما وأكد الرئيس الصيني في سبتمبر 2020 من جديد التزامه بسياسات بكين في منطقة شين جيانغ الويغورية ذاتية الحكم في مؤتمر حزبي لمدة استمر لمدة يومين قال فيه:
"لقد أثبتت الممارسة أن استراتيجية الحزب لحكم شين جيانغ في العصر الجديد صحيحة تماما".
وهذا التصريح هو الآخر يثير الاستغراب، إذ كيف يمكن لأساليب القمع والوحشية ان تكون صحيحة في بلد يخضع لحكم شيوعي خصوصاً وان القمع هذا أسبابه دينية وقومية؟
في وقت سابق في عام 2018 وعند بوابة إحدى المدارس في مدينة توربان وهي مدينة في شين جيانغ وأغلبية سكانها من الويغور شوهد لوحاً صينياً يقول:
"أنت تدخل أراضي المدرسة، يرجى التحدث بلغة غويو(Guoyu) (اللغة الوطنية)، أي لغة الماندرين الصينية" وهذا من شأنه ان يشير وبشكل واضح على أن سياسة "الإبادة الجماعية الثقافية" جارية في الصين على قدم وساق.
يعيش الويغور في بيئة تمييزية شبه شاملة تشمل القيود الدينية والاستبعاد الاقتصادي والسجن والحظر المطلق لأي رد فعل يقوم به أي فردٍ منهم، في بعض الحالات تكون العقوبة هي الحكم بالإعدام.
وفيما يتعلق بالدين، يفرض النظام قواعد اللباس التي تحظر على النساء ارتداء الحجاب والرجال من إطلاق اللحى، كما لا يسمح للطلاب في الجامعات والعاملين في المصانع بالصيام خلال شهر رمضان، ويتم هدم المساجد بشكل منهجي وحتى النسخة المعتمدة لدى الدولة من القرآن هي الوحيدة المسموح بها.
الأسر الويغورية هي هدف لبرنامج وحشي يفصل الأطفال عن أمهاتهم ويرسلهم إلى مؤسسات الدولة أو للعيش مع عائلات صينية غير مسلمة من أجل الاندماج في المجتمع والابتعاد عن دينهم الإسلامي.
اخيراً، فإن هذا السلوك الحكومي في الصين والقمع والظلم يثير الاستغراب ويطرح السؤال التالي:
لماذا تسكت الدول الإسلامية وتلتحف الصمت إزاء هذه الوحشية ضد مسلمي الصين؟
بل ولماذا تعمل هذه الدول على تعميق علاقاتها مع الصين من جهة ولا تشترط على الحكومة الصينية ان توفر سبل الحماية والعدالة الاجتماعية لمسلمي الصين من الويغور؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي