الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


38 – مدخل . . الى العقل المتصنم اغتراب تاريخي . . في دوران خارج المألوف ( الجزء الرابع ) ثانيا – ذات معطلة عن سمات طبيعتها

أمين أحمد ثابت

2022 / 12 / 2
المجتمع المدني


إن الذات البشرية – الانسانية تحتفظ إرثا بطبيعتها – كغيرها شراكة – ذات الجوهر الذي تتخلق تبعا له السمات وعموميات الخصائص والصفات الموجودة في كافة صور الحياة للكائنات ، وتقاربا محددا في المملكة الحيوانية . . خاصة الراقية منها الموسومة بالدماغ الكامل – والمتمثل بموصف ( الحياة ) – أي أن الانسان خاصا بنوعه ولكنه منسب طبيعيا لمعرف ( المادة الحية ) ، ولأن من صفاته الحية ( القدرة على حركة التنقل ذاتيا في المكان ) ما يطبعه في سمته هذه بأن يضم ضمن المملكة الحيوانية . . كنوع خاص بذاته مثل غيره من الانواع – وليس موضوعنا هنا محصورا كمبحث خاص بالبيولوجيا – ولكن ما نسعى إليه يتمثل بأن الانسان – كنوع كائن عضوي – حيوي عضيي حي – تبنى سمة وجوده الحي – كغيره من الاحياء – على ( مبدأ التفاعل الحي مع محيطه الخارجي الموضوعي ) – هذا الاخير يعد مطلق الصفة بالنسبة لكل الكائنات الحية – كائنات مجهرية دقيقة ، نباتية ، او حيوانية بدائية او راقية – أما بالنسبة للإنسان ( العاقل ) يكون تفاعله مع محيطه الخارجي المطبوع بإدراك واعي الفهم عنده مع هيئتين ، الاولى مادية صرفة ( أي الطبيعة الصماء غير الحية والطبيعة الحية ) ، أما الثانية ذاتية ( أي مع ذوات – عامة وخاصة و وفردية – من نوعه البشري ) ، لكونها عاقلة ، يحكم العقل كسمة مشتركه بينه وهم من حيث العلاقات والنشاط ، بينما الاولى يحكم تفاعله مع المحيط المادي الموضوعي عنصر عقله لوحده . . حيث الاخر غير عاقل – ورغم التمييز بين الانسان وغيره من الاحياء سابق الذكر ، يصبح التوصيف نسبيا وليس مطلقا على صعيد تفاعل الإنسان مع محيطه المجتمعي – كذات – مثله ، إلا انه اصبح مميزا معرفته حين يكون التفاعل السلوكي أو النشاطي ملموسا بينه وغيره - يعد ( ماديا ) - كما هو الحال في كل ما ينتج عن ذلك التفاعل مخلفا على هيئة محسوسة وملموسة ، وهنا يتغير المعرف الفهمي – بجواز خاص استثنائي – أن الانسان الاخر ( فردا او مجموعة او مجتمع ) يعد وجودا موضوعيا بالنسبة لذات الإنسان المتفاعلة ، بينما حين يكون تفاعل الذات المعنية مع غيرها – بمعبر المحيط او الوسط او البيئة المجتمعية - ذا ت طابع مجرد ، أي نفسي او روحي مجرد . . كما يمكن أن يفهم ما نقصد فيه ، فإن المحيط الخارجي بمعلم المجتمعي تتفاعل معه الذات كوجود حياتي . . لا يفقد سمته الذاتية . . حتى وإن كان الفرد الاخر او المجموعة او المجتمع هو موضوعا . . مثلها كل تجليات انشطتها . . فإن حتى التفاعل العلاقاتي او النشاطي الروحي المجرد لتلك الذات مع غيرها البشر تكون منسبة تعريفا بما هو ذاتي وليس موضوعي .
وعليه ، يمكننا الجزم بأن ( التفاعل ) هو ما يبنى عليه جوهر ذات الانس كسمة او صفة او خاصية سلوكية رئيسية محورية تمنحه صفة الحياة ك . . ( نوع كائن حي عضوي عضيي )


مما سبق اعلاه ، يمكننا أن نحدد (جوهر ذات الانسان ) يبنى على مبدأ طبيعي . . معبر عنه بمفهوم ( الحياة ) – أي سمة الوجود الحي - ويكون ذات اصل مركب ثنائي تضادي السمة مدمج :
أحدهما ( طبيعي بحت ) ← بيولوجي بكونه ( نوع كائن حي عضوي مكتمل الدماغ ) ، يرتهن بقائه واستمراره في الحياة على متغير الشروط الموضوعية المادية المحيطة به وقدرته على التغير في ذاته تكيفا ملائما مع التغيرات الموضوعية الحاكمة الجارية في ذلك المحيط لوجوده .
أما الاخر ( بشري - انساني ) ← اجتماعي بكونه ( كائن حي عاقل غائي ) ، يرتهن بقائه واستمرار وجوده حياتيا على التطور التعقدي لبنيته الدماغية ، التي انتجت سمات وخصائص وخواص وصفات لعمليات ذهنية شديدة التعقيد في الجانب المجرد من عمل المخ ، والموسومة بالغائية الواعية – وهي بعيدة بصورة مستثناة كليا عن تلك العمليات المجردة الميكانيكية البسيطة للمدركات الحسية في وظائف عمل المخ عند الحيوانات الراقية . . خاصة الرئيسيات والثديات ، المنتجة معرف الوعي البيولوجي والتفكير البيولوجي – كمعرفة خطية لفعل ورد فعل مباشر لا اكثر – فكل الوظائف العليا المغايرة المتخلقة كعمل لمخ الانسان – بمعرف الوعي الانساني والتفكير الانساني والسلوك الانساني الموسوم بالغائية العاقلة ، أكان بإدراكها بفهم ذاتي او حضورها في الفعل السلوكي الممارسي العاقل – هذا التعقد الدماغي وظيفيا لنوع الانسان ، الذي انتج طبيعة تحولية نوعية مغايرة لتحكم الموجه الإرادي للمخ لنشاطه الذاتي المجرد كالتفكير او التعلم او التذكر عند الانسان ، وذلك بنشوء عمليات ذهنية عالية التجريد وشديدة التعقيد ( العاقلة ) ، التي طبعت ذات الانسان – دون غيره من الكائنات الحية – أن لا يظل تبعيا على التكيف التغيري العضوي الملائم مع متغيرات شروط المحيط الموضوعية الطبيعية او الذاتية المجتمعية المادية او الروحية . . ليبقى على الحياة ويستمر فيها ، بل ذهب بسبب طبيعته الدماغية الغائية العاقلة ادراكا وتخيلا مجردا وبتخطيطية ذهنية مسبقة – التي يوجه من خلالها الدماغ لأفعاله وسلوكه وكل انواع انشطته . . أن يخلق بفعله ما يخفف قوة الاثر المهدد لتلك الشروط والعوامل الواقعة عليه او الالتفاف عليها ، ليذهب تدريجيا ما يجعل حياته مرهونة بقدرته العقلية الارادية وبما يمتلكه ذلك العقل من تراكم معرفي وخبراتي وتأملي وتخيلي . . ما مكنه من التدخل الذاتي في تغيير او تعديل العوامل والشروط الموضوعية الجارية في محيطه والمهددة لوجوده بالحياة – لتصبح الحياة واستمرارها لوجوده مرهونة بذاته كواضعة لقوانين وجوده واستمرار حياته ومخضعا للطبيعة الموضوعية والذاتية المحيطة به لفعله الايجابي المغير غائيا كمتحكم ليس على وجوده الذاتي ولكن على كل وجود في محيطه وفضائه وتصل إليه قدرته .

ذلك الجوهر المركب للإنسان في اصل طبيعته المبني على مفهوم الحياة ( عضويا حيويا وقيمية عقلية مجردة ) – أي مفهوم مركب مدمج لمصطلح الحياة لوجود يخص الانسان كنوع كائن حي – مستثنى بصفة العقل .
وإذا كانت الحياة هي الجوهر الاصلي معنى ودلالة لذات الانسان – في وجوده المادي والمجرد الروحي – إلا أن حفاظ الذات على وجودها بصفة ذلك الجوهر المركب لن يتأتى إلا من خلال خاصية – بذات صبغة مزدوجية التركيب لجوهرها – والمتمثلة بمبدأ آلية ( المفاعلة الايجابية للذاتية ) . . مع كل ما يحيط بها وباهتمامها وحاجاتها ، فبدونها التوصيفي المحدد ، تكون ذات الانسان ( فرد ، مجموعة ، او مجتمع ) فاقدة لطبيعتها الاصلية مع مرور الوقت – أي تكون غير سوية – ويكون موسم جوهرها غير الطبيعي معلما بإشارات موحية او من خلال بعض مظاهر ملموسة واضحة او شبه مخفية تفيدنا استقراء عن حقيقة الذات القائمة – المختلة عن الطبائع السوية لذات نوع الانسان الطبيعي – بكونها ذاتا معاقة مصنمة تقوم على جوهر مشوه او مسخي ، ذاتا دماغية فاقدة لغائية العقل الارادي الحر ادراكا ، ذاتا مستلبة العقل و . . هو ما يطبع وجودها الحياتي الممارسي فاقدة للفعل العاقل – أي ذاتا مستلبة العقل وهمية الادراك مزيفة الوعي ، مستلبة الارادة في التفكير او فعلها وسلوكها العملي واقعا – ذاتا تكون مطبوعة على الانحراف المشوه عن كل ما هو طبيعي – قيمي السمات او الخصائص او الخواص او الصفات – مثلا فقدان قوة القرار ، فقدان قوة الفعل الايجابي المغير ، انحراف الصفات للذات عن القيمية السوية ، كالانتهازية والتلون والوحشية والخداع والاستبداد وغيرها من صفات قيم الانحلال ، والتي تكون عليها الذات وجودا في ظروف اعتيادية لا تملي قهريا على الانسان أن يطبع فيها لكون حياته واستمرارها مرهونة بفقده لإنسانيته في سبيل أن لا يموت – ذاتا متحجرة جامدة فاقدة للإحساس ذهانيه خاملة غير متفاعلة ايجابا مع محيطها او متطلبات حاجاتها . . او متفاعلة سلبيا بانقياد تابع اعمى للغير او لأوهام فهما الزائف الخاطئ في ادراك الحقائق – وهذا ما طبع ويطبع المجتمعات العربية عبر مراحل التاريخ ك . . ( مولدة للأزمات وادارة حياتها في كل مرحلة وكل فترات من تلك المراحل بالأزمات ) – أي لا عيش لها خارج الازمات وإعادة تولدها بصورة اكثر تعقيدا – وهو ما يطبع واقع البلدان العربية كبلدان طاردة للعقول والاحرار والاكفاء و . . حتى للإنسان العام في كل بلد منها ، وايضا ما يطبع ممارسة الحياة مجمعيا بين اللهث لكسب بأقصر الطرق والتسيد المطلق للاستهلاك والنزوع للاستهلاك فقط وتلاشي قيم العمل المنتج كطريق فعال لنيل الحياة وكسب الفرص لاستمرار الحياة – وهو ذاته ما يعيد انتاج نظم الاستبداد في الحكم و . . ذلك من خلال الذات الاجتماعية المستلبة – والى ذات يرجع ما يطبع حياتنا بالوحشية والعداء واستمرار الاقتتال والحروب وعدم الاستقرار – لا تستطيع الانتهازيات المحلية او العملاء للخارج او الحكام المستبدين أن ينهبوا الخيرات ويصادرون الحقوق او يفجرون الحروب بالوكالة إذا لو لم تكن الذات الاجتماعية موسومة بتشوه جوهرها . . فطبعها كحاضنة تفريخيه لعوامل ومولدات الدمار والتخريب وتنصيب المنحرفين قادة ورموز ابطال تتخندقون ورائهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل فلسطين بمجلس الأمن: عضوية الأمم المتحدة سترفع جزءا من -


.. ممثل إسرائيل بمجلس الأمن: عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحد




.. البرازيل.. اعتقال سيدة اصطحبت جثة رجل إلى البنك لسحب أموال ق


.. الأمين العام للأمم المتحدة: يجب دعم إنشاء دولة فلسطينية مستق




.. الأمين العام للأمم المتحدة: العمليات الإسرائيلية في غزة خلفت