الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بتأثير غباء وعماء الحكومة الأميركية وجبن ولامبالاة القادة الأوروبيين

سعيد مضيه

2022 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت إلين تايلور في الأول من ديسمبر الحالي تعليقا على كتاب دكتور بنجامين ابيلاو "كيف جلب الغرب الى أكرانيا؟"، وضعت لمقالها العنوان "صوت التعقل في الحرب الأكرانية ".تنقل من الكتاب " حقا، أمر يصعب تصوره. ينقل الدكتور أبيلاو عن الخبير بالشئون الروسية والدولية، الدكتور غيلبرت دكتورو، عندما سئل ماذ يتوجب أن يعرف المواطنون الأمريكيون؟ لاحظ " ارواحكم في خطر ... السيد بوتين بلغ حدا لا يمكنه حياله ان يتامل عالما بدون روسيا. وإذا انتوى الأميركيون تدمير روسيا فذلك يشكل رغبة اميركية في تدمير الذات". فيما يلي نص المقال مترجما الى العربية:
وضعت عقيدة مونرو على بوابة وزارة خارجية الولايات المتحدة منذ حوالي 300 سنة. جرت مناورات بحرية أميركية في أماكن مثل البحر الأصفر وبحر الصين الجنوبي . فأن ترفض العقيدة دول بعيدة عن شواطئنا ، على كل حال ، أمر لم يفكر أحد فيه. لناخذ أزمة الصواريخ في كوبا، كمثال،حيث الاتحاد السوفييتي وضع الصواريخ في كوبا ردا على وضع صواريخ أميركية في تركيا. كان بالامكان تدمير العالم.
حين يتعلق الأمر بحاجات أمنية لبلد آخر، على كل حال، فإن الولايات المتحدة تتجاهل مطالبهم من اجل أمن مقابل. ومع وجود حوالي الف قاعدة حربية في بلدان اجنبية، وتحت هيمنة اميركية تامة : في البحر والجو والفضاء أعيد تشكيل عقيدة مونرو في الخطة من أجل قرن أميريكي جديد ، وضعها ديك تشيتي وأصدقاؤه المحافظون الجدد خلال تسعينات القرن الماضي وما زال العمل بها جاريا حتى اليوم.
الدكتور بنجامين ابيلاو، تناول قضية روسيا، بحث عواقب هذه السياسة في كتاب جديد،" كيف جلب الغرب الحرب الى أكرانيا". وبتحد للاتفاق المبرم بين غورباتشيف وريغان في ثمانينات القرن الماضي حين سقط جدار برلين شرع الناتو يزحف شرقا ليحاصر روسيا بقواعد عسكرية. تمت دعوة سبع دول اوروبية للانضمام الى حلف الأطلسي،المنظمة التي يعتبر السبب الوحيد لقيامها هو العداء لروسيا. ورغم العديد من الاستفزازات والصدامات فإن روسيا رغم استنكاراتها، تحملت تقدم الحلف المهدد نحو حدودها لمدة عقود ثلاثة. وفي السنوات ال 15 الأخيرة ،على كل حال،اعلنت روسيا مرارا انها ترسم خط الناتو عند أكرانيا.
ان كون الدكتور أبيلاو قادرا على نشر الكتاب داخل الولايات المتحدة مؤشر جيد؛ لم تمض سوى أشهر قليلة حين امرت حكومتنا بتسعير العداء ضد روسيا، رحنا نحرق روايات ديستويفسكي ونحظر
الأوبيرا الروسية ومغنيها الى جانب معارض مطاردة كلبية .والأميركيون ممن يتابعون الحرب قد صدقوا سياسيينا وصحافتنا ان بوتين هتلر ، يريد الاستيلاء على العالم ويستعبدنا جميعا . دكتور ابيلاو في كتابه يحط من هذا الجنون. فهذا الكتاب يمكن الحصول عليه، قصير، وواضح ، مما يمنحه الفرصة العادلة إذا نجا من النيران وتمت قراءته من قبل عدد من الناس.
في الكتاب يصف الدكتور ابيلاو فيضا لم يتوقف من استفزازات حلف الأطلسي في اكرانيا. جرى تنظيم الاستفزازات قبل وبعد الانقلاب عام 2014 ، الحدث الذي صبت فيه الولايات المتحدة نواياها الحاقدة التي توضحت لدى الكشف عن مكالمة هاتفية اجرتها وكيلة وزيرة خارجية الولايات المتحدة، فيكتوريا نولاند، مع السفير الأميركي بوارصو؛ يقتبس المؤلف من الخبير الأميركي بالشئون الروسية ،ستيفن كوهن، تقديره أن "تواطؤا للقيام بدور القابلة لحكومة أكرانية معادية لروسيا عن طريق إزاحة حكومة منتخبة ديمقراطيا ..."

يصف الكاتب، وهو يوثق لقلق روسيا المتزايد، سخرية الناتو والولايات المتحدة من شكاوى روسيا :لم تكن لدى الولايات المتحدة النية لتهديد روسيا او إلحاق الأذى بها. ورغم انهم متموضعون على حدود روسيا ، بطلقات لا تبعد سوى بضع دقائق عن موسكو وغيرها من أهداف، فالصواريخ الأميركية موجهة نحو إيران وكوريا الشمالية. يعلق الكاتب على هذا الادعاء:
" الغرب ، إذ يقوم بكل هذا يخمن ان السيد بوتين يتخيل التهديدات الاستراتيجية لا وجود لها البتة؛ هذا التأطير الغربي يفتقر الى القلق الأمني المشروع ، مضافا اليه اتهامات صريحة وضمنية باللاعقلانية –الكامنة في الخطاب المهيمن بالغرب." يقارن ذلك بإشعال فرن الغاز .
يقدم الدكتور ابيلاو زيلنسكي ضحية تراجيدية، رجل فاز في انتخابات الرئاسة بتفويض قوي من الناخبين من أجل السلم مع روسيا وبإنهاء قصف الدونباس بالصواريخ ، لكنه تحول بضغوط الناتو / الولايات المتحدة. بدأ النفخ فيه "بطل الحرية" وشرعوا إرسال كميات ضخمة من الأسلحة الأميركية والخبراء المدربين الأميركيين على مدى سبع سنوات، الى أن غدا الجيش الأكراني قوة محاربة، اعماه ذلك وانتهى الى إلقاء بلده للوحوش.
يقول أبيلاو ، "حقا أي عاقل يمكنه تصديق أن هذا القدر من السلاح سيزيد من امن الولايات المتحدة؟"
ثم يسأل بعد ذلك : الى أين سيؤدي بنا ذلك؟
الدكتور أبيلاو يبدي موقفا لطيفا تجاهنا، نحن المواطنين الأميركيين، إذ نتخلى بسهولة عن الإنفاق على رفاهنا الوطني ، وعن خططنا لمعالجة ازمة المناخ والفقر ومشاكلنا كافة، وندعم مجلس كونغرس صوت بزيادة نسبة 100% على حرب شريرة وكارثية.
حكامنا، على كل حال، قد وضعونا " في نقطة جد رديئة...لا يمكن الوصول اليها إلا من خلال مستوى غباء وعماء حكومة أميركية، ولدى قادة أوروبيين، بمستوى لا يمكن تصوره من الجبن واللامبالاة.
حقا، أمر يصعب تصوره. ينقل الدكتور أبيلاو عن الخبير بالشئون الروسية والدولية، الدكتور غيلبرت دكتورو، عندما سئل ماذ يتوجب أن يعرف المواطنون الأمريكيون؟ لاحظ " ارواحكم في خطر ... السيد بوتين بلغ حدا لا يمكنه حياله ان يتامل عالما بدون روسيا. وإذا انتوى الأميركيون تدمير روسيا فذلك يشكل رغبة اميركية في تدمير الذات".
ان تشخيص الدكتور ابيلاو لدوافع الولايات المتحدة في النزاع الأكراني بأنها " حمقاء" اكثر صدقا من آراء معارضة تُسمَع من آخرين، مثل القول ان الولايات المتحدة / الناتو يحاولون " إضعاف روسيا". الولايات المتحدة تختبر اسلحتها من أجل النزاع الحقيقي، الذي تخطط له مع الصين، أي ان الحرب ستظل محتدمة حتى لا يبقى أكراني واقفا على قدمية.
على كل حال، غير ان الكتاب ينتهي بصورة واضحة، قابلة لكلا التقييمين وتستدعي إنفيرنو دانتي:" عن صانعي السياسة في منطقة الولايات المتحدة / الناتو يقفون "حتى الأحضان في برميل من الوحل القذر"مع
أن تخليص " انفسهم .. وكلنا معهم، امر يصعب تصوره".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغباء والعمى عند اعداء الحضارة العلمية التكنولوج
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 12 / 2 - 14:29 )
التكنولوجية الثقافية التي جاء بها الغرب الجديد ضد ترهات ووحشيات الاسلام الهمجي والعروبة الفاشية وكل فاشية وتخلف بربري اخر

اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل