الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المثليه الجنسيه بين المنطق والدين والمونديال

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2022 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


           
من يعتقد في حاجتنا الي تشريع الهي وترهيب بعذاب مهين حتي لا نمارس الجنس المثلي فهو قولا واحدا لديه ميول مثليه. من يتصور ان المثليه اختيار وان الشيطان يملك ان يغويه بان يمارس الجنس مع مثيله فهو بالتأكيد يملك ميولا مثليه.من يظن نفسه شخص فاضل كونه لا يمارس الجنس المثلي ويلعن قوم لوط والمثليين الذين انساقوا وراء شهواتهم فليعلم انه لا يختلف عنهم في الميول الا بنسبه بسيطه.من يري ان الله قد تدخل بتشريعات سماويه كراهة في ان يقوم البشر بمنتهي البساطه بترك الجنس الغيري والانسياق مع الجنس المثلي فهو بالتأكيد لم يفكر في منطقية اعتقاده وان كان بالفعل يري انه سيدخل الجنه لانه لم ينساق وراء الشهوه المثليه فهو بالتأكيد يملك ميولا مثليه. من يري ان الغرب يروج للمثليه " وهذا باد واضح لا يملك احد انكاره" من منطلق ان ينضم الكثيرون الي المثليين وبالتالي يتم تحديد النسل فهذا جهل بالطبيعه والعلم.
طبقا لمنظمة الصحه العالميه فان الميول المثليه متواجده بالفطره في الجميع بنسب تتراوح ما بين الصفر بالمائه الي المائه بالمائه. كلما زادت نسبة الميول الجنسيه المثليه في الشخص كلما صار أكثر عرضه ان يصبح مثليا. النشأه والبيئه وممارسات الطفوله وكثير من العوامل بالتأكيد لها دور في اتجاه الفرد للسلوك المثلي ولكن ذلك استحاله ان يتم سوي بوجود استعداد فطري لذلك. يستحيل علي شخص غيري ان يختار ان يكون مثليا. من يملكون فعل ذلك علميا معرفون بانهم مزدوجي الميول الجنسيه. لو شعرت للحظه بميول مثليه فاعلم انه لديك استعداد لذلك وليس لان الشيطان يريد اغواءك .لو طردت الفكره عن ذهنك فاعلم ان ما لديك غير كاف لان تكون مثليا وليس لكون الله حفظك .وان جاهدت نفسك بصورة اكبر لتتخلص من الفكره فاعلم ان الاستعداد لديك أكبر.
انا لا اتصور الفكره وتصيبني بالقرف والاشمئزاز وبالتالي لا اتصور شخص غيري الميول يملك ان يختار مثل هذا الاختيار وهو بالظبط بالمناسبه ما ينتاب المثليين من تقزز من فكرة ممارسة الجنس الغيري.

قام د. الفريد كنزي وهو عالم امريكي ويعد رائدا في الابحاث الجنسيه بوضع ما يسمي بمقياس كنزي لقياس المثليه الجنسيه  والمكون من 7 نقاط من 0 ال 7 حيث ان من يحصل علي 0 فهو غيري خالص ومن يحصل علي 7 فهو مثلي خالص ويتدرج البشر من 0 الي 7 مرورا ب 3 وهم مزدوجي الجنس .

هذا هو التحليل العلمي بيساطه لوجود المثليين. نأتي اذن لنقطه اهم وهي موقف المجتمعات تجاههم والذي اراه نفس موقفهم من احترام العلم. بالطبع هذا ليس تعميما ففي كل مجتمع هناك معارضون لاي فكره ولكننا نجد ان حقوق المثليين أكثر احتراما ومراعاة في الدول التي تحترم العلم وتتخذه منهاجا فكريا وبالطبع فالعكس صحيح.
علي فكره حتي الآن لم يصل العلم الي معرفة كيفية استمرار الميول المثليه في كافة الكائنات من قديم الازل وهو امر غريب علاوه علي عدم معرفة سببا واضحا له حتي الآن الامر الذي حدا بمنظمة الصحه العالميه الي تعريف المثليه الجنسيه علي انها سلوك طبيعي.
اتصور وجوب تجنبنا لما ترسخ في نفوسنا من كراهيه للمثليين بدعوي ان هذه هي قيمنا حيث انها قيم نابعه من التلقين المتوارث والايمان الغيبي دون بحث او تدقيق او اي منطق او علم. لا فضل لنا ولا فضيله في كوننا غيريين فلنرحم اذن من لم يحالفه الحظ ووجد نفسه بهذا الاختلاف دون ذنب جناه سوي ان الانتخاب الطبيعي العشوائي قد اتي به علي هذه الصوره.
  انا اعي ان مصيبة المثليين الكبري" بجانب كونهم اقليه مذمومه في مجتمع غيري "هي ما جلبته الاديان تجاههم من كراهيه واستعداء وهذا الامر هو صدام غير قابل للتلفيق بين العلم والدين ولكني صرت اعول علي امكانية تجنب هذا الصدام بالا نعرض معتقداتنا الدينيه علي العقل واعتبار الدين مجازي التعبير ومكانه القلب ومقاصده انسانية وبالتالي لا يتم عرض العلم والفكر سوي علي العقل والمنطق تحاشيا لمثل هذا الصدام. هذه هي العلمانيه ذاتها ولكن علي المستوي الفردي.

الضجه التي اثيرت في المونديال والتعالي المنافق بقيم الكراهيه والجهل " والتي لا نحتاج لتبيان اثرها ونتيجتها علي حالنا ومآلنا "هي ما دفعني الي الخوض في هذه المسأله آملا ان بعض العقل قد يكون دعامه لتيار قادر ان يصمد امام ما ترسخ في وجدان هذه الامه من منهاج فكري غيبي منكر للعلم والمنطق وعبر مئات السنين.

العلمانيه هي الحل.


https:///en/article/world-health-organization-considers-homosexuality-normal-behaviour








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي