الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيشة بقت مرة

محمد حسين يونس

2022 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


قد وقعنا كمصريين في الفخ و وجدنا أنفسنا في حقل ألغام واسع لا نعرف متي ستنفجر فينا وحداته .. بعد أن ساقنا الإصلاح الإقتصادى و تحكم مليونيرات العسكر و قوانينهم و دستورهم ..بشكل تدريجي للسير خارج المسارات الأمنه .
المشكلة .. أن أغلبنا لا يعلم ما هي نية الحكومة أو القرارات التالية لتصحيح الدرب قبل الإفلاس و سقوط قيمة الجنية لمستويات السودان و لبنان و العراق .. كما جهلنا من قبل خطواتها للإعداد للجمهورية الجديدة غير المرحب بها
لقد تمت الأمور بسلاسة و بساطة .. حكومة كل أعضاؤها خدموا في مؤسسات البنك الدولي .. و تدربوا علي دور الكومبرادور .. و مع ذلك لم نرتاب ..و لم نتساءل كيف يتم تكليفهم .. فقد تعودنا علي هذا التهميش
و برلمان أختير أعضاؤة بالواحد لكي يقول ((نعم )) في الخباثة فمناقشاته محجوبة عنا .. فسخرنا منه و لم نتحرك لمواجهة قوانينة التي لا نعرف أغلبها
وإعلام ملاكي مسيطر عليه بواسطة اجهزة الأمن و المخابرات فقاطعناه لفترات ..و كشفناة في مناسبات أخرى .. ولكننا أصبحنا من كتر الزن علي الودان .. نردد سخافاته .
و إنتخابات و إستفتاءات موجهه لتعديل الدستور ليصبح أداة كبح قانونية بيد النظام .. فتركناها لتصويت اصحاب شنط رمضان و من يرضون ببيع رايهم لقاء جنيهات .
ثم وزراة مالية محترفة في الكذب وتزويق الكلام وتنفيذ سياسة البنك الدولي و صندوق النقد فتقوم بالجباية المسلحة بقوانين تؤدى للسجن و تفرض اتاوات من جميع الجهات السيادية علي كل نشاط يقوم به البشر فتضررنا فرادى ثم إستسلمنا بقلة حيلة .
و في كل الأحوال يقال للناس ((دى بتصب في مصالحكم )) و إحنا نفهم أحسن منكم .. و ليس في الأمكان أحسن مما كان ..حتي أصبحت فاتورة الغاز و الكهرباء و المياة .. والنظافة ..و الصيانة .. فوق طاقة أغلب المستخدمين ..
و السلع في المتاجر و المولات بأسعار متضاعفة عشرات المرات .و ترخيص العربات و مخالفات تسييرها نوع من أنواع النصب و الإغتصاب لاموال الخلق .
اليوم يتحدث المصريون .. في موضوعين أساسيين .. أحدهما كرة القدم بمناسبة ما يحدث في قطر .. و يتحسرون علي أن فريقنا لم يشارك و يهمسون أن السبب هو ان الإتحاد ضعيف و مرتشي و فاسد ..
و الأمر الثاني بصوت عالي يصل للمسئولين ..هو الشكوى من الغلاء و تزايد الأسعار بمتوالية هندسية .
و رغم أهمية مظاهرات المحاميين في نقابتهم ..كأول تعبير جماعي عن عدم الرضي .. و تضرر الأطباء .. بسبب الفاتورة الإلكترونية .. إلا أن الأمر لا يعني أغلب الناس.. تضرب الحكومة راسها في الحيط و إذا أردت أن تطاع فأمر بما تستطيعه أم محمود الفررجية ..و الاخ مصطفي الفكهاني .. و شعبان البقال .. و حمو اللي واقف بعربية فول علي الناصية ..
الجميع سيلوص في الإجراءات المعقدة و المكلفة بما فيهم المحامي و الطبيب و المهندس و الممثل ... و سيتمنون أن يعاملوا معاملة ..تجار الكيف و القوادين و المرتشين و بتوع العمولات و السمسرة الذين يعملون بأمان خارج المنظومة الفاسدة .
السؤال الذى يشغل المثقفين الأن هل سيدعم الناس إضرابات المحاميين .. و يطورونها .. لإحتجاج شعبي واسع ؟
بالطبع لا .. لان الموضوع لا يهمهم كثيرا .. و إلا لثاروا مع إنخفاض القيمة الشرائية للجنية .. بعد أن اصبح الدولار أبو 8 جنية .. ب25 جنية .. وهم لن يثوروا .. عندما يصل سعرة لميت جنيه صدقوني الطاطورة قوية .
سيقولون أهو إتورطنا مع نظام حكم فاشل .. و إعتبرنا أنفسنا في حالة نكبة كما لو كانا قد بلينا بزلزال أو عاصفة أو أسراب جراد أو طاعون إسود .. و ليس لها حل إلا عندما يريد سبحانه .
لقد درسوا المصريين جيدا بواسطة خبراء الجيل الرابع من الحروب ..و نجحوا في أن يدخلوا بنا حقل الألغام .. و أن يقف كل منا في مكانه لا يتحرك و لا ينطق خوفا من أن ينفجر اللغم اللي تحت رجله .
برافو يا حكومة لو كانت حكومة إحتلال لما نجحت في توريطنا في سياسة جباية و إستنزاف وقهر و خوف مماثلة .
و أصبح الخروج من المأزق شبه مستحيل . بعد تراكم الديون الخارجية و الداخلية ..و العجز عن التنمية .. و ضياع الثروة في بناء كبارى و طرق لا لزوم لها .. و عمل منشئات فاخرة لن يسكنها إلا المليونيرات .. و قصور و مباني و ملاهي .. و أعلي سارية علم في التاريخ .. و أضخم جامع أو كنيسة .
و أصبحت الحلول المنطقية خيال و وهم مع سقوط الاحوال علي المستوى الإقتصادى و الأخلاقي و الفكرى ..و إرتكاب الحكام .. لنفس جرائم الخديويان إسماعيل و توفيق ببيع حصة مصر في أسهم قناة السويس للديانة ..
فيبدو أن الصندوق السيادى غير المسيطر عليه سيبع مؤسسات مصر للديانة .. دون أن نستطيع الإعتراض أو الرفض ..او المطالبة برجوع حضرات الضباط لوحداتهم العسكرية .. و ترك حكم البلد لاهلها .. فالوضوع مجرم بحكم التعديلات الدستورية المشبوهة و القوانين التي أصدرها عم عبد العال
الحل و إن كان بطيئا و سيستعرق جيل أو جيلين .. أن يفهم الناس أن أسباب ضيقهم تكمن في كون الحكومة تتبني سياسة معادية لهم ..
و أن عليهم من الأن تولي أمرهم .. و وضع منافيستو لخطوات المستقبل يحرص علي الديموقراطية و حقوق الإنسان و العدالة الإجتماعية ..
وتكوين أحزاب جماهيرية تقوم بقيادة الناس خارج الفخ و حقل الألغام الذى نقف فيه ..
و لتكن نقطة البداية إنتخابات الريس في 2023 علينا أن نصر علي جعلها مناسبة للتعبير عن عدم الرضى و أن يقول الناس ( كفاية ) ( لا ) للإستمرار إعتمادا علي تعديل فاسد للدستور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي