الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هروب ام افلاس سياسي مقتدى الصدر والمثلية

منظمة مجتمع الميم في العراق

2022 / 12 / 4
حقوق مثليي الجنس


هروب ام افلاس سياسي

مقتدى الصدر والمثلية

اكثر ميليشيا شنت حملات دموية ضد مجتمع الميم هم "جيش المهدي" التي يقودها مقتدى الصدر، فهذه الميليشيات ابتكرت وسائل قبيحة في معاقبة المثليين، وطاردتهم في كل مكان، بل انها باركت عمليات القتل والتصفية التي قامت بها الميليشيات الأخرى، بل انها حرضت العوائل على التبليغ عن وجود المثليين بينهم، فكانت الاخبار تتوارد تباعا وفي أوقات متقاربة تذيع نبأ مقتل مثلي على الميليشيات الإسلامية.

مقتدى الصدر وقبل أيام وبعد صمت طويل، خصوصا وانه أقصي تماما من العملية السياسية، يخرج علينا ببيان يدعو فيه لمحاربة المثلية، ويدعو الى الاتحاد من اجل مناهضة "المجتمع الميمي"، وقد دعا الى "معالجة" المثليين نفسيا وطبيا، فهو يرى ان وجودهم هو "بلاء ألهى" يصيب المجتمعات. هذا ما جاء ببيان مقتدى الصدر.

هل يعقل ذلك؟ تصور ان قائد أكبر ميليشيا في العراق، صاحبة أكبر وأكثر سجل دموي واجرامي، الميليشيا الأولى الدموية في الحرب الاهلية 2006، يقول ان المثلية "بلاء ألهي"، ترى من هو البلاء الحقيقي داخل المجتمع؟ اليس هو الذي نهب الأموال وقتل الناس وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء والنساء؟ اليس هو الذي دمر البلد وعاث فيها فسادا وافسادا؟ هل المجتمع غبي الى هذا الحد حتى يطالب مقتدى الصدر ب "علاج المثلية"؟ ترى من هو أحق بالعلاج؟ الانسان ذو التوجه والميل الجنسي ام القاتل والسارق؟

ان دعوة مقتدى الصدر ل "محاربة المثلية" هي من جهة أولى هروب من أسئلة اتباعه، التي تقض مضاجعهم وتثير فيهم القلق، فهم في حيرة من امرهم، ما الذي فعله بنا قائدنا؟ لماذا سحبنا من العملية السياسية؟ وماذا سنفعل بعد ذلك؟ وهل يفكر في شيء جديد لنا؟ وما هذه القرارات المتخبطة؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير تراود اتباعه، وهو يقرأها في اعينهم، لكنه لا يستطيع الإجابة عليها، فهو ذاته لا يعرف ماذا يفعل، فأين سيهرب من هذه الأسئلة؟ حتما لا يوجد أفضل من ملف المثلية، فهي الملف الوحيد الذي يستطيع مقتدى الصدر ان يلهي اتباعه "السذج" لأطول فترة ممكنة، وهو ما يريده ويبحث عنه.

لكنها من جانب آخر تعبير عن افلاس سياسي يلف كل العملية السياسية، وبالأخص مقتدى الصدر، فلا حلول للواقع المعيشي المزري للمجتمع، والذي خلفته هذه القوى الدينية المقيتة؛ بطالة مليونية، شوارع تغص بمظاهرات المعطلين عن العمل، مستوى الخدمات صفر، فلا يوجد أي أثر لخدمات حقيقية تقدم للناس، من تعليم وصحة وكهرباء وماء وامن؛ عملية سياسية مأزومة تماما، وقد تتفجر أوضاعها في أي وقت، وامام هذا الواقع البائس، فدعوة مقتدى الصدر لمحاربة المثلية هي التعبير الاوضح والاشد لهذا الإفلاس.

انها ليست جديدة هذه السياسة، فمنذ ان جيء بهذه القوى الدينية الى الحكم وكلما مروا بأزمة خانقة، يثيرون قضية المثلية الجنسية، وحتما سنرها تتكرر في قادم الأيام، فأزماتهم لن تنتهي الا بنهايتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي