الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الأغنياء و الأقوياء و حرب الفقراء و الضعفاء

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


من المعروف أن أجهزة الدعاية و الإعلام ، المهيمنة عالميا ، تطبق معايير مختلفة في نعت حروب دول المعسكر الغربي عن غيرها في إبراز الصفات التي تدمغ بها ردو فعل الفقراء و الضعفاء . علما أن الأخيرين لا يعتدون عادة على الدول الغربية التي ما تزال تتبع سياسات استعمارية و توسعية و إحلالية نجم عنها استعمار البلدان واحتلالها وصولا أحيانا إلى إبادة السكان الأصليين أو ترحيلهم عن أوطانهم تمهيدا لجلب مستوطنين للحلول مكانهم ، أو إلى مزاعم بأنها منحت المستعمرات " استقلالات مشروطة " بعد تعليم و " تحضير" أهلها ، و بالتالي فإن من حقها ممارسة دور ُشرطي على الصعيد العالمي ، بحجة المحافظة على الأمن الدولي وعلى حقوق الإنسان ، التي سبق و أن داستها في البلدان التي احتلتها أو انتزعتها من أصحابها، ما يعني أنها في الواقع وضعت نظاما عالميا يلائم مصالحها و تفوقها " عنصريا " و "ربانيا " ، دفاعا عن امتيازاتها ، ما يجعل حروبها ، من و جهة نظرها ، مبررة وشرعية ، على عكس حركات التحرر المعترضة و المقاومة الموسومة عادة ، بالإجرام و الإرهاب و البربرية .

مجمل القول ، تنم ضمنيا تصرفات الدول التي تنشط تحت إدارة الولايات المتحدة الأميركية حفاظا على " النظام الدولي " إلى حد إنزال العقاب الذي تراه مناسبا بالذين ينتهكونه ، عن ذهنية غاشمة متجبرة تريد إكراه الناس التواقين للحرية و المساوة والسلام على التسليم بأنها تمثل شعوبا مختلفة عنهم لجهة الأصل العرقي و الحضاري ، الأعلى تراتبيا ، و بالتالي هي تتبع نهجا خاصا في خدمة أهداف خاصة سامية ، دون أن يعني ذلك أن من حق الشعوب الأخرى تقليد هذا النموذج . خذ مثلا على ذلك أن ما قامت به هذه الدول في يوغوسلافيا و العراق و سورية و ليبيا كان مبررا ، بينما يتحول إلى إرهاب و جريمة ضد الإنسانية ، لو أقدمت عليه دول غيرها .

و ما يدهش إلى حد الذهول ، في هذه المسألة هو أن المعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ، لا يتورع عن توظيف المعذبين في الأرض ، الجهلة ، و إيهامهم بأنه يمد لهم يد المساعدة ، بالمال و السلاح ، دفاعا عن عاداتهم و معتقداتهم ، ضد جماعات و أحزاب "مارقة " في بلادهم ، لانها ترفض الإنصياع لشروط هذا المعسكر ، فلا مفر بحسب هذا الأخير من اللجوء للعنف من أجل إبطال خطتها .

ليس من حاجة هنا للتذكير بأمثلة واقعية ملموسة في الحاضر ، و لكن الغريب هو أن بعض التنظيمات التي خلقتها الولايات المتحدة و حاربت معها ، تحت نعوت من فصيلة " ثورية " ، " مقاتلو الحرية " " ديمقراطيون " إلى ما غيرها من النشاطات "النبيلة " الوطنية و الإنسانية ، جردت فيما بعد من هذه الصفات ووضعت على لائحة الإرهاب . كانوا أخيارا فصاروا اشرارا . ويل للجهلة من المخادعين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة رفاقية
جورج حداد ( 2022 / 12 / 5 - 06:51 )
يا استاذ خليل
انت تنطلق من منطلق فكري و-بيئوي- صحيح
وهذا امر جيد جدا وهو ضروري الى اقصى حد خصوصا في هذه المرحلة المفصلية التي نشهد فيها انحراف قسم كبير من الشيوعيين واليساريين والتقدميين والعلمانيين الى المعسكر الاميركي الاسرائيلي السعودي وينضمون كالكلاب الشاردة الى جوقة النباحين ضد المقاومة صارخين باصواتهم النكراء: حزب الله هو احتلال ايراني
ولكنك يا عزيزي تكتب بطريقة معممة جدا - ارجو ان تغوص اكثر في الوقائع الملموسة وتسمي الاشياء والاطراف باسمائها
للاسف انني لا اعرفك شخصيا ولكنني اعتقد انك على الارجح ابن الجتوب - ارض الصمود والجهاد التي اصبحت مزروعة بالشهداء
فلم يعد من عذر للتهادن والتهاون مع العملاء جميع العملاء القدماء والجدد الذين للاسف يرقع بعضهم حتى صورة قديس الثورة العالمية ضد الامبريالية تشي غيفارا
تحياتي لك

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية