الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة التعليم العالي بالمغرب: الشيخ والمريد

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 12 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


وأنت تشمر عن ساعديك، وتكشر عن أنيابك طلبا لهيبة الوزارة وسلطة متسلطة ترى نفسك الأجذر بها، ولا يجوز ان ينازعك عليها احد، ولا يعترض أحد عما سطرته ان تكون عليه الجامعة، وألا يقاطع أحد إجتماعاتك، وكأنك المنقذ لضلال وهمي لوزارة البلد كما جاء في ورقتك لأكثر من مناسبة عل هذا المنبر، الذي اخترته منصة إقلاع لتصريف رسائل مشفرة الى رؤساء جامعات مغربية، تحت اسم مستعار لا هو مصطفى ولا هو مغربي، وأخذت تعدد ما تسميه "اساليب الهيمنة الناعمة، وعزلت نفسك كطرف ضحية ومسكين ... " في خرق سافر لحرمة الوزارة وهيبة الجامعة المغربية، أمام الراي العام الوطني العربي وحتى الدولي.
ماذا يقول عنا الغير ؟
وزير ينشر غسيل وزارته ويفضح عيوب الجامعة؟
الأكيد هذا ما ترمي إليه، إما عن وعي، او عن جهل غير مقدر،
ألا ترى أن هذا النمط من التواصل لا تليق بمقام وزير، اختار منذ بداياته الأولى، شد الحبل مع رؤساء الجامعات، وموظفي الوزارة وكاتبها العام، وموظفيها السامين، إشباعا لرغبة في بسط السيادة، وكأنك الراعي الأمين، والرجل الذي لا يقربه الباطل من أمامه وخلفه....
بهذا المعطى، وبهذا التصور لن تحصل على النتيجة التي تبحث عنها معالي الوزير، ليس لأنها حقيقة تستدعي الحركة والتنقيب في إعلام مغرض؛ بل لكونها لا توجد إلا في مخيالك. بل نقول إن الحقيقة فيما يتعلق بالجامعة المغربية عموما هو ما عليها الآن من تطور وتغيير في مساراتها الأكاديمية الشاملة، الذي اعطى انطلاقته صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله، ودعا في أكثر من مناسبة الى ضرورة إصلاح التعليم العالي بشكل شامل يروم الإسهام الحق في سلم التنمية العامة. فكرة الإصلاح ليس وليدة بمجيئكم، بل كل ما جاء معكم غضب وسخط وتوزيع الإتهامات يمينا وشمالا تحت مسمى "الإصلاح". وعوض أن توفر وقتك وتوجه لسانك و أفكارك نحو رؤية مشتركة بتوافق الجميع، عمدت الى نهج سياسة الأرض المحروقة، تكتب هنا، وتتصارع هناك وكأنك حصان طروادة.
من كان بيته من زجاج لا يضربن الناس بالحجارة.
هذا عيب اسود عليك ان تخجل منه.، او تتناسى انك، بهذا التصرف الذي ينم عن قلة حكمة وتبصر، تطيح بسمعة الجامعة المغربية امام رؤوس الأشهاد وانت تتولى تدبيرها، وتعلم قدرها وتقدمها ...
فهل صلاح الوزارة والجامعة، يكون بهذا المستوى من التفكير؟
هل يعقل ان يخرج وزير لوسائل الإعلام العمومي، ينوه بالدور الفاعل لرؤساء الجامعات ،وعلى رأسها، جامعة ابن طفيل ويذكرها بالإسم، ويعود في السر وراء اسم مستعار، ليقلل من عمل مجلسها وأطرها الإدارية والتربوية مستعينا بقاموس الحيوان؟ هل ترى ذلك يخدم الجامعة ويعزز سمعتها في الداخل والخارج عندما اخترت تمريغ وجه الجامعة المشرف إرضاء لنزعتك المثعالبة الميالة للسيطرة الكاملة على القطاع؟ والويل والتبور لمن لا تعجبه أفكارك "الإصلاحية"، التي يعلم المجتمع المغربي بدورها، باهدافها ، وبما يشتم منها من إصلاحات تغرق في التقليدانية الغربية. وللأسف غاب عنك ان البلدان التي عرفت تقدما كبيرا في كل المجالات لا سيما منها الآسيوية، قطعت مع التبعية لأي جهة كانت، ووعت درس " الأفكار الناجحة في بلدان أخرى، ليس بالضرورة إستلهامها لينجح في بلدانها"، فلكل بلد خصوصيته وهويته، وبنيته الثقافية والمجتمعية، التي لا يمكن القفز عليها بالجاهز الدال على عقم فكري، وإنما يكون ذلك عبر قراءة واعية بنيوية مشتركة يصاحبها منهاج ينطلق من معطيات علمية توافق تنزيل إصلاحات أصيلة وسيادية، لا تخص طرفا خارجيا، من بنات أفكار مفكرينا ومثقفينا الذين يزدان بهم البلد، لا عبر تغييبهم، وكيل الإتهامات لهم بشكل مجاني، بسبل فجة بلغت حد طلب المعونة من أستاذ الفرنسية تخصص اللسانيات، بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، والذي أسس في الآونة الأخيرة مركزا حقوقيا، بعدما طرد من هياكل المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي شغل فيه منصب رئيس فرعه لسنوات ببني ملال ويجر وراءه ماضيا أسود ثقيل .
وبما أنك فقيه في الإعلام، وخطيب مفوه، تعلم القيمة الأخلاقية لهذا الرجل، وتعلم انه "مرضي والديه"، وتعلم انه لا يميل الى شبهة او خصام ولا يقرب المحرمات، وان الإعتداء الذي قام به صديقه طبيب المسالك البولية القابع الآن في السجن أمام الحانة، ونتج عنه ضربة على مستوى العين حتى اشتدت زرقتها كان فعلا ظالما من هذا الطبيب لهذا الأستاذ القدير، الذي اخترتم وأومأتم له وهو يشتغل تحت إمرتكم، بالقيام بالمتعين للنيل من سمعة جامعة تابعة لكم.
أليس من الحكمة ان تقول لهذا الأستاذ: تفرغ لطلبتك، ولا تزاوج في عملك بين مهمتين إثنتين؟ وأنت تعلم مشاكل هذه المجالس الحقوقية وما تستدعيه من وقت وحركة؟ أم أن الغيرة والوطنية عن الجامعة حينما يتعلق الأمر بالمأرب، فلترحل الى الجحيم ...
هل ترى معالي الوزير ان الإنحدار الى هذا السلوك، فيه مصلحة للجامعة ويخدم الإصلاحات المنشودة التي ينادي بها صاحب الجلالة، والذي تقلدتم أمانتها أمام ناظريه؟ وأقسمت على ان تصون حرمة الجامعة وتمثلها خير تمثيل في الداخل والخارج.
هل هذه السلوكات التي تنم عن رجل ينقصه الحكمة والتبصر أضحت ضرورة في عرفك لبلوغ أهداف يرى الكثير انها لا تقيم إصلاحا، بقدر ما صنفوها في خانة جر الجامعة الى المستنقع الخارجي الذي يمس هوية الجامعة المغربية. خرجت أكثر من مرة لوسائل الإعلام منوها بها، وعدت عبر اذرعك الإعلامية ومركزك الحقوقي "تقلز لها" . ما هذه التصرفات؟
لماذا هذا التواري الذي لا داعي له؟ لو كنت حكيما وذا ثقافة حقيقية وفكر متميز لبسطت ما تدعو اليه امام الأشهاد من أهل الإختصاص وأجبت عن ردود الإعلام ومتخصصي العلوم التربوية، وقدمت إجابات عقلية شافية وسيادية، كتعبير عن حسن نية الإصلاح، فالأمر لا يحتاج الى أكثر من هذا المعطى!!! و كبديل عن ما تنهجه من سياسة، تقوض القيمة المعنوية للجامعة المغربية، وتجرها نحو وكر التجاذبات التي لا طائلة منها، بل تمنح الحق لرؤساء الجامعات ان يشكوا في طبيعتها، وتحفظ لهم الحق كذلك بالدفاع عنها بكل الممكنات، لا تسليمها لمن ترغبون في "تبليصهم" عبر لجان متحكم فيها ومخدومة، وتعلم أكثر من غيرك أن سياسة الأرض المحروقة، لا تقبلها في عرفك ، ولكن يجوز الإستعانة بها الى جوار لغة الحيوان، ومركز بني ملال، وفي حواراتك المتمدنة إذا كانت تفي بالغرض. والصواب معالي الوزير أن لكل محطة رجالها، ومثقفيها واقلامها المستعدة للذود عنها، عن حق لا باطل، وتتاحشى الخوض في الجزئيات، بل في الموضوعات الكبرى التي من شأنها تحسين جودة ومردودية تعليمنا العالي، ليكون رافعة أساسية مساهمة في بناء وطننا. وإذا غاب الحس الأخلاقي في سلم الإصلاح في أي قطاع، لن نبلغ الأهداف، وقد يرهن مستقبل جيل. وأشرتم فيما سبق، إلى أن الجبناء لا يبنون وطنا، بل يعملون على محو مستقبله، وإننا لا نراك غير ذلك إذا ما تغيرت الأفكار، وحسنت النية، وزال كيل الإتهام وعوائد جحى؛ فليس للجامعة ما تخفيه، وليس راتب رئيسها راتب أحيزون، وانت تعلم أكثر من غيرك، وضعها السابق والحالي، فلا تختلق مشجبا تعلق عليه آمالك، فيمكننا القيام بما قمتم به علنا، على نقيضك تماما .فحينما تختار الكلمة المقنعة، وتنبذ الجبن في ثناياها، يدعونا الأمر للشك في صدق نواياكم، وشخصكم ككل، مما يجعل الأمر اشبه بعاهرة تحاضر في الشرف، وهذا لا يليق بمقامكم العالي، والتاريخ كفيل بأن يسجل من نكون او كيف كنا، وكيف اشتغلنا، وما الذي نريد ان يذكره عنا المؤرخون، ليس كعائلة خدمت هذا الوطن، وإنما كفرد منها، حيث ما وجد على رأس مسؤولية، ستجد التميز بدليل لا تخطأه العين، وعليك ان تفاضل إن شئت بيننا وبينك في القاضي عياض الذي كنت على رأسها، وتنظر في تقارير مجالس مفتشيها، ناهيك عن وضعها العام على كل مستوى.
فهل تساوي القاضي عياض بابن طفيل؟ طبعا لا ننتقص منها على مستوى المعرفة، بل على مستوى الإدارة والتدبير، فهي نفس المسافة إذن بيني وبينك معالي الوزير ، وما عمدت يوما التجريح في أهلك واسرتك، وما اقحمت يوما قاموس الحيوان؛ وفلسفة فوكو لتهجم على شخصك، إيمانا مني ان ذلك ليس من شيم المروءة ، وأراه فعل انتقاص لا يليق بالكبار .
بل أومن بالنقاش وطاولة المفاوضات في الخلاف بأدب وتقدير كبيرين، ولاأزال على ذلك، ودون ذلك بيننا التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة