الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب العربي الاسرائيلي بين التفسير السطحي والتفسير الأعمق؟!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2022 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


التفسير البسيط والسطحي لهذه الزيارات التي يقوم قادة الكيان الصهيوني لبعض دول الخليج هو ان قادة هذه الدول خونة وعملاء وبيادق على رقعة شطرنج!، لكن القضية في الحقيقة أكبر من ذلك ، فالشيء المؤكد أنه منذ وصول (نظام الملالي) ذي العقيدة الشيعية التوسعية إلى حكم ايران اصبح هذا النظام تحت شعار تصدير ((الثورة الاسلامية)) يسعى الى توسيع دائرة نفوذه وزعزعة أمن واستقرار دول الخليج مستخدمًا التنظيمات الاسلاماوية الاصولية الشيعية في الدول العربية كأدوات لتنفيذ اجندته التوسعية وزعزعة أمن دول الخليج وتصدير ايديولوجية الخميني لدول الجوار ابتداءً من العراق ولبنان وصولًا لليمن والبحرين!!... ولا شك ان كل هذه التحركات والمخططات الايرانية كانت تتم على المكشوف على اعين الدول الغربية التي تدعي بأنها صديقة وحامية لدويلات الخليج !!، ومع ذلك لم نر أي تحرك جدي حازم اتجاه ايران سوى الشجب والتنديد!!، فالشيء المؤكد ان امريكا وحلفائها الغربيين لو ارادوا استئصال نظام الملالي في ايران لفعلوا كما فعلوا بنظام البعث في العراق، لكن الحقيقة ان وجود نظام الملالي بهذا التوجه التوسعي المعادي لدول الخليج وخصوصًا المملكة السعودية كان يخدم في الواقع اجندة غربية بل واسرائيلية خبيثة هدفها الاساسي هو دمج اسرائيل في المنطقة العربية كخطوة اولى لدمج المنطقة في اسرائيل!!، ففي ظل تشرذم وضعف الدول العربية من جهة، ومن جهة في ظل تحالف تركيا مع التنظيمات الاسلاماوية الاصولية السنية وعلى راسها جماعة الاخوان التي تستهدف هي الاخرى زعزعة امن واستقرار انظمة الحكم العربية وخصوصًا في الخليج، وفي ظل عدم جدية لدى امريكا والغرب في تحجيم نظام الملالي في ايران تحركت اسرائيل بقوة وفاعلية دبلوماسيتها وقوتها الناعمة ومدت يد ((الصداقة)) لهذه الدول العربية القلقة المتوجسة خيفة من الغول الايراني داعية اياها للتحالف معها ضد ايران !!.. وربما هذا هو السبب الحقيقي وراء ترك امريكا والغرب لنظام الملالي يصول ويجول في عدة دول عربية بلا حسيب ولا رقيب كل العقود الماضية!، أي ان تصبح ايران بسلوكها العدائي للعرب هي ((العدو الاخطر والأول)) على دول الخليج بل والعرب لا اسرائيل!!، لكن يبدو ان ايران تجاوزت (الخطوط الحمراء) للعبة من خلال طموحها في امتلاك السلاح النووي، وهو ما دفع الغرب واسرائيل لا للسعي الى استئصال نظام الملالي بالقوة في ايران كما فعلت مع نظام البعث في العراق، بل للعمل فقط بقوة الضغط السياسي والدبلوماسي والاعلامي والاقتصادي على منعه من امتلاك القوة النووية ودفعه الى التخلي عن هذا الطموح ، فالهدف من كل هذه الضغوطات الغربية كالحملة الاعلامية وتحريك الشارع الايراني ليس هو اسقاط نظام الملالي انما منعه من تجاوز الخطوط الحمراء للعبة الاقليمية والدولية التي على راسها أمن الكيان الصهيوني، فالمطلوب من وجود نظام الملالي هو تهديد أمن دول الخليج وليس أمن اسرائيل!!، لكن ايران تجاوزت الخطوط الحمراء!، ومع ذلك لا زالت الحاجة الغربية والاسرائيلية لوجود نظام الملالي بسلوكه الفارسي الشيعي الاستعلائي في ايران قائمة لذا فالمطلوب هو تحجيمه وردعه لا القضاء عليه واستئصاله، وأهم هذه الاغراض بلا شك تحفيز دول الخليج على بناء جسور علاقات تطبيع وتحالف مع الكيان الصهيوني ، ويوم يتحقق ذلك بشكل كامل وتصبح علاقة اسرائيل مع العرب علاقة (طبيعية!!) وعلاقة مصالح متبادلة، وتغدو اسرائيل دولة صديقة للعرب وخصوصًا لدول الخليج(؟؟!!) ستتلاشى الحاجة السياسية الغربية والاسرائيلية لنظام الملالي في ايران مما يعني أنه استنفد اغراضه التي لأجلها سمح الغرب باستمراره كل هذه العقود!، ومن ثم يمكن التخلص منه إما من خلال اسقاطه من الداخل كما فعلت بنظام (البشير) في السودان أو من الخارج كما فعلت بنظام (صدام) في العراق!، وتلك لعبة الأمم التي يجيدها الغربيون بخبث ودهاء منذ قرون مديدة!..... هذا رأيي فما رأيكم!!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل تعرف ماذا تريد القيادات الفلسطينية ؟
منير كريم ( 2022 / 12 / 5 - 22:43 )
الاستاذ سليم نصر الرقعي المحترم
اسالك مايلي
هل تعرف ماذا تريد القيادات الفلسطينية منذ قرار التقسيم للان ؟
هل يمكن للعرب السير وراء هذه القيادات الفلسطينية الى مالانهاية ؟
شكرا


2 - التقارب بين الدول هو المصالح لا غير.
سمير أل طوق البحراني ( 2022 / 12 / 6 - 09:16 )
الاخ الكريم بعد التحية.اترك عنك التشيع والتسنن لانهما حركتان سياسيتان ولى زمانهما وليس لهما اثر الا في عقول المسلمين العقول المغلقة وان تلك الحركتان اصبحتا وسيلة لاستعباد الشعوب فقط. ان الادعاء بان ايران تمثل الشيعة ومصر او اي دولة اخرى سنية تمثل السنة هو ادعا كاذب ولا تنطلي هذه الفكرة الا على امة العبودية عباد من سكنوا القبور واصيحوا اثرا بعد عين. انها السياسة وفنونها لا غير.ان ولاية الفقيه ليس متفق عليها بين الشيعة انفسهم وانما هي وسلية لذر العواطف وهي خاصة بايران فقط. ليس هناك علاقة دينية بين المسلمين انفسهم الا علاقة المصالح لا غير ولك في الانقسام الفلسطيني اكبر دليل. اخي الكريم يقول ابن رشد:اذا اردت ان تتحكم في عقول الجهلاء ـ ومن ضمنهم حاملي الشهادات العليا ـ فما عليك الا ان تغلف كل باطل بغلاف ديني: وهذا ما هو حاصل في مجتمعاتنا الاسلامية. الخلاصة: ان المصالح هس رباط العلاقات بين الدول وليست الاديان. لا صداقة دائمة ولا عداوة دآئمة المصالح هي الدائمة. صديق الامس عدو اليوم وعدو اليوم هو صديق الامس.دمتم بخير.


3 - من كان بيته من قش فلينتبه للعب بأعواد الكبريت
أ.د : جرير الفرزدق ( 2022 / 12 / 6 - 13:33 )

فلنفترض جدلا أن إيران ، لا يعنيها من شؤون الحياة و السياسة شيء إلا نشر التشيع ؛ فما الذي يضيرك من ذلك كمسلم سني أو كمواطن بريطاني (حسب ما عرفت) من أصل ليبي ؟!
ثم لماذا تعتقدون أن على أميركا استئصال النظام الإيراني ؟! وهل كل تلك العقوبات التي تفرضها أميركا على إيران ، هي فقط نكاية بمملكة آل سعود و مشيخات الخليج ؟!
إيران دولة صناعية متقدمة ، و تركيا دولة صناعية متقدمة ، و كلاهما في السياسة نظامان وطنيان استقلاليان (و لا يعني قراء الحوار المتمدن من إسلامهما أو من إسلامكم الأشعري شي) ، و لكليهما مواقفهما الوطنية القوية ضد الهيمنة الأميركية . فأين هو تخلف دولكم العروبية المنبطحة من تقدم إيران و تركيا ؟
و قبل أن تتكلم عن البلاد الأخرى ؛ أنظر إلى وطنك (السابق) ليبيا ، الغارق في التخلف و الفساد و الخيانات و التبعية و الحروب الأهلية ، ثم إنك من دعاة تقسيم ليبيا و انفصال برقة كدولة مستقلة عن ليبيا ، برقة التي تحكمها السلفية المدخلية التكفيرية تحت قيادة جنرال متأمرك من مخلفات نظام القذافي هو الدكتاتور حفتر . فما الذي يعني تياركم القبليّ الانفصاليّ من السعودية أو من غيرها ؟!


4 - عزيزي منير كريم
سليم نصر الرقعي ( 2022 / 12 / 17 - 23:00 )
بعد التحية
سؤالك: ((هل تعرف ماذا تريد القيادات الفلسطينية منذ قرار التقسيم للان ؟
هل يمكن للعرب السير وراء هذه القيادات الفلسطينية الى مالانهاية ؟
(( شكرا
جوابي هو في تقديري أنها تعرف ما تريده سواء سلطة الضفة ذات الوجه القومجي الوطنجي أو سلطة غزة ذات الوجه الاخونجي الاسلامانجي هو (البقاء في السلطة والاستفادة من مزاياها) فالسلطة هو مطلب كل منهما وإلا لو كان الهدف هو خدمة القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال لكان هناك تقارب أو دمج بينهما لكن الحقيقة شهوة السلطة والقيادة والزعامة هي من يحكمهم ويقود تصرفاتهم وما فوق هذا ليس سوى شعارات وشعارات وشعارات !! للأسف الشديد... تحياتي

اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو