الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل القاسم خصم غير شريف في - الاتجاه المعاكس -

أنيس يحيى

2006 / 10 / 8
الصحافة والاعلام


عند كل مشاهدة لي لبرنامج " الاتجاه المعاكس " الذي يديره الاعلامي فيصل القاسم من على محطة الجزيرة الفضائية تزداد قناعتي بالدور الخطر الذي يلعبه الاعلام في حياة البشر . فالبرنامج من حيث المبدأ يجب أن يكون حواراً بين وجهتي نظر في مسألة ما ؛ تتاح فيه للضيفين المتحاورين فرصاً متكافئة للدفاع عن وجهة نظرهما . إلا أن ما يحدث مع فيصل القاسم يشكل طعنة للتكافؤ والموضوعية . فهو منذ البداية ، وقبل أن يبدأ الضيفان بالكلام ، يستفيض في مقدمة لها رائحة واحدة على الدوام ، وهي رائحة ليست طيبة في الغالب الغالب ، فتظهر على أحد ضيفيه منذ البداية ملامح الاشمئزاز ، وحتى القرف . في الوقت الذي يفتح الضيف الآخر منخاريه ، ويملأ رئتيه بما سينفثه بعد قليل من الروائح المركّزة ، ليس في وجه الضيف الآخر فقط بل في وجه من ينتظر حواراً عقلانياً ، من المشاهدين .
فيصل القاسم يعتلي منبراً محاطاً بمكبرات الصوت ، يحاول إبقاء الكرسي الذي يجلس فوقها في الوسط . إلا أنه يترك الكرسي في الوسط فارغة ، ويحشر جسمه قرب الضيف الذي لا يثير عقول المشاهدين ، بل غرائزهم وانفعالاتهم . هو دائماً في صف الغوغائيين الذين تتملكهم قناعة ، وقد تكون صالحة للطرح والحوار ، لكنهم لا يدافعون عنها إلا بالاستفزاز واستخدام سوقيّ الكلام . وهذا ما يرضي جماهير وضعتْ عقولها في المكان الذي أرادته اسرائيل لها ، جماهير تعتلي صهوة من خشب ، وفي ظنها ، وظن فيصل القاسم أيضاً أنها أبجر عنتر .
يتسلح فيصل القاسم ، قبل دخوله إلى البرنامج بعدد من الاحصاءات ، والمصوّتين على موضوع حلقته . وهذه تظهر فداحة واقعنا العرببي . فالعقلاء يتمهّلون قبل اتخاذ موقف يحتمل نسبة للصح قريبة من نسبة الخطأ . يتمهلون قبل أن تضغط أصابعهم على زرّ " المع "أو زرّ " الضد " . أما أولئك الذين صفقوا للقيادات " التاريخية " , " الضرورية " هم أنفسهم مَن يتسلح الدكتور فيصل القاسم بخياراتهم ، ليصفع بها أحد ضيوفه الذي يرتقب نهاية الحلقة تخلّصاً من الرائحة التي قرفها منذ البداية .
أنت يا دكتور فيصل في موقع مهم ومؤثر . قد تكون خياراتك السياسية صحيحة ، لكن عليك ترك هامش للاعتقاد أن خيارات الطرف الآخر قد تكون صحيحة أيضاً . ومن موقعك .. ساهم في جعل الخيارات عقلانية . إشتم مع مَن تشاء من ضيوفك اسرائل واميركا ، كما تريد ، ونحن نشتمهما كذلك . لكن عندما تصبح الشتيمة نصراً للظلاميين والجاهلين ، علينا التمهّل قبل إطلاقها . هل تعلم يا دكتور فيصل أن أعلى الأصوات تصدر عن الطبول ، فقط لأنها فارغة ؟
لن أعلّق على حلقة من حلقات برنامجك بعينها ، فموقفك في جميعها لا يتبدل . لكن أنهي بعنوان كتبه أحدهم ( عذراً لعدم تذكّر الاسم ) لاحدى حلقات برنامجك : " ناصر قنديل يهزم أدونيس بالضربة القاضية " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال