الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يتم إلغاء شرطة الأخلاق في إيران

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 12 / 6
مقابلات و حوارات


بخلاف ما تم الإعلان عنه في بعض وسائل الإعلام ، ابان نظام طهران عن افتقاره للمرونة في مواجهة التظاهرات. لأجل تسليط الأضواء على الاطروحة السياسية والاجتماعية، اجرت جريدة رقمية عالمية مقابلة مع عالمة الاجتماع والسياسة الإيرانية مهناز شيرالي لم ير مضمونها النور على صفحات هذا المنبر الإعلامي إلا قبل ساعات.
في إيران، لم يعلن المدعي العام أبدا يوم السبت [03.12.22] إلغاء شرطة الآداب أو الأخلاق، خلافا لما أعلنته بعض وسائل الإعلام. لا تزال السلطات في طهران غير مرنة في مواجهة التعبئة الشعبية التي استمرت منذ وفاة الشابة محسا أميني في مقر قوة الشرطة هاته المسؤولة عن فرض قواعد اللباس الإجباري على وجه الخصوص على النساء في الأماكن العامة.
منذ ثلاثة أشهر استمرت المظاهرات رغم القمع. تم إطلاق دعوات جديدة للتظاهر هذا الأسبوع في إيران.
الوضع القائم
هذا القانون الذي جعل ارتداء الحجاب في إيران إلزامياً على النساء في الأماكن العامة، لن يتم تعديله أبدا.
وباسم هذا القانون، اعتقلت شرطة الآداب مهسا أميني في 13 سبتمبر / أيلول، متهمة إياها بعدم ارتداء الحجاب. وطبقاً لأقارب الشابة البالغة من العمر 22 عاماً، فقد ماتت بعد تعرضها للضرب في مركز الشرطة. أثار مقتل هذه الكردية الإيرانية في طهران موجة من الاحتجاجات مصحوبة بالهتافات "امرأة، حياة، حرية".
أعلنت السلطات الألمانية خلال يوم أمس أنها لم تتلق تأكيدا بإلغاء شرطة الآداب. وقال متحدث باسم الحكومة في برلين إن هذا الإجراء "لن يغير بأي حال من الأحوال مطالب المتظاهرين".
تغيير جذري في النظام السياسي على شبكات التواصل الاجتماعي، عبر مستخدمو الإنترنت الإيرانيون عن شكوكهم في الإلغاء الحقيقي لشرطة الأخلاق. إنهم يخشون أنه بمجرد حل الجهاز، سيتولى جهاز آخر مهامه. وبعد ذلك تجاوزت مطالب المتظاهرين مسألة الحجاب، إذ يطالبون بتغيير جذري في النظام السياسي: نهاية الجمهورية الإسلامية القائمة منذ عام 1979.
قمع شرس
منذ 16 سبتمبر، كان قمع الحركة شرسا. ذكرت بعض المنظمات غير الحكومية مقتل 450 مدنيا واعتقال أكثر من 18000 آخرين. اللواء أمير علي حاج زاده، من الحرس الثوري، يعترف بأكثر من 300 قتيل. ومع ذلك، استمرت الاحتجاجات. ورات السلطات في ذلك محاولات لزعزعة الاستقرار يتم تنظيمها من الخارج. وللتذكير، استبدلت شرطة الأخلاق ودورياتها التي كانت تهدف إلى فرض قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء، والتي في عام 2006 ، تحت رئاسة محمود أحمدي نجاد، حلت محل "لجان الثورة الإسلامية" الناتجة عن ثورة 1979 التي افرزت جمهورية إسلامية راهن رئيسها المحافظ على "نشر ثقافة الحشمة والحجاب.
وفقا للمفكرة الاجتماعية والسياسية الإيرانية ماهناز شيرالي، سوف تستمر الحركة.
نشرت هذه الباحثة الإيرانية في السوسيولوجيا والعلوم السياسية في غضون السنة الماضية كتابا بعنوان "نافذة على إيران، صرخة شعب مكمم" عن منشورات Les Pérégrines. إنها "لا تفهم" كيف يمكن أن تظهر الأخبار (الكاذبة) عن إلغاء شرطة الأخلاق. وتوضح، علاوة على ذلك، أن مطالب المتظاهرين الإيرانيين تتجاوز هذا الجهاز: ما يطالبون به هو تغيير النظام السياسي.
لهذا شددت مهناز شيرالي منذ انطلاق المقابلة على أن هذا إعلان كاذب، ولم يتم إلغاء شرطة الاخلاق. لقد كان إعلانا مزيفا، قبل أن تسألها الجريدة عما تم الإعلان عنه.
في جوابها، أشارت ضيفة الموقع الإخباري إلى المدعي العام للجمهورية الإسلامية أعلن أن شرطة الأخلاق ليست تحت إشرافه، وهذا صحيح تمامًا لأنها تحت إشراف وزارة الداخلية. وهي ليست تحت إشراف الضابطة العدلية أو القضائية.
فماذا حدث إذن؟ لماذا أحدثت هذه العبارات الكثير من الضجيج؟ ردت الباحثة الإيرانية بإن كان لغز بالنسبة إليها. لم تفهم ولا تستطيع أن تفهم لماذا تمت ترجمته في الغرب على أن الأمر يتعلق بإلغاء لشرطة الأخلاق مع انها لا زالت في مكانها هناك. واليوم، أعلنوا بالفارسية مرة أخرى عبر الصحافة أن شرطة الأخلاق موجودة بالفعل. وعبروا عن إرادتهم الاحتفاظ بهذه الشرطة لأنها ضرورية لحسن سير الجمهورية الإسلامية.
وقانون 1983 الذي يفرض ارتداء الحجاب على النساء في الأماكن العامة، هل سيبقى كذلك، ولن تتم مراجعته؟ أجابت قائلة: ليست هناك نية في إلغائه. لا. كل شيء باق في مكانه، لم يتغير شيء.
هنا، تداركت الجريدة الموقف ملاحظة أن ذلك في الحقيقة ما يفسر شكوك المحتجين الذين دعوا إلى التحرك مرة أخرى هذا الأسبوع. ايدت الكاتبة هذه الملاحظة مؤكدة أن الإيرانيين لم يصدقوا للحظة واحدة أن هناك تغييرا. والأكثر من ذلك، قالوا إنهم حتى لو ألغوا شرطة الأخلاق ، فلن يغيروا شيئًا لأن هذه هي القوانين المناهضة للمرأة، هذه هي القوانين التي تضفي الطابع المؤسسي على العنف ضد المرأة. لا يمكنك تغيير كل شيء عن طريق حذف جهاز شرطة. ما يطلبه الإيرانيون ليس ذلك على الإطلاق. لقد رأينا أن هذا لم يكن الحال بالفعل. وهذا يعني أن شرطة الأخلاق لم يتم إلغاؤها.
وحتى في ما قبل، عندما لم نكن متأكدين، حين وصلت الأخبار من الغرب إلى الإيرانيين، لم يكن الإيرانيون سعداء حقا لأنهم كانوا يصرخون في كل مكان منذ ثلاثة أشهر، ويطالبون بسقوط النظام الحاكم. نتيجة لذلك، لم يكن سقوط شرطة الأخلاق هو الذي يمكن أن يرضيهم، تتابع الباحثة إضاءاتها.
ولاخظت الجريدة أن مطالب الرجال والنساء الإيرانيين الذين احتجوا منذ وفاة مهسا أميني أوسع من ذلك بكثير. مرة أخرى، تؤيد الضيفة الكريمة هذه الملاحظة الثانية، مؤكدة أنه منذ اليوم الأول، بعد مقتل محساء أميني، كانت المطالب برحيل آيات الله. أراد الإيرانيون تغيير هذا النظام. يريدون سلطة ديمقراطية على رأس بلدهم.
انطلاقا من قولها الأخير، استنتج الموقع الإخباري المضيف أن ما تم تقديمه غالبا في الغرب على أنه مظاهرات ضد ارتداء الحجاب، هي في الواقع مظاهرات من أجل تغيير سياسي حقيقي عميق للنظام ...
وهذا ما لا تفهمه: لماذا تختزل مطالب الإيرانيين بهذه الطريقة في ارتداء الحجاب فقط، بينما الوضع ليس كذلك. الإيرانيون يطلبون أكثر من ذلك بكثير. منذ اليوم الأول، كانوا واضحين، قالوا إنهم يريدون إسقاط النظام. من الواضح أنهم غير راضين عن الحجاب، وغير راضين عن العنف ضد المرأة. لكنها كانت بالفعل الأسباب الأولى التي أثارت احتجاجات واسعة النطاق. الآن البلد بأكمله يطالب بشيء آخر غير الجمهورية الإسلامية. ليس ارتداء الحجاب في الحقيقة هو الموضوع الرئيس في الاحتجاجات.
وفي إشارة إلى كتابها سالف الذكر ذكر الموقع ضيفته بأنها تحدثت فيه عن "الأشخاص المكفوفين"، وكيف تبين من مضمونه أن هؤلاء الأشخاص نزلوا إلى الشوارع أيضا لطلب المساعدة. في تعقيبها، بررت طلبهم المساعدة بأن ما يحدث في إيران اليوم غير مقبول. ماذا يفعلون في السجون الإيرانية مع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 16 سنة... يتعرضون وهم وراء القضبان للاغتصاب والتعذيب بشكل منهجي. وهذا غير مقبول حقا. لهذا السبب يطلبون المساعدة ويطلبونها على الخصوص من المجتمع الدولي. من الطبيعي أن يكون الإيرانيونعزلا ولا يملكون القدرة على مقاومة النظام الذي يقتل، ويذبح. وعندما لا يفعل ذلك في العراء، يفعله في السجون. وكيف تفسرين إذن أن هؤلاء الرجال والنساء الإيرانيين يواصلون التظاهر للمخاطرة بحياتهم رغم عنف القمع أثناء التظاهرات؟ ثم بعد ذلك كما قلتم في المعتقلات؟ في جوابها، قالت ماهناز شيرالي إن ذلك يظهر مدى صعوبة حياتهم بالفعل. وضعهم غير قابل للعيش. وظهر فجأة ان عنف النظام لا يخيفهم حتى ولو استمر. يظهر ذلك خطورة وضعهم.
وفي رأيك، هل السلطات مستعدة للاستماع إليهم على الأقل في بعض النقاط؟ هل هناك حوار ممكن أم غير ممكن؟ الجواب هو ان 43 سنة مرت ولم يتم خلالها الاستماع للإيرانيين. هي لا تفهم لماذا انتظروا كل هذه المدة ليطالبوا اليوم بالتغيير.
وكيف يمكن أن تتطور الأمور، كيف يمكن الخروج من هذا الوضع؟ اجابت: على أي حال، لا أعرف، لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أن أخشى ما أخشاه حدوث مذابح فظيعة وكبيرة جدًا على يد الجمهورية الإسلامية. أعتقد أن النظام يصطدم بالجدار، إنه في خضم أزمة وهذا النظام لن يتردد في ذبح الإيرانيين. هذا ما أخشاه.
وهل هناك أحزاب وحركات قائمة تنظم هذا الاحتجاج؟ مهناز شيرالي: ينظم الشباب الإيراني أنفسهم على الشبكات الاجتماعية واليوم القادة الحقيقيون لحركتهم هم شبكات التواصل الاجتماعي. لقد رأينا في الشهرين الماضيين إلى أي مدى تمكنت الشبكات الاجتماعية من توجيه غضب الإيرانيين وحنقبم. لقد رأينا إلى أي مدى هي قادرة على إعطاء خطوط إرشادية لحركات الشباب. رأينا القادة الذين تقدموا، والذين أثبتوا ذواتهم على الشبكات الاجتماعية. وبالتالي لا تزال هناك إمكانات كبيرة للغاية تيحها هذه الشبكات. هذا ما تم تأكيده. التقوا على الشبكات الاجتماعية، ورأوا كم هو كبير عددهم وكلهم يفكرون في نفس الشيء. أعطتهم القوة للتعبير عن أنفسهم حقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء