الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحولات الاسرائيلية واثرها على الفلسطينيين

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 12 / 6
القضية الفلسطينية


لا شك ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية تعكس نحولات عميقة في المجتمع الاسرائيلي ومواقف الكتل الاجتماعية والتيارات السياسية فيه، فالمجتمع الاسرائيلي ينزاح يوما بعد يوم نحو اليمين والتطرف وهذا ينعكس على مواقف مختلف القوى فيه تجاه القضية الفلسطينية، لم تعد توجد قوى جدية تؤمن بحل الدولتين أو تعمل من أجل هذا الحل فضلا عن تضمينه في برامجها الانتخابيةن السلام والحل السياسي لم يعد موضوعا للصراع بين القوى السياسية التي ركزت في دعايتها الى القضايا الداخلية والحقوق المدنية ونزاهة الحكم، أقصى ما تقدمه هذه القوى هو الاكتفاء بالتعبير عن الدعم اللفظي لحل الدولتين والمطالبة ب"الانفصال" عن الفلسطينيين بحجة عدم تعريض الهوية اليهودية للدولة للخطر، ثم الانسياق مع مخطط تصفية القضية الفلسطينية على قاعدة تبني الخطوط العريضة لصفقة القرن كما وضعها نتنياهو في عهد حكومته السابقة واتفق حولها مع الرئيس ترامب.

أبرز أفرزته هذه النتائج هو تعزيز حجم ومكانة ونفوذ الفاشية الصهيونية الجديدة ممثلة بحزب الصهيونية الدينية، الذي ارتفعت قوته من 6 مقاعد إلى 14، وانتقل من هامش الخريطة السياسية الى مركزها مقابل اضمحلال واندثار اليسار الصهيوني التقليدي، هذه النتائج عززت ثقة هذه الأوساط المتطرفة بمشروعها السياسي (القائم على حسم القضية الفلسطينية بالقوة والحديد والنار ودون اي مفاوضات، وحتى التراجع عن اجراءات سابقة مثل قرار فك الارتباط واخلاء مستوطنات جنين ) ودفعها الى رفع سعر مشاركتها في حكومة نتنياهو عبر المطالبة بحقائب ثقيلة ومقررة (الجيش والامن الداخلي والمالية) وحتى لو لم تنل هذه الحقائب كما طلبت ، قدم لها نتنياهو بعض التسهيلات مثل تحويل وزارة الامن الداخلي (بما هي وزارة تقنية تشرف اشرافا فنيا ولوجستيا على اذرع الشرطة) الى وزارة امن قومي سيكون الاستيطان في قلب اهتماماتها، وكذلك منحها حقيبة الجليل والنقب، وصلاحية الاشراف على الادارة المدنية ووظيفة المنسق العام لجيش الاحتلال، ومهام وزارة الدفاع التي تشرف على الاستيطان.

ارتفاع عمليات القتل والاعدام الميداني مؤخرا تؤكد أن هذه سياسة دولة الاحتلال بكل مكوناتها من حكومة وجيش ومستوطنين ودوائر حكومية وحتى السلطة القضائية، كلهم شركاء واطراف في تنفيذ واقتراف مسلسل الجرائم الدموية التي ليست خيارا لهذا الحزب او ذاك، او لحكومة بعينها، بل هو خيار الاجماع الصهيوني الساعي لفرض الحل القائم على ضم المناطق المصنفة ج وتهويد القدس وتقويض اي فرصة او امكانية حل الدولتين، وحشر الفلسطينيين في اماكن سكناهم من دون اية حقوق سياسية او سيادية.
علينا ان نتوقع مزيدا من التصعيد والاوقات الصعبة مع تنصيب حكومة نتنياهو، ولكن وجود هذا الفريق المتطرف في الحكم يوفر فرصة تاريخية للفلسطينيين لتشديد الحملة على دولة الاحتلال من اجل عزلها ومعاقبتها وفرض العقوبات عليهان لكن ذلك مرهون بانهاء الانقسام واستعادة الوحدة واعتماد برنامج عمل فلسطيني موحد يحقق التكامل بين العمل السياسي ومختلف اشكال النضال على الارض، هذا البرنامج يمكنه ان يستقطب الدعم العربي والدولي ويقلص من الاختلال في موازين القوى، دون ذلك لن يتدخل العالم لنجدتنا ولا لدعمنا واقصى ما سيقدمه العالم هو المزيد من الكلام المعسول بمعزل عن الفعل والخطوات العملية .
*من مقابلة مع الصحفية حلا خلايلة لموقع بالغراف الاليكتروني الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط