الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق قوى التغيير والتقدم في المغرب/

أحمد زوبدي

2022 / 12 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


( L impasse des forces du changement et du progrès au Maroc).

هناك على الأقل خمسة عراقيل أساسية تقف في وجه المهام التاريخية لقوى التغيير والتقدم مغربيا :
1/ الخوف لذى فئة من الذين لهم الرغبة في التغيير. الخوف من القمع. الخوف من السجن. الخوف أن تضيع مصالحهم المشروعة. الخوف من مستقبل أبنائهم..
2/ انعدام الثقة بين الكثير من الراغبين في التغيير، خاصة مع النكسات التي عرفها اليسار بسبب خيانة الأجنحة التي ضمها النظام إلى أحضانه وأغدق عليها بالمكاسب والمناصب.
3/ الأنانية. الكل يقول أنا الذي أملك الحقيقة أكثر من غيري وبالتالي فأنا الذي أتزعم وليس الآخر فضلا غن عدم رضى بعضنا ببعض.
4/ الانتهازية لدى فئات من حاملي شعار التغيير دون الحديث عن الاختراق الذي تعرفه القوى التقدمية.
5/ استسلام الكثير من المناضلين كون النضال والتضحية بكل أشكالهما أديا إلى الباب المسدود.
كل هذا يجعل العدو الطبقي يتقوى ويؤدي إلى أضعاف قوى التغيير.
قوى التغيير هي الأحزاب والنقابات الثورية والراديكالية والطليعية التي لها القدرة على تعبئة الجماهير للخروج إلى الشارع للانتفاضة ضد النظام القرسطوي. إلى جانب هذه القوى هناك الحركات الإجتماعية التي تقوت اليوم مع الكسوف (éclipse ) الذي تعرفه الأحزاب والنقابات بسبب فشل التجارب الإشتراكية. مما أدى إلى إضعافها وتدجينها من قبل الأنظمة الرجعية.
في هذا البناء الذي تجسده قوى التغيير، هناك الانتلجنسيا العضوية ( inteligentsia organique)التي تلعب دور الدينامو ( dynamo) من خلال إنتاج الفكر والمعرفة. معنى ذلك أن دور المثقف المستقل المناضل الجدري أساسي ليربط بين كل مكونات التغيير من خلال إنتاج الأفكار و الدفع بها إلى الحوار والسجال البناء. في الغرب لعب المثقف الرسولي( intellectuel prophétique) دورا طلائعيا بهدف تكوين جبهة اجتماعية ( front social) قوية للنضال وبالتالي الإطاحة بالاستبداد والتسلط. فعلا حقق الغرب هذا المكسب من خلال تواجد سلطة( pouvoir) وسلطة مضادة (contre-pouvoir) في الساحة السياسية. وهو ما مكن الطبقات الشعبية والطبقة العاملة من الدفاع عن حقوقها الأساسية من خلال الدولة الإجتماعية (État social). صحيح أن الدولة الاجتماعية في الغرب تعرف اليوم تآكل بنياتها ( érosion de ses structures) من خلال تسليع (marchandisation) المرافق العمومية، لكن بالمقابل هناك قوات ضغط (forces de pression) تقف في وجه اكتساح موجة الخصخصة لهذه المرافق الحيوية.
المثقف الحر والمستقل ليس بالضرورة يكون غير منظم. الكثير من المثقفين في الغرب كانوا سياسيين ونقابيين كبار مهدوا للانتفاضات وللثوراث ..
المناضل الحقيقي أي النزيه والمتواضع والمثقف مدعو إلى أن يعطي أكثر مما يأخذ. المناضل من هذه الطينة عليه أن يكون في خدمة وطنه وأن يضحي من أجله من خلال نقد النظام المسيطر سواء لإصلاحه إن هو قابل للإصلاح أو التخلص منه. في حالة المغرب، حتى يكون الوضوح في الإطار الذي فيه إجماع من قبل أغلب قوى التغيير والتحرر، شروط التغيير تستدعي إحلال نمط الحكم السائد بنمط حكم يكون فيه المغربي مواطنا وليس رعية أي نمط حكم ديموقراطي يخدم تنمية الاقتصاد والمجتمع. نمط الحكم المسيطر اليوم يجب إسقاطه و إحلاله بنمط حكم يكون فيه حكم للقانون (gouvernement de la loi )، النابع من سلطة الشعب، هو المرجع وبالتالي إسقاط كل الاوليغارشيات والمافيات المسيطرة منها الداخلية والخارجية. حان الوقت إذن لتفكيك البنيات السائدة التي تربط المغرب بالقوى الامبريالية والصهيونية وبناء الدولة الوطنية المستقلة.
اليسار المناضل عليه أن ينخرط بقوة لكسب الجماهير وخاصة الطبقات الكادحة، إذا علما أن المخزن ومعه أحزابه الإدارية واليسار المخزني والإعلام المرتزق نجح في كسب الفقراء سواء من خلال إرشائهم أو استعمال السلطة لتركيعهم.

أحمد زوبدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام