الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترسوا .. ليست كل الاخبار السلبية عن اوضاع مصر الاقتصادية، لوجه الله والوطن!* تفعيل ازمة، يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


سنعتصركم ونفرغكم، ثم سنملأكم من انفسنا.
جورج اوريل، "1984".


ايديولوجية "العلاج بالصدمة" النيوليبرالية الاقتصادية، كما ايديولوجيات المذاهب الاصولية!
بعض الايديولوجيات تشكل خطراً على عامة الشعب، كايديولوجيات المذاهب الاصولية التي لا تستطيع ان تتعايش مع اديان اخرى، فيقوم افرادها برفض التعددية، ويطالبون بحريتهم الكاملة والمطلقة بغية تطبيق نظامهم الامثل. هم يؤمنون بانه يجب الغاء العالم في الحالة التي هو عليها، كي يفسح المجال امام ابتكارهم التطهيري. واذ تتأصل هذه الايديولوجيات في اوهام الفيضانان الكبرى والحرائق الضخمة الواردة في التوراة، فان المنطق الذي يسيرها، يؤدي حتماً الى العنف. اما الايديوجوليات التي تتوق الى تلك الصفحة النظيفة المستحيلة التي لا سبيل الى بلوغها سوى من خلال كارثة ما، فهى التى تشكل خطراً على عامة الشعب.

الشرط الازم والذي لا غنى عنه لتطبيق السياسات النيوليبرالية "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، ان يكون السكان في حالة من الصدمة الجماعية، حيث تشكل "الصدم والترهيب" عمليتان تستتبعان مخاوف ومخاطر ودماراً يتعذر على الشعب، بشكل عام، وعلى عناصر او قطاعات محددة من المجتمع المهدد، او على قيادة هذا المجتمع، ان تفقهها. كذلك، يمكن لعناصر الطبيعة، على غرار الاعاصير والزلازل والفيضانات والحرائق المسعورة، والمجاعة والاوبئة، ان تصدم البشر، وتزرع الرهبة فى نفوسهم. عنها يصبح الناس في حالة صدمة تجعلهم غير قادرين على مقاومة صدمة "العلاج بالصدمة الاقتصادية".

هكذا يعمل مذهب الصدمة. تقع الكارثة الاصلية – سواء كانت انقلاباً ام هجوماً ارهابياً، ام انهياراً للسوق ام حرباً، ام تسونامي، ام اعصاراً – جميع السكان في حالة من الصدمة الجماعية. وتخدم القنابل المتساقطة والعنف المتفجر والرياح العاتية، كلها لتطويع مجمل المجتمعات، ما تفعله الموسيقى الصاخبة والضربات للسجناء في زنزانة التعذيب. وعلى غرار السجناء المرعوبين الذين يكشفون اسماء رفاقهم وينكرون لدينهم ومعتقداتهم، كذلك تقوم المجتمعات المصدومة بالتنازل عن امور لكانت دافعت عنها بشراسة قي اوضاع مغايرة.


ويمكن تلخيص هذه العملية في 3 خطوات (3 صدمات 1 x):
1-تتعرض البلدان لصدمة عن طريق الحروب، او الهجمات الارهابية، او الانقلابات والكوارث الطبيعية.
2-تتعرض نفس هذه البلدان لصدمة ثانية، من خلال الشركات والسياسيين الذين يستغلون الخوف والضياع الناتجين عن الصدمة الاولى من اجل فرض معالجة بالصدمة الاقتصادية.
3-يتعرض الاشخاص الذين يتجرأون على مقاومة هذه السياسات الصدمية، لصدمة ثالثة، في حال دعت الحاجة، وذلك على ايدي عناصر الشرطة والجنود والمحققين.


الشروط التي يفرضها "العلاج بالصدمة الاقتصادية":
هى نفس الشروط التى يرفق بها صندوق النقد الدولى القروض التى يقدمها، مطالب "العلامة التجارية" الثلاث – الخصخصة، والحد من دور الحكومة، والوقف الحاد للانفاق الاجتماعى -. التى لا تجد اصداء ايجابية من المواطنين، ولكن توجد حجة كافية "اصلاح النظام الاقتصادى للخروج من الازمة"، للتفاهم مع الحكومات المتفاوضة مع صندوق النقد عند التوقيع على الاتفاقيات (فى مصر مثلاً خلال عصرى السادات ومبارك)، لتأتى احداث 11 سبتمبر وقد اعطت الولايات المتحدة الضوء الاخضر كى تتوقف عن سؤال الدول ان كانت راغبة فى النسخة الامريكية لـ"التجارة الحرة والديموقراطية" ام لا، واصبحت تباشر فرضها بالقوة عن طريق الذراع العسكرى العنيف للـ"النيو ليبرالية" الاقتصادية، "الحرب العالمية على الارهاب"، او عن طريق ذراعها الاقتصادي العنيف، "العقوبات المالية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية والتكنولوجية".

ما يجمع بين تلك التجليات، هو الالتزام بالثالوث السياسي - الغاء القطاع العام، ومنح الحرية الكاملة للشركات، والحد الكبير من الانقاق الاجتماعي -، كمحاولة من فريدمان لتحرير السوق من الدولة، الا ان الذي يحصل على الارض مختلف تماماً، بان ينشأ تحالف نافذ بين عدد صغير من الشركات الكبرى وطبقة من السياسيين الاكثر ثراءً، والتعبير الادق الذي يصف نظاماً يسقط الحدود بين الحكومات والشركات الكبرى، هو " المؤسساتية/ الشركاتية". ومن المميزات الرئيسية التي تتصف بها هذه المؤسساتية، التحويلات الضخمة للثروات من القطاع العام الى القطاع الخاص. وهى عملية تترافق غالباً مع ازدياد هائل للدين العام، واتساع كبير ومتزايد للهوة بين اصحاب الثراء الفاحش وضحايا الفقر المدقع، وقومية عدائية تبرر الانفاق اللامتناهي على حفظ الامن. بالنسبة للاثرياء لا توجد طريقة افضل، اما التقهقر الواضح للفقراء الشريحة الاكبر من السكان، تنحو دولة الشركات "الشركاتية"، الى ان تشمل في خصائصها الرقابة العدائية (مع قيام الحكومات والشركات الضخمة بتبادل الخدمات والعقود مرة اخرى)، والسجون الجماعية، وتحجيم الحريات المدنية .. وفي اغلب الاحيان، ان لم نقل دائماً، التعذيب.


تاريخ "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، في مصر!
كانت التجربة الاولى التي اختبر فيها ميلتون فريدمان (مؤسس مدرسة شيكاغو، النيوليبرالية الاقتصادية)، كيف يستغل صدمة او ازمة واسعة النطاق في منتصف السبعينيات، عندما عمل مستشاراً لدى الدكتاتور التشيلي، الجنرال بينوشي. فغداة انقلاب بينوشي العنيف، لم يصب المواطنون بحالة من الصدمة فقط، بل وجدت البلاد نفسها ايضاً ترزخ تحت وطأة صدمة التضخم الحاد، وقد نصح فريدمان وقتها بينوشي بفرض تحول خاطف في النظام الاقتصادي – عن طريق تعزيز لتجارة الحرة، وخصخصة القطاعات الخدمية، وخفض الدعم، والحد من تدخل الدولة في السوق. "تريد مارك" صندوق النقد.

وقد تنبأ فريدمان بان سرعة هذه التحولات الاقتصادية، وفوجئيتها، واطارها، ستثير ردود فعل نفسية لدى الشعب، وستسهل بالتالي عملية "التكيف"، وقد نحت عبارة جديدة بصف بها تلك الاستراتيجية الموجعة، هى "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، وهكذا، كلما فرضت الحكومات بعد ذلك، برامج كاسحة لتحرير السوق، كان العلاج بالصدمة الشاملة الفورية، او "العلاج بالصدمة"، هى الاسلوب الذي يتم اتباعه.

السادات حاول توظيف حرب اكتوبر 1973، للعلاج بالصدمة، كما ساعدت حرب جزر الفولكلند في عام 1982، هدفاً مماثلاً لدى مارغريت تاتشر في بريطانيا: حيث سمحت لها الفوضى والحماسة القومية الناتجتان عن الحرب، بأستخدام قوة هائلة لسحق عمال الفحم المضربين، واطلاق حملة الخصخصة المسعورة الاولى في بلد ديمقراطي غربي. وقد ادى هجوم قوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" على بلجراد عام 1999، الظروف الواتية لخصخصة سريعة في يوغسلافيا السابقة، وهو هدف سابق على نشوب الحرب. كما ان خطة الخصخصة التى اعتمدها السادات، كانت الحلقة الرئيسية في "الخطة الشاملة للاستسلام"، السادات/ كيسنجر، كان متفق عليها قبل حرب اكتوبر 73، والتي لم تكن الحرب سوى احدى حلقاتها الضرورية التي بدونها لا يمكن القفز على حاجز الثقافة والمشاعر الوطنية التي تم تعبئتها وتخزينها خلال مرحلة عبد الناصر، وتفريغها باوهام متلازمة "السلام والرخاء".

ولم تمر سوى شهور على حرب اكتوبر والا وصعدت الى السطح جوهر الخطة الشاملة، فبدأ في تنفيذ ما اسماه بـ"الاصلاح الاقتصادي" فى عام 74، الا ان محاولة السادات لتطبيق سياسات "العلاج بالصدمة الاقتصادية" في يناير 77،– نفس تاريخ تطبيق "العلاج بالصدمة الاقتصادية" في العديد من دول العالم بدءاً بالارجنتين وتشيلي -، الا ان محاولة السادات قد باءت بالفشل، وكان سبب الفشل ان الناس لم تكن في حالة صدمة بسبب حرب اكتوبر بعد، حيث كانت حالة الفوران والحماسة القومية الناتجتان عن حرب اكتوبر 73، قد خفتت بعد ان مر عليها اكثر من عامان ولم يلمس الناس اى تحسن في معيشتهم بل العكس، لذا حدث العكس وقاوموا العلاج بالصدمة الاقتصادية في 18 و19 يناير 77.


الطريقة التى عمل بها نظام 3 يوليو؟!
اما نظام 3 يوليو فقد مارس العلاج بالصدمة الاقتصادية في تطبيق مبتكر لـ"مدرسة شيكاغو" ومؤسسها ميلتون فريدمان، مارسها والناس في حالة صدمة امنية عنيفة وحادة ومنتظمة ومستمرة، تشكلت اثارها النفسية خلال كل الاحداث العنيفة التي اعقبت 25 يناير 2011، وحتى بعد 3 يوليو 2013، والتي لعب فيها "الطرف الثالث" الدور الحاسم على كل المستويات وفي كافة المجالات، وقد مارس نظام 3 يوليو سياسة الطرق على الحديد وهو ساخن، لذا لم يقاوم الناس مقاومة فعالة، ونجح نظام 3 يوليو في انجاز خطوات عديدة من سياسات "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، والتي اصبحت مصدر فخر للرئيس السيسي الذى رأى انه قد فعل ما قد خشى الرؤساء السابقين فعله.

ليست سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
وليست فشل، انه مستهدف ومخطط له،
انها المصالح الطبقية المتناقضة.


"رأسمالية الكوارث": الحروب والكوارث مصدر رئيسي للربح الوفير!
بعد سنه ونصف من الاحتلال الامريكي للعراق، اسست وزارة الخارجية الامريكية ادارة جديدة، "مكتب اعادة الاعمار وارساء الاستقرار"، وطلبت الوزارة من شركات قطاع خاص رسم خطط مفصلة لاعادة اعمار 25 بلداً يمكنها ان تقع ضحية التدمير الذي ترعاه الولايات المتحدة من فنزويلا الى ايران. ويتم تنظيم هذه الشركات والمستشاريين بواسطة عقود موقعة مسبقاً، ليكونوا جاهزين للعمل بمجرد وقوع الكارثة، وكان هذا طبيعياً بالنسبة للادارة الامريكية بعد الادعاء بحقها في في التسبب بعمليات تدمير وقائية غير محدودة، وعمليات اعادة اعمار وقائية، اي اعادة اعمار اماكن لم تصبها التدمير بعد!.

حصل "العلاج بالصدمة الاقتصادية" في التشيلي في السبعينيات، وفي الصين في اواخر الثمانينيات، وفي روسيا في التسعينيات، وفي الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، كان لابد دائماً من توافر حالات اضافية من الصدمات الجماعية الكبرى؛ حالات تؤجل الممارسات الديمقراطية بشكل مؤقت، او تصدها بشكل نهائي.

وقد نشأ هذا الفتح الايديولوجي في الانظمة الاستبدادية في امريكا الجنوبية، وفي اكبر الاراضي مساحة التي استعمرت مؤخراً – روسيا والصين -، وهو لا يزال في افضل حالاته في تلك البلدان، كما لا يزال يدر الارباح الكثيرة بفضل قيادة، يدها من حديد، مستمرة حتى يومنا هذا.

في الارجنتين، في فترة السبعينيات، شكل "الاختفاء" المفاجئ لثلاثين الف شخص، كان معظمهم من الناشطين اليساريين، على يد الطغمة العسكرية، كان جزءاً لا يتجزأ من فرض سياسات "العلاج بالصدمة الاقتصادية" على البلد، تماماً كما اعمال الرعب التي لازمت النوع نفسه من التحول الاقتصادي في التشيلي، وفي الصين في عام 1989، كانت لصدمة الناتجة عن مجزرة ساحة تيانامين وما تلاها من توقيفات بحق عشرات الالاف من الناس، هما اللذين حررا يدي الحزب الشيوعي كي يقوم بتحويل معظم البلاد الى منطقة تصدير واسعة النطاق اكتظت بالعمال الذين غلبهم الرعب الشديد، فمنعهم من المطالبة بحفوقهم. وفي روسيا عام 1993، كان قرار بوريس يلتسن ارسال دبابات لقصف مبنى البرلمان وحجز قادة المعارضة، هو الذي مهد الطريق امام الخصخصة الجنونية، التي انتجت طبقة "الاوليغارشيا"، الذائعة الصيت.

ان ابشع انتهاكات حقوق الانسان في خلال العقود التالية، التي ينظر لها على انها ممارسات سادية لانظمة معادية للديمقراطية، هي في حقيقتها ترتكب عمداً لارهاب الناس، كتمهيد لـ"اصلاحات" جذرية تحرر السوق.

هناك فكرة مضللة يتم تداولها، "ان هناك مشروعين مختلفين، يمكن الفصل بينهما بسهولة: واحداً يتمثل فى اجراء تجارب جريئة فى التحويل الاقتصادى؛ وآخر تمثل فى نظام شرير يحلل عملية التعذيب والترهيب الفظيعة." لانه ليس هناك سوى مشروع واحد فقط، الرعب فيه هو الوسيلة المركزية فى عملية التحول الى السوق الحرة. ان المفهوم المضلل عن نظام اجتماعى تتعايش فيه "الحرية الاقتصادية" مع "الرعب السياسى" بدون ان يحتكا ببعضهما البعض، يسمح لهؤلاء الخطباء الماليين، الخبراء الاقتصاديين، بدعم مفهومهم لـ"الحرية"، وهم يستعرضون فى الوقت نفسه عضلاتهم فى فن الخطابة دفاعاً عن حقوق الانسان.


ولكم في تجربة النمور الاسيوية، مثلاً، ووعياً:
احترسوا .. ليست كل الاخبار السلبية عن اوضاع مصر الاقتصادية، لوجه الله والوطن!. تفعيل ازمة، يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله!.
على سبيل المثال، لقد شهدت البلدان الاسيوية نمواً اقتصادياً متسارعاً، وكانت نموذجاً للصحة والرشاقة الاقتصادية، انجح تجارب العولمة، فاطلق عليها "النمور الاسيوية"، وفى عام 1996 صرف المستثمرون 100 مليار دولار قى كوريا الجنوبية، الا انه فى السنة التالية شهد استثمار سلبى بلغت كلفته 120 مليار دولار!، اتضح فيما بعد ان هذه البلدان قد وقعت ضحية ذعر اصبح فتاكاً مع سرعة الاسواق المعولمة وتقلبها؛ بدأ كل ذلك بأشاعة تقول ان تايلاند لا تمتلك من الدولارات ما يكفى لدعم عملتها، وحول القطيع الالكترونى هذه الاشاعة الى عاصفة هوجاء، وما لبثت بعد حالة الهلع التى اصابت تايلاند، ان تبخرت الاموال من اندونيسيا وماليزيا والفلبين، وحتى من كوريا الجنوبية نفسها، التى تعتبر الاقتصاد الحادى عشر فى العالم.

اضطرت الحكومات الاسيوية الى افراغ مصارفها الاحتياطية بغية دعم عملاتها، محولة بالتالى المخاوف الاولية الى حقيقة!، بدأت الان فقط هذه البلدان تفلس. ازداد الذعر فى السوق فاختفى 600 مليار دولار من سوق الاوراق المالية الاسيوية فى سنة واحدة، علماً بان جمع هذه الاموال قد استغرق سنوات عدة.

تسببت هذه الازمة فى اتخاذ اجراءات يائسة. ففى اندونيسيا مثلاً، اندفع الشعب الذى غرق فى الفقر فى مهاجمة المتاجر واخذ كل ما وصلت اليه يداه، وفى احد الحوادث الرهيبة فى جاكارتا اندلع حريق فى احد المراكز التجارية اثناء تعرضه للنهب مما تسبب فى حرق المئات فيه وهم احياء.

اما فى كوريا الجنوبية فقد اطلقت المحطات التلفزيونية حملة دعائية موسعة تطلب فيها من المواطنيين التبرع بالذهب لتسديد ديون الدولة، الا انه حتى مئتى طن من الذهب لم تكن كافية لتوقف تدهور العملة المحلية ولخفض الاسعار.!

ادت هذه الازمة الى موجة من الانتحارات الفردية والعائلية، واضطرت عشرات الالاف من الشركات الصغيرة الى الاقفال، وارتفعت نسبة الانتحار فى كوريا الجنوبية الى 50% عام 1998 ولم يحسب فيها الا موت الاب فقط انتحاراً، حيث حسب موت باقى افراد العائلة جريمة للاب.!

يعود سبب الازمة فى اسيا الى حلقة خوف كلاسيكية، والعامل الوحيد الذى كان بامكانه ان ينقذ البلاد هو قرض سريع يثبت للسوق ان المؤسسات المالية العالمية لن تدع "النمور الاسيوية" تقع فى الهوة، الا ان ذلك لم يحدث، فقد اعلنت المؤسسات المالية موقفها بوضوح: لا تساعدوا اسيا!.

قال ميلتون فريدمان (مؤسس مدرسة شيكاغو النيوليبرالية الاقتصادية) فى مقابلة مع CNN: انه كان يرفض اى نوع من المساعدات، انه يجب ترك السوق تصلح نفسها بنفسها.

كانت رؤية "وول استريت"، فى الازمة الاسيوية انها فرصة للتخلص من الحواجز المتبقية لحماية سوق اسيا نهائياً. تحدث بيلوسكى الخبير الاستراتيجى لدى "مورغان ستانلى". "اود ان ارى شركات تقفل وممتلكات تباع .. بيع الممتلكات صعب جداً، فغالباً لا يود المالكون البيع الا اذا كانوا مجبرين على ذلك، لذا، نحن فى حاجة الى مزيد من الاخبار السيئة للضغط على المالكين كى يبيعوا شركاتهم".

آلن غرينسبان، رئيس الاحتياطى الفيدرالى الامريكى، (البنك المركزى الامريكى، قطاع خاص!)، الذى هو على الارجح صانع القرارات الاقوى والأوحد فى العالم. وصف غرينسبان الازمة، فقال: "انها حادثة مأساوية تتجه نحو اجماع حول نظام السوق الذى نطبقه فى بلدنا (امريكا)". اضاف: "يحتمل ان تسرع هذه الازمة الحالية تفكك بلدان اسيوية عدة قائمة على نظام تدير الحكومة معظم استثماراته". اى بعبارة اخرى، ان عملية تدمير الاقتصاد الاسيوى كانت عملية تستهدف ولادة اقتصاد جديد خاص على النمط الامريكى!.

ليست سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
وليست فشل، انه مستهدف ومخطط له،
انها المصالح الطبقية المتناقضة.

*"عقيدة الصدمة"، صعود رأسمالية الكوارث، نعومي كلاين.

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة