الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( النسىء والخلفاء / شرّ الدواب )

أحمد صبحى منصور

2022 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول:
صدمنى كتابك ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) فى موضوع الفتوحات ، وأنها بدأت فى الأشهر الحرم شهر محرم . السؤال الذى كان يلحُّ على هل لم يقرأ أبو بكر وعمر ما جاء عن تحريم الظلم والقتال فى الأشهر الحرم ؟ وماذا كانت مبرراتهم فى استحلال الاعتداء فى الأشهر الحرم ؟ وهل لهذه الدرجة كفروا بالقرآن بعد شهور من موت النبى عليه السلام . أسئلة كثيرة تحتاج الى إجتهادك لأنك الذى ألقيت حجرا فى المستنقع الراكد .
الاجابة
1 ـ تعبيرك صحيح . أنا أُلقى أحجار فى المياه الراكدة من عام 1977 . وألقيت المئات منها . ولا زلت أُلقى أحجارا . أصبح المستنقع يموج بالحركة ، وتتابع كثيرون فى إلقاء الأحجار ، ومع ذلك فإن الطحالب الى تعشش فى المستنقع من قرون لا تزال فى حماية الاستبداد .
2 ـ موضوع الأشهر الحرم الأربعة كانت مفهومة من فرضية الحج فى الأشهر المعلومات ، وفى بداية سورة التوبة ، والتى نفهم منها أن الحج الأكبر هو بداية موسم الحج فى شهر ذى الحجة ثم تستمر الشهور الأربعة متتابعة حتى الشهر الرابع ( ربيع ) . ولكن الخلفاء الفاسقين فى إنتهاكهم الأشهر الحُرُم جعلوا الناس تنساها ، فالحروب مستمرة لا تنقطع طيلة الأشهر سواء كانت فتوحات أو حروبا أهلية . وعندما تذكر بعض الفقهاء أن هناك أشهرا حُرُما إختاروها مختلفة بكل كفر وجهل .
3 ـ لم يكن صعبا على قريش وخلفائها تجييش البدو فى الفتوحات ، فقد أقنعوهم أنه جهاد فى سبيل الله تعالى أن يغزو الأمم الأخرى ، وما يتبع ذلك من قتل وسلب ونهب واسترقاق وسبى واحتلال وارغام على دفع الجزية . كانت للفتوحات قيادات معظمها من قريش والذين مردوا على النفاق ، وخلفهم مئات الألوف من الأعراب وغيرهم الذين إقتنعوا أنهم سيدخلون الجنة وسيحوزون المال والنساء والجاه . تخيل أعرابا يتعيشون من غارات بعضهم على بعض ، يقتتلون على المرعى والابل والنساء ، ثم تأتيهم فُرصة أن يفعلوا ذلك على نطاق أوسع مع غيرهم ، ويكون هذا جهادا يدخلون به الجنة ؟ هل يرفض الأعراب الجوعى هذه الفرصة ؟
4 ـ كان هناك وقتها صحابة من السابقين من المهاجرين والأنصار أشارت اليهم سورة التوبة . كانوا يعرفون أن هذه الفتوحات كفر وأن الله جل وعلا حصر القتال فى سبيله فى الدفاع فقط وليس الهجوم . لم نسمع عنهم فى ضوضاء الفتوحات ، ولكن نفهم إنهم كانوا أقلية ، وربما تم إستهدافهم ، خصوصا وأن التاريخ يؤرخ للأعلى صوتا والأقوى سلاحا ، من الحكام والقادة ، وهم أكابر المجرمين. أما الذين لا يريدون عُلُوا فى الأرض ولا فسادا فلا يأبه بهم التاريخ ، وهم لا يأبهون بمواكب الدنيا وحطامها الزائل .
5 ـ عن الأشهر الحرم والنسىء فيها قال جل وعلا عن العرب فى جاهليتهم : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) التوبة ). نسىء العرب الجاهليين ليس فقط كفرا ، بل هوزيادة فى الكفر . هذا مع إنه إستحلال لشهر واحد واستبداله بشهر آخر . قيل عنهم : ( كانوا يحرمون القتال في المحرم فإذا احتاجوا إلى ذلك حرموا صفرا بدله وقاتلوا في المحرم. وسبب ذلك أن العرب كانت أصحاب حروب وغارات فكان يشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يغيرون فيها، وقالوا: لئن توالت علينا ثلاثة أشهر لا نصيب فيها شيئا لنهلكن. فكانوا إذا صدروا عن منى يقوم من بني كنانة، ثم من بني فقيم منهم رجل يقال له القلمس، فيقول أنا الذي لا يرد لي قضاء. فيقولون: أنسئنا شهرا، أي أخر عنا حرمة المحرم واجعلها في صفر، فيحل لهم المحرم. ) .
ما قام به أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ومن جاء بعدهم لم يكن نسيئا ، بالتأخير والتقديم ، كان إنتهاكا ونفيا كاملا لكل الأشهر الحرُم . ولم يكن فى عام واحد بل فى كل عام ، حتى لقد إستمر بعدهم الى وقتنا هذا ، فلم تتوقف حرب بين المحمديين إحتراما للشهر الحرام . أيضا كان النسىء الجاهلى محصورا فى غارات فردية بين قبيلة وأخرى جعله الخلفاء الفاسقون الكافرون عاما شاملا فى حروب اقليمية وعالمية ، كان مستحيلا التوقف فيها . النسىء عند العرب كانت ضحاياه آلافا من القبائل يعتدى بعضهم على بعض ، بحيث لا تعرف الظالم من المظلوم . الذى فعله الخلفاء المجرمون كانت مذابح ومظالم ضحاياها أبرياء بالملايين .
6 ـ الفارق المؤلم أن هؤلاء الخلفاء الفاسقين أصبحو آلهة ، يقدسهم أبناء ضحاياهم . يحلو لنا أن نقول عن العرب قبل نزول القرآن الكريم بالجاهلية . ولو وصفت الخلفاء اياهم بالجاهليين لأصبحت كافرا عند المحمديين .

السؤال الثانى
انتشر فيديو للشيخ محمد حسان يقول فيه إن خالد بن الوليد كلمه وقال له كذا وكذا . وشيوخ السلفية والصوفية والشيعة يزعمون رؤية النبى فى المنام ، وكلهم يؤمنون بأكاذيب على أنها وحى من الله سبحانه وتعالى . ناقشت الكثيرين من الشيعة والسنة والصوفية فى مساجدهم ، والنتيجة واحدة هى اصرارهم على الكذب . قلت لهم ما تعلمته من موقع أهل القرآن ومن قناة أهل القرآن على اليوتوب ، ولا فائدة ، هناك سؤال لم أجد له إجابة فى كتاباتك وحلقاتك ، ربما أجبت عليه ولم أعثر على الاجابة . أسألك عن هذا الادمان على الكذب هل ممكن أن يتوبوا عنه ؟ والذى لا يتوبون عنه ويموتون به ماذا سيقولون لله جل وعلا يوم الحساب ؟ هل سيعترفون ويتوبون حيث لا ينفع الندم ؟ أرجو أن تجيبنى من القرآن الكريم .
الإجابة
أولا :
تدبر هذه الحقائق القرآنية :
1 ـ الذى يتخصص فى إضلال الناس لا يمكن أن يهتدى ، فقد أحرز لنفسه مكانة وثروة ونفوذا بهذا ، وصار له أتباع ، ومستحيل أن يضحى بهذا كله من أجل القرآن الكريم . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام ألا يحرص على هدايتهم : ( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ )(37) النحل )، وسيأتون يوم القيامة يحملون أوزارهم وأزار أتباعهم الذين أضلوهم بكل ما لديهم من جهل . قال جل وعلا : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)النحل )،
2 ـ عن إستحالة هدايتهم قال جل وعلا :
2 / 1 : يصفهم ب ( شرّ الدواب ) : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الانفال ) ( المجادلة )
2 / 2 : عن موقفهم وهم أمام النار يتمنون العودة للدنيا ليتوبوا ، ولو حدث ما تابوا ، يعنى كذب حتى النهاية : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) الانعام )
2 / 3 : وعن إستحالة هدايتهم قال جل وعلا أيضا : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) فصلت )
2 / 4 : ( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الأعراف ).
2 / 5 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) البقرة )
2 / 6 : ( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) يس )
2 / 7 : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فاطر )
2 / 8 : ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (97) يونس )
3 ـ بل سيكذبون أمام الله جل وعلا يوم القيامة . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) الانعام )
3 / 2 : بعض المنافقين الذين أدنوا الكذب ، والحلف كذبا بالله جل وعلا سيأتون يوم القيامة يحلفون الكذب كما تعودوا فى الدنيا . قال جل وعلا : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18) المجادلة )
أخيرا
مهما بلغت شهرة أولئك الشيوخ ومهما بلغت مكانتهم ومهما بلغ تقديسهم لا تنس إنهم كما وصف الله جل وعلا ( شرُّ الدواب ) . كلما رأيتهم تذكر ( أنهم شر الدواب ).! يتمتعون بألقاب التقديس والتكريم والتفضيل مثل ( الامام الأكبر ) ( فضيلة الشيخ ) ( سماحة الشيخ ) ( آية الله ) ( روح الله ) وهم ( شرُّ الدواب )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي