الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستفيقوا : كفّوا عن التعويل على الانتخابات – إنهضوا و قاتلوا من أجل حقوق الإجهاض و مستقبل النساء !

شادي الشماوي

2022 / 12 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


سنسارا تايلور ، جريدة " الثورة " عدد 780 ، 5 ديسمبر 2022
https//revcom.us/en/wake-stop-relying-elections-stand-and-fight-abortion-rights-and-womens-future

ملاحظة الناشر : هذا نص خطاب ألقته سنسارا تايلور خلال إحتجاج غرّة ديسمبر الذى نظّمته " لننهض من أجل حقوق الإجهاض " كجزء من إحتجاجات ذلك اليوم في مدن مختلفة عبر البلاد ، أمام المحكمة الفدراليّة بمدينة لوس أنجلاس .
-------------------
قبل سنة من الآن ، عقدت المحكمة العليا في هذه الأرض ، أقوى بلد في العالم ، جلسة للبتّ في قضيّة دوبس مقابل منظّمة صحّة النساء بجاكسن ، ، مضت إلى الإنقلاب على خمسين سنة من حماية حقّ الإجهاض في هذه البلاد . يومها ، تحدّث الفاشيّون في المحكم العليا عن حياة النساء بكلّ ورع و وحشيّة قساوسة القرون الوسطى .
و على سبيل المثال ، برات كافانوغ و كلارنس توماس شدّدا أيّما تشديد و بشكل سافر على كيف أنّ أنّ تقدير قيمة النساء كإنسان كامل بنسبة مجموعة الخلايا التي تنمو داخلها . فكّروا في وحشيّة هكذا فكر و في آلاف السنوات من العنف و الإخضاع العنيف الناجم عن ذلك . فكّروا في قرون وقعت معاملة النساء خلالها و في كلّ نواحي العالم على أنّهنّ شيء يمتلكه الرجال . فكّروا في النساء اللواتي وقع صبّ لعنات على راسهنّ و نبذهنّ و حتّى قتلهنّ عندما لم تلدن أطفالا . فكّروا في النساء اللواتي قُتلن جرّاء العنف التقليدي للرجال المجتمعين معا لرجم امرأة بالحجارة إذا لم تقدّم خرقة بها دم ليلة زفافها لتبيّن أنّها كانت عذراء قبل الزواج لأنّه عندئذ سيكون من غير الواضح إن كان الأطفال الذين تحملهم تابعين لزوجها أم لا . و لا ، لا يذهبنّ بكم الظنّ فقط إلى الأصوليّين المتزمّتين في غيران أو أفغانستان فهذا ما يأمر به الإنجيل المسيحي في سفر التثنية 22: 13-21 . و هو تقليد يجد صداه اليوم في هذه البلاد مع تقديس " خواتم النقاء " و لباس العرس الأبيض العُذريّ . لا يزال ذلك يعيش معنا .
فكّروا في ما يعنيه أن يُسمح للناس الذين لا يفكّرون حتّى في إمكانيّة الإجابة على مثل هذه الأسئلة بالجلوس لإصدار أحكام على نصف الإنسانيّة الأنثويّ .
أيّ نوع من المجتمع هو هذا المجتمع ؟ أيّ نوع من العالم هو هذا العالم ؟ و لماذا علينا أن نقبل بايّ من هذا لدقيقة أخرى؟
لهذا قبل سنة من الآن ، إجتمعت مع آخرين من أفق سياسيّة متباينة للغاية لإطلاق منظّمة " لننهض من أجل حقوق الإجهاض". و ذلك لأنّنا تمكّننا من رؤية إلى أين كان ذلك يمضى و كان من واجبنا التصدّى له . فالأمومة الإجباريّة إستعباد للنساء .
كما إستطعنا أن نرى أيضا الإستسلام الجبان و غير المقبول لما يسمّى الحركة الموالية للإختيار و الحزب الديمقراطي الذى تتبط به هذه الحركة إرتباطا عبوديّا . و لم تزعم حتّى التصدّى لما كان يُحاك ضد النساء . و بالعكس بدلا من ذلك ، قالت إنّ خسارة القضيّة ليست مسألة كبرى – ستنشر حبوب الإجهاض و ستساعد بعض النساء على السفر و ستستعدّ لإستراتيجيا إنتخابيّة طويلة المد لكسب هذا الحقّ الذى تمتّعنا به لعقود .
و هذه الأصوات عينها توجد اليوم هناك و تدعوكم إلى الإحتفال بما يسمّى مكاسب كبرى لحقوق الإجهاض في انتخابات نصف المدّة النيابيّة لكون بضعة ولايات حيث كان الإجهاض بصفة خاصة مرتهنا بالإقتراع – بما في ذلك في كاليفرنيا – ساند المصوّتون هذا الحقّ .
هذا غلط ! ليس بوسعكم أن تدّعوا أنّ الإجهاض كسب إلاّ إذا كنتم تنوون التأقلم و التطبيع مع و القبول و فسخ واقع أنّ 22 مليون امرأة و بنت عبر البلاد قد خسرن حقّ الإجهاض . عليكم أن تتجاهلوا النساء في أوهايو و التكساس و ميسوري و إداهو و جنوب داكوتا و الكنتوكي و وسكنسن و غيرها من الولايات ، اللواتى تًرسل إلى منازلهنّ من المستشفيات و الدم يسيل منهنّ و تتعرّضن إلى خطر الإصابة بالإلتهابات أو الموت جرّاء الإخفاقات في الحمل ! عليكم أن تقبلوا و تتجاهلوا الفتات ذات ال17 سنة التي تعيش في سيّارتها ، و تلك ذات الثلاثين سنة و لديها بعدُ أربعة أطفال و خليل يكيل لها الضرب، و المرأة التي لديها مخطّطات الإلتحا بالجامعة أو متابعة شغفها بالموسيقى ، كافة هذه النساء و عدد أكبر لا عدّ له و لا حصر يجدن أنفسهنّ مجبرات على التخلّى عن مخطّطاتهنّ و الإتدحرج أكثر في براثن الفقر ، لتصبحن مرتبطات أكثر بالمعتدين عليهنّ ، و تصبح آمالهنّ و أحلامهنّ و تطّلعات حياتهنّ بلا معنى – لأنّه حينما تحمل حتّى و إن لم تُرد ذلك ، ستضطرّها الولادة إلى أن تضع طفلا ضد رغبتها . و هذا يحدث الآن بالذات . إنّه يحدث الآن . هذا ليس " مكسبا " ، إنّه أمر لا يمكن القبول به .
و هذا الوضع باعث على اليأس إذ أنّه حتّى حيث تتمّ حماية الإجهاض على مستوى الولاية ، يمكن فقدان هذه الحماية في لمح البصر بموجب قرار منع فيدرالي للإجهاض أو قرار صادر عن المحكمة العليا . و هذا بالضبط ما تسعى إلى القيام به الحركة الفاشيّة التي شقّت طريقها إلى السيطرة على الحزب الجمهوريّ و على المحكمة العليا و لها قاعدة إجتماعيّة متكوّنة من ملايين المجانين و المتعصّبين الذين يدعون إلى العنف و يمارسون العنف . و هذه الحركة لا تُخفى مساعيها إلى تجريم الإجهاض في كلّ مكان و كذلك مهاجمتها لوسائل التحكّم في الولادات . و ما هذا سوى جزء من الفظائع التي يقترفونها – تفوّق البيض و معاداة المهاجرين و معاداة المثليّين و المتحوّلين جنسيّا و معاداة الساميّة و تدمير البيئة و فظائع التنكّر للإنتخابات .
آن الأوان للناس الشرفاء في هذه البلاد أن : يستفيقوا !
لن يخوض الديمقراطيّون النضال الذى نحتاجه . فقد رفضوا طوال خمسين عاما تقنين حقّ الإجهاض و أمضوا عقودا يبحثون عن " أرضيّة مشتركة " مع الذين يهاجمون الإجهاض . و رفضوا إستنهاض الجماهير للتظاهر في الشوارع عندما كشفت المحكمة العليا أنّها بصدد الإنقلاب على حقّ الإجهاض . و لم يرفضوا خوض هذا النضال فحسب بل تراهم في رعب جرّاء خوضكم أنتم هذا النضال ، هم و المدّعاة حركة التي مرّ بنا ذكرها ، و لذلك هاجم بعضهم بخبث " لننهض من أجل حقوق الإجهاض " طوال الصيف في الوقت الذى كانت فيه " لننهض .." تقود عشرات الآلاف من النساء الشابات الغاضبات و إلى جانبهنّ آخرون في الشوارع . لهذا هاجمونى و لهذا إستخدموا سموما و إفتراءات خاصة في هجماتهم ضد القائد الثوريّ بوب أفاكيان .
الديمقراطيّون جزء من النظام ، جزء من الطبقة الحاكمة . إنّهم يرغبون في رأب الصدع في هذه البلاد حتّى لو كان ذلك يعنى العمل اليد في اليد مع و الإستسلام للفاشيّين .إنّهم مصمّمون على التعويل على – و الدفع بكم إلى التعويل على – ذات الهياكل و الضوابط و السيرورة الإنتخابيّة لهذا النظام التي يمزّقها بعدوانيّة الجمهوريّون الفاشيّون و يرفضون الخضوع لها.
لكن مصالحنا – مصالح أجيال من النساء ، و أجيال المستقبل و مصالح العدالة ككلّ – تكمن في وضع حدّ لهذا القتل و هذا يقتضى نضالا . يقتضى دعوة اخواتنا و أمّهاتنا و بناتنا و الناس مهما كان جندرهم إلى الاهتمام للعدالة و الإلتحاق بالشوارع و مواجهة الحجيم الدامي لوضع الأمر على المحكّ و توحيد من يمكن توحيدهم و إن كانوا من آفاق و مشارب متباينة و ذلك قصد إطلاق الغضب المكبوت لدي ملايين و ملايين النساء و البنات ، ضد آلاف السنين من الإخضاع و الإستعباد البطريكيّين. ويستدعى نضالا مثل النضال التي تخوضه أخواتنا في إيران الآن بالذات و هذا يحتاج أن يمضي أبعد أيضا . سيتدعى المطالبة ب : الإجهاض القانوني حسب الطلب و دون إعتذار عبر البلاد قاطبة و حول العالم .
كما يتطلّب الأمر شحذ أذهاننا و جرأتنا لطرح الأسئلة و نقاش لماذا يحدث هذا و ما هو منبعه و ما الذى يحتاجه وضع نهاية لآلاف السنين من الإستعباد البطرياركي ، مرّة واحدة و إلى البد .
من جهتى ، أتقدّم على النضال بفهم أنّه يستدعى ثورة حقيقيّة . و أنا من الأنصار الفخورين بالقائد الثوريّ بوب أفاكيان . و أودّ أن أقول لكم ، أيتها الأخوات و أيّها الإخوة ، و أنتم ناس طيّبون ، إنّه لا وجود لمكان أهمّ نمضي إليه لفهم لماذا نحن في هذا الوضع الذى نحن فيه اليوم و كيف يمكن أن ننشأ مستقبلا للإنسانيّة يستحقّ الحياة فيه ، و لماذا يحتاج الأمر ثورة و لماذا نعيش زمنا نادرا فيه تصبح هذه الثورة ممكنة ، لا وجود لمكان أهمّ نمضى إليه من الحوار الصحفي الحديث الذى كان لىي الشرف إجراؤه مع بوب أفاكيان في " برنامج الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! " ، البرنامج الذى أقوم بتقديمه بمعيّة أندى زي . إن كنتم تهتمّون – و أنتم تهتمّون – خصّصوا وقتا لمشاهدة البرنامج على رابط الأنترنت [ يوتيوب ] التالي :
Youtube.com/the revcoms
ستلتقون بقاذد ثوريّ خارق للعادة يملك قلبا كبيرا وهبه للإنسانيّة و صرامة علميّة و مبادئا . و سيرتفع نظركم نحو عالم حديث لن يبقى النساء أبدا عُرضة للسيطرة و الخضوع و الإغتصاب و الشتم و الإرهاب و العار و الإهانات و المضايقات و يُقلّص دورهنّ إلى مجرّد حاضنات يقع طردهنّ و ضربهنّ أو معاملتهنّ كأقلّ من إنسان كامل .حيث يكون هذا منصوص عليه قانونيّا و مدعوما بنظام تعليمي و ثقافة – و أكثر من ذلك ، حيث يكون القتال ضد كلّ هذا قوّة محرّكة في النضال في سبيل تجاوز كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد لكافة الشعوب عبر العالم .
بصفة إستعجاليّة ، نحتاج إلى بلوغ هذا العالم – بالضبط مثلما هناك حاجة إستعجاليّة لجميعنا ، المقتنعين بالحاجة إلى الثورة و الذين ليسوا مقتنعين بذلك ، الذين يصوّتون للدديمقراطيّين و الذين يدينونهم – للوقوف صفّا واحدا الآن في هذه الشوارع رافضين القبول أو التطبيع مع الفظائع المتنامية اليوم . حان الوقت للنقاش الحيويذ و المبدئيّ حول طريقة التقدّم و نحن نقف جنبا إلى جنب في الشوارع معلنين :
لن نتراجع !
الجنين ليس لا طفلا و لا طفلة !ّ
النساء لسن حاضنات !
لننهض من أجل حقوق الإجهاض !
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا