الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرشيف الخاص في ورش وحضن مؤسسة أرشيف المغرب ..

عبد السلام انويكًة
باحث

2022 / 12 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


على وقع اليوم الوطني للأرشيف الذي يصادف الثلاثين نونبر من كل سنة، وعلى وقع أول قانون أرشيفي صدر في زمن مغرب الاستقلال قبل ستة عشرة سنة"قانون69.99"، وقد شكل حدثا تشريعيا معبرا وفاصلا عندما جعل أرشيف المغرب بإنصاتٍ رسمي والتفات قانوني، وعلى وقع أيضا وفاء مؤسسة أرشيف المغرب صوب محيطها في أفق قرب أكثر وتوسيع وإغناء لجسور انفتاح واشعاع عبر ما هو منوط من مهام وسبل تدبير وخدمات لفائدة كل ما هو تاريخي وعلمي وتربوي وتراثي وهوياتي وحقوقي وحداثي وثقافي ودبلوماسي.
على وقع كل هذا وذاك نظمت مؤسسة أرشيف المغرب بالرباط معرضا خاصا بأرشيفات الديبلوماسي الأديب التهامي أفيلال مع تقديم كتاب موسوم ب"بين تطوان وفاس: صفحات من تاريخ المغرب المعاصر من خلال أرشيف الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال 1932- 2020" لمؤلفه الأستاذ يونس السباح، فضلا عن توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين أرشيف المغرب والأرشيف الوطني التركي. وقد توزع احتفاء هذه السنة على كلمة افتتاحية للأستاذ جامع بيضا مدير أرشيف المغرب، تلتها قراءة في المؤلَّف المذكور الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط في طبعة أولى بأزيد من ثلاثمائة صفحة. قراءة أبرز فيها الأستاذ محمد الشريف الباحث في التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان، ما تضمنه المؤلف من معطيات ورصيد وثائقي، فضلا عما ميزه من نهج بناء وتحقيق وتدقيق وجديد وقيمة مضافة لفائدة البحث التاريخي والباحثين، مع مساحة زمنية لفائدة مداخلات تفاعلية ذات صلة. هذا قبل انتقال حفل أرشيف المغرب، لشهادات باحثين مؤرخين كانوا على علاقة متينة لعقود من الزمن مع الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال التطواني رحمه الله من قبيل ما قدمه الأستاذ محمد بن عبود عن جمعية تطوان أسمير. وهو ما تلاه توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين أرشيف المغرب والأرشيف التركي، قبل انتهاء أشغال الحفل بتدشين معرض أرشيفات الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال برواق أرشيف المغرب.
وحول كتاب"بين تطوان وفاس: صفحات من تاريخ المغرب المعاصر من خلال أرشيف الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال" الصادر ضمن منشورات مؤسسة أرشيف المغرب، وفي تقديم متميز له أورد الأستاذ جامع بيضا أنه لم يكن يعرف عن الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال إلاّ نزر قليل، حتى طرقت أرملتُه السيدة خديجة بوهلال مؤسسة أرشيف المغرب لتأتمنها على عدد مهم من الأرشيفات، التي راكمها قيد حياته زوجها الذي لبى نداء ربه في شتنبر 2020. وقد اهتدت واقتنعت بكون ما خلّفه زوجها من تراث أرشيفي يتعين وضعه في مؤسسة عمومية ورهن إشارة الباحثين والمهتمين. وتندرج "مجموعة أفيلال" هذه التي احتضنتها مؤسسة أرشيف المغرب - يضيف- ضمن الأرشيف الخاص، وأنها لا محالة بقيمة مكملة للأرشيف العمومي المؤطّر إداريا بقيود رسمية. مشيرا الى أن ما جمعه وحققه الأستاذ يونس السباح من وثائق وما قدمه من تعريف مستفيض حول أسرة أفيلال التطوانية كان موفقا. ويذكر الأستاذ جامع بيضا في تقديمه ايضا أن معظم الرسائل الواردة فيه وعددها ثمانون ونيف تبدأ أولاها في مارس 1906، عبارة عن محاورات كتابية مستمرة بين القاضي أفيلال ونجله محمد الذي كان قد التحق بفاس لمتابعة دراسته بالقرويين بفاس. وتغطي هذه الرسائل فترة ممتدة بين 1906 و1912، مما يجعلها بأهمّية بالغة لتزامنها مع فترة حرجة من تاريخ المغرب وقد تسارعت فيها الأحداث عقب مؤتمر الجزيرة الخضراء(1906) لتفرز ظرفية ملائمة لفرض هيمنة استعمارية على المغرب (1912). وإذا كانت ظلال هذه التطورات الداخلية منها والخارجية تتخلل أحيانا ثنايا رسائل متبادلة بين الوالد وولده- يضيف الأستاذ بيضا-، فإن المواضيع الحاضرة فيها بقوة تهم ما هو حياة شخصية للطرفين، تحديدا منها ما يخص انتقال محمد أفيلال من تطوان إلى فاس وقضاءه بها ستة أعوام بغرض الدراسة. وعن نص الكتاب ومضمونه ووثائقه يقول الأستاذ جامع بيضا أنه يسمح للباحث والمهتم والقارئ بالتأمل في زخم معلومات قيمة متعلقة بجوانب سياسية واجتماعية واقتصادية وعلمية وثقافية. بل تكوين فكرة بقدر عال من الأهمية حول ظروف الدراسة بجامع القرويين خلال العقد الأول من القرن العشرين وأحوال الطلبة التطوانيين بفاس، وما طبع فاس عن أحوال المخزن ورجالاته وصرف العملات وأسعار البضائع وانعدام الأمن في الطرقات بسبب الفتن وغيرها، وهو ما من شأنه توفير إضافات نفيسة للباحثين المهتمين بتاريخ المغرب قبيل فرض الحماية عليه.. وقد انتهى الاستاذ جامع بيضا مدير أرشيف المغرب في تقديمه لهذا المؤلف الجديد المتميز، بتنويه خاص لما بذله ذ. يونس السباح من جهد معبر من أجل استخراج نصوص وثائق مخطوطة وشرح بعض مفرداتها المبهمة تسهيلا لاستغلالها من لدن الباحثين.
ولعل مما طبع احتفاء مؤسسة أرشيف المغرب باليوم الوطني للأرشيف، الذي أثثه حضور رفيع من باحثين ومهتمين واعلامين وجمعويين ومؤرخين مغاربة متميزين، من قبيل الاستاذ عبد المجيد القدوري، محمد الشريف ومحمد بن عبود، وعبد اللطيف شهبون ولطيفة الكندوز وغيرهم كثير، فضلا عن اطارات جمعوية منفتحة في أنشطتها على حقل التاريخ والبحث والأرشيف المحلي من قبيل مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث. لعل ما طبع هذا الاحتفاء قناعة استمرار سير مؤسسة أرشيف المغرب ونهجها من أجل أرشيف قرب، بعدما أغتنت به من ذخائر وثائقية بقدر عال من الأهمية خلال السنوات الأخيرة، من قبيل أرصدة "شمعون ليفي"،"محمد العربي المساري" ،"عبدالصمد الكنفاوي"،"عفيف بناني"، "محمد جسوس"،"عبدالله شقـرون"،"مولاي أحمد الوكيلي" وغيرهم الكثير، فضلا عن رصيد واسع لحوالات حبسية عن حواضر مغربية عدة. كلها جهود وغيرها تعكس وتستحضر خطة عمل ورؤية واستشراف، تروم من خلاله مؤسسة أرشيف المغرب وضع ما بلغته وما تحتويه من أرصدة ، رهن اشارة باحثين ومهتمين على المستويين الوطني والدولي. توفيرا وتحقيقا منها لِما من شأنه تقريب الأرشيف من هؤلاء، ومن ثمة إغناء وتطوير وتيسير وتجويد البحث العلمي في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية.
يذكر أن توسيع وعاء أرشيف مؤسسة أرشيف المغرب، تعزز خلال السنوات الأخيرة بمساحة هامة من الأرشيفات الخاصة. فقد نجحت على سبيل الذكر في حضن أرشيف رجل الدولة الأستاذ عبدالرحمن اليوسفي رحمه الله، الذي أوصى قبل وفاته بأن توضع وثائقه الأرشيفية رهن إشارة المؤسسة الحاضنة للأرشيف العمومي، وكذا ما كان بحوزته من أغراض عينية وتحف رهن إشارة مؤسسة"متاحف المغرب". وكانت مبادرة وسلوك وقناعة ووعي هذا الأخير في حياته، قد أثارت ما أثارت من ثناء وتثمين وقراءة، استحضرت ما طبع شخصية الرجل وما ميزه من بعد نظر فضلا عما كان عليه من حس انساني ووطني وتقدير للمسؤولية واستقامة ونكران ذات وتغليب لمصلحة البلاد والعباد. ولا شك أن تطلعات مؤسسة أرشيف المغرب في جمع الأرشيفات الخاصة، سيظل ورشا مفتوحا في أفق حضن مزيد من ذخائر أرشيف أعلام ورجالات السياسة والثقافة والإعلام والاقتصاد والفكر والتراث والفنون المغربية وغيرها. وهي مدعوة لمزيد من الجهد في هذا الاتجاه ليس فقط لانجاح ما هو منوط بها من مهام وأدوار وفق ما يخوله القانون، بل ايضا بلوغ ما ينبغي من تنوير وتأطير وحفز وتفاعل وتربية وتعبئة من اجل ثقافة مجتمع بقابلية واستعداد للانفتاح على مرامي أرشيف المغرب في بعدها الوطني والحضاري.
هكذا جاء تنظيم معرض خاص بأرشيفات الديبلوماسي الأديب التهامي أفيلال بمناسبة باليوم الوطني للإرشيف، الذي بقدر ما هو تثمين لورش الأرشيف الخاص بالمغرب بقدر ما هو نتاج جهد وحصيلة ثمار جنتها المؤسسة في هذا الاطار، ويتعلق الأمر هنا بأرشيفات أسرة أفيلال التي سلمتها للمؤسسة في شخص زوجة التهامي أفيلال السيدة خديجة بوهلال. وقد ورد في توطئة أعدتها الجهة المنظمة لحفل ومعرض مؤسسة أرشيف المغرب هذا، أن معرض أرشيفات الديبلوماسي الأديب التهامي أفيلال" فضلا عن غايته الأولى في تثمين مضامين هذه المجموعة الأرشيفية، هو احتفاء ايضا بهذا الرجل وتقدير لِما كان عليه من وعي وجهد في جمع أرشيفات عائلته وأرشيفاته الخاصة، وما بذله من مجهود لحفظ هذا وذاك والاعتناء به كي يصل إلى مؤسسة أرشيف المغرب وليكون اليوم رهن اشارة الباحثين والمهتمين. وهذا ليس بغريب- تضيف توطئة حفل مؤسسة أرشيف المغرب- على رجل نشأ وتربى في أحضان أسرة عريقة توارث أبناؤها العلم والمعرفة وأنجبت علماء أجلاء مثل العلامة أفيلال مؤرخ تطوان وشاعرها، والفقيه التهامي أفيلال قاضي مدينة تطوان وأحوازها ومحمد بن التهامي أفيلال وزير العدلية بالمنطقة الخليفية زمن الحماية على المغرب، وأخوه العالم الأديب البشير أفيلال الذي شغل منصب الكتابة العامة بالوزارة نفسها.
وكان التهامي أفيلال المحتفى به من قبل مؤسسة أرشيف المغرب، قد ولد وسط أسرة محافظة متدينة زاخرة بالعلم والعلماء سنة 1932، وذلك بحي الجامع الكبير بتطوان حيث درس بالمدرسة الخيرية وحيث ختم القرآن وتشبع بعلوم الدين والأدب والتاريخ، قبل انتقاله إلى إسبانيا لمتابعة دراسته في شعبة التجارة، معززا تكوينه الأكاديمي بعد ذلك بمتابعة دراسته العليا بكلية الحقوق بالرباط. علما أن مسار الرجل المهني بدأ عند التحاقه بوزارة الخارجية كموظف، ليتدرج عمله بالسلك الديبلوماسي على امتداد نصف قرن بالعديد من السفارات المغربية، لعل آخرها كان فكانت الأرجنتين آخر محطة له قبل احالته على التقاعد. حيث تفرغ للعمل الأدبي بانضمامه لجماعة الشاعر مولاي علي الصقلي في منتدياتها التي كانت تجمع عددا من المبدعين عن عالم الأدب والشعر. ولعل من تجربته هذه التي امتدت لسنوات استقى فكرة إنشاء "عش الحمامة"، وهو المنتدى الأدبي الذي دأب على تنظيمه ببيته بمدينة الرباط وقد استهدف به تثمين الارتباط الثقافي بشمال المغرب. فالحمامة هي رمز مدينة تطوان وعشها هو كيان وروح التهامي أفيلال رحمه الله، وعليه يسجل أن جل ملتقيات المنتدى كانت تروم التعريف بتطوان وبأعلامها في في مجالات العلم والأدب والشعر والسياسة.
جدير بالاشارة الى أن معرض مؤسسة أرشيف المغرب الذي نظم بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف توزع الى قسمين، من جهة التعريف بأرشيفات عائلة أفيلال وتثمين مضامينها العلمية باعتبارها مصدرا زاخرا بقدر كبير من القيمة المضافة لفائدة كتابة تاريخ المغرب المعاصر. ومن هذه الأرشيفات رصيد الفقيه المفضل أفيلال الذي أنتجه عبر ما تقلب فيه من وظائف عدة شغلها كعدل موثق وإمام وخطيب ومدرس بعدد من مساجد تطوان، وكذا ما أنتجه من وثائق أثناء مزاولته لخطة العدالة ووظيفه بديوانة تطوان، فضلا عما خلفه من كنانيش سجل فيها رحلاته وأشعاره وأرجازه. وتذكر وثيقة وتوطئة حفل واحتفاء مؤسسة أرشيف المغرب باليوم الوطني للأرشيف، أن المفضل أفيلال الذي كان من بين الموقعين على بيعة تطاون للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان والمولى الحسن، تميز ايضا بنبوغ فني وإبداعه ذات صلة حيث تفنن في خط عدد من المخطوطات وتزيينها بأجمل النمنمات، اضافة لِما اشتهر به من حسن القول وبديع النظم ومن ذلك مرثيته لتطوان التي كان أول من سماها بالحمامة التي لا تقبل إلا الحرية والانعتاق.
وأما القسم الثاني من معرض مؤسسة أرشيف المغرب بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف، فقد خصصته الجهة المنظمة لتقديم الأرشيفات التي أنتجها التهامي بن عبد السلام أفيلال وقد توزع بدوره لشطرين، أولهما يقدم للأرشيفات التي أنتجها هذا الأخير في إطار عمله الديبلوماسي، ولا شك أنها تتوفر على معطيات بقدر عال من الأهمية لكل باحث في العلوم الانسانية والاجتماعية وبخاصة منها التاريخ والعلوم السياسية على امتداد فترة عمله كقائم بأعمال السلك الديبلوماسي، وهي المعطيات الواردة في تقارير ديبلوماسية عدة وقد رصدت أهم المجريات السياسية والاقتصادية والثقافية العالمية والإقليمية. وأما الشطر الثاني فهو عبارة عن تقديم للأرشيفات التي توثق لجوانب ابداعه الأدبي والشعري، ولنشاط منتدى"عش الحمامة" الثقافي. هكذا تعتبر مؤسسة ارشيف المغرب أن أرشيفات المفضل أفيلال تشكل بحق نافذة جديدة للإطلالة على أحوال مغرب القرن التاسع عشر وقراءة بعض تطوراته على أكثر من مستوى، وأن ما أنتجته أسرة أفيلال من وثائق بعده تعد ايضا مصدرا من مصادر جديدة، من شأن ما تحتويه من اشارات أن تكون بأثر في معرفة وفهم ما شهده المغرب من متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية في القرن العشرين.
تبقى الأرشيفات الخاصة عموما بمكانة متميزة وفق ما انتهت اليه توطئة حفل مؤسسة أرشيف المغرب لهذه السنة، باعتبارها عنصرا مكملا للأرشيف العمومي من حيث القيمة ولكونها مادة مصدرية هامة البحث التاريخي فضلا عن وقعها في رسم معالم الذاكرة الوطنية. وعليه، ما توجهت اليه مراكز الأرشيف في تقاطعها مع تطور سبل البحث التاريخي، على مستوى جمع شتات أرشيفات العائلات مع التنقيب عن وثائق قدماء العلماء، ليشمل الاهتمام فيما بعد أرشيفات مقاولات اقتصادية ومالية وأحزاب وشخصيات سياسية وكذا نقابات وجمعيات وصحافة ومهندسين وفوتوغرافيين وغيرهم. ورش انخرطت فيه وتجندت من أجله مؤسسة أرشيف المغرب منذ سنوات، على أساس ما هو منوط بها من مهام ووعيا بما يمكن أن تحتويه وتسهم به أرشيفات الخواص من مادة وثائقية، من شأنها إغناء أرصدتها الأرشيفية المحفوظة وكذا مصادر البحث التاريخي وتحقيق ما ينبغي من تكامل. فضلا عما تمثله من مادة تاريخية شاهدة، ولكونها ختاما رافدا من روافد هوية مغرب ومشترك رمزي.

مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير