الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَتَبُع خارطة الميليشيات أرض اللادولة .

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2022 / 12 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


من أين تحصل الميليشيات المكونة للحشد الشعبي على تمويلها؟
كيف تفوقت سٌلطة الميليشيات الموالية لإيران على سلطة إنفاذ القانون؟
ما دور ( تصدير الثورة ) في تعزيز الروح المعنوية لديمومة عمل الميليشيات .
كيف قامت إيران بتغذية أذرعها في المنطقة بالمال و السلاح ؟ ما الدور الذي يلعبه العراق في هذا ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أين تحصل الفصائل المسلحة المنضوية تحت راية الحشد الشعبي على تمويلها ؟
يُمكن تتبع مسار تمويل الفصائل المُسلحة المًشّكلة للحشد الشعبي ، عن طريق دراسة كُل فصيل على حدى ، و بما أن دراسة الفصائل بمجموعها الاربع و الستين فصيلاً ، كُل على حدى سيكون عملاً مُضنياً ، سأعمل على تقسيم الفصائل الى فئات ، علّ ذلك التقسيم سيٌسهل من إنجاز المهمة ، و بالتالي سيؤدي المقال غرضه .
ــ فصائل ذو توجه عقائدي موالي لأيران بالمٌطلق ، مدعومة من إيران بصورة مباشرة .
النٌجباء و قائدها أكرم الكعبي ، سرايا الجهاد بقيادة حسن الياسري (الجناح العسكري لحركة الجهاد و البناء) ، كتائب الإمام علي يقودها شبل الزيدي ، كتائب حزب الله ، جيش المختار ، كتائب سيد الشهداء و يقودها أبو آلاء الولائي ، منظمة بدر تحت قيادة هادي العامري ، سرايا الخراساني بقيادة علي الياسري و حميد تقوي ، عصائب أهل الحق ـ قيس الخزعلي . المجلس الأعلى ـ تيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم . قوات وعد الله بقيادة سامي المسعودي عن حزب الفضيلة. جيش المؤمل يقوده سعد سوار، لواء ذو الفقار ، سرايا عاشوراء بقيادة أبو أحمد كاظم الجبيري ( عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي).
إن التمويل الإيراني لتلك الميليشيات ، لا يخفى على أي متابع ، لكن الأزمات الاقتصادية المتتالية التي تعصف بنظام الملالي تطرح سؤال منطقيا: "هل لا تزال إيران تنفق على تلك الميليشيات"؟
أن تمويل تلك الميليشيات "لا يتوقف على الدول فقط ، بل يعتمد أيضا على الشخصيات التي تقودها ، فقادة الفصائل يملكون مؤسسات ، ولديهم امتيازات ، ويتمتعون بمناصب خاصة في الدولة". فهادي العامري ، على سبيل المثال ، وهو قائد منظمة بدر، كان وزيرا عراقيا سابقا ، وهو عضو بمجلس النواب. يعمل هو و حزبه و كتلته النيابية على مراعاة الفصيل المٌسلح الذي ينضوي تحت سٌلطته . إضافة الى أن هذه الميليشيات بمجملها تعمل على تمويل جهدها العسكري بطٌرق مبتكرة ، متمثلة بشبكات الدعارة و الإتجار بالمخدرات و الإستحواذ على عقارات الدولة المهمة ، كما أن ميليشيات العراق الموالية لإيران تمتلك استثمارات ، وموارد عدة ، وقنوات فضائية . هذه الطٌرق ساعدت على كسب الأموال التي مكنتها من بناء هذه الإمبراطورية الاستثمارية . الإتجار المتبادل في العملة الصعبة (الدولار) بين إيران والجهات الموالية لها تستثمر في موارد العراق".
ديمومة تمويل الفصائل بزخم مستمر يٌفسره النشاط المتزايد في إنتشار المخدرات والنوادي الليلية في العراق في الفترة الأخيرة ، خاصة بالمناطق التي يزيد فيها نفوذ الميليشيات الموالية لإيران . الكٌل يتوجس خيفة من سطوة ونفوذ الميليشيات غير الخاضعة لأي نوع من أنواع الرقابة ، التي حولت الأراضي العراقية إلى مناطق نفوذ تتقاسمها فصائل الحشد.
لا يخفى على احد تسلط المجلس الأعلى الإسلامي على عقارات الدولة و في قلب بغداد ، في تصريح سابق للنائب فائق الشيخ علي ، أكد فيه إشراف حزب إسلامي على صالات القمار في بغداد" ، وأشار ضمنياً الى عمار الحكيم الذي أتى بإحصائية دقيقة على عدد النوادي الليلية الغير مٌرخصة" متعجباً الشيخ علي من دقة المعلومة التي أدلى بها هذا الرجل . و هذا الشخص هو عمار الحكيم و الذي بدوره صرح بأن هنالك 72 قاعة غير مٌرخصة في بغداد".
ناهيك عن كتائب حزب الله التي سيطرت سيطرة كاملة على جرف الصخر مٌستغلة الأراضي الزراعية و أحواض الأسماك ، و تعمل على زراعة المواد الممنوعة ، كما تعمل على تكديس الأسلحة ، لا أحد يستطيع دخول تلك المنطقة دون إذن من إيران . جرف الصخر لا تخضع لسيطرة الدولة العراقية .


ــ فصائل الجهاد الكِفائي
لواء علي الأكبر برعاية عبد المهدي الكربلائي ، سرايا أنصار العقيدة قائدها جلال الدين الصغير ، كتائب التيار الرسالي تحت قيادة عدنان الشحماني ، لواء أنصار المرجعية يقوده حميد الياسري ،
تعتمد في تمويلها على عائدات أموال الخٌمس و عائدات المشاريع الإستثمارية التي تمتلكها العتبات ، هنا و هناك .

ــ التيار الصدري
سرايا السلام بقيادة أبو زهراء السعيدي ، حركة فرسان المذهب ، لواء اليوم الموعود . من أين حصل جيش المهدي على تمويله في بدايات نشأته ؟ الجواب : من المؤكد أن تدفق الأموال من إيران الى مقتدى الصدر كان يٌشكل جزءاً من إيرادات جيش المهدي . أما ما يتبقى و هو مبلغ ليس بالقليل فيذهب الى جيب مٌقتدى الصدر شخصياً ، و إلا من أين لك هذا يا مٌقتدى؟!.
التيار الصدري دائماً ما كان متورط بإستغلال السٌلطة لجمع الأموال ، أي أن الوزارات باب للإستحواذ على الأموال ، بطٌرق ملتوية . حيث يُقر زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بأن العقود التي كانت تٌبرم حتى في حال كانت الصفقات غير مٌفيدة للوزارة ، فأن الغرض في النهاية الحصول على أموال لصالح اعضاء في التيار الصدري بشكل شخصي ".
ــ فصائل مٌنتمية الى الحشد الشعبي لكنها خارج المذهب الشيعي .
هذه الفصائل بمجملها تحصل على دعم إيراني و تستغل نفوذها السياسي في دوائر الدولة لإستحصال الأموال و تعزيز النفوذ ، في جبه سهل نينوى ريان الكلداني و في جبهة صلاح الدين يزن مشعان الجبوري .
مشعان الجبوري كان شفافاً بإعلانه أن كٌل الطبقة السياسية تمارس اللصوصية بمن فيهم هو . هذه الفصائل تشعر بأنها مٌستضعفة فبالتالي تلجأ الى أن تٌبالغ في الإسراع لتمرير مشاريع إيران .
ــ جبهة المالكي و حزب الدعوة
هذه الجبهة تملك هي الأُخرى العديد من الميليشيات ، التي تؤمن بالخط الذي إنتهجه الصدر الأول ، تنتهج هذه الجبهة خطاً موازياً للإخوان المُسلمين ، لكن بنٌسخة شيعية . قوات الشهيد الصدر بقيادة عبدالله فاضل صكب و كتائب الفتح المٌبين (حزب الدعوة) . قائد هذه الجبهة هو رئيس الوزراء لدورتين إنتخابيتين (نوري المالكي) ، لا يٌمكن أن يٌشكك في إستغلاله للنفوذ الذي حضي به أشد الإستغلال لتمويل الفصائل المنضوية تحت لواءه . المالكي ذاته هو المٌنظر لفكرة الحشد على حد زعمه ، هو القائل بضرورة و جود قوة مشابهة للحرس الثوري الإيراني .
إضافة للطٌرق المشبوهة في إستحصال الأموال ، تم إقرار قانون الحشد الشعبي القاضي بإستقطاع جزء من ميزانية الدولة لتمويل الفصائل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف تفوقت سٌلطة الميليشيات الموالية لإيران على سلطة إنفاذ القانون؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد أولاً من تفكيكه و إعادة صياغته . هل يا تٌرى توجد سُلطة إنفاذ القانون؟ ، الجواب: علينا ان نأخذ بعين الإعتبار طريقة عمل الدولة مٌنذ عقود طويلة ، و التي كانت دأئماً تٌظهر مٌحابات لجهات مٌعينة على حساب الآخرين ، هذا فيما يتعلق بإنفاذ القانون ، أي بمعنى أصح القانون لم يكن فوق الجميع على نحو بعيد . تراكمات السنين التي حكمت فيها أخلاق العشيرة ، أجهضت كُل محاولة لإنشاء مؤسسات دولة حقيقية ، بعد فشل جهاز الدولة ، لجأت الأنظمة الى خلق أعراف بديلة للتشبث بالسٌلطة و حشد الجماهير ، الحملة الإيمانية في فترة التسعينات ، فدائيي صدام اليوم الميليشيات الولائية ، في ما يتعلق بحكومات بعد عام 2003 التي فشلت في بناء مؤسسات حقيقية و تشبثت النخبة الحاكمة في التقوقع و التخندق في فلكها الطائفي و العرقي ، المٌكون الذي كان يحكم لعقود طويلة لم يتقبل فكرة سحب البساط من تحت سُلطانه .
اما فيما يخص يد الميليشيات الطولى على أجهزة الدولة ، سببها رغبة من النخبة الحاكمة و الطبقة السياسية ، بأنشاء فصائل تحول دونها و المٌحاكمة ، لنأخذ على سبيل المثال نوري المالكي ، في بلد ذو أجهزة دولة فالة ، سيتعرض بلا شك للمحاكمة على مئات القضايا ، و مما لا شك فيه سيتم إدانته في بلد يخضع لسٌلطة القانون .
صدام حسين الى القاضي رؤوف:ـ والله لوما الأمريكان جان لا أنت و لا أبوك يكدر يجيبني الى مكان مثل هذا" . هذه الجملة تُفصح بالكثير، أي أن رأس الهرم دائماً ما يٌجنب نفسه المسائلة القانونية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما دور ( تصدير الثورة ) في تعزيز الروح المعنوية لديمومة عمل الميليشيات .
الثورة مُستمرة حتى ترسيخ الهلال الشيعي وجوده في المنطقة ، الثورة بدأت من إيران و تمتد الى لبنان مروراً بالعراق و سوريا الاسد ، العٌزلة الثقافية لإيران و تفردها عن بقية دول الشرق الأوسط جعل منها تنتهج منهج الدفع بالحدود الى الأمام ، الجبهة خارج حدودها المرسومة بمئات الكيلومترات ، و لا سبيل آخر لتحقيق هذه الغاية دون العمل على تصدير الثورة ، و أفضل طريقة لضمان نجاح هذه الإجتياحات ، عن طريق خلق أجهزة رديفة لمؤسسات الدولة ، كالحشد الشعبي في العراق ، و جماعة الحوثي في اليمن و حزب الله في لبنان ، تسويق لهذه الفكرة التي طٌبقت في داخل إيران عن طريق الحرس الثوري الإيراني .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف قامت إيران بتغذية أذرعها في المنطقة بالمال و السلاح ؟ ما الدور الذي يلعبه العراق في هذا ؟
يبدو أن تهريب المخدرات و الاسلحة و النفط ، كان مصدراً رئيسياً لتمويل نشاط إيران العسكري في المنطقة ، أما ما يخص العراق ، فتهريب الاموال الى الخارج و النفط العراقي المٌهرب ساعد في خلق قاعدة مالية مشبوهة ، لا تخضع للرقابة ، هدف هذه الطريقة تحقيق مخططات إيران في المنطقة ، دون الاخذ بعين الإعتبار الى المواطن و همومه سواء كان هذا المواطن في إيران أم العراق ، أولوية إيران في ضمان امنها الإستراتيجي ستُلقي بثقل اعبائها على الدول المحيطة.
إيران إستفادت من تجربة كوريا الشمالية في الإلتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها ، و طورت طٌرق مبتكرة لإستحصال الاموال ، و هذه الطٌرق الملتوية أصبحت سٌنة يتبعها جميع المليشيات التي تنتشر في الأربع عواصم عربية ، الفصائل المٌسلحة في العراق تتلمذت على يد إيران فيما يتعلق بجمع الأموال الغير مشروعة ، على ان إيران و أجهزتها الحكومية لديها رؤية إستراتيجية لتكوين قوة ردع في حال الحروب الغير مٌتكافئة ، في الوقت عينه يقوم السياسيين العراقيين بتسليم العراق طواعية الى إيران دون الاخذ بالإعتبار الإهتمام بمصالح العراق الداخلية و الخارجية ، و ذلك بأتخاذ مواقف متوازنة في العلاقات الدولية .
العراق هو طوق النجاة لإيران في ظل العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، يستورد العراق الكثير من المنتجات فيما لا يٌصدر الى إيران سوى العملة الصعبة من الدولار ، العراق بالتاي أهم دولة لإيران من ناحية كونه يٌمثل مٌتنفس إقتصادي لها . ناهيك عن تهريب النفط الإيراني على أنه نفط عراقي ، الطبقة السياسية في العراق و إيان يؤديان خدمات مٌتبادلة لأجل مصالح إيران فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو