الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوس بمعاداة المثلية

منظمة مجتمع الميم في العراق

2022 / 12 / 11
حقوق مثليي الجنس


لقاء أجرته قناة الرشيد العراقية مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، من جملة القضايا التي تطرق لها اللقاء مشروع قانون حظر المثلية، الذي قدم بناءا على رغبة مقتدى الصدر، كما يقول مقدم البرنامج، والذي يدعو الى حظر وتجريم المثلية والدعاية لها، وقد تكون مشروع القانون من ثمان مواد وبعدد وفير من الفقرات، والتي وبنظرة بسيطة عليها تدرك مدى الهوس بمعاداة المثلية، هذا من جانب، ومن جانب آخر إدراك مدى عمق الازمة التي يمر بها النظام، والذي يريد الهروب منها وتصريفها بأي شكل كان.
مجتمع الميم ليس كبيرا في العراق، وليست له أماكن خاصة او دور نشر او اذاعات او اية وسيلة إعلامية، فهو المجتمع الأكثر سرية على الاطلاق، بسبب القمع الشديد والمشرعن من قبل السلطة الدينية والعشائرية التي تحكم العراق، فخوف الصدر والسادة النواب الذي قدموا المشروع فيه نوايا أخرى.
الحلبوسي أراد الهروب من هذا السؤال وموقفه منه، فكان ذكيا الى حد ما، حيث انه رمى الكرة بملعب المجتمع الدولي، فهو يخاف على منصبه من المجتمع الدولي "نحن مراقبون من المجتمع الدولي"، لكنه وحتى يجبر خواطر القوى الإسلامية التي وضعته بهذا المنصب، كان ذكيا أكثر، فرمى الكرة بملعب التقاليد والقيم والعادات والأعراف والدين الذي بت بهذه القضية "عدنا قانون سماوي ألهى يرفض هذه الفواحش، فهل هناك أسمي من هذا القانون".
الذي يقهر أنك لو تتبعت أسماء ال 25 نائبا الذي قدموا مشروع القانون، فأنك حتما ستجدهم غارقين بملفات الفساد والنهب، والمقاولات الزائفة، وستجد انهم مجموعة من التابعين وذيول لهذه الدولة او تلك، وستجد انهم متخلفين وعشائريين ورجعيين حد النخاع، وستجد مناطق سكناهم ينقصها الخدمات من أي شكل كان، لكنهم رغم ذلك يقدموا مشروع قانون تجريم المثلية، يا لسخفهم وقذارتهم وبؤسهم.
لكن ما يحز في نفسك أكثر وما يؤلم حقا هو العبارة الأخيرة من هذا القانون "الأسباب الموجبة"، والتي تقول:
(لأجل مصلحة الشعب وللحفاظ على الفرد والاسرة والمجتمع والقيم الأخلاقية شرع هذا القانون)
هل هناك سخافة وتفاهة اكثر من هذه الكلمات؛ تصور انهم يشرعون سرقة المال العام بحجة مجهول المالك؛ تصور انهم يقتلون الناس وينهبون ثروات المجتمع، تصور ان البلد تحطم، ودٌمر تماما، تصور ان المتسولين والمعطلين عن العمل ملئوا الشوارع والساحات، تصور ان الخراب طال كل مؤسسات الدولة، تصور ان "القيم الأخلاقية" تراجعت كثيرا بوجود هذه القوى الإسلامية وليس بوجود المثليين، وتصور ما شاء لك من هذه الأرض التي أضحت يبابا، ثم بعد ذلك تأتي شرذمة من النواب الفاسدين والنهابين ليقدموا مقترح تشريع قانون "تجريم وحظر المثلية"؛ فأي سلطة رثة وقبيحة هذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا: طالبي اللجوء ا?لى سيرحلون إلى رواندا مهما حدث


.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس من أجل سرعة إطلاق سر




.. هل تبدأ دول أوروبية ترحيل جميع طالبي اللجوء إلى رواندا؟ | ا


.. مراسلة الجزيرة ترصد إغلاق أهالي الأسرى شارعا قبالة مقر رئيس




.. إعلام إسرائيلي السماح بدخول وفدين من الأمم المتحدة والصليب ا