الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريدة طريق الثورة، العدد 71

حزب الكادحين

2022 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مــــا العمــــل ؟
===================
‏ جرت يوم 25 جويلية 2022 عمليّة ‏الاستفتاء على الدّستور الجديد للبلاد، ‏والذي كان ثمرة من ثمار الهبّة الشعبيّة ‏التي عرفتها البلاد قبل عام ونتيجة لعديد ‏القرارات والإجراءات التي اتّخذتها ‏رئاسة الدّولة في إطار الصّراع بين ‏منظومة 14 جانفي التس جثمت على ‏الشعب طيلة ما يزيد عن عشر سنوات ‏وبين مسار 25 جويلية الذي يمثّل استعادة ‏لمطالب الانتفاضة التونسيّة (17 ديسمبر ‏‏2010) وإحياءً لها بعد أن انقلبت عليها ‏الرّجعيّة بجناحيْها الدّيني والليبرالي ‏وأسّست مسار "الانتقال الدّيمقراطي" ‏الذي انخرطت فيه القوى الانتهازيّة بحثا ‏عن فتات يتساقط من موائد كبار اللّئام.‏
‏ ولئن حشدت القوى الرّجعيّة ‏والانتهازية المعادية لمسار 25 جويلية ‏كلّ طاقاتها المالية والإعلامية وعلاقاتها ‏الخارجيّة وافتعال الحرائق والمعارك ‏الثانويّة من أجل إفشال عملية الاستفتاء ‏بالتحريض على مقاطعتها او التصويت ‏بلا، فإنّ أكثر من 90 بالمائة من ‏المصوّتين وافقوا على الدّستور الجديد ‏وكانت نسبة المشاركة مقبولة بالرّغم من ‏الظّروف الطّبيعيّة والسياسيّة والاجتماعيّة ‏واللوجستية الصّعبة. وقد غابت عن عمليّة ‏التّصويت مظاهر التّأثير على النّاخبين ‏التي رافقت المحطات الانتخابيّة السّابقة ‏ما عدا بعض المحاولات من قبل ‏الرّافضين للاستفتاء والتي تصدّى لها ‏الشّعب بإشاعة مظاهر البهجة والتعبير ‏عن القطع مع منظومة الفساد والاستبداد ‏والاستغلال ورموزها خاصّة من الإسلام ‏السياسي.‏
‏ وإذا كانت المصادقة على الدستور ‏تمثّل محطّة مهمّة في مسار تغيير ‏الأوضاع السّائدة، فإنّها تمثّل، وهذا ‏الأهمّ، نقطة انطلاق لتحقيق تطلّعات ‏الشعب في مختلف الميادين في إطار ‏تونس الجديدة التي ضحّى من أجل ‏تشييدها، وهذا يستوجب تطبيق فصول ‏الدّستور وإعطاء أولويّة للميدانيْن ‏الاقتصادي والاجتماعي للتغلّب على ‏الأزمة الرّاهنة والخانقة من خلال بناء ‏اقتصاد وطني حقيقي يحقّق الرّخاء ‏للطّبقات الكادحة ويمنح الثّروة لجموع ‏المنتجين وخاصّة العمّال والفلاّحين ‏الفقراء ويقضي على التهميش الاجتماعي ‏والجهوي. وهذا يمكنه أن يتحقّق في نفس ‏الوقت الذي تتواصل محاربة الفساد ‏المنظّم قانونيّا وسياسيّا.‏
‏ ومازالت امام أبناء الشعب وبناته ‏الطّامحين إلى مستقبل أفضل محطّات ‏أخرى هامّة للقطع مع المنظومة السّابقة ‏وبناء مؤسسات جديدة عبر انتخابات 17 ‏ديسمبر القادمة، وهو استحقاق يفرض ‏عليهم وعلى القوى الحيّة في البلاد ‏الالتقاء حول برنامج اقتصادي اجتماعي ‏سياسي يمكّنها من السّير نحو تحقيق ‏طموحاتها الوطنية والديمقراطية الشعبيّة، ‏وهذا يستوجب تنسيق العمل بين تلك ‏القوى في إطار جبهة وطنية تقدر على ‏توحيد الشعب ليحقّق انتصاره على جبهة ‏الرّجعيين والانتهازيين.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
تونس: معركة القضاء متواصلة

‏ أصدرت وزارة العدل يوم السبت 20 ‏أوت 2022، بلاغا، قالت فيه أنه ‏‏"وخلافا لما يتم تداوله في بعض وسائل ‏التواصل الاجتماعي من قبل اطراف ‏تسعى لتعطيل مسار المحاسبة وتدعي ‏عدم وجود ملفات، فقد تمت اثارة التتبعات ‏الجزائية ضد القضاة المعفيين وذلك عملا ‏بأحكام المرسوم عدد 35 لسنة 2022 ‏المؤرخ في 1 جوان 2022، و قد تعهدت ‏النيابة العمومية المختصة بالملفات( 109 ‏ملفا ) واذنت باحالة عدد هام منها على ‏الاقطاب القضائية المختصة في الجرائم ‏الإرهابية والفساد المالي".‏
واكدت الوزارة انه تم فتح ابحاث تحقيقية ‏في الغرض من أجل عدة جرائم كالفساد ‏المالي والرشوة وغسيل الأموال والجرائم ‏الاقتصادية والديوانية، بالإضافة إلى ‏جرائم ذات صبغة ارهابية كالتستر على ‏تنظيم ارهابي وتعطيل الاجراءات ‏والانحراف بها.‏
علاوة على جرائم أخرى كمساعدة ‏شخص على التفصي من تفتيش السلطة ‏العمومية واخفاء ما تثبت به الجريمة ‏والتفريط في وسائل الاثبات الجنائي ‏وغيرها من الجرائم المتمثلة في التدليس ‏واستغلال خصائص الوظيف والاضرار ‏بالادارة وجرائم التحرش الجنسي ‏ومخالفة القوانين المنظمة للأسلحة ‏والذخيرة. ‏
‏ وهذا ليس إلاّ فصلا آخر، والمؤكّد أنّه ‏لن يكون الأخير، من فصول معركة ‏القضاء في تونس وذلك نظرا للاهميّة ‏البالغة الذي يلعبه هذا القطاع في الحياة ‏العامّة وخصوصا لتأثيراته المباشرة على ‏الميدان السياسي.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
عن المقاطعة والمبايعة للرجعيّة

‏ لمّا كانت المقاطعة تعني فعلا المقاومة، ‏في انتخابات 2011 و2014 و2019 ‏التي تحكّم فيها المال الفاسد والإعلام ‏الرجعي والقوى الخارجية...، كان يهرول ‏إلى المبايعة. واليوم لمّا أصبحت المقاطعة ‏مبايعة لأولئك الرجعيين وحلفائهم في ‏الداخل والخارج حرّفها هذا "الأصفر" ‏وتمسّك بها حفاظا على ولائه للرّجعيّة ‏ومعاداته لآمال الشعب في بناء تونس ‏جديدة‎. ‎
‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
لزهر لونغو: صيد ثمين في قبضة الأمن التونسي

‏ ألقى الأمن الجزائري القبض على ‏لزهر لونغو‎ ‎المدير العام السابق للمصالح ‏المختصة في إحدى مدن الغرب ‏الجزائري وسلّمه إلى السلطات التونسية. ‏وكان ذلك إثر عمل استخباراتي مشترك ‏تونسي-جزائري بعد أن تمّ رصد تجاوز ‏لونغو الحدود إلى الجزائر منذ أسابيع.‏
‏ لونغو يعتبر من أكثر المقرّبين من هشام ‏المشيشي، رئيس الحكومة المنحلّة، الذي ‏عيّنه مديرا للاستخبارات ولهذا الرّجل ‏ارتباطات وثيقة بحركة النهضة الإسلاميّة ‏وكذلك بالدساترة ويعتقد انّ له علاقة اوثق ‏بالجهاز الامني السري الإرهابي لحركة ‏النهضة، لذلك يعرف برجل المخابرات ‏‏"الغامض" في تونس‏‎.‎‏ وقد تولّت فرقة ‏خاصة من الوحدة المختصة للحرس ‏الوطني‎ ‎تسلّم لزهر لونغو من أجهزة ‏الأمن الجزائرية في المعبر الحدودي غار ‏الدماء-الجليل ونقله إلى ثكنة العوينة ‏بتونس العاصمة.‏‎ ‎
‏ لزهر لونغو صادرة ضده عدة مناشير ‏تفتيش وقرار قضائي بتحجير السفر ‏ومطلوب في عديد القضايا على رأسها ‏قضية الوكر الاستخباراتي أنستالينغو.‏
‏ لزهر لونغو يمثّل صيدا ثمينا بالنّسبة ‏للدّولة التونسيّة نظرا لمسؤولياته المباشرة ‏في عدد من القضايا الخطيرة التي شهدتها ‏تونس خلال العشريّة السّوداء، ومن ‏المؤكّد أنّ القبض عليه سيساهم في حلّ ‏عديد الالغاز المتعلّقة بالمنظومة السياسيّة ‏الرّجعيّة التي حكمت البلاد خلال السّنوات ‏الفارطة.‏

مطالبهم حريات وديمقراطية برجوازية
مطالبنا السيادة الوطنية، الثروة للمنتجين والحكم للشعب
‏ جماعة ما يُسمّى جبهة الخلاص وإسقاط الاستفتاء وغيرهم حقّقت لهم "الثّورة" الفصل ‏بين السّلطات والحريات.. أمّا الشعب الذي ضحّى من أجل الشغل والكرامة والارض ‏والحرية والتوزيع العادل للثروة وضدّ التهميش والتمييز بين الجهات والاستغلال.. فلا ‏يهمّهم أمره.. هذا ليس غريبا من ‏
برجوازيين مصالحهم لا تلتقي مع مصالح ‏الكادحين بل تتناقض معها... هؤلاء ‏يريدون حريّات على مقاسهم لانّهم ‏غارقون في الثّروة التي لم يسكبوا قطرة ‏عرق واحدة لتحصيلها والآن يرتعدون ‏من فقدان الحريّات لانّ بفقدانها سيفقدون ‏الثّروة التي حصلوا عليها بطرق ‏مشبوهة.‏
‏ لقد سرق هؤلاء الانتفاضة وأطلقوا ‏عليها زورا وجهلا اسم "ثورة" وغيّروا ‏حتّى تاريخها وحرّفوا مطالب المنتفضين ‏وحقّقوا مطالبهم البرجوازية التي لم تنفع ‏الكادحين في شيء بل زادت في تعميق ‏مأساتهم كما لم تنفع الوطن في شيء بل ‏زادت في رهنه للقوى الرجعية الإقليمية ‏والعالميّة.. لقد اخذوا حصّتهم من ‏انتفاضتنا غصبا وزورا.. أمّا الآن فقد ‏حان الوقت ليفتكّ الشعب المحروم ‏انتفاضته من بطونهم المنتفخة بالثروة ‏التي ينتجها الكادحون وسيفتكّها ومعها ‏سيمارس دكتاتوريته/حكمه الشعبي من ‏خلال ديمقراطية جديدة/مباشرة ويسترجع ‏ثرواته المسلوبة من قبل لصوص ‏الثّورات‎.‎
‏ أمّا ضيّقو الأفق الذين لا يتجاوز ‏بصرهم حدود رقعة الحريات السياسية ‏والديمقراطية البرجوازيّة فلا عزاء لهم ‏لأنّهم اختاروا القرفصة في خندق أعداء ‏الشعب والوطن‎.‎

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
البرجوازيون لا شيء يملأ بطونهم ‏‎ !!!‎‏ ‏
‏ قبل شهرين كانت حجوزات نزلهم على أعلى مستوى.. واليوم ينوحون ويُعولون ‏ويندبون من "شدّة الفقر الذي ألمّ بهم" ! أ لم يكفهم ما نهبوا من ثروة ومن أموال، أم أنّهم ‏استأنسوا بدعم الدّولة وأموال الشّعب المهدورة زمن حكومات النّهب والفساد ؟
‏ فبعد "الطّلب الكبير على السوق التونسية" سرعان ما غاب الموسم السياحي عن ‏الوجود تماما وكأنّه تبخّر في لحظة ‏‎!!!‎
‏ لقد تمّ إغلاق باب العويل والبكاء الذي دأب عليه أولئك البرجوازيون في كلّ موسم ‏مبرّرين إفلاسهم مرّة بخطر الإرهاب وتداعياته ومرّة بوباء كورونا لسرقة أموال ‏الشعب.. أ لا يكفي هؤلاء ما جنوه وما كدّسوه من ثروات طيلة عشرات السّنين ؟‎.‎
حريّــــة الشّعب من حريّة الــوطن

‏ عندما يصبح الـوطن مجرّد وجهة نظر ‏باسم حقوق الإنسان البرجوازيّ فاعلم ‏أنّك أمام مرتزقة باعوا ضمائرهم مقابل ‏الحصول على لقب "ديمقراطي" أو ‏‏"حقوقي" تخطّه قوى الهيمنة الاستعمارية ‏القديمة والجديدة في قائمات عملائها ‏الطّويلة.. أمّا الوطن فهو بالنسبة إليهم ‏مجرّد اسم معلّق على واجهة محلّ تجاريّ ‏على وشك الإفلاس في سوق خربة... ‏بينما ما يكتبونه فهو مجرّد كلام عابر لا ‏ينطلي على الوطنيين وعلى الأحرار ‏الذين شربوا مع حليب أمّهاتهم أنّ حرّيتهم ‏هي من حريّة الوطن.‏‎ ‎

سيدي بوزيد: حرق مدرسة على ثلاث مراحل ‏‎!‎

‏ تعرّضت المدرسة الابتدائية بالمزارة ‏من معتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي ‏بوزيد إلى عمليّة حرق على ثلاث ‏مراحل. حيث تم يوم 29 جويلية 2022 ‏وفي وضح النهار حرق أحد اقسام ‏المدرسة وتحديدا القسم الذي خصص ‏كمكتب لإجراء استفتاء 25 جويلية على ‏مشروع الدستور الجديد‎.‎
‏ وتكررت الحادثة بعد ذلك بيوم حيث ‏تم حرق قسم ثان خصص هو الآخر ‏لإجراء استفتاء 25 جويلية كمكتب اقتراع ‏ثان وبالتالي تم حرق قسمين من المدرسة ‏التي تتسع لتسعة أقسام حيث لم تطل ‏عملية الحرق الا القسمين اللذين خُصّصا ‏لإجراء الانتخابات‎.‎
وفي اليوم الموالي، 31 جويلية تواصلت ‏طالت عمليّة الحرق منزل حارس نفس ‏المدرسة الموجود داخل سياجها وعلى بعد ‏‏10 أمتار فقط من مكتب المدير‎.‎
الغريب في كلّ ما حدث، ورغم تتالي ‏عمليات الحرق خلال ثلاثة أيّام، أنّ ‏حارس المدرسة المرابط للحراسة لم ‏يلاحظ أيّ حادثة لها علاقة بعمليات ‏الحرق.‏
وكان والي سيدي بوزيد عبد الحليم حمدي ‏والمدير الجهوي للتربية قد تحوّلا مرتين ‏إلى المدرسة المتضرّرة صحبة الجهات ‏الأمنية وقد انطلقت الأبحاث لكشف خفايا ‏هذه الحادثة الغريبة‎.‎
‏ هذه الجريمة تؤكّد انّ أيادي التّخريب ‏لن تتوقّف عن القيام بأداء مهمّتها القذرة ‏والمتمثّلة في الحرق والتدمير والتخريب ‏في محاولة لتعميق أزمة البلاد من اجل ‏إفشال المسار السياسي الذي اختاره ‏الشعب والذي من بين ركائزه محاربة ‏الفساد ومحاسبة المسؤولين عن العشريّة ‏السّوداء. وهذه الايادي لن تتأخّر في ‏مواصلة مهامها الإجراميّة ما لم يقف ‏الشعب بالمرصاد لقوى الردّة والإظلام ‏وكذلك ما لم يتم الضرب علي تلك الأيادي ‏بقوّة القانون ومعاقبتها. ‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
الرقاب: احتجاج ضدّ اجتماع حزب آفاق تونس
‏ قام المواطنون في الرقاب يوم الاحد 3 جويلية 2022 بالاحتجاج على اجتماع لحزب ‏آفاق تونس رافعين شعارات "الرقاب موش للبيع" "الرقاب تقاتل ضدّ من يخاتل"...‏
‏25 جويلية: يوم الاستفتاء يوم الحرائق ‏‎!‎

‏ شهدت عدّة غابات في عدد من جهات ‏البلاد، يوم الإثنين 25 جويلية 2022، ‏نشوب عدد من الحــرائق، وهو اليوم ‏الذي توجّه فيه الشّعب إلى مكاتب ‏الاقتراع في الاستفتاء الوطني للتّصويت ‏على مشروع الدّستور الجديد. كما شهد ‏نفس اليوم اتّساعا في مساحة بعض ‏الحرائق الأخرى التي اندلعت قبل يوم ‏الاستفتاء.‏
‏ وقد بلغ عدد الحرائق ليومي 25 ‏واستمرّت ليوم 26 جويلية 11 حريقا في ‏ثماني ولايات هي سليانة وباجة ‏والقيروان وجندوبة والكاف وبنزرت ‏وزغوان ونابل. أمّا أهمّ الحرائق التي ‏اندلعت يوم الاستفتاء فهي التالية:‏
‏- صفاقس: تعرض مركز اقتراع لمحاولة ‏حرق ببئر علي بن خليفة.‏
‏- الكاف: حريق بالغابة المحاذية لمركز ‏تجميع نتائج الاستفتاء.‏
‏- حريقان في الوطن القبلي.‏
‏- سليانة: توسّع رقعة حريق جبل البياض ‏في برقو. ‏
‏- باجة: اندلاع حريق في جبل بليف ‏بنفزة.‏
‏- القصرين: نشوب حريق بجبل الفلاليق ‏في تالة.‏
‎-‎‏ القيروان: إندلاع حريق بجبل كاف ‏القيطون في الوسلاتية حوالي الساعة ‏‏16.00. ‏
‎-‎‏ بنزرت: إندلاع حريق بجبل تمرة ‏وآخر بجبل العمايرية في سجنان.‏
‎-‎‏ زغوان: إندلاع حريق بجبل منصور ‏بالفحص.‏
‏ وقد أثارت هذه الحـرائق المتزامنة ‏تساؤلات حول إمكانيّة وقوف أيادٍ ‏وراءها، نظرا لتزامنها مع يوم التّصويت ‏على دستور يقطع نهائيّا مع دستور ‏‏2014 الذي اعتمدته منظومة الانقلاب ‏على انتفاضة التونسيين لتخريب البلاد ‏ومزيد تفقير الطبقات الشعبيّة ولتزامنه مع ‏الذّكرى الأولى لهبّة 25 جويلية ‏والقرارات الرّئاسيّة ضدّ منظومة الفساد ‏والخراب بقيادة الإسلام السياسي وحلفائه، ‏وحول الغاية من اندلاع حريقيْن بالقرب ‏من مركز اقتراع (بئر علي بن خليفة) ‏ومن مركز تجميع نتائج الاستفتاء في ‏ولاية الكاف.‏
‏ ولا شكّ أنّ عددا من هذه الحرائق كان ‏مفتعلا بهدف ترهيب الشعب وخصوصا ‏سكّان المناطق الرّيفية وبثّ الرّعب في ‏صفوفهم للتقليص من أعداد المتوجّهين ‏إلى صناديق الاقتراع يوم الاستفتاء. ‏وليس غريبا ان تلجأ القوى المتضرّرة ‏من إجراءات 25 جويلية 2021 إلى ‏القيام بهذه الأفعال الإجرامية وهي التي ‏جرّبت جميع الوسائل وظلّ الفشل يلاحقها ‏من وسيلة إلى أخرى ويوما بعد يوم. وممّا ‏يقوّي الشكوك حول وجود أياد وراء هذه ‏الحرائق او بعضها ما صرّحت به بعض ‏الجهات الأمنيّة حول العثور على مادّة ‏البنزين في مواقع بعض الحرائق (حريق ‏جبل البياضة منطقة برقو بسليانة).‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
بيــــانات سيــــاسيّة

لنصوّت بنعم على مشروع الدستور الجديد ‏‎! ‎
‏ بعد الاطّلاع على مشروع الدستور ‏الجديد المنشور بالرائد الرسمي ‏للجمهورية التونسية بتاريخ 30 جوان ‏‏2022 والتداول في فصوله، يهمّ شبكة ‏متّحدون من أجل الوطن إعلان ما يلي‎:‎
أولا : يمثّل مشروع الدستور الجديد وثيقة ‏مهمة ستمكن في حال إقرارها من إيجاد ‏الآليات الدستورية التي تسهّل على الشعب ‏تحقيق المطالب التي رفعها خلال انتفاضة ‏‏17 ديسمبر وهبّة 25 جويلية‎ .‎
ثانيا : من شأن تركيز المؤسسات التي ‏نصّ المشروع عليها وخاصة مجلس ‏الجهات والأقاليم فتح المجال أمام ‏الديمقراطية المباشرة حيث المشاركة ‏الشعبيّة في رسم البرامج السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ‏ومراقبة تنفيذها محليا وجهويا ووطنيا.‏
ثالثا : يقتضي القطع مع العشرية السّوداء ‏ومؤسسات حكمها إقرار المشروع ‏المذكور وبعث مؤسسات جديدة تقوم على ‏أنقاضها‎ .‎
رابعا : الدعوة إلى التصويت بنعم على ‏مشروع الدستور الجديد والاستعداد ‏للانتخابات القادمة والتحلي بالحذر تجاه ‏ما تخطط له جبهة 24 جويلية وداعميها ‏الدوليين من مؤامرات‎ .‎

شبكة متحدون من أجل الوطن ‏‎ ‎‏ جويلية ‏‏2022‏
بيـــــان

‏ ‏ تتالت تصريحات بعض المسؤولين في ‏الدّولة الأمريكيّة إثر نجاح الاستفتاء ‏الدّستوري في ‏تونس، حيث أكّد سفير ‏الولايات المتحدة المزمع تعيينه مستقبلا ‏في تونس أمام الكونغرس أنّه سيستخدم ‏جميع ‏أدوات نفوذ بلاده للعودة إلى الحكم ‏الديمقراطي وتخفيف معاناة التونسيين مع ‏تعزيز حقوق ‏الإنسان كمّا أقحم مؤسسة ‏الجيش التونسي في خطابه في الأولويات ‏الأمنية للولايات المتحدة ‏معلنا أنّ من بين ‏مهامّه توسيع دائرة التطبيع مع الكيان ‏الصهيوني في المنطقة العربيّة. وعقب ‏ذلك أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية ‏بيانا عبّرت فيه عن تراجع مفزع في ‏‏المعايير الديمقراطية والعديد من المكاسب ‏في تونس منذ 25 جويلية 2021.‏
‏ ‏ ويهمّ شبكة متحدون من أجل الوطن أن ‏تعبّر عمّا يلي:‏ ‏
‏- إنّ الإمبرياليّة الأمريكيّة هي العدوّ ‏الأوّل للشعوب والأمم وديمقراطيتها ليست ‏إلاّ ‏الاضطهاد والنّهب والتّدمير وإثارة ‏الحروب والفتن وتقسيم الأوطان وارتكاب ‏المجازر ‏والهيمنة الاقتصادية والثقافية ‏والسياسيّة من أجل الحفاظ على ‏مصالحها. ‏
‏-‏ ‏ إنّ ما صدر عن مسؤولي الإمبرياليّة ‏الأمريكيّة هو تدخّل سافر في السّيادة ‏الوطنية لتونس ‏وفي الطّريق التي اختار ‏الشعب السّير فيها رافضا كلّ أشكال ‏التدخّل الخارجي للتحكّم في ‏إرادته وفي ‏مصيره.‏
‏- إنّ الدّفاع عن الديمقراطية وحقوق ‏الإنسان هي الوسيلة الأكثر رواجا التي ‏تبرّر بها القوى ‏الخارجيّة تدخّلها في ‏شؤون الشعب وانتهاك سيادة الوطن ‏مستغلّة في ذلك ما تروّجه الرّجعيّة ‏‏المتضرّرة من هبّة 25 جويلية وحلفائها ‏وهذا ما تؤكّده اللّقاءات المتتالية بين ‏ممثلي السفارة ‏الأمريكية وبعض تلك ‏الأطراف.‏
‏- إنّ هذه التصريحات تؤكّد أنّ الإمبرياليّة ‏الأمريكيّة مستاءة من نجاح الاستفتاء ‏‏الذي يفتح الطّريق أمام الشعب لبناء ‏تونس الجديدة.‏ ‏
‏- دعوة الوطنيين إلى الاستعداد للدّفاع ‏عن الوطن بكلّ الوسائل وتشكيل جبهة ‏وطنية معادية ‏للإمبرياليّة والصّهيونية ‏والرّجعيّة من أجل تكريس السيادة ‏الوطنية.‏
‏* لا ديمقراطية دون سيادة وطنية‏
‏* تونس وطنية لا استعمار ولا رجعية‏

‏ متحدون من أجل الوطن 30 جويلية ‏‏2022‏
بيــــان

‏ بعد الاطّلاع على مشروع الدّستور ‏الصّادر في 30 جوان 2022 والتعديلات ‏الطّارئة عليه في 8 جويلية 2022 ‏والوضع العام في البلاد، يهمّ حزب ‏الكـادحين التعبير عماّ يلي :‏
أوّلا : يمثّـل الصرّاع حول مشروع ‏الدّستور الجديد جزءا من صراع أوسع ‏بين الشّعب وأعدائـه، وهذا الصّراع له ‏تجليـاته في الاقتصاد والاجتماع ‏والسّيـاسة والثّقـافة إلخ.. وهو حلقة من ‏حلقات التّنـاقض بين انتفــاضة 17 ‏ديسمبر وهبّـة 25 جويلية من جهة ‏وانقلاب 14 جانفي من جهة ثانية، وعلى ‏قـاعدة فهمه يكون الاختيـار بين التّصويت ‏لصـالح إقـرار الدّستور الجديــد أو ‏رفضه.‏
ثانيا : تتمثّـل الحلقة الرئيسية في ذلك ‏الصراع الآن في إلحـاق الهزيمة باليمين ‏الديني وحلفائه من اليمينيين الليبراليين، ‏الذين حوّلوا تـونس خلال العشريّة ‏السوداء إلى مرتع للإرهاب والتهريب ‏والاحتكار والمضاربة والتبعيّة ‏للإمبريالية.‏
ثالثا : مثّلت هبة 25 جويلية منعطفا مهمّا ‏في ذلك الصّراع، فاتحةً البـاب أمـام ‏محاسبة حكّـام تلك العشرية، واستجاب ‏رئيس الجمهورية لمطالبها وتطلعاتها في ‏حلّ البرلمان وإقالة حكومة المشيشي ‏الخ.. وتتالت الخطوات السياسية الإيجابية ‏خلال العام الماضي وينتظر أن تضاف ‏إليها الآن خطوة إيجابية أخرى في ‏المجال الدستوري بإقبال الشعب على ‏الاستفتاء والتصويت بــنــعـم.‏
رابعا : على الجمهورية الجديدة دعم ‏الخطوات السّياسية والدستورية بخطوات ‏اقتصادية اجتماعية تحقّق آمــال الشّعب ‏في الثّــروة للمنتجــين والشّغــل للمعطّلـين ‏والإصـلاح الــزّراعي للفلاَّحــين.‏
خامسا : دعوة ســائر الكــادحــين في ‏المدن والأريــاف إلى التّصويــت بنعم ‏لصــالح إقــرار الدّستــور الجديــد.‏

حزب الكــادحين تونس 18 جويـلية ‏‏2022‏
بيان حول تدخل الإمبرياليين الأمريكيين في تونس

‏ يواصل الإمبرياليون الأمريكيون ‏تدخلهم في الشؤون التونسية وآخرها ‏تصريحات وزير خارجيتهم وسفيرهم ‏المزمع تعيينه ممثلا لهم في تونس، على ‏إثر الاستفتاء الشعبي على الدستور ‏الجديد، والغاية من ذلك فرض التطبيع ‏والدفع باتجاه الانخراط في الاتفاقيات ‏الابراهيمية، التي شملت حتى الآن أنظمة ‏رجعية عربية والكيان الصهيوني ‏برعايتهم، في دوس سافر على السيادة ‏الوطنية وتصفية القضية العربية ‏الفلسطينية من جهة، والهيمنة الكاملة على ‏تونس بالتصرف في شؤونها الداخلية ‏والخارجية من جهة أخرى.‏
‏ ويجد هؤلاء في الرجعية المحلية ممثلة ‏في جبهة 24 جويلية أداة تسهل عليهم ‏ذلك، وهي التي ما فتئت تناشدهم التدخل ‏لفرض العودة إلى ما قبل 25 جويلية ‏لمواصلة مسار الانتقال الديمقراطي ‏الكاذب، وفي علاقة بذلك يعبر حزب ‏الكادحين عما يلي‎ :‎
أوّلا: إدانة التدخل الامبريالي الأمريكي ‏السافر في تونس.‏
ثانيا : تحميل جبهة 24 جويلية المسؤولية ‏عن كل ما يترتب عن ذلك التدخل‎ ‎‏.‏
ثالثا : مطالبة الدولة التونسية برفض ‏قبول السفير الأمريكي الجديد‎ ‎‏.‏
رابعا : دعوة القوى الوطنية التونسية الى ‏الاتحاد في مواجهة الغطرسة الامبريالية ‏والأطماع الصهيونية وعمالة الرجعية ‏المحلية.‏

---------
حزب الكادحين تونس 30 جويلية ‏‏2022‏‎ ‎
حرب الشعب العربية ضد حرب الإبادة الصهيونية

‎ ‎‏ يشنّ جيش الاحتلال الصهيوني منذ يوم ‏‏5 أوت 2022 هجوما جديدا على الشعب ‏العربي الفلسطيني مستعملا طائراته ‏وصواريخه ودباباته، مما أدى الى سقوط ‏شهداء وجرحى من بينهم أطفال، وفي ‏علاقة بذلك يعبر حزب الكادحين عما ‏يلي:‏
أولا: إعتبار العدوان الصهيوني الجديد ‏حلقة ضمن سلسلة حرب الإبادة ضد ‏الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية ‏قاطبة المتواصلة منذ تأسيسه.‏
ثانيا: إن تلك الحرب العدوانية لا يمكن ‏الانتصار عليها الا بحرب الشعب العربية ‏طويلة الأمد مثلما اثبتته التجارب الظافرة ‏للأمم المكافحة في الصين وفيتنام ‏وغيرهما.‏
ثالثا: يُحيّي صمود المقاومة العربية ‏الفلسطينية التي تواجه الغزاة بما ملكت ‏من قوة.‏
رابعا: يلفت الانتباه إلى نفاق الإمبرياليين ‏وسائر الرجعيين الذين يدعمون الدولة ‏الأوكرانية باعتبارها ضحية عدوان ‏روسي، بينما يتجاهلون الضحية ‏الفلسطينية، معتبرين الكيان الصهيوني في ‏حالة دفاع شرعي عن مواطنيه.‏
حزب الكادحين
تونس 7 أوت 2022‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
ضحكات تونسية

‏ تمّ يوم 12 أوت 2022 توقيع عقد ‏اجتماعي بين رئاسة الحكومة واتحاد ‏الشغل فضلا عن اتحاد الصناعة ‏والتجارة، تحت عنوان "عقد المثابرة ‏لمجابهة التحديات الاستثنائية الاجتماعية ‏والاقتصادية والمالية بكل مكوناتها ودعم ‏السيادة الوطنية واستقلالية القرار ‏الوطني". والذين كانوا في موعد التوقيع ‏نجلاء بودن ونور الدين الطبوبي وسمير ‏ماجول، أما ضيفة المناسبة فكانت مديرة ‏مكتب منظمة العمل الدولية لبلدان المغرب ‏العربي كأنما لتكون شاهدة. وكان التأكيد ‏على عقد جلسات حوار بدءا من 15 أوت ‏للوصول إلى اتفاقات ثنائية أو ثلاثية ‏تخص الملفات المتعلقة بالاستحقاقات ‏الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية.‏
‏ وما حصل كان مفاجأة فقبل وقت ‏قصير اتسمت العلاقة بالجفاء بين ‏الموقعين، اتحاد الشغل يهدد الحكومة ‏بإضرابات متتالية مطلقا صيحات الفزع، ‏محذرا اتحاد الصناعة والتجارة، ‏والحكومة غاضبة بصمت من اتحاد ‏الشغل، واتحاد الصناعة غاضب من ‏الإثنين معا، فما الذي جعل الجميع يتآلفون ‏بين عشية وضحاها ؟
‏ من المرجّح أن الاتحاد العام التونسي ‏للشغل هو أول من فهم اللحظة المفصلية ‏التي تمر بها تونس بعد الاستفتاء على ‏الدستور الجديد، فهو حزب كبير بلافتة ‏نقابية كما قال يوما السفير الهولندي في ‏تونس، وأن قيادته قد أدركت بعد ‏تصريحات استفزازية من وزير الدفاع ‏الأمريكي .وقبله وزير الخارجية والسفير ‏المعين من نفس البلد أن هناك خطرا ‏خارجيا داهما لم يعد يسمح بالمزيد من ‏المناورة في العلاقة برئيس الجمهورية ‏الذي يواجه ضغوطا خارجية متصاعدة، ‏فإمّا معه أو ضدّه، فقد تلاشت المنطقة ‏الرمادية أو كادت، فكان لابد من لقاء من ‏هذا القبيل دعما للرئيس، خاصة أن تلك ‏الضغوط اقترنت بشكل صريح مع ‏إشارات تفيد فرض التطبيع على تونس ‏وهذا خط أحمر بالنسبة إلى النقابيين، ‏ومن هنا فإن توقيع ذلك العقد أمر جيد ‏حتى لو أخذناه في رمزيته وحدها، فهو ‏دليل على أن الروح التونسية تستيقظ في ‏الأوقات الحرجة، فإما أن تتحد مكوناتها ‏أو تموت جميعها.‏
‏ لذلك من الواضح أن الامر لا يتعلق ‏بعقد اجتماعي بالمعنى التقليدي، بل هو ‏عقد من طراز جديد متناسب مع تونس ‏الجديدة ، أي إنه عقد سياسي رئيسيا ، بل ‏إنه أشبه ببيان سياسي مكتوب بعبارات ‏موزونة تكتسب رمزيتها من العنوان أولا ‏والمضمون ثانيا والصور المرافقة في ‏اشهاره ثالثا ، حيث ضحكة اتحاد الشغل ‏الكاملة ونصف ضحكة الحكومة وربع ‏ضحكة اتحاد الأعراف، ومن المرجح أن ‏الاتحاد هو من بادر بالدعوة الى اللقاء ‏،فهو الخيمة الوطنية التي تدرك في ‏اللحظة الحاسمة دورها الاستراتيجي ‏فتضحي بالخاص لصالح العام‎ .‎
ورغم القيمة السياسية التي أشرنا اليها ‏فإن الجانب الاجتماعي كان حاضرا أيضا ‏إذ لا يمكن اغفاله في مناسبة كهذه بالنظر ‏الى طبيعة المنظمتين النقابيتين، لذلك كان ‏الاتفاق على عقد جلسات حوار لمواجهة ‏التحديات الاجتماعية والاقتصادية ‏والمالية، وهذه رسالة لا يخفى أن ‏المخاطب بها هو صندوق النقد الدولي ‏الراغب في اتفاق الموقعين على ‏التوجهات الاقتصادية والاجتماعية ‏الكبرى التي من شأنها توفير الاستقرار ‏الاجتماعي الذي يبحث عنه ضمانا ‏لمصالحه في بلد جعل منه حكام العشرية ‏السوداء من أكثر البلدان مديونية.‏
‏ وبالعودة إلى تجربة العقد الاجتماعي ‏في تونس نلاحظ أنها قديمة وتعود الى ‏سبعينات القرن الماضي مع فترة حكومة ‏الهادي نويرة، ولكن تلك التجربة لم تكن ‏وردية فقد اصطدمت بعوائق وأضحت ‏عنوان فشل مع انتفاضة 26 جانفي ‏‏1978 والاضراب العمالي الكبير، وما ‏لحق ذلك من اعتقال للنقابيين ومصادرة ‏جريدتهم واستشهاد بعض قادتهم في ‏السجون والسطو على الاتحاد كله بتحويله ‏الى شعبة دستورية كانت حياتها قصيرة. ‏ومن هنا الحرج الذي يجد بعض النقابيين ‏أنفسهم فيه بإحياء عنوان فقد روحه، غير ‏أن الحكومة نفسها لن تجد مشكلة في ‏تغييره بما هو أدق في التعبير عنه، ففي ‏تونس الجديدة تموت العناوين القديمة ‏أيضا‎.‎

فريد العليبي جريدة الأنوار، 19 أوت ‏‏2022‏‎.‎
--------------------------
هبّة 25 جويلية: الوقــائع والدّروس‏
تقديم
‏- لماذا الاهتمام بـ 25 جويلية 2021 ؟ ‏

‏ تفرض عديد الاعتبارات الاهتمام بيوم ‏‏25 جويلية 2021، وهي:‏
‏* أوّلا، أهميّة الأحداث التي وقعت يومها ‏والتي يمكن تلخيصها في حدثين بارزيْن ‏هما الاحتجاجات التي وقعت بالنّهار ‏والتي رفع خلالها المحتجّون عددا من ‏الشّعارات تعبّر عن مطالبهم ومطالب ‏جزء كبير من المجتمع والإجراءات التي ‏تمّ اتّخاذها ليلا في علاقة بتلك ‏الاحتجاجات النّهاريّة مستجيبة للمطالب ‏التي رفعها المحتجّون بجملة من ‏القرارات. ‏
‏* ثانيا، التحوّلات التي طرأت على ‏الخريطة السياسيّة على مستوى الحكم ‏وتأثيراتها على السّاحة السياسيّة برمّتها ‏من خلال إعادة تشكّل المشهد السياسي ‏وعلى المجتمع.‏
‏* ثالث هذه الاعتبارات، يتمثّل في كيفيّة ‏تعامل الخارج وخصوصا القوى العالميّة ‏والإقليميّة التي لها مصالح في البلاد ‏التونسيّة مع ما وقع يوم 25 جويلية ومع ‏الإجراءات التي تلت ذلك التّاريخ. ‏
‏ إذن، من خلال هذه الاعتبارات اكتسى ‏حدث 25 جويلية أهمّيته البالغة في تاريخ ‏البلاد على المستويين السياسي والشعبيّ. ‏وهو تاريخ لا يقلّ من حيث الأهميّة عن ‏الأحداث الكبرى في تاريخ تونس ‏المعاصر وخاصّة في تاريخ الكفاح ‏الشّعبي من أجل تحرّره وانعتاقه، على ‏غرار انتفاضات جانفي 1978 وجانفي ‏‏1984 وانتفاضة الحوض المنجمي ‏‏2008 وانتفاضة 17 ديسمبر 2010.‏
‏* التسمية: لمَ الهبّة الشعبيّة وليس ‏الانتفاضة او الثّورة أو غيرها من ‏المصطلحات ؟
‏- لقد أطلقنا على ما حدث يوم 25 جويلية ‏الهبّة الشّعبيّة، والهبّة هي من فعل هبّ، ‏نقول هبّت الريح أو العاصفة يعني ثارت ‏وهاجت، وهبّ النّاس للمقاومة أي نهضوا ‏واستيقظوا للمقاومة. فالهبّة مثلها مثل ‏الانتفاضة والثّورة تنتمي جميعها إلى ‏قاموس المقاومة التي تقوم بها الجماهير ‏في إطار كفاحها من أجل نيل حقوقها. وقد ‏أصبحت هذه التّسمية هي الأكثر استعمالا ‏للإشارة إلى ما حدث يوم 25 جويلية ‏‏2021 في البلاد التّونسيّة.‏
‏ وبما أنّ الاحتجاجات الشعبيّة كانت ‏محدودة في الزّمن، فهي لم تتجاوز نهار ‏‏25 جويلية، وهذا ما كان مخطّطا له ‏مسبقا في الدّعوة الى الاحتجاج في ذلك ‏التّاريخ. كما أنّ تلك الاحتجاجات شملت ‏مناطق معيّنة في البلاد دون غيرها. فإنّ ‏ما وقع يمكن ان نسمّيه هبّة، وهذه التسمية ‏وقع استعمالها بكثرة في الحقل السياسي ‏للإشارة إلى احداث يوم 25 جويلية ‏‏2021.‏

الوقـــائع:‏
‏- ماذا حدث يوم 25 جويلية 2021 نهارًا ؟

قبل التعرّض إلى وقائع هذا اليوم، لا بدّ ‏من العودة إلى الظروف التي أدّت إلى ‏حصول تلك الهبّة الشعبيّة، وقبل ذلك لا بدّ ‏من التعرّض إلى تسمية هذا الحدث. ‏
‏* ظروف الهبّة الشّعبية‏
الوضع العام بالبلاد: يمكن تلخيص ‏الوضع السّائد بتونس قبيل 25 جويلية في ‏عبارة واحدة وهي: الأزمـة الشّاملة التي ‏أصبحت تتخبّط فيها البلاد. ويمكن ‏الإشارة سريعا إلى بعض مظاهرها في ‏الآتي:‏
‏-في الميدان الاقتصادي والمالي: ضعف ‏نسبة النمو الاقتصادي: تقارب الصّفر بل ‏إنّها نزلت إلى ما دون الصّفر- فقدان ‏عديد المنتوجات والمواد الغذائيّة في ‏السّوق وندرة بعض المواد الأخرى- عجز ‏الميزان التجاري بتفوّق قيمة الواردات ‏على قيمة الصادرات... تراكم الديون ‏بسبب سياسة الاقتراض خاصة من ‏صندوق النقد الدّولي وتراجع قيمة العملة ‏التونسية: التدحرج المتواصل لقيمة ‏الدّينار في مقابل العملات الصّعبة...‏
‏-في الميدان الاجتماعي: بسبب الأزمة ‏الاقتصادية والمالية المتفاقمة يوما بعد يوم ‏تردّت الأوضاع المادية لأغلب الطبقات ‏الاجتماعيّة وخصوصا الطّبقات الشعبيّة ‏بمزيد تفقيرها أمام ارتفاع الأسعار ‏واستفحال البطالة والفقر وهذا ما أدّى الى ‏تفاقم مظاهر الانتحار والجريمة والهجرة ‏السرية (الحرقة) وكذلك كثرة ‏الاحتجاجات الاجتماعية.‏
‏-في ميدان الصحّة: انتشار الموت النّاتج ‏عن تفشّي وباء كورونا أمام عجز السلطة ‏الحاكمة عن مواجهته. وكان لانتشار ‏صور الموتى والمشاهد من داخل ‏المستشفيات خلال تلك الكارثة الوبائيّة ‏دور في تأجيج الغضب الشعبي.‏
‏-في الميدان السياسي: تظهر الأزمة ‏السياسية على عدّة مستويات وأصعدة: ‏وهي:‏
أوّلا: الصّراع بين مؤسسات الدّولة ‏الثلاثة: رئاسة الدّولة من جهة والحكومة ‏والأغلبية البرلمانية من جهة أخرى، وقد ‏بلغ الصّراع بينها حدّ القطيعة.‏
ثانيا: ما أثارته المشاهد المنقولة من داخل ‏البرلمان من غضب وحقد لدى متابعي ‏نشاطه ممّا جعله موضوعا للتندّر ‏والسّخرية وهدفا من أهداف الاجتجاجات.‏
ثالثا: عجز الحكومات المتلاحقة عن ‏التقليص من حدّة الأزمة مقابل اهتمامها ‏بملهيات أخرى وهو ما جعلها هدفا آخر ‏من اهداف المحتجّين.‏
‏-يمكن ان نضيف إلى ذلك الازمة البيئيّة ‏والأوضاع الأمنية وأزمة التعليم ‏والرياضة والثقافة وغيرها من الميادين ‏والقطاعات حيث لا يكاد يخلو حقل او ‏ميدان من مظاهر التأزّم.‏
‏- إلى جانب هذه الأزمة الشاملة كانت ‏رائحة الفساد تنتشر هنا وهناك ويتّسع ‏مداها ويرتفع صداها بل ضلوع أسماء ‏لها علاقات ببعض المتنفذين في السلطة ‏بقضايا الفساد.‏
كلّ هذه العوامل والأسباب كانت في ‏حاجة إلى قادح لإشعال فتيل الاحتجاجات ‏الشعبيّة، وقد تحقّق هذا القادح وسرّع ‏بوقوع الهبّة. وتمثّل هذا القادح في مطالبة ‏حركة النّهضة، الحزب الحاكم، بالإسراع ‏بتفعيل "صندوق الكرامة"، حيث انتشر ‏في بداية شهر جويلية، فيديو يخطب فيه ‏رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد ‏الكريم الهاروني، في مجموعة من أنصار ‏الحركة وجّه فيه نقده للحكومة التي ‏عطّلت انطلاق عمل "صندوق الكرامة" ‏المخصّص لجبر الضرر المادّي لضحايا ‏الاستبداد في إطار تنفيذ ما يسمّى العدالة ‏الانتقالية. وقد أثار ذلك حالة من الغضب ‏الواسع عبّرت عنها عديد الصفحات ‏الفايسبوكية وأهمّها صفحة "لا ‏للتعويضات للنهضويين" التي أُنشئت ‏يوم 16 جويلية 2021 وأصبحت تضمّ ‏حوالي 200 ألف متابع. وقد انتشرت ‏الدّعوة إلى الخروج إلى الاحتجاج يوم ‏‏25 جويلية من أجل حلّ البرلمان ‏والحكومة.‏
‏* وقائع 25 جويلية: كان يوم أحد، وهو ‏يوافق عيد الجمهوريّة وكذلك ذكرى ‏اغتيال محمد البراهمي، اذن هو يوم له ‏دلالاته ورمزيته في تاريخ الشعب.‏
‏- شهد صباح يوم ذلك الأحد تجمّعات ‏احتجاجية لعلّ اهمّها كان في العاصمة ‏أمام مقرّ البرلمان في باردو. ففي حين ‏تحوّل شارع بورقيبة إلى ما يشبه ثكنة ‏لقوّات الأمن، تجمّع مئات الأشخاص أمام ‏مقرّ البرلمان مطالبين بحلّه وقد منعهم ‏الأمن من التقدّم إلى البوّابات الرئيسية. ‏ووقعت مواجهات مع قوات البوليس في ‏ساحة باردو ثمّ عادت الجماهير إلى ‏التجمّع من جديد أمام البرلمان بينما ‏تراجع البوليس الى الوراء.‏
‏- خرج المحتجون أيضا في جهات أخرى ‏في الساحل وصفاقس وبعض المناطق في ‏جنوب البلاد وشمالها. ففي صفاقس ‏المتظاهرون تحمّع المتظاهرون امام مقر ‏البلدية، وفي سوسة وقعت مظاهرة وتجمع ‏المحتجّون أمام الولاية. كما وقعت ‏مظاهرات في نابل والكاف.‏
‏- كانت الشعارات الغالبة على هذه ‏الاحتجاجات: حل حل البرلمان، الشعب ‏يريد حل البرلمان، والمناداة باستقالة ‏المشيشي ومحاسبة الغنوشي.‏
‏- في جهات أخرى، خرجت مسيرات ‏تضمّ عشرات أو بضع مئات في عدد من ‏المدن، وقد تخلّلت بعضها اشتباكات مع ‏الأمن مثل نابل وصفاقس مساءً.‏
‏- توجّه المحتجّون في بعض الجهات إلى ‏مقرّات حركة النهضة باعتبارها الحزب ‏الحاكم، حيث تجمهر المحتجّون أمام ‏مقرّاتها في عدد من المدن وتعرّضت ‏بعض تلك المقرّات إلى الحرق وإتلاف ‏محتوياتها. ‏
‏ فقد تعرّض مقرّ النهضة في توزر ‏للاقتحام وتمّ إتلاف محتوياته، وفي ‏القيروان تمّت محاصرة مقر النهضة ‏واقتلاع لافتته، واقتحم المحتجّون مقرات ‏النهضة في سوسة والمنستير، وتمّت ‏محاصرة مقرها في صفاقس، وفي سيدي ‏بوزيد وقعت محاولة خلع مقرّها وتمّ ‏اقتلاع اللافتة وحرقها، وفي المهدية تمّ ‏اقتحام مقرّ الحركة وإحراقه، وفي ‏قرمبالية أيضا تمّ اقتحام مقرّ نفس الحركة ‏وحرق محتوياته‎.‎
‏- كما تعرّضت مقرّات أحزاب أخرى ‏للاقتحام، ففي سليانة وقع اقتحام مقرّ ‏الحزب الدستوري الحرّ بما أنّه أعلن ‏رفضه لدعوات الاحتجاج يوم 25 ‏جويلية. ‏
‏- وقع تحويل وجهة الاحتجاج من مقرّ ‏البرلمان إلى مقرّات الأحزاب المسؤولة ‏عن الازمة العامّة والشاملة، كما وقع ‏تغيير في برنامج وشكل الاحتجاج من ‏رفع المطالب والدّعوة إلى حل البرلمان ‏نحو مهاجمة المقرات الحزبيّة وهو ما ‏أدّى إلى حصول مواجهات مع قوات ‏الامن في بعض الجهات، وهذا يعني ‏التصعيد في حدّة الاحتجاج من التعبير ‏عن الغضب ورفع المطالب وهو شكل ‏سلميّ للاحتجاج إلى إفراغ شُحنات ‏الغضب باللّجوء إلى ممارسة بعض ‏أشكال العنف وهو عنف مشروع بالنّسبة ‏إلى الجماهير الغاضبة التي تريد افتكاك ‏حقوقها. ‏

دروس الهبّة ‏

يمكن من خلال التعرض الى هبة 25 ‏جويلية استنتاج ما يلي:‏
‏-‏ أنّ التناقضات التي دفعت الشعب الى ‏الانتفاض في 17 ديسمبر 2010 مازالت ‏قائمة، فلم يتحقّق للمنتفضين لا الشّغل ولا ‏الحريّة ولا الكرامة الوطنيّة، والنظام الذي ‏أراد الشعب اسقاطه تمّ ترميمه شيئا فشيئا ‏من خلال مسار الانتقال الديمقراطي الذي ‏وقع ارساؤه من اجل القضاء على المسار ‏الثوري. ذلك أنّ الوجوه التي اتى بها ‏الانتقال الديمقراطي واصلت اتباع نفس ‏السياسات القديمة وهو ما زاد في رهن ‏السيادة الوطنية للقوى الخارجية وفي ‏استغلال الطبقات الشعبية وتفقيرها.‏
‏-‏ كانت المطالب المرفوعة يوم 25 جويلية ‏مطالب سياسيّة في ظاهرها لكن في ‏جوهرها كانت تحمل عناوين اجتماعية ‏لانّ الأحزاب السياسية الحاكمة هي ‏المسؤولة عن الازمة الشاملة ومنها ‏الازمة الاجتماعية وبالتالي فإنّ القضاء ‏على الأزمة يمرّ حتما عبر القضاء على ‏أسبابها. ‏
‏-‏ نجحت هبّة 25 جويلية في تحقيق مطالبها ‏الفورية والعاجلة بفضل وجود رئيس ‏استجاب لتلك المطالب، وكان المحتجّون ‏وغالبية الشعب تنتظر تلك القرارات ‏انطلاقا من التصريحات السّابقة لرئيس ‏الدّولة التي عبّر فيها باستمرار عن وفائه ‏لانتفاضة 17 ديسمبر وقد أكّد ذلك ليلة ‏‏25 جويلية حين صرّح بأنّ انفجار 17 ‏ديسمبر يتواصل من خلال ما حدث يوم ‏‏25 جويلية. وهذا يعني أنّ ما أنجزته تلك ‏الهبّة لم يكن ممكنا لولا توفّر ذلك ‏المعطى.‏
‏-‏ لم يكن لرئيس الدّولة ان يتّخذ تلك ‏القرارات في تلك اللّيلة بالذّات لولا تلك ‏الهبّة الشعبيّة التي أكسبته شرعيّة شعبيّة ‏جديدة ليتمكّن بفضلها من إزاحة خصومه.‏
‏-‏ لم يكن يوم 25 جويلية حدثا بسيطا في ‏تونس، بل إنّه مثّل منعرجا مهمّا في كفاح ‏الشعب ضدّ أعدائه في الدّاخل المستعينين ‏بقوى أجنبيّة تدعمهم بمختلف الوسائل ‏وكان لذلك الحدث دور مهمّ في إحداث ‏فرز بين من يقفون في صفّ الشعب ‏والوطن فعلا وقولا وبين من يهذون بذلك ‏قولا أمّا فعلا فهم يقفون في الصفّ ‏المعادي للشعب وللوطن.‏
فــاروق الصيّاحي
‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
أنباء المقاومة والحرب الشعبية
فلسطين المحتلّة: شهيدان في اقتحام مدينة نابلس

‏ اقتحمت، فجر اليوم الاحد 24 جويلية ‏‏2022، وحدات خاصة من قوّات ‏الاحتلال الصّهيوني حي الياسمينة بالبلدة ‏القديمة من نابلس، وحاصرت أحد الأبنية ‏في الحي، واندلعت في تلك الاثناء ‏اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات ‏الاحتلال وعدد من الشبّان داخل الحي ‏استمرت لنحو 4 ساعات أطلقت خلالها ‏قوات الاحتلال قذائف صاروخية عديدة، ‏ما أدى إلى استشهاد الشابين عبود صبح ‏‏(29 عامًا) ومحمد العزيزي (22 عامًا) ‏وجرح 19 آخرين.‏
-----
السّودان: احتجاجات شعبيّة وشهيد جديد

‏ سقط يوم الخميس 21 جويلية 2022 ‏سهيد جديد برصاص قوات القمع في ‏السودان خلال الاحتجاجات الشعبية ‏المتواصلة ضدّ النظام العسكري المنقلب ‏على انتفاضة الشعب السوداني. وقد سقط ‏الشهيد في أم درمان. بذلك ارتفع عدد ‏شهداء الشعب ضدّ الانقلاب العسكري إلى ‏‏115.‏
-----
الكريلا تقتل 13 جنديّا تركيّا

‏ تمكّن مقاتلو ومقاتلات حزب العمّال ‏الكردستاني في شمال العراق يوم 6 ‏جويلية من القضاء على 13 من جنود ‏الرّجعية التركية بواسطة كمين نصبوه ‏لقوّة عسكريّة تركيّة كانت بصدد مهاجمة ‏إحدى مواقع المقاتلين، ثمّ تمكّنوا من ‏إصابة مروحيّة اتت لنقل الجثث ممّا ‏اضطرّها إلى المغادرة دون أداء مهمّتها‎.‎
------
احتجاجات ضد قمة الناتو في مدريد ‏

‏ شارك آلاف الأشخاص في مدريد في ‏مظاهرة حاشدة تمت الدعوة إليها في 26 ‏جوان 2022 ضد قمة حلف شمال ‏الأطلسي التي انعقدت في المدينة يومي ‏‏29 و30 جوان، والتي كان أحد أهدافها، ‏من بين أمور أخرى، الموقف الحالي ‏للقوى الامبريالية ضد روسيا، والموقف ‏الاستراتيجي فيما يتعلق بالصين أو الدمج ‏المحتمل للسويد وفنلندا.‏
‏ قدمت الجماهير المحتجّة من جميع ‏أنحاء إسبانيا وشاركت فيها مختلف ‏المنظمات الثورية والتقدمية والمناهضة ‏للعسكرة. وقد استعدّت لها الدّولة بنشر ‏هائل للقوات القمعية. وقد أثارت هذه ‏العسكرة حتّى الصحافة البرجوازية التي ‏أشارت إلى جهاز الشرطة الكبير المنتشر ‏بعناوين مثل "مدريد: مخبأ محمي بـ ‏‏10000 شرطي" أو "قمة الناتو: ‏الهروب أو العمل عن بعد أو كيفية البقاء ‏على قيد الحياة في العاصمة المحاصرة ‏لمدة 5 أيام".‏
‏ قامت قوات القمع في كلّ المدن ‏الإسبانيّة بإجراء عمليات تحديد الهوية ‏الجماعية للمشاركين في المظاهرات في ‏مختلف المدن، وبالاستيلاء على مواد ‏يحملها المحتجّون مثل العصي والأعلام ‏واللافتات. وفي بعض المدن، مثل ‏سرقسطة، ضغطت الشرطة على العديد ‏من شركات نقل الركاب لعدم نقل ‏المتظاهرين إلى مدريد. ‏
-----
الفلبين: الجيش الرّجعي يقتل ثائرا ماويّا

‏ داهمت فرقة عسكريّة من الجيش ‏الرّجعي الفلبيني موقعا لمقاتلين من جيش ‏الشعب الجديد في مقاطعة ريزال وقد ‏أطلق الجنود الرّجعيون النار على ‏المجموعة المقاتلة ممّا أسفر عن مقتل ‏عنصر من جيش الشعب الجديد هو ‏الرفيق لورد بينما تمكّن بقيّة المقاتلين من ‏الانسحاب بسلام‎.‎
-----
النظام التركي غاضب من السويد بسبب حزب العمّال الكردستاني

‏ استدعت الخارجية التركية يوم السبت ‏القائم بالأعمال المؤقت للسفارة السويدية ‏في تركيا بسبب "الدعاية" لأنصار تنظيم ‏‏"بي كا كا" (حزب العمّال الكردستاني) ‏في مدينة "غوتنبرغ" جنوب غرب ‏السويد‎.‎
‏ وأفادت مصادر دبلوماسية تركية ‏للأناضول، بأنه تم إبلاغ القائم بالأعمال ‏السويدي احتجاج تركيا القوي على ‏الدعاية لأنصار التنظيم‎.‎
‏ وأضافت أن "أنقرة طلبت تحديد ‏المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية ‏والقضائية اللازمة بحقهم‎".‎
‏ كما أكدت على تطلعاتها لاتخاذ السويد ‏خطوت ملموسة على ضوء مذكرة التفاهم ‏الثلاثي‎.‎
‏ وأواخر جوان الماضي، وقعت تركيا ‏والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن ‏عضوية البلدين الأخيرين في حلف شمال ‏الأطلسي "ناتو"، على هامش قمة التكتل ‏في العاصمة الإسبانية مدريد، تعهد فيها ‏السويد وفنلندا بالتعاون التام مع أنقرة في ‏مكافحة التنظيمات الإرهابية‎.‎
-----
‏"أطلقوا سراحهم جميعا !" ‏

‎ ‎‏ أقيمت في بوسطن بالولايات المتحدة ‏الأمريكيّة ندوة سياسيّة حول قضيّة ‏السجناء الثوريين في العالم وخصوصا ‏في الهند. وقد أبرز المتحدثون في ندوة ‏في بوسطن أنّ الدّول الرّجعيّة تواجه ‏المعارضة السياسية بالقمع في جميع ‏أنحاء العالم.‏
‏ وبخصوص السّجناء الثوريين في ‏الهند، أوضح المتدخّلون في النّدوة أنّ ‏الدّولة القائمة تلجأ إلى مختلف أشكال ‏التعذيب والحرمان، فتعرّضوا إلى حرمان ‏الأب سوامي من العلاج إثر إصابته بوباء ‏كورونا ممّا أدّى إلى وفاته. كما أبرزوا ‏الانتظار الطّويل الذي يقضيه السّجناء في ‏فترة الإيقاف قبل ان يتمّ عرضهم على ‏المحكمة والذي قد يدوم شهورا وحتّى ‏سنوات.‏
-----
‏"أوقفوا المذابح في الأحياء الفقيرة في ريو والبرازيل !"‏

‏ في 21 جويلية 2022، نفذت الشرطة ‏المدنية والعسكرية في كلاوديو كاسترو ‏عملية حرب أخرى في كومبليكسو دو ‏أليماو. بالاعتماد على قوة قوامها 400 ‏شرطي، تمّ إطلاق العنان لمجزرة جديدة، ‏قُتل خلالها 18 شخصًا على الأقل، ‏ونشرت قوّات القمع الرعب قبل الفجر، ‏وتركت آثار الدماء في الشوارع والأزقة. ‏
‏ كما لو أن الواقع القاسي الذي تتعرّض ‏له الطّبقات الشعبيّة في أحزمة الفقر لم ‏يكن كافياً، حيث يوجد أكثر من 18 ‏مليون أسرة في فقر مدقع و33 مليون ‏برازيلي يعانون من الجوع، 2.8 مليون ‏منهم في ولاية ريو دي جانيرو لوحدها، ‏و40 مليون يعملون بشكل غير رسمي، ‏و10 ملايين يبحثون دون جدوى عن ‏عمل و5 ملايين محبط، كأنّ كلّ هذا ‏البؤس غير كاف، ليفرضوا على هذه ‏الطّبقات المسحوقة والمحرومة سياسة ‏إبادة جماعيّة.‏
‏ في أقل من عام وقعت عشرات ‏العمليات الفتّاكة للغاية، لعلّ أهمّها ‏وأخطرها مذبحة جاكاريزينيو (28 حالة ‏قتل) وفيلا كروزيرو (25 حالة قتل)... ‏هي بعض الأمثلة على الهمجية التي ‏ترتكبها الدولة يوميًا، ويعتقدون أن لديهم ‏الحق في غزو المنازل والقيام بعمليّات ‏إذلال وقتل.‏
‏ هذه الحقيقة ليست فريدة من نوعها في ‏ريو دي جانيرو، فهي ليست من صنف ‏‏"حقائق معزولة"، ولا نتيجة "نقص ‏التخطيط"، كما يجادل البعض، إنّما ‏الخطة بالتحديد هي: تحت الادعاء الكاذب ‏بمكافحة "تهريب المخدرات" لإدامة ‏الإبادة الجماعية وسجن الفقراء والسكان ‏السود باعتبارها السبيل الوحيد لإدارة ‏الفقر‎.‎
‏ تمامًا مثل الحكومات السابقة، ‏بولسونارو والجنرالات، نفس أولئك الذين ‏يشترون 700 طن من البيكانا ‏والبيرة‎ ‎والويسكي بأموال الشّعب الكادح ‏في خضم الجوع، يمنحون "تفويضًا ‏مطلقًا" للقتل، عندما يتدخلون بشكل ‏مباشر في المجازر بقوة الأمن والشرطة ‏الاتحادية والوحدات السريعة الاتحادية ‏والقوات المسلحة، كل ذلك بتأييد من ‏المحكمة الاتحادية العليا‎ ‎التي، من ناحية، ‏تفرض قيودًا على توغلات الشرطة أثناء ‏وباء كوفيد-19، ومن ناحية أخرى، ‏‏"تغض الطرف" عن الانتهاكات المرتكبة ‏في الأحياء الفقيرة والأطراف.‏
‏ بسبب كل هذا، أعربت عديد المنظّمات ‏السياسية والمدنية الثورية عن رفضها ‏لسياسة القتل، وتطالب بحياة كريمة لأبناء ‏الريف والمدينة، وبالتوظيف وترفيع ‏الأجور وتوفير السّكن والصحة والتعليم ‏ووضع حد فوري للمجازر في ريو دي ‏جانيرو وفي جميع أنحاء البرازيل ‏‎!‎‏ ‏
-----
بنغلاداش: كفاح المزارعين

في بنغلاداش، المزارعون يدافعون عن ‏أرضهم ضدّ محاولة تهجيرهم وإقامة ‏مؤسسات سجنية ورياضية وغيرها في ‏مزارعهم
-----
هايتي: شهيدان وعشرات الجرحى في انتفاضة الجياع

‏ عمّت الاحتجاجات الشعبية مناطق ‏هايتي رفضا للارتفاع المشطّ في تكاليف ‏العيش، وقد ادّت المواجهات مع قوّات ‏القمع يوم 22 أوت 2022 في بورتو ‏برانس إلى مقتل متظاهريْن وجرح 37 ‏آخرين. ‏
-----
البيرو: قتلى في مواجهات بين جيش الشعب والجيش الرّجعي

‏ شنّت القوّات العسكريّة الرّجعية ‏البيروفية في الأيّام الفارطة حملة ‏عسكريّة واسعة النّطاق في إحدى مناطق ‏إقليم فرايم ضدّ مقاتلي ومقاتلات الدّرب ‏المضيء (الحزب الشيوعي البيروفي) ‏وهي المنطقة التي تمثّل قاعدة للنشاط ‏العسكري للحزب. ‏
‏ وقد أدّت الحملة العسكريّة إلى نشوب ‏قتال عنيف بين الجانبين دامت أيّاما ‏وأسفرت حسب مصادر الرّجعيّة ‏البيروفيّة عن مقتل ما بين 10 و15 من ‏مقاتلي الدّرب المضيء وجرح عدد آخر، ‏بينما اعترفت هذه المصادر بفقدان ‏جندييْن اثنين ومقتل ضابطين في صفوفها ‏إضافة إلى تدمير عدد من الآليات الحربيّة ‏في الطّور الأوّل من الحملة العسكريّة.‏
-----
الفلبين: الحركة الثوريّة ستقاتل وتتفوّق على ماركوس جونيور

‏ انتقد الحزب الشيوعي الفلبيني تنصيب فرديناند ماركوس جونيور وصعوده رئيسا ‏للحكومة الرجعية وأعلن أن الجيش الشعبي الجديد والحركة الثورية بأكملها مستعدون ‏لمواجهة نظامه غير الشرعي وسيصمدون بالتأكيد أمامه.‏
‏ بعد إحباط رودريدو دوتيرتي وإعلان ‏

القوات المسلّحة الفلبينية عن هدفها سحق ‏الحزب والثورة المسلحة، أصبح الحزب ‏الشيوعي الفلبيني الآن مستعدا لمواجهة ‏الهجمات التي لا هوادة فيها والهجمات ‏الفاشية المكثفة لقوّات القمع في ظل نظام ‏ماركوس الثاني، حسبما ذكر في بيان ‏صدر يوم 30 جوان 2022.‏
‏ وقال ماركو فالبوينا، كبير مسؤولي ‏المعلومات في حزب الشعب الكمبودي، ‏إن الحزب كلف جميع قيادات ووحدات ‏الجيش الشعبي الجديد بتقييم قوتها ووضع ‏العدو من أجل محاربة النظام غير ‏الشرعي وجها لوجه.‏
‏ "يجب أن يسعوا جاهدين للحفاظ على ‏المبادرة المستمرة من خلال ضمان منطقة ‏واسعة بما فيه الكفاية من العمليات للتحول ‏والتركيز والتشتت، ومستوى عال من ‏الانضباط العسكري، وحركات حرب ‏العصابات السريعة لتجنب تطويق العدو، ‏والحفاظ على التوازن بين التوسع ‏والتوحيد وبين بناء قوات أفقية ورأسية"، ‏قال الح الش الف.‏
‏ وأشار الحزب الشيوعي الفلبيني إلى ‏أن الجيش الشعبي الجديد يجب أن يسعى ‏جاهدا لكسب المزيد من نقاط المبادرة ‏لشن هجمات تكتيكية في الوقت المناسب ‏مع انتصار مؤكد مئة في المئة.‏
‏ واستنادا إلى التقارير والبيانات ‏الإخبارية المنشورة، وقع أكثر من 80 ‏حادثا مسلحا شاركت فيها وحدات الجيش ‏الشعبي الجديد والقوات العسكرية ‏والشرطة والقوات شبه العسكرية ‏ووكلاؤها منذ بداية العام. وكان معظمها ‏بمبادرة من وحدات الجيش الشعبي ‏الجديد، وقتل ما لا يقل عن 61 من قوات ‏العدو وعملائه في هذه الحوادث، في حين ‏تكبّد الجيش الشعبي الجديد 18 ضحية.‏
‏ وقال الحزب الشيوعي الفلبيني إن قوى ‏الثورة المسلحة تقف على أرضية أخلاقية ‏عالية، خاصة في ظل نظام ماركوس ‏جونيور غير الشرعي وتشديد القيود ‏واستمرار الهجمات ضد الحقوق ‏الديمقراطية للشعب. وأضاف أنّ ‏‏"الهجمات الفاشية الوحشية التي تشنها ‏قوات ماركوس العسكرية والامنية ضد ‏جماهير الفلاحين تدفعهم للقتال وشن ‏مقاومة مسلحة".‏
‏ واختتم الحزب الشيوعي الفلبيني ‏بالقول: "بعزم كامل، من المؤكد أن ‏الحزب والجيش الشعبي الجديد سيجمعان ‏قوة أكبر في السنوات المقبلة في ظل نظام ‏ماركوس الثاني من أجل الدفاع عن ‏الشعب الفلبيني والنهوض بقضيته الوطنية ‏الدّيمقراطيّة".‏
‎-----------------------------------------------------------------------------------‎
‏ في الذّكرى 46 لرحيل ماوتسي تونغ: نضال ماو ضد خطوط اليمين ‏واليسار وانتصار الثّورة الصينية
مرحلة الحرب الأهليّة الثوريّـة الأولى
‎ ‎من عام 1924 حتى بداية عام 1926، تقدّمت الثورة الصينية بسرعة مع البروليتاريا ‏والفلاحين في غليان كبير. في عام 1925، تحولت الاحتجاجات ضد مذبحة 30 ماي ‏على يد الشرطة البريطانية ضد المتظاهرين في شنغهاي إلى حركة شعبية مناهضة ‏للإمبريالية شاركت فيها جميع شرائح الجماهير في جميع أنحاء البلاد. كانت البلاد على ‏شفا معركة حاسمة بين الثورة والثورة المضادة‎.‎

ومع ذلك، فقد أصاب‎ ‎الحزب الشيوعي الصيني‎ ‎انحرافان. كانت الزمرة الانتهازية اليمينية ‏المهيمنة بقيادة الأمين العام للحزب آنذاك تشين تو هسيو الذي اتخذ موقفًا مفاده أن الثورة ‏البرجوازية الديمقراطية يجب أن ‏
تقودها البرجوازية‎ ‎وأن هدف الثورة يجب ‏أن يكون تشكيل جمهورية برجوازية، ‏ووفقا لخطه، كانت البرجوازية هي القوة ‏الديمقراطية الوحيدة التي يجب أن تتحد ‏معها الطبقة العاملة ولم يفكّر في أيّ ‏إمكانية لبناء تحالف مع الفلاحين. من ‏ناحية أخرى، كان الانتهازيون ‏‏"اليساريون" الذين مثلهم تشانغ كو تاو، ‏زعيم اتحاد العمال لعموم الصين الذي ‏رأى فقط حركة الطبقة العاملة. لقد جادل ‏بأن الطبقة العاملة قوية بما يكفي لصنع ‏الثورة بمفردها، وهكذا تجاهلت زمرته ‏أيضًا الفلاحين‎.‎
‎ ‎أثناء محاربة هاذين الانحرافين، قدّم ‏ماو مساهماته الرئيسية الأولى في تطوير ‏النظرية الماركسية‎. ‎في مارس 1926، ‏أخرج كتابه الشهير‎ " ‎تحليل لطبقات ‏المجتمع الصيني" وفي مارس 1927 قدّم ‏تقريره‎ ‎عن ‏‎"‎تحقيق حول حركة الفلاحين ‏في هونان". حاول في هذه الأعمال ‏الإجابة على الأسئلة الأساسية للثورة ‏الصينية: من هم أصدقاء الثورة ومن هم ‏أعداؤها ؟ ومن هي القوة الرائدة ومن هم ‏الحلفاء الموثوق بهم والمترددون ؟ لقد ‏جادل بأن البروليتاريا وليس البرجوازية ‏هي التي ستضطر لقيادة الثورة، لكن ‏البروليتاريا لن تكون قادرة على ‏الانتصار بالقتال وحدها. وشدد على دور ‏الفلاحين، الذين كانوا أقرب حليف ‏للبروليتاريا وأكثرهم عددًا. وأشار أيضا ‏إلى أن البرجوازية الوطنية كانت حليفا ‏متذبذبا مع احتمال أن يصبح اليمين عدوا ‏والجناح اليساري يبقى صديقا للثورة. كما ‏قدم ماو أفكاره حول كيفية تعبئة ‏الجماهير، وإنشاء حكومة ثورية وتنظيم ‏القوات المسلحة للفلاحين. كان هذا هو ‏منظور ماو الواضح للاتجاه الذي يجب ‏أن تسلكه القوى الثورية‎.‎
‎ ‎كان هذا زمن‎ ‎الحملة الشمالية التي ‏كانت جزءًا مهمًا من المرحلة الأولى من ‏الثورة الصينية - الحرب الأهلية الثورية ‏الأولى. كانت مسيرة للجيش الثوري ‏بقيادة الجبهة الوطنية الموحدة الثورية ‏‏(الجبهة المتحدة للكومينتانغ - الحزب ‏الشيوعي الصيني). ابتداءً من يوليو ‏‏1926 من كوانتونغ في جنوب الصين ‏كان هدفها هو سحق الحكومة الرجعية ‏لأمراء الحرب الشماليين المدعومين من ‏الإمبريالية في حرب ثورية وتحقيق ‏استقلال الصين ووحدتها. كانت الحملة ‏الشمالية في البداية نجاحًا كبيرًا مع جنوب ‏الصين بالكامل والعديد من أمراء الحرب ‏الجنوبيين الذين هُزموا أو انتصروا. تحت ‏تأثير الحملة الشمالية كان هناك طفرة بين ‏الفلاحين، قامت البروليتاريا بالعديد من ‏الانتفاضات المسلحة في المدن لتتزامن ‏مع تقدم الجيش الثوري، حتى شنغهاي، ‏أكبر مدينة صناعية وتجارية في الصين، ‏تم تحريرها في مارس 1927 بعد ثلاث ‏محاولات لانتفاضة عماليّة مسلحة‎.‎
‎ ‎تمّ تحقيق انتصارات كبيرة، غير أن ‏الزمرة البرجوازية التي يمثلها شيانغ كاي ‏شيك (زعيم الكومينتانغ الرئيسي بعد وفاة ‏صن يات صن عام 1925) كسرت ‏الجبهة المتحدة. في أفريل 1927، تم شن ‏مذابح، بدعم من الإمبرياليين، ضد الكادر ‏الشيوعي في مختلف أنحاء البلاد، غير ‏أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني ‏الانتهازية اليمينية بزعامة تشين تو ‏هسيو، بدلاً من حشد العمال والفلاحين ‏ضد رجعيي الكومينتانغ، خضعت لشيانغ ‏وزمرته‎. ‎في جويلية 1927 شنت زمرة ‏أخرى من الكومينتانغ مذابح ضد ‏الشيوعيين وأدّى ذلك إلى تفكك الجبهة ‏المتحدة وهزيمة الحرب الأهلية الثورية ‏الأولى‎.‎
‎ ‎كان الخط اليميني لتشن تو هسيو، ‏الذي سيطر طوال فترة الحرب الأهلية ‏الثورية الأولى، أحد الأسباب المهمة لفشل ‏الثورة خلال هذه الفترة. على الرغم من ‏أن ماو كافح ضد هذا الخط اليميني، إلا ‏أنه لم يستطع الفوز بدعم الأغلبية في ‏الحزب. في الواقع، في المؤتمر الوطني ‏الخامس الذي عقد خلال هذه الفترة، في ‏أفريل 1927، نجح تشين في إزاحة ماو ‏من اللجنة المركزية‎.‎
مرحلة الحرب الأهلية الثورية الثانية
‎ ‎في أوت 1927، في بداية الفترة التالية ‏‏- فترة الحرب الأهلية الثورية الثانية - ‏تمت إقالة تشين تو هسيو من منصب ‏الأمين العام. بعد انتقاده الشديد لانتهازية ‏اليمين، أعيد ماو إلى اللجنة المركزية ‏وعين عضوًا مناوبًا في المكتب السياسي ‏المؤقت الذي تم إنشاؤه، لكن الانتقاد ‏الصحيح لخط اليمين أفسح المجال في ‏نوفمبر 1927 لهيمنة الخط "اليساري" ‏في اللجنة المركزية، تحت قيادة شو شيو ‏باي‎ (Chu Chiu-pai)‎، وهو رفيق ‏فكري عاد بعد التدريب في روسيا. لقد ‏أخطأ هذا الخط في التقييم بأن الثورة ‏الصينية كانت في حالة "تصاعد مستمر"، ‏وبالتالي دعا إلى انتفاضات مسلحة في ‏العديد من المدن. انتقدت القيادة ماو ‏لدعوته وقيادته انتفاضة فلاحية ومعارضة ‏الانتفاضات في المدن الكبرى وتمت ‏إزالته مرة أخرى من مناصبه المركزية، ‏كما تم عزله من عضوية لجنة مقاطعة ‏هونان. أدى الخط "اليساري" إلى خسائر ‏فادحة والتخلي عن هذا الخط بحلول ‏أفريل 1928‏‎.‎
‎ ‎قام المؤتمر السادس للحزب الشيوعي ‏الصيني الذي عقد في موسكو في جوان ‏‏1928 بتصحيح هذا الخط "اليساري" ‏الأوّل وتبنّى فهمًا صحيحًا في الأساس، ‏متخليًا عن مواقف اليمين و"اليسار‎". ‎على الرغم من أن ماو لم يحضر ‏المؤتمر، إلّا أنّه أيّد موقفه بشكل أساسي ‏في العديد من النقاط، في غيابه انتخب ‏مرة أخرى عضوا في اللجنة المركزية. ‏أثناء تنفيذ هذا الفهم، وأثناء بناء الجيش ‏الأحمر بعد إخفاقات الحملة الشمالية ‏وانتفاضات المدينة، قدم ماو مساهماته ‏الإضافية في تطوير النظرية الماركسية ‏اللينينية. كتب‎ ‎لماذا يمكن أن توجد القوة ‏السياسية الحمراء في الصين؟‎ ‎في أكتوبر ‏‏1928،‎ ‎والنضال في جبال تشينغ كانغ ‏في نوفمبر 1928. قدّمت هذه الأعمال ‏التاريخية الأساس النظري للعملية ‏التاريخية لبناء وتطوير الجيش الأحمر ‏الجارية آنذاك، بدأ ماو، انطلاقا من ‏مجموعة صغيرة من العمال والفلاحين ‏المقاتلين، بعد فشل انتفاضة الفلاحين في ‏عام 1927، في إنشاء أول قاعدة في ‏جبال تشينغ كانغ في أكتوبر 1927. ‏وخلال الفترة من عام 1927 إلى بداية ‏عام 1930، كانت منطقة الفلاحين ‏المسلحين قد نمت فيها الانتفاضات ‏والقواعد الثورية الريفية بشكل مطرد. ‏انضم العديد من الأقسام المقاتلة تحت ‏القيادة الشيوعية إلى قوات ماو فنما ‏الجيش الأحمر إلى 60.000 جندي، ‏وبعد ذلك بقليل إلى 100.000 جندي‎.‎
‎ ‎ومع ذلك، بدأت الأفكار "اليسارية" في ‏الظهور مرة أخرى، ومنذ عام 1930 ‏تولى قيادة الحزب. سيطر خطان ‏‏"يساريان" على الحزب وتسبّبا في ضرر ‏لا يحصى، الأوّل بقيادة لي لي سان ‏‎ (Li ‎Li-san) ‎في عام 1930 والثاني بقيادة ‏مانغ مينغ‎ (Wang Ming) ‎بين عامي ‏‏1931-1934. وضع لي لي سان في ‏جوان 1930 خطة لتنظيم الانتفاضات ‏المسلحة في المدن الكبرى في جميع أنحاء ‏البلاد ولتركيز جميع وحدات الجيش ‏الأحمر لمهاجمة هذه المدن الكبرى، فأدّت ‏محاولة تنفيذ هذه الخطة بين جوان ‏وسبتمبر 1930 إلى خسائر فادحة وطلب ‏الكوادر تصحيحها. خلال هذه الفترة، قاد ‏ماو هجومًا على تشانغشا لكنه انسحب ‏لمنع خسائر فادحة في مواجهة القوات ‏الإمبريالية المتفوّقة وقوات الكومينتانغ. ‏بعد الانسحاب كان هناك قمع وحشي في ‏تشانغشا تم خلاله إعدام يانغ كاي هوي، ‏زوجة ماو، التي كانت تعمل تحت ‏الأرض هناك. انتقد لي لي سان نفسه في ‏جلسة عامة عقدت في سبتمبر 1930 ‏واستقال من المناصب القيادية، وتمّ نقل ‏ماو وتشو تيه (قائد الجيش الأحمر) إلى ‏المكتب السياسي المشكل حديثًا‎.‎
‎ ‎ومع ذلك، تم تجاوز هذا المكتب ‏السياسي بجلسة مكتملة دعا إليها في ‏جانفي 1931 وانغ مينغ أحد عناصر ‏المجموعة المكوّنة من ثمانية وعشرين ‏ممن يطلق عليهم اسم "البلاشفة" الذين ‏عادوا بعد التدريب في روسيا، ولم يدعوا ‏ماو وتشو تيه إلى الجلسة المكتملة لكنهم ‏أبعدوهما مع آخرين من اللجنة المركزية. ‏في أوت 1932، تم عزل ماو أيضًا من ‏مناصبه كسكرتير للجنة الجبهة والمفوض ‏السياسي للجيش الأحمر. مع السّيطرة ‏على الحزب والجيش الأحمر بشكل ‏كامل، ارتكبت زمرة وانغ مينغ العديد من ‏الأخطاء التي أدت إلى خسائر فادحة، ‏وطوال الوقت، كان هجومهم الرئيسي ‏على ماو، الذي كان يمثل ما كانت تلك ‏الزّمرة تعتبرهم انتهازية صحيحة ‏والخطر الرئيسي داخل الحزب. كان ‏الخط الصحيح لماو يسمى "خط الفلاحين ‏الأغنياء‎"‎، وتمّ استخدام الأساليب الطائفية ‏والفئوية من قبل قيادة الخط "اليساري" ‏لمهاجمة ليس ماو فقط ولكن أيضًا قادة ‏الخطوط "اليسارية" السابقة، لي لي سان ‏وتشو تشيو باي. بينما كانت زمرة وانغ ‏مينغ تسبّب الفوضى داخل الحزب، كان ‏تشيانغ كاي تشيك ينظّم حملات متكرّرة ‏للتطويق والقمع ضد مناطق القاعدة ‏الحمراء، وقد هُزمت الحملات الأربعة ‏الأولى بسبب قيادة ماو وتأثير مبادئه ‏الإستراتيجية قبل أن تكتسب قيادة ‏‏"اليسار" السيطرة الكاملة على الحزب ‏والجيش الأحمر في مناطق القواعد، ومع ‏ذلك، عندما تحركت القيادة "اليسارية" ‏فعليًا إلى منطقة القاعدة، أدت قيادتها ‏المباشرة إلى أخطاء فادحة وهزيمة ‏القوات الشيوعية في الحملة الخامسة ‏لقوات الكومينتانغ. من أجل اختراق ‏تطويق تشيانغ كاي تشيك وتحقيق ‏انتصارات جديدة، تقرر اعتبارًا من ‏أكتوبر 1934، إجراء تحول استراتيجي ‏في الجيش الأحمر يهز العالم، وهو ‏الإجراء المعروف باسم المسيرة الكبرى ‏‏(الطويلة). كان ماو برفقة زوجته التالية، ‏هو تزو تشان ‏‎(Ho Tzu-chen)‎، وهي ‏كادر حزبي من عائلة فلاحية محلية في ‏منطقة قاعدة كيانغسي ‏‎(Kiangsi)‎، ‏تزوّجا في عام 1931، بعد وفاة زوجة ‏ماو السابقة، يانغ كاي هوي، كان لديهما ‏طفلان تُركا مع الفلاحين في منطقة قاعدة ‏كيانغسي في بداية المسيرة الكبرى‎.‎
‎ ‎خلال المسيرة الكبرى، في جلسة ‏تسوناي الكاملة‎ ‎للحزب الشيوعي ‏الصيني، في جانفي 1935، انتقلت قيادة ‏الحزب إلى أيدي ماو وسياساته. كانت ‏هذه نقطة تحول في المسيرة الكبرى ‏وكذلك في الثورة الصينية. ثم تقرر ‏مواصلة المسيرة الكبرى في اتجاه الشمال ‏لتكون قادرة على تنسيق أفضل للحركة ‏المناهضة لليابان على مستوى الأمة، ‏والتي كانت تنمو باستمرار منذ الهجوم ‏الياباني واحتلال شمال شرق الصين في ‏عام 1931‏‎.‎
خلال المسيرة الكبرى، إلى جانب ‏الهجمات المتكررة لقوات الكومينتانغ، ‏كان على الحزب أيضًا مواجهة خط ‏الطيران وأمراء الحرب بقيادة تشانغ كو ‏تاو. هزم مؤتمرا اللجنة المركزية اللذان ‏عقدا خلال المسيرة الكبرى اقتراح تشانغ ‏كو تاو بالانسحاب إلى مناطق الأقليات ‏القومية في سينغ كيانغ والتبت، لكنّ تشانغ ‏رفض اتباع قرار الحزب وحاول تشكيل ‏مركز حزبي جديد. قاد قسما من الجيش ‏الأحمر في اتجاه مختلف فتعرض للهجوم ‏والقضاء عليه من قبل قوات الكومينتانغ ‏وأصبح تشانغ نفسه خائنًا وانضم إلى ‏الكومينتانغ. وصلت القوة الرئيسية للجيش ‏الأحمر إلى وجهتها في مقاطعة شينسي ‏في شمال الصين في أكتوبر 1935، بعد ‏عام واحد من بدء المسيرة الكبرى، كان ‏الجيش الأحمر يبلغ قرابة 300.000 قبل ‏بداية حملة التطويق الخامسة وتقلّص في ‏أكتوبر إلى أكثر من عشرين ألفًا. كانت ‏هذه النّواة هي التي أنشأت منطقة قاعدة ‏شنسي-كانسو-نينغشيا (في المناطق ‏الحدودية لهذه المقاطعات الثلاثة في شمال ‏الصين) التي أصبحت معروفة باسم يآنان ‏وهواسم عاصمتها. كانت هذه هي القاعدة ‏التي قاد منها ماو الحزب والجيش الأحمر ‏إلى النصر بحلول عام 1945 في الحرب ‏ضد اليابان‎.‎
‎ ‎خلال هذه الفترة طلّق ماو وهو تزو ‏تشن في عام 1938، وتزوّج في أفريل ‏‏1939 شيانغ تشينغ ‏‎(Chiang ‎Ching)‎، وهو الاسم الحزبي لان بينج، ‏وهي ممثلة مسرحية وسينمائية، والتي ‏انضمت إلى الحزب في عام 1933 ‏وانتقلت إلى يآنان في عام 1937 ‏لتدريس الدراما في أكاديمية الفنون هناك ‏والمشاركة في فرق الدعاية التي نشطت ‏بين الفلاحين، التقى بها ماو الذي اهتم ‏بشدة بالفن والأدب في سياق هذا العمل ‏ووقعا في الحب وقرّرا الزواج‎.‎
مرحلة حرب المقاومة ضد اليابان
‎ ‎فور الانتهاء من المسيرة الكبرى، ركّز ‏ماو على تبنّي وتنفيذ توجّه تكتيكي جديد ‏من أجل إنهاء الحرب الأهلية وتوحيد ‏القوى لشن حرب مقاومة ضد ‏اليابان‎. ‎كان عرضه التقديمي حول ‏‏"التكتيكات ضد الإمبريالية ‏اليابانية‎" ‎تطورًا كبيرًا في تكتيكات الجبهة ‏المتحدة الماركسية اللينينية. تم تطوير هذا ‏لاحقًا في تقريره في مايو 1937 حول ‏‏"مهام الحزب الشيوعي الصيني في فترة ‏المقاومة ضد اليابان". قدم ماو عرضًا ‏رائعًا لمرحلة تطور التناقضات الداخلية ‏والخارجية للصين، وشرح التغيير في ‏التناقض الرئيسي الناجم عن عدوان ‏اليابان، وبالتالي التغيير في تكتيكات ‏الجبهة المتحدة اللازمة لمواجهة الوضع ‏الجديد، ودعا إلى تشكيل جبهة موحدة مع ‏الكومينتانغ من أجل طرد المعتدين ‏اليابانيين. ومع ذلك، لم يوافق تشيانغ كاي ‏تشيك على الدخول في جبهة موحدة حتى ‏أجبرته على ذلك‎ ‎دعاية الحزب الشيوعي ‏الصيني وضغط بعض الفصائل في ‏حزبه، وافق أخيرًا، عندما ألقي القبض ‏عليه في ديسمبر 1936 من قبل اثنين من ‏جنرالاته الذين أصروا على ضرورة بناء ‏جبهة موحدة مع الحزب الشيوعي ‏الصيني. تأسست الجبهة المتحدة ‏المناهضة لليابان في أوت 1937‏‎.‎
‎ ‎خلال فترة حرب المقاومة، اضطر ماو ‏مرة أخرى إلى محاربة الاتجاهات ‏الخاطئة على الرغم من أنها لم تتطور ‏لتولّي قيادة الحزب والنضال. كان الأول ‏هو الاتجاه المتشائم الموجود في بعض ‏أقسام الكومينتانغ في الجبهة المتحدة، ‏هؤلاء الناس بعد بعض الهزائم على أيدي ‏اليابانيين شعروا أن الصينيين يجب أن ‏يتم قمعهم وحكمهم من قبل اليابانيين ‏وغيرهم من الإمبرياليين، حتى أن أحد ‏الفصائل كان مستعدّا للاستسلام. من ‏ناحية أخرى، كان هناك اتجاه في بعض ‏أقسام الحزب الشيوعي الصيني من قبَل ‏الذين شعروا أنه مع تشكيل الجبهة ‏المتحدة سيكون هناك انتصار سريع على ‏اليابانيين، لقد بالغ هؤلاء الرفاق في تقدير ‏قوة الجبهة المتحدة ولم يروا الجانب ‏الرجعي لعصبة تشيانغ كاي تشيك. ومن ‏أجل تصحيح هذه النظريات الخاطئة ‏وتوضيح المسار الصحيح للحرب، قام ‏ماو في مايو 1938 بإخراج كتابه ‏عن‎ "‎الحرب طويلة الأمد" الذي أشار إلى ‏أن الحرب ستنتهي في النهاية بالنصر ‏لكن النصر لن يكون سريعًا، كما أرسى ‏في هذا الكتاب وغيره من الكتابات ‏المبادئ العسكرية للحرب‎.‎
‎ ‎كتب ماو أيضًا العديد من الأعمال ‏الفلسفية للمساعدة في تثقيف كادر الحزب ‏وإزالة الآثار الضارة للخطين السابقين ‏اليمين و"اليسار‎". ‎بناءً على هذه ‏الكتابات، بين عامي 1941 و1944، تمّ ‏تنظيم حملة تصحيح مطوّلة لمحاربة ‏الأخطاء الرئيسية في الحزب. ترافق ذلك ‏مع مناقشات معمّقة لمراجعة تاريخ ‏الحزب، وشارك تشو إن لاي، الذي كان ‏رفيقًا رائدًا طوال الفترة، في هذه العملية ‏بشكل خاص. أدى هذا في النهاية إلى نبذ ‏مفتوح وكامل للخطوط الخاطئة السابقة ‏وتم تبني هذا الفهم في‎ "‎القرار المتعلق ‏ببعض المسائل في تاريخ حزبنا" في ‏الجلسة الكاملة للحزب الشيوعي الصيني ‏المنعقدة في أفريل 1945‏‎.‎
‎ ‎مسلحًا بالخط الصحيح والتكتيكات ‏الصحيحة، قاد الحزب الشيوعي الصيني ‏الشعب الصيني إلى النصر، أولاً في ‏حرب المقاومة ضد اليابان ثم ضد ‏الرجعيين بقيادة تشيانغ كاي تشيك. من ‏قوة مقاتلة قوامها ما يزيد قليلاً عن ‏عشرين ألفًا في نهاية المسيرة الكبرى، ‏نما الجيش الأحمر إلى مليون قوة قرب ‏نهاية الحرب ضد اليابان في عام 1945. ‏في ذلك الوقت، في المؤتمر السابع ‏للحزب الشيوعي الصيني في أفريل ‏‏1945، قدم ماو في "تقريره عن‎ ‎حكومة ‏التحالف"، تلخيصًا تفصيليًا للحرب ضد ‏اليابان وتحليلاً للوضع الدولي والمحلي ‏الحالي، وقدّم برنامجا محددا لتشكيل ‏حكومة ائتلافية مع الكومينتانغ بعد ‏الانتصار على القوات اليابانية‎.‎
مرحلة الحرب الأهلية الثورية الثالثة
‎ ‎بعد الانتصار على اليابانيين، رفض ‏شيانغ كاي تشيك، بسبب دعم الإمبريالية ‏الأمريكية والقوة المتفوقة لقواته ‏العسكرية، الموافقة على تشكيل حكومة ‏ائتلافية بأي شروط معقولة‎. ‎في ذلك ‏الوقت، حتى ستالين أراد أن يتوصّل ‏الحزب الشيوعي الصيني إلى اتفاق، قائلاً ‏إنه لا ينبغي أن يخوضوا حربًا أهلية ‏ويجب أن يتعاونوا مع شيانغ كاي تشيك، ‏وإلا ستهلك الأمة الصينية. ومع ذلك، ‏مضى الحزب الشيوعي الصيني في عهد ‏ماو قدما وخاض ما أصبح يعرف باسم ‏الحرب الأهلية الثورية الثالثة. بالاعتماد ‏على الدعم الكامل من الجماهير وخاصة ‏الفلاحين،‎ ‎تمكن الجيش الأحمر من تغيير ‏ميزان القوى العسكري والانتقال في ‏جويلية 1947 من الدفاع الاستراتيجي ‏إلى الهجوم الاستراتيجي. بحلول أكتوبر ‏‏1949، كان الحزب الشيوعي الصيني قد ‏انتصر، في غضون أربع سنوات، على ‏مستوى البلاد على الكومينتانغ المدعوم ‏من الولايات المتحدة‎.‎
‎ ‎مع انتصار الصين، غمر الفرح ‏والفخر الماركسيين اللينينيين ‏والبروليتاريا في جميع أنحاء العالم ‏لتشكيل معسكر اشتراكي لا يقهر على ما ‏يبدو يضم ثلث البشرية. لكن ماو أعطى ‏فكرة عن التحديات المقبلة ومخاطر الفترة ‏المقبلة، في عام 1949، بمناسبة الذكرى ‏الثامنة والعشرين لتأسيس الحزب ‏الشيوعي الصيني، في خطابه "حول ‏الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية‎" ‎قال: ‏‏"ثمانية وعشرون عامًا من عمر حزبنا ‏هي فترة طويلة، حققنا فيها شيئًا واحدًا ‏فقط - لقد حققنا انتصارًا أساسيًا في ‏الحرب الثورية. وهذا يدعو للاحتفال لأنّه ‏انتصار الشعب لأنّه انتصار في بلد كبير ‏مثل الصين. لكن لا يزال أمامنا الكثير ‏من العمل؛‎ ‎لاستخدام تشبيه الرحلة، فإن ‏عملنا السابق ليس سوى الخطوة الأولى ‏في مسيرة طويلة من عشرة آلاف‎ ‎لي‎".‎
دروس أساسيّة في الماركسيّة اللّينينيّة ‏الماويّة، الفصل 24‏‎ ‎
----------------------------------------------------------------------------------
من تراث الشيوعيين الماويين ****** شارو ماجومدار ‏
المهمة الرئيسية اليوم هي النضال من أجل بناء الحزب الثوري الحقيقي من ‏خلال ‏
النضال الشامل ضد التحريفية ‏
‏ بعد فترة السّجن الطّويلة، عقد القادة بعد مؤتمر الحزب، لأوّل مرّة، اجتماعا للّجنة ‏المركزية بأكملها. تبنت القيادة المركزية للحزب، الذي تشكل من خلال النضالات ضد ‏التحريفية، قرارا أيديولوجيا وأعلنت بصراحة أن جميع الانتقادات الموجهة ضد الحكومة ‏الهندية من قبل الحزب الصيني العظيم كانت خاطئة. وفي الوقت نفسه، ذكر في القرار أنه ‏لا ينبغي الإعلان عن انتقاد القادة التحريفيين السوفيات الآن، لأن ذلك من شأنه أن ‏يضعف ثقة الشعب في الاشتراكية. أي أنه لا ينبغي القضاء على إخفاء محاولة القيادة ‏التحريفية السوفياتية التعاون مع الإمبريالية الأمريكية لتأسيس هيمنتها العالميّة.‏

‏ إنّ قائد الثورة الصينية الكبرى، ‏الحزب الشيوعي الصيني، وزعيمه ‏الرفيق ماو تسي تونغ، هما اليوم زعيما ‏البروليتاريا والنضالات الثورية في ‏العالم. بعد لينين، تولّى الرفيق ماو تسي ‏تونغ موقف لينين. لذا فإن النضال ضد ‏التحريفية لا يمكن تنفيذه في معارضة ‏الحزب الشيوعي الصيني والرفيق ماو ‏تسي تونغ ولا يمكن الحفاظ على نقاء ‏الماركسية اللينينية. وبمعارضتهم للحزب ‏الصيني، تخلى قادة الحزب الهندي عن ‏المسار الثوري للماركسية اللينينية، إنهم ‏يحاولون التسلل إلى التحريفية عن طريق ‏تعبئتها بطريقة مختلفة. لذلك من ‏الضروري لأعضاء الحزب أن يفهموا ‏بوضوح أن قادة الحزب اليوم، في ‏النضال ضد التحريفية، ليسوا رفاقنا في ‏السلاح، أو حتى شركاء.‏
‏ يحاول القادة التحريفيون السوفيات، ‏بالتعاون مع الإمبريالية الأمريكية، حاليا ‏اكتساب الهيمنة العالمية، إنهم يعملون ‏كأعداء لجميع حركات التحرر الوطني، ‏إنهم يحاولون تأسيس قيادة تحريفية من ‏خلال تقسيم الأحزاب الثورية والتسلل بلا ‏خجل إلى عملاء الإمبريالية الأمريكية. ‏إنهم اليوم أعداء نضالات التحرير الشعبية ‏في جميع البلدان، أعداء النضالات ‏الثورية، أعداء الصين الثورية، وحتى ‏أعداء الشعب السوفياتي.‏
‏ لذلك، لا يمكن لأحد أن يقود النضال ‏ضد الإمبريالية الأمريكية دون القيام ‏بنضال مفتوح ضد القيادة التحريفية ‏السوفياتية. من المستحيل قيادة النضال ‏ضد الإمبريالية إذا لم نفهم أن القادة ‏التحريفيين السوفيات لا يؤيدون ذلك. ‏تحاول قيادة الحزب، بعيدا عن اتباع هذا ‏المسار، إقناع الشعب من خلال كتابات ‏مختلفة بأن القادة السوفيات، على الرغم ‏من بعض الأخطاء، يعارضون بشكل ‏أساسي سياسة الحكومة الهندية ويتقدمون ‏على طول الطريق الطويل للاشتراكية، ‏أي أنهم يحاولون بمكر إخفاء حقيقة أن ‏القادة السوفيات يحاولون تدريجيا تحويل ‏الدولة الاشتراكية السوفياتية إلى دولة ‏رأسمالية وأن هذا هو سبب التعاون ‏الأمريكي السوفياتي.‏
‏ لذلك، في التحليل السياسي والتنظيمي ‏للهند على مدار العامين الماضيين، لم يرد ‏أي ذكر للتدخل الإمبريالي، وخاصة ‏التدخل الإمبريالي الأمريكي، بينما أعلن ‏جميع ممثلي الإمبريالية الأمريكية، من ‏جونسون إلى همفري، مرارا وتكرارا ‏أنهم سيستخدمون الهند كقاعدة ضد ‏الصين.‏
‏ ويبدو أن أعضاء اللجنة المركزية لم ‏يلاحظوا مثل هذه المسألة الهامة. وهكذا، ‏في القرار السياسي والتنظيمي، لم يصدر ‏أي بيان احترازي لأعضاء الحزب في ‏مواجهة الهجوم الإمبريالي المضادّ. بل ‏على العكس من ذلك، وبعد قراءة القرار ‏برمته، يبدو أنه لم يحدث أي تغيير معين ‏في الحالة؛ بل إنه لم يحدث أي تغيير في ‏هذا الصدد. أنه في بعض الحالات ‏تطورت صعوبات يمكن السيطرة عليها ‏من خلال الحركات العادية. تلتزم قيادة ‏الحزب الصمت التام بشأن الخصوصية ‏الجديدة للنضالات على مدار العامين ‏الماضيين – مظهر من مظاهر العنف ‏الثوري ضد العنف المضاد للثورة – وهذا ‏الاتجاه الناشئ الجديد للحركات ‏الجماهيرية. لقد أثاروا قضايا الحركة ‏الجماهيرية بطريقة تجعل الاستنتاج ‏البسيط لكل هذا هو أن هدفنا الرئيسي ‏للانتخابات القادمة يجب أن يكون تشكيل ‏حكومة ديمقراطية غير تابعة للمؤتمر ‏‏(حزب المؤتمر الهندي). ولم يذكر في أي ‏مكان في القرار أن هذه الانتخابات نظمت ‏لإخفاء الاستغلال والإدارة غير المباشرة ‏للإمبريالية. من خلال هذه الانتخابات، ‏تريد الحكومة الرجعية في الهند نشر ‏الوهم الدستوري، ووراء ذلك، وفقا ‏للشعارات الإمبريالية، تشكل بلدنا قاعدة ‏مضادة للثورة في جنوب آسيا وتحد من ‏مقاومة الشعب من خلال الهجمات العنيفة ‏ضد قطاعات الجماهير الثورية. لقد ‏علمتنا التجربة في إندونيسيا كيف يمكن ‏للإمبريالية المحتضرة أن تصبح عنيفة ‏اليوم. وتقع على عاتق قيادة الحزب ‏مسؤولية إعداد أعضائها للتعامل مع هذا ‏الوضع والتأكيد بوضوح على أن الحل ‏الوحيد هو العنف الثوري وتنظيم الحزب ‏على هذا الأساس. لم يفشل قادة الحزب ‏الهندي في القيام بهذا العمل فحسب، بل ‏أعلنوا أيضا عدم قانونية أي نقاش يتعلق ‏بالمقاومة الثورية داخل الحزب.‏
‏ تزيد قيادة الحزب من صخب ‏التحريفية في كل مرة تسمع فيها عن ‏‏"المقاومة الثورية" أو "الكفاح المسلح". ‏وفي الوقت نفسه، تستخدم دون تمييز ‏كلمات "تشتت المخزونات"، و"غيراو" ‏‏(التحرش والعمل الذي يتألف من تطويق ‏شخص أو مجموعة من الناس من أجل ‏إجبارهم على الاستجابة لمطالبهم)، ‏و"الإضراب المستمر"، وما إلى ذلك. ‏ولكن عندما تكون هناك مناقشات حول ‏مقاومة القمع التي تنتج دائما عن تكتيكات ‏النضال هذه، فإنه يعتبرها مغامرة. إنّ ‏شعار "الإضراب المستمر في جميع ‏أنحاء الدولة" ليس أكثر من شعار يساري ‏متطرف من النوع البرجوازي الصغير، ‏فمن ناحية، هذا الشعار اليساري ‏المتطرف. ومن ناحية أخرى، أما بالنسبة ‏للمسألة السياسية، فهناك رغبة يائسة في ‏التوصل إلى اتفاق بشأن المسائل ‏الانتخابية، وهو ما يعني العمل كملحق ‏للبرجوازية.‏
‏ لذلك، يرفض قادة الحزب هؤلاء تحمل ‏المسؤولية عن الثورة الديمقراطية في ‏الهند، ونتيجة لذلك يلجؤون إلى التكتيكات ‏الماكرة للتحريفية الحديثة، أي أنهم ‏ثوريون قولا وفعلا ملحقا بالبرجوازية.‏
‏ لا يمكن للحزب الثوري أن يولد إلاّ من ‏تدمير النظام الحزبي الحالي وبنيته ‏‏"الديمقراطية". إن البقاء مخلصا لـ ‏‏"الشكل" أو "الهيكل الدستوري" المفترض ‏للحزب يعني جعل الماركسيين اللينينيين ‏غير فعالين والتعاون مع القادة ‏التحريفيين.‏
‏ وبالتالي، من قادة الحزب إلى العمال ‏العاديين، يجب على جميع أولئك الذين ‏يؤمنون بالماركسية اللينينية أن يقدموا ‏أنفسهم لأعضاء الحزب مع وجهات ‏النظر الثورية للماركسية اللينينية، عندها ‏فقط يمكننا البدء بالعمل على بناء الحزب ‏الثوري. لقد اضطرت الحكومة الهندية ‏إلى التراجع في مواجهة الانفجار الهائل ‏في جميع أنحاء الهند، ونتيجة لذلك، ازداد ‏نطاق الحركة الديمقراطية في الفترة التي ‏سبقت الانتخابات، وخلال هذه الفترة، ‏تنظم الحكومة قوى معادية للثورة. يجب ‏على القوى الثورية أيضا أن تتمتع بشكل ‏كامل بهذا الجو الذي يبدو ديمقراطيا. لم ‏تكن التكتيكات القتالية التي اعتمدتها ‏الجماهير خلال الحركات الجماهيرية ‏الأخيرة أكثر من نضال "حزبي" في ‏مرحلة ابتدائية. يجب على القوى الثورية ‏أن تقود هذه النضالات "الحزبية" بطريقة ‏منظمة، وقبل أن يبدأ الهجوم الواسع ‏المضاد للثورة، يجب أن يكون أعضاء ‏الحزب مدربين تدريبا جيدا على تكتيكات ‏هذه النضالات من خلال النظرية ‏والتطبيق الملموس.‏
‏ وستكون المجموعات الناشطة الحالية ‏في الحزب هي "الوحدات القتالية"، ‏وستكون مسؤوليتها الرئيسية هي القيام ‏بحملة دعائية سياسية ومهاجمة القوى ‏المعادية للثورة. يجب، في جميع الأوقات، ‏أن نضع في اعتبارنا تعاليم ماو تسي ‏تونغ: "أنت لا تهاجم من أجل الهجوم، ‏الهجمات تسعى فقط إلى الإبادة". أولئك ‏الذين يجب مهاجمتهم هم أساسا:‏
‏ (1) ممثلو جهاز الدولة مثل الشرطة ‏والمسؤولين والجيش.‏
‏ (2) البيروقراطية المكروهة؛‏
‏ (3) أعداء الطبقة. ‏
‏ ويجب أن يكون الهدف من هذه ‏الهجمات أيضا الحصول على الأسلحة. ‏واليوم، يمكن إطلاق العنان لهذه الهجمات ‏في كل مكان، في المدن وفي الريف، ‏ونحن بحاجة إلى إيلاء اهتمام خاص ‏لمناطق الفلاحين.‏
‏ في فترة ما بعد الانتخابات، عندما ‏يتخذ الهجوم المضاد للثورة طابعا هائلا، ‏سيتعين إنشاء قاعدتنا الرئيسية في مناطق ‏الفلاحين. يجب أن نقدّم بوضوح وعلى ‏الفور لمنظمتنا وجهة النظر هذه التي ‏بموجبها سيتم على الفور إرسال كوادر ‏الطبقة العاملة والثوري البرجوازي ‏الصغير إلى القرى من خلال تنمية ‏الشعور بالمسؤولية. لذلك، ومع تزايد ‏الشعور بالمسؤولية من جانب الكوادر ‏العمالية والبرجوازية الصغيرة، سيتعين ‏إرسالهم إلى القرى. في فترة الهجوم ‏المضاد للثورة، سيكون تكتيكنا الرئيسي ‏في النضال هو تكتيك الصين الكبرى، ‏تكتيك تطويق المدن من الريف. إن ‏السرعة التي يمكننا بها سحق الهجوم ‏المضاد للثورة ستعتمد على مدى السرعة ‏التي يمكننا بها تطوير القوات المسلحة ‏الشعبية. صحيح أنه في البداية يمكننا ‏الحصول على نتائج معينة، ولكن في ‏مواجهة الهجوم الضخم المضاد للثورة، ‏يجب أن ننتقم فقط من أجل الحفاظ على ‏الذات. من خلال هذا النضال الصعب ‏الذي لا نهاية له سوف يتطور الجيش ‏الثوري الشعبي. الجيش، بدافع من ضمير ‏سياسي، سيصبح قويا بفضل حركات ‏الحملات والاجتماعات السياسي، وبدون ‏هذا النوع من الجيش لا يمكن إنجاح هذه ‏الثورة، ولا يمكن حماية مصالح ‏الجماهير.‏
‏ أيها الرفاق، بدلا من الركض وراء ‏الحركات العفوية، يجب علينا تطوير ‏النضالات الحزبية الحالية بطريقة منظمة. ‏ليس لدينا حتى ستة أشهر، إذا لم نتمكن ‏من إطلاق العنان لهذا النضال خلال هذه ‏الفترة، فسنواجه المهمة الصعبة المتمثلة ‏في التنظيم في مواجهة الهجمات ‏الإمبريالية.‏
‏12 أوت 1966‏

‏----------------------------------------------------------------------------------------------‏
الكلمات ****** شعر توفيق زياد

غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس

-------------------------------------------------
جريدة طريق الثورة، العدد 71، جويلية-أوت 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة