الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامسة صفرية . . لجانب من عطبنا

أمين أحمد ثابت

2022 / 12 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يهيء للمثقفين العرب ومنهم اليمنيين أنهم من المعرفة بحيث لم يعد هناك شيء لا يعلم به - للأسف انهم لا يعون انهم مثل العوام بهذا الوهم - حيث يجادلون وينظرون في كل امر . . حتى لو كانت الخلفية المعرفية المستقاة معلومة خبرية سطحية ( فقيرة ) لا اكثر ، استقاها من النت او قناة فضائية او منشور صحفي او مقال ، حتى وصلنا في مجتمعاتنا الكل يتأفف إذا ما حاول امرء اثارة نقاش في امر ما ، يقولون كلام مكرر حتى لو لم يسمعوا ما يعرضه ذلك الانسان ، كفاية هدرة وتنظير ، شبعنا كلام ، وكله لا يرغب سوى في قتل الوقت في التفاهات والمناجمات والنميمة واستفزاز كل واحد لغيره من الحاضرين - حين يتجاهل الطارح ردود الفعل السلوكي الرافض لحديث جدي ، تفاجأ بعدها كل واحد ينظر ويستعرض ، حتى يدخلون افراد في الحديث دون معرفة بما هو الموضوع - تستمع صراع الاصوات لكل واحد كل حديثه الهجوم على الاخر او تحقير ما يقوله غيره او الاستهجان بهذا وذاك ، ويتحول النقاش الى مهاترات . . تسمع هنا شتائم وهناك لعن وايدي تتشابك بصراع سيول من القذف والاهانة بين اثنين او اكثر - تسأل نفسك اين الموضوع الذي يختلفون فيه . . لا شيء ، هل يوجد موضوع اصلا بينهم ليصل الاختلاف الى هذا الحد . . فلا تجد غير نزعات مرضية تسيطر على الافراد ، كل يريد يقمع غيره بتحقير ، تبحث هل هناك سبب . . فلا تجد فالامر مزاج شخصي مأزوم يسيطر على الافراد - من لا تجده داخلا في المعمعة حين تدقق الملاحظة عليه بين طبع اعتاد النم عبر التهامس او عبر الانعزال بين اثنين او اكثر يتعايشون وهم التصالح والتقدير المفتعل فيما بينهم بلغة المجاملات في فهم بعضهم . . فتجدهم غير مستمعين لبعضهم حقيقة ولكن كل يمارس التصنع في الاستماع وهز الرأس دلالة على التقدير وحين يبدأ الاخر بعد انتهاء الاول لا تجد رابطا بين كل الاحاديث المصطنعة .........


انه زيف قل ألم واستحكم بشخصية انساننا المجتمعي - نخبا وعامة - جهل ادعائي بالمعرفة ، رفض كراهية للمعرفة بشكل اطلاقي وتسييد طابع معرفة تسابقية في الاستعراض في ماهو خبري لا أكثر وسيادة ثقافة التشكي والعدمية في قبول العقل - اصبح عالم انسان مجتمعاتنا بنخبه قاتلا للحياة والعقل ، فالهدفية مسألة يسخر منها إن لم تكن مطلقة من نافذ مستحكم على القوة او المال - انه واقع يدفع لمن ما زال يمتلك عقلا أن ينعزل في وحدته وينتظر الموت بفارغ الصبر ، فإنسان المجتمع والواقع غير المنطقي الرخيص والحياة المصادرة تسيد فعل القبول بحياة لاحياة فيها ، تسيد عبودية مركبة للانسان - لم تعرف مثلها قبلا في التاريخ ، لا وجود للصمة الانسانية ابدا - اسمك انسان ومجتمع لكن عيشك ادنى من الحيوان . . حتى لو كنت في اعلى مراتب العلم ، لا حقوق لك . . فقط عش كما هو مكتوب مفروض عليك ، لا قوت ضروري او حاجات حتى اولية بيولوجية او صحية ولا استرواح ولا متع روحية - يسخرون من قولك هذا . . انت لا قيت تأكل حتى تتكلم عن الحاجات الروحية - عبوديتك أن لا تحمل ذرة قول انك انسان ، أن لا تكن حياتك انت صانعها وتقاتل من اجلها . . بل غصبا عليك العيش فيما يفرض عليك وإلا فمت ، وفذا الواقع والحياة عليك أن ترضخ لهما كيفما حددا لك أن توجد فيهما وإلا فمت . . فأنت لاشيء ولا تعني احد بسيء - سبحانك اوطانا لم تعودي سوى ماخورا لتسيد النحاسة على كل شيء ، حتى اني حين اسمع المرتزقة يمدحون فيك أخجل من نفسي أني مازلت قابعا داخلك مقهورا مسجونا محاصرا حتى تأتي المنية إن تجنبت الخروج واطلاق صوتي لتقرب فترة اعلان الرحيل باغتيال عابر - لن يقف احدا للسؤال عنك او عما حدث ، فكل القيم قد رحلت وانهار ما تبقى مما كنا نسميها بأوهامنا سابقا بالاوطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟