الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هتاخد إيه من تفليسى يابرديسى!؟

حسن مدبولى

2022 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كان إندحار الحملة الفرنسية وهروبها من مصر عام 1801م بداية لمرحلة جديدة من محاولات عودة القوى القديمة للهيمنة والسيطرة على مقدرات هذا الشعب المسكين مرة أخرى ، رغم أن هذا الشعب لم يجد حقيقة من تلك القوى من يحنوا عليه أو يسانده وقت تصديه وحده للعدوان الخارجى، ودفع ثمنا غاليا تمثل فى سقوط آلاف الشهداء من أبنائه البسطاء على يد المحتل الفرنسى الغاصب ؟
فعقب جلاء الفرنسيين حاول المماليك إعادة تنظيم صفوفهم وقواعدهم ومراكز نفوذهم وهيمنتهم ومصادر مواردهم وسلطانهم مرة أخرى، والبحث عن زعيم قوى بعد أن تشرذمت قواهم اثناء الغزو الفرنسى وباتوا متشتتين منقسمين ؟كذلك حاول الباب العالى العثمانى اعادة ارسال الوالى الجديد مرة أخرى ، بالاضافة لظهور محمد على باشا،
وقد عاش المصريون أوضاع مضطربة خلال الفترة ما بين 1801 إلى1804م تحملوا خلالها كل ما وقع عليهم من مآسى وكوارث ، فتارة تُزاد الضرائب لحساب الوالي العثمانى لكى يسدد منها رواتب الجند والمرتزقة،و تارة أخرى يفرض المماليك عليهم الإتاوات والجبايات بشكل جبرى قسرى منفرد ومباشر، ومرة أخرى يتعرضون للسلب من الكتيبة الألبانية بزعامة محمد على ،،
ودامت الأمور على هذا الحال إلى أن تحالف المملوك البرديسى وقواته مع محمد علي زعيم كتيبة الجند الألبان، و سرعان ما اتفق الإثنان على خطة عمل بدأت بتسيير الجند لقتال الوالي العثماني الجديد حسن الجزائرلي لعزله،وبعد أن تمكنوا من هزيمة الوالى الجديد،تم تنصيب البرديسي حاكمًا للقاهرة،ثم قاد محمد علي جنده لمقاتلة الألفي بك منافس البرديسى على زعامة المماليك و تمكن من هزيمته بالجيزة ولم يجد الألفي ملجأ له إلا الصعيد.،،
بعدها عاد البرديسي ومحمد علي إلى القاهرة وقد أنجزا مهمتهما،وشعر البرديسى بأنه قد حقق حلمه بإزاحة منافسه المملوك الألفى، وكذلك شعر محمد على بالعظمة وقرب توليه السلطنة فى مصر بعد ازاحته للوالى العثمانى ،
لكن في أيام قليلة فوجئ البرديسى بأزمات مالية وإقتصادية عاتية نتيجة القلاقل وعدم الآمان و نهب البضائع ونضوب مياه النيل،وزيادة الأسعار بسبب إنعدام الإنتاج،كما ندرَ وجودُ القمح وزاد سعره للضعف،و قد تزامن كل ذلك مع مطالبة كل من الجند الألبان والمماليك برواتبهم ومزاياهم ،
و مع تفاقم تلك الأوضاع وتصاعدها فإن الحاكم الجديد البرديسى لم يقدم أية حلول مبتكرة وعادلة لعلاجها أو إحتوائها أو التقليل من آثارها،ولجأ إلى الحلول التقليدية التى يتحمل أعبائها الخلق البسطاء،حيث أمر بزيادة الضرائب على العامة لكى يسدد منها رواتب الجند ليحوز رضاهم وحدهم،ولم يكتفى بذلك لكنه أطلق أيدى هؤلاء الجند للإستيلاء على البضائع المملوكة للتجار وبيعها ونهبها،فزاد ذلك من تأزم الوضع الاقتصادي وقلةالأقوات وتوقف التبادل التجارى ؟
ولم يكتفى البرديسى بما فرضه من ضرائب ومكوس وأتاوات وإباحتة للسلب والنهب، لكنه قام بإختراع ضريبة جبرية جديدة على العقارات فى عام 1804 وكان السبب المباشر لفرض تلك الضريبة هو تنفيذ البرديسى لوعده لمحمد على وجنوده الألبان بدفع الرواتب المتأخرة خلال عدة أيام،حيث أمر عماله فشرعوا فى تنظيم الفردة والإتاوة على أهالى البلاد جميعا دون أستثناء،فقام هؤلاء العمال والجباة بإعداد قوائم إسترشادية لحصر العقارات والأموال،وقد بدأ الجباه عملهم يوم 6 مارس 1804 وراحوا يسجلون الاملاك ويقدرون ويفرضون الضرائب والإتاوات على كل بيت وزقاق، بينما حزن الناس حزنا شديدا و أصابهم الغم والنكد بسبب الغلاء ووقف الحال و الظلم الواقع عليهم، و فى يوم 7 مارس ( يوم الثورة ) ومع استمرار الجباة ومرتزقة النظام فى عملهم لحصر الاملاك و الأموال و تقدير الإتاوات الرسمية،و عند دخولهم منطقة باب الشعرية،سخط عليهم الفقراء والعامة وصبوا فوقهم جام غضبهم وخرجوا يصرخون و يسبون ويلعنون فى البرديسى وأعوانه،كما اغلقوا الدكاكين و تجمعوا عند جامع الازهر وتابعهم بقيةالخلق بكافة المناطق
،فإنتشرالتجمهر من الرجال والنساء بجميع شوارع القاهرة والمحافظات الأخرى وأغلقت الحوانيت وسار الناس حاملين الرايات السوداء والدفوف والأوانى المعدنية والنبابيت،وهم يستمطرون اللعنات على الحكام ومؤيديهم،وتحولت الهوجة إلى ثورة عارمة شهدت عراكا دمويا وقتالا عنيفا عندما حاول الجند التابعين للبرديسى قمع المحتجين باستخدام القوة،
، ورفعت المآذن الهتافات بالنداء التاريخي الشهير
«إيش تاخد من تفليسي يا برديسي» وظلت الثورة مستمرة حتى هرب البرديسى إلى خارج القاهرة وخارج الحكم أيضا ليموت ذليلا ويدفن سرا فى الصعيد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي