الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستغلال أسود الأطلس للدعاية العرقية

كوسلا ابشن

2022 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ودع أسود الأطلس المنافسة على اللقب العالمي على ستاد الخيمة العربية, لكن الأسود حققوا للكرة موركية و الإفريقية إنجاز تاريخي هو الأول في المشاركات المونديالية بوصولهم الى نصف النهاية و خروجهم مرفوعي الرأس من المنافسة على التتويج العالمي و إحتلالهم للصف الرابع المشرف للشعب موركي و القارة الإفريقية.
سماهم الإغريق بالأطلسيين لعبادتهم لآله أطلس الجبار, و كان صمود الأطلسيون كالجبال عبر التاريخ هو العنصر البارز في قوتهم و صمودهم للحافظ على خصوصيتهم و نجاحاتهم. لقد برهنت كرة القدم الأطلسية على تجسيد قوة صمود الأطلس و إنجازاته بإيصال الكرة الإفريقية الى ما تستحقها على المستوى العالمي.
منذ بداية المونديال تبينت السياسة الأحادية العرقية للبلد المنظم للمونديال في مصادرة الراية الأمازيغية لمنع الجمهور الأمازيغي من رفعها في الملاعب أثناء تشجيع فريقهم, أسود الأطلس, و تم تهميش و إقصاء إعلاميا المكون الهوياتي الأصلي لفريق أسود الأطلس.
فشل فريق البلد العربي المنظم للمونديال في حجز مقعد في الدور الثاني, بخسارة في ثلاثة مباريات, كما فشل الفريق العربي الآخر (السعودية) في تجاوز الدور الأول, أخفقا معا في رفع صوت العروبة و التغني بالإفتخار بالعرق المميز في الكرة الأرضية. و لم يبقى للإعلام العربي في الشرق الأوسط إلا العزاء في أسود الأطلس لكتابة تاريخهم الكروي الوهمي و صناعة أفراحهم التي سطرها أحفاد أطلس, فالتاريخ أعاد نفسه في شكل مهزلة بمصادرة تضحيات و إنجازات و أفراح الأمازيغ في أكثر من واقعة تاريخية.
كانت فرحة الإستمتاع بإنتصارات الأسود تمر بشكلها الطبيعي و الممتع لولا ضجة الإعلام العرقي المنبوذ الذي أفسد فرحة الأطلسيين في بلادهم و في المهجر و هم يتابعون إنتصارات الأمازيغ, زياش و أمرابط و رفاقهم الأخرين. لم يكتفي الإعلام العرقي بمصادرة و تعريب هوية الأسود بشعاراته الوهمية (إنجاز عربي غير مسبوق, و كتابة تاريخ العرب...), بل إستغل الإعلام العرقي إنجازات الأطلسيين في قضايا إيديولوجية و سياسية, بعيدا عن المتعة الكروية, فإنساق وراء أوهام الوحدة العربية من المحيط الى الخليج, و وهمية تجسيد الأسود للإنتماء القومي العربي, رغم أن جل أمازيغ الأسود لا يفهمون حتى الدارجة موركية, فما بلك ربطهم بالقومية العروبية؟. الروح الرياضية هي التي جمعت الأسود بالفرق الكروية المنافسة, و كانت الروح الرياضة متجاوزة للنعرات العرقية و التشريف العرقي, و متناقضة و مضادة للإيديولوجية العنصرية المتوهمة أن الأطلسيون يمثلون العرق العربي. فقد صرح مدرب الأسود تعقيبا على الموهوسين بالعرق العروبي:" بأن فريق أسود الأطلس يمثل مورك كما يمثل إفريقيا". جميل أن الإنجاز الكروي لأسود الأطلس يشرف بلد الأطلسيين و يشرف إفريقيا و يشرف الشرق الأوسط بكل أقوامه و يشرف الكرة العالمية بهذا الإنجاز التاريخي. فلا داعي للتضليل الإيديولوجي بنسب هذا الإنجاز الى عرق وهمي من صناعة الإستعمار.
الإعلام العرق الوهمي داخل مورك, خلق مجتمع متخيل نسجها من الأفكار العرقية للعهد السابق و المتداولة في الأوساط البرابرة نيوبعثية. فكانت القناة الرياضية سرقت الأضواء من الجماعة البعثية, و قدمت نفسها المتحدث الرسمي عن الشوفين العرقي العروبي في بلاد الأمازيغ, فقد إختزلت الهوية في عنصر العروبة (البعد الإستعماري), و جعلت من أسود البلد الأمازيغي, المحمدي و أملاح و مزراوي و غيرهم من رفاقهم في أسود الأطلس الممثلين للعرب و العروبة ساكنة الحجاز. القناة تخلت عن شعارات دستور (2011) الورقي الممنوح الذي أقر (التعدد الهوياتي)"المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة, متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية, وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية, الموحدة بانصهار كل مكوناتها, العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية, والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية". القناة العنصرية مازالت تعيش على أنغام عصر الظلامية الأحادية (المغرب مملكة عربية إسلامية), و ( اللغة العربية لغة البلاد الرسمية والقومية).
القناة الرياضية العنصرية بخطاب التمييز العنصري, المختزل لهوية بلاد الأمازيغ في العنصر المصطنع, هو إنتهاك لحقوق الشعب الأمازيغي تحت الإحتلال و إنتهاك لطبيعة الوجود الإنساني. الإيديولوجية العرو-إسلامية لم تفلح في تصفية الوجود الأمازيغي و لم تفلح في إماتة ثقافته و لغته طيلة سبعة عقود من الإحتلال, و لن يفلح صبية القناة الرياضية العنصرية في تهميش و إقصاء الأمازيغ من إنجازاتهم الرياضية.
إبحثوا عن نجاحاتكم في مكة و لا تصادروا نجاحات الأمازيغ, فقد أصبحتم أضحوكة بعرقيتكم المقيتة و أوهامكم بصناعة عالمكم الخاص, في تناقض مع العالم المتعدد, عالم الشعوب و إختلاف الثقافات و الإعتراف المتبادل و تعايشها السلمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل