الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دجاجة حسين

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2022 / 12 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


تمر اليوم الذكرى الثانية لسرقة الكيان الصهيوني لدجاجة الطفل اللبناني الجنوبي حسين شرتوني، هربت الدجاجة تجاه السياج العازل، فأثارت تحفز الجنود الذين ارتعدت فرائصهم خوفاً من حسين ودجاجته التي شقت السياج بسرعة فطرية، فهي -كدجاجة- لا تميز بين سايكس-بيكو، ولم يخبروها عن حازوقة ونستون، ولا تستطيع التحدث بلغة يفهمها الجنود المغتصبين، لتتعرض إلى الاعتقال! وتسعة رصاصات لم تفلح في اعدامها ميدانياً والى الان لم يعلن عن مصيرها البائس، هل ما زالت اسيرة أقبية التحقيق ام تحولت الى المحاكم الصهيونية التي حولتها الى فرن غاز او غرفة اعدام.

نواجه عدواً حقيراً لأبعد الحدود، سرق الأرض والهواء والماء، يقتلع ويجرف الأرض والشجر والبيوت، عدو لا يميز بين الجماد والانسان والحيوان، فهو يعتبر كل ما يمشى على هذه الأرض عدواً بلا تمييز أو أي انسانية ، لكن حسين كان في موقع المهاجم وصاحب الحق، يمثل الطفل العربي الذي لا يستكين لعدو مدجج بأسلحة لا تعرفها معظم دول المنطقة فهي محرومة منها بفيتو أمريكي وبحجة وجوب التفوق الصهيوني وحماية مدللة أمريكا في المنطقة.

لم يستكن حسين وجرى بكل عنفوان الطفل العربي الذي لم ينسى أرضه فهو الذي لم يفرط في دجاجته فكيف بأرض تعمدت بدماء الشهداء البواسل، ولم يعرف ثقافة الحدود والسياج المكهرب، ولم يدر في خلده أن يهاب الجندي الكذبة، حسين ركض رغماً عن الرصاصات الصهيونية التسع التي تخاف وترتعد من طفل ودجاجته، ليعري طفل ودجاجته كياناً هزيلاً لم يملك جنوده المدججون ذرة شرف أو شجاعة، ليدعوه ليمسكها والاحتفاظ بها، بل انطلقت اسلحتهم لارهابه وابعاده عن أرضه.

لربما هي سخرية الواقع المرير التي تفرض علينا البدء بإطلاق كوميديا سوداء، فتارة طالب البعض بتبادل دجاجة حسين مع رفات صهيوني هنا أو هناك أو تبادل الدجاجة بمعلومات عن جندي أسير أو معلومة ولو ضئيلة عن رفات أخر، لكن وراء هذه الكوميديا الكثير من الحقيقة المرة، الحقيقة التي تؤلم وتدمي المقل، حقيقة وجود الآلاف من أبطالنا الفلسطينيين والعرب في باستيلات الفاشية الصهيونية، والحقيقة المرة أن عدواً مثله لا يفهم إلا لغة القوة، لا يفهم أنه لو مات الكبار وأتى ألف جيل، فإن هذه الأرض لا تتكلم إلا العربية وتلفظ كل مستعمر وكل مستوطن عن أرضها الطهور.

في الختام " حتا جاجُنا يرعبهم"، وقبلها وتحديداً في تموز 1962 أرعبتهم أتان -أنثى الحمار- في كفر كلا التي تقع على الحدود اللبنانية-الفلسطينية التي هربت من عجوز تملكها فالاتان لم تعرف أن هناك مغتصباً وضعاً سياجاً حدودياً ليمنع التسلل، والتي استدعى تدخل الأمم المتحدة من أجلها ولأجل جحشها الرضيع لعام ونيف، مقدر للبشر والحيوان وحتى صخور الارض أن تبقى لعنة تطارد المحتل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت