الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقديم كتاب جماليات الموت في شعر محمود درويش للشاعر الدكتور عبد السلام الموساوي

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2022 / 12 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


رغم أن كتاب(جماليات الموت في شعر محمود درويش) صدر عام 2019عن دار الساقي بيروت لبنان، فلم يتأت لي اقتناء نسخة منه إلا سنة 2012 بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء المغرب ،أما كرونولوجيا حضور هذا المنجز العربي المغربي الأدبي الأكاديمي في ذاكرتي كقارئ عاشق، فلها قصة غريبة وعجيبة يطول المقام للغوص في تفاصيلها.
في البداية، لابد من الإشارة إلى أن معرفتي بمؤلف الكتاب الشاعر عبد السلام الموساوي الحائز على دكتوراه الدولة في الأدب العربي المعاصر تعود لبداية الثمانينات . كان ذلك على هامش أحد أقوى الأنشطة الثقافية ذات الإشعاع الدولي لجمعية ألف ليلة وليلة بالحاضرة التازية ، حيث كنت أحد أعضائها إلى جانب د بوجمعة العوفي وعزوز البوسعيدي ...قبل أن نلتقي كزملاء عمل أواسط التسعينيات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان ،حاليا فاس مكناس ،سواء بصفته رئيسا لمصلحة التأطير التربوي ، ثم قسم الشؤون التربوية ، ثم رئيسا للمركز الجهوي التوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بذات الأكاديمية حيث عرف الفيلم التربوي قفزة نوعية تحت إشرافه إلى جانب المرحوم محمد فرح العوان . ليرتقي الموساوي أستاذا جامعيا وإطارا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس إلى اليوم.
والشاعر عبد السلام الموساوي حائز على جوائز عديدة منها جائزة باند الحيدري( منتدى أصيلا) عن ديوانه سقوف المجاز 2000. ومن إصداراته عصافير الوشاية (شعر )هذا جناه الشعر علي (شعر )البنيات الدالة في شعر أمل دنقل . إيقاعات ملونة قراءات في الشعر المغربي المعاصر... خطاب إلى قريتي: شعر. الدار البيضاء، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، 1986. البنيات الدالة في شعر أمل دنقل، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1994.سقوف المجاز، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1999.عناكب من دم المكان، دار ما بعد الحداثة 2003عصافير الوشاية، بدعم من وزارة الثقافة 2006جماليات الموت في شعر محمود درويش، دار الساقي 2008هذا جناه الشعر علي، دار انفوبرينت 2008لحن عسكري لأغنية عاطفية، دار النهضة 2011الموت المتخيل في شعر أدونيس دار النايا 2013المتلقي واسع التأويل، بيت الشعر في المغرب 2015....."

يشتمل الكتاب (جماليات الموت في شعر محمود درويش ) على مقدمة وفصلين : الفصل الأول :الموت في المنظور الجماعي (المفهوم الأسمى) وإضاءة من ثلاثة أبواب : فلسطين والموت (رمزية الأرض) الموت الأسمى الاستشهاد الإحساس بالمرارة .في الفصل الثاني :الموت من المنظور الذاتي (التناص والتجليات) بإضاءات ثلاث: معجم الموت ،التناص أو الذات المحتمية بذاكرتها، الذات وأشكال موتها .

ونقرأ في المقدمة "يبدو من المستغرب أن نقارب موضوعة الموت في شعر شاعر نذر تجربته الإبداعية برمتها لموضوعة تشكل تقابلاً مطلقاً مع (الموت) لأنه منذ بواكيره الشعرية إلى الآن يضطلع بمهمة تجد أساسها الرؤيوي في قيادة شعب بأكمله قيادة جمالية نحو ألق الحياة، أو نحو المسار الصحيح الذي ينبغي أن تبتدئ فيه الحياة الحقيقية . فمحمود درویش ظل طوال كفاح الشعب الفلسطيني الصوت الصافي الذي يصدح بأطوار هذا الكفاح لا مردّداً أو محاكياً لما يجري في الواقع الفلسطيني؛ بل خالقاً أو هاجساً بما ينبغي أن يكون عليه هذا الواقع والمتأمل في كتاباته الشعرية والنثرية كلها يكتشف أن الرجل مهما غالى في التعبير بضمير المتكلم المفرد فإن هذا المتكلم المفرد هو في الحقيقة نموذج لـ «الفادي الذي يموت فرداً ويبعث أمة» "
أما على ظهر الغلاف فنورد الآتي" تأرجح محمود درويش بين مفهومين للموت عبر مساره الإبداعي الطويل ، أولهما ،تمجيد الموت باعتباره عرساً للشهيد ومدخلاً أساساً لاسترجاع الأرض والهوية والثاني تأمل الموت في سياق الرؤية الفردية المدعومة بتجربة المرض التي قربت الذات من مصيرها واتاحت لها ان تتأمل هذه اللحظة بكثير من الحكمة والتفلسف " لقد انتصر محمود درويش على الموت انتصارا جماليا بما ابدعه من قصائد ونصوص تجمع المدارس الأدبية على فرادتها واصالتها وهذا الكتاب هو محاولة رائدة تقربنا من المبارزة الجمالية الطويلة التي خاضها الشاعر مع عدوه اللذوذ الذي وان كان قد سلبه هشاشة الجسد فانه لم يقو على ان يسلبه مكانته الرمزية الرفيعة"

في خاتمة الكتاب، تكثيف مركز ودقيق لمضامين الكتاب، يقول الدكتور عبد السلام الموساوي: حاولنا دراسة الموت في تجربة محمود درويش الشعرية من خلال منظورين جماعي عام وذاتي خاص. وقد كان التطور الحاصل في شعره حافزاً لنا على انتهاج هذا المسلك الثنائي. فبنينا فرضيتنا على أساس أن درويش بدا في المرحلة الأولى شاعراً ناطقاً بلسان شعبه المضطهد وتأسيساً على ذلك، فإن الموت سيصبح عنده استراتيجية ضرورية لاسترجاع الكيان الروحي والمادي لهذا الشعب . وبدا في المرحلة الثانية معبّراً عن شواغل الذات والمواجهة الفردية لجبروت الموت، خصوصاً في قصيدته الطويلة «جدارية محمود درویش» التي جعلناها متناً وحيداً لدراسة الموت من المنظور الذاتي. وهكذا تدرّج الشاعر في طرحه الجمالي لمفهوم الموت عبر توجهين ؛ فالتوجّه الأول يقوم على تمجيد الموت باعتباره عرساً للشهيد ومدخلاً أساساً لاسترجاع الأرض والهوية من العدوّ الغاصب. وهنا يبدو الموت مرتبطاً بمفهوم جماعي تنظر إليه الذات بوصفها جزءاً ملتحماً بالكلّ . "أما المفهوم الثاني فقد مال فيه الشاعر إلى تذويت الموت وتأمله في سياق الرؤية الفردية المدعومة بمرجعية ثقافية واسعة وبتجربة المرض التي قربت الذات من مصيرها "







رغم أن كتاب(جماليات الموت في شعر محمود درويش) صدر عام 2019عن دار الساقي بيروت لبنان، فلم يتأت لي اقتناء نسخة منه إلا سنة 2012 بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء المغرب ،أما كرونولوجيا حضور هذا المنجز العربي المغربي الأدبي الأكاديمي في ذاكرتي كقارئ عاشق، فلها قصة غريبة وعجيبة يطول المقام للغوص في تفاصيلها.
في البداية، لابد من الإشارة إلى أن معرفتي بمؤلف الكتاب الشاعر عبد السلام الموساوي الحائز على دكتوراه الدولة في الأدب العربي المعاصر تعود لبداية الثمانينات . كان ذلك على هامش أحد أقوى الأنشطة الثقافية ذات الإشعاع الدولي لجمعية ألف ليلة وليلة بالحاضرة التازية ، حيث كنت أحد أعضائها إلى جانب د بوجمعة العوفي وعزوز البوسعيدي ...قبل أن نلتقي كزملاء عمل أواسط التسعينيات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان ،حاليا فاس مكناس ،سواء بصفته رئيسا لمصلحة التأطير التربوي ، ثم قسم الشؤون التربوية ، ثم رئيسا للمركز الجهوي التوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بذات الأكاديمية حيث عرف الفيلم التربوي قفزة نوعية تحت إشرافه إلى جانب المرحوم محمد فرح العوان . ليرتقي الموساوي أستاذا جامعيا وإطارا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس إلى اليوم.
والشاعر عبد السلام الموساوي حائز على جوائز عديدة منها جائزة باند الحيدري( منتدى أصيلا) عن ديوانه سقوف المجاز 2000. ومن إصداراته عصافير الوشاية (شعر )هذا جناه الشعر علي (شعر )البنيات الدالة في شعر أمل دنقل . إيقاعات ملونة قراءات في الشعر المغربي المعاصر... خطاب إلى قريتي: شعر. الدار البيضاء، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، 1986. البنيات الدالة في شعر أمل دنقل، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1994.سقوف المجاز، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1999.عناكب من دم المكان، دار ما بعد الحداثة 2003عصافير الوشاية، بدعم من وزارة الثقافة 2006جماليات الموت في شعر محمود درويش، دار الساقي 2008هذا جناه الشعر علي، دار انفوبرينت 2008لحن عسكري لأغنية عاطفية، دار النهضة 2011الموت المتخيل في شعر أدونيس دار النايا 2013المتلقي واسع التأويل، بيت الشعر في المغرب 2015....."

يشتمل الكتاب (جماليات الموت في شعر محمود درويش ) على مقدمة وفصلين : الفصل الأول :الموت في المنظور الجماعي (المفهوم الأسمى) وإضاءة من ثلاثة أبواب : فلسطين والموت (رمزية الأرض) الموت الأسمى الاستشهاد الإحساس بالمرارة .في الفصل الثاني :الموت من المنظور الذاتي (التناص والتجليات) بإضاءات ثلاث: معجم الموت ،التناص أو الذات المحتمية بذاكرتها، الذات وأشكال موتها .

ونقرأ في المقدمة "يبدو من المستغرب أن نقارب موضوعة الموت في شعر شاعر نذر تجربته الإبداعية برمتها لموضوعة تشكل تقابلاً مطلقاً مع (الموت) لأنه منذ بواكيره الشعرية إلى الآن يضطلع بمهمة تجد أساسها الرؤيوي في قيادة شعب بأكمله قيادة جمالية نحو ألق الحياة، أو نحو المسار الصحيح الذي ينبغي أن تبتدئ فيه الحياة الحقيقية . فمحمود درویش ظل طوال كفاح الشعب الفلسطيني الصوت الصافي الذي يصدح بأطوار هذا الكفاح لا مردّداً أو محاكياً لما يجري في الواقع الفلسطيني؛ بل خالقاً أو هاجساً بما ينبغي أن يكون عليه هذا الواقع والمتأمل في كتاباته الشعرية والنثرية كلها يكتشف أن الرجل مهما غالى في التعبير بضمير المتكلم المفرد فإن هذا المتكلم المفرد هو في الحقيقة نموذج لـ «الفادي الذي يموت فرداً ويبعث أمة» "
أما على ظهر الغلاف فنورد الآتي" تأرجح محمود درويش بين مفهومين للموت عبر مساره الإبداعي الطويل ، أولهما ،تمجيد الموت باعتباره عرساً للشهيد ومدخلاً أساساً لاسترجاع الأرض والهوية والثاني تأمل الموت في سياق الرؤية الفردية المدعومة بتجربة المرض التي قربت الذات من مصيرها واتاحت لها ان تتأمل هذه اللحظة بكثير من الحكمة والتفلسف " لقد انتصر محمود درويش على الموت انتصارا جماليا بما ابدعه من قصائد ونصوص تجمع المدارس الأدبية على فرادتها واصالتها وهذا الكتاب هو محاولة رائدة تقربنا من المبارزة الجمالية الطويلة التي خاضها الشاعر مع عدوه اللذوذ الذي وان كان قد سلبه هشاشة الجسد فانه لم يقو على ان يسلبه مكانته الرمزية الرفيعة"

في خاتمة الكتاب، تكثيف مركز ودقيق لمضامين الكتاب، يقول الدكتور عبد السلام الموساوي: حاولنا دراسة الموت في تجربة محمود درويش الشعرية من خلال منظورين جماعي عام وذاتي خاص. وقد كان التطور الحاصل في شعره حافزاً لنا على انتهاج هذا المسلك الثنائي. فبنينا فرضيتنا على أساس أن درويش بدا في المرحلة الأولى شاعراً ناطقاً بلسان شعبه المضطهد وتأسيساً على ذلك، فإن الموت سيصبح عنده استراتيجية ضرورية لاسترجاع الكيان الروحي والمادي لهذا الشعب . وبدا في المرحلة الثانية معبّراً عن شواغل الذات والمواجهة الفردية لجبروت الموت، خصوصاً في قصيدته الطويلة «جدارية محمود درویش» التي جعلناها متناً وحيداً لدراسة الموت من المنظور الذاتي. وهكذا تدرّج الشاعر في طرحه الجمالي لمفهوم الموت عبر توجهين ؛ فالتوجّه الأول يقوم على تمجيد الموت باعتباره عرساً للشهيد ومدخلاً أساساً لاسترجاع الأرض والهوية من العدوّ الغاصب. وهنا يبدو الموت مرتبطاً بمفهوم جماعي تنظر إليه الذات بوصفها جزءاً ملتحماً بالكلّ . "أما المفهوم الثاني فقد مال فيه الشاعر إلى تذويت الموت وتأمله في سياق الرؤية الفردية المدعومة بمرجعية ثقافية واسعة وبتجربة المرض التي قربت الذات من مصيرها "














رغم أن كتاب(جماليات الموت في شعر محمود درويش) صدر عام 2019عن دار الساقي بيروت لبنان، فلم يتأت لي اقتناء نسخة منه إلا سنة 2012 بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء المغرب ،أما كرونولوجيا حضور هذا المنجز العربي المغربي الأدبي الأكاديمي في ذاكرتي كقارئ عاشق، فلها قصة غريبة وعجيبة يطول المقام للغوص في تفاصيلها.
في البداية، لابد من الإشارة إلى أن معرفتي بمؤلف الكتاب الشاعر عبد السلام الموساوي الحائز على دكتوراه الدولة في الأدب العربي المعاصر تعود لبداية الثمانينات . كان ذلك على هامش أحد أقوى الأنشطة الثقافية ذات الإشعاع الدولي لجمعية ألف ليلة وليلة بالحاضرة التازية ، حيث كنت أحد أعضائها إلى جانب د بوجمعة العوفي وعزوز البوسعيدي ...قبل أن نلتقي كزملاء عمل أواسط التسعينيات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان ،حاليا فاس مكناس ،سواء بصفته رئيسا لمصلحة التأطير التربوي ، ثم قسم الشؤون التربوية ، ثم رئيسا للمركز الجهوي التوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بذات الأكاديمية حيث عرف الفيلم التربوي قفزة نوعية تحت إشرافه إلى جانب المرحوم محمد فرح العوان . ليرتقي الموساوي أستاذا جامعيا وإطارا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس إلى اليوم.
والشاعر عبد السلام الموساوي حائز على جوائز عديدة منها جائزة باند الحيدري( منتدى أصيلا) عن ديوانه سقوف المجاز 2000. ومن إصداراته عصافير الوشاية (شعر )هذا جناه الشعر علي (شعر )البنيات الدالة في شعر أمل دنقل . إيقاعات ملونة قراءات في الشعر المغربي المعاصر... خطاب إلى قريتي: شعر. الدار البيضاء، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، 1986. البنيات الدالة في شعر أمل دنقل، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1994.سقوف المجاز، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1999.عناكب من دم المكان، دار ما بعد الحداثة 2003عصافير الوشاية، بدعم من وزارة الثقافة 2006جماليات الموت في شعر محمود درويش، دار الساقي 2008هذا جناه الشعر علي، دار انفوبرينت 2008لحن عسكري لأغنية عاطفية، دار النهضة 2011الموت المتخيل في شعر أدونيس دار النايا 2013المتلقي واسع التأويل، بيت الشعر في المغرب 2015....."

يشتمل الكتاب (جماليات الموت في شعر محمود درويش ) على مقدمة وفصلين : الفصل الأول :الموت في المنظور الجماعي (المفهوم الأسمى) وإضاءة من ثلاثة أبواب : فلسطين والموت (رمزية الأرض) الموت الأسمى الاستشهاد الإحساس بالمرارة .في الفصل الثاني :الموت من المنظور الذاتي (التناص والتجليات) بإضاءات ثلاث: معجم الموت ،التناص أو الذات المحتمية بذاكرتها، الذات وأشكال موتها .

ونقرأ في المقدمة "يبدو من المستغرب أن نقارب موضوعة الموت في شعر شاعر نذر تجربته الإبداعية برمتها لموضوعة تشكل تقابلاً مطلقاً مع (الموت) لأنه منذ بواكيره الشعرية إلى الآن يضطلع بمهمة تجد أساسها الرؤيوي في قيادة شعب بأكمله قيادة جمالية نحو ألق الحياة، أو نحو المسار الصحيح الذي ينبغي أن تبتدئ فيه الحياة الحقيقية . فمحمود درویش ظل طوال كفاح الشعب الفلسطيني الصوت الصافي الذي يصدح بأطوار هذا الكفاح لا مردّداً أو محاكياً لما يجري في الواقع الفلسطيني؛ بل خالقاً أو هاجساً بما ينبغي أن يكون عليه هذا الواقع والمتأمل في كتاباته الشعرية والنثرية كلها يكتشف أن الرجل مهما غالى في التعبير بضمير المتكلم المفرد فإن هذا المتكلم المفرد هو في الحقيقة نموذج لـ «الفادي الذي يموت فرداً ويبعث أمة» "
أما على ظهر الغلاف فنورد الآتي" تأرجح محمود درويش بين مفهومين للموت عبر مساره الإبداعي الطويل ، أولهما ،تمجيد الموت باعتباره عرساً للشهيد ومدخلاً أساساً لاسترجاع الأرض والهوية والثاني تأمل الموت في سياق الرؤية الفردية المدعومة بتجربة المرض التي قربت الذات من مصيرها واتاحت لها ان تتأمل هذه اللحظة بكثير من الحكمة والتفلسف " لقد انتصر محمود درويش على الموت انتصارا جماليا بما ابدعه من قصائد ونصوص تجمع المدارس الأدبية على فرادتها واصالتها وهذا الكتاب هو محاولة رائدة تقربنا من المبارزة الجمالية الطويلة التي خاضها الشاعر مع عدوه اللذوذ الذي وان كان قد سلبه هشاشة الجسد فانه لم يقو على ان يسلبه مكانته الرمزية الرفيعة"

في خاتمة الكتاب، تكثيف مركز ودقيق لمضامين الكتاب، يقول الدكتور عبد السلام الموساوي: حاولنا دراسة الموت في تجربة محمود درويش الشعرية من خلال منظورين جماعي عام وذاتي خاص. وقد كان التطور الحاصل في شعره حافزاً لنا على انتهاج هذا المسلك الثنائي. فبنينا فرضيتنا على أساس أن درويش بدا في المرحلة الأولى شاعراً ناطقاً بلسان شعبه المضطهد وتأسيساً على ذلك، فإن الموت سيصبح عنده استراتيجية ضرورية لاسترجاع الكيان الروحي والمادي لهذا الشعب . وبدا في المرحلة الثانية معبّراً عن شواغل الذات والمواجهة الفردية لجبروت الموت، خصوصاً في قصيدته الطويلة «جدارية محمود درویش» التي جعلناها متناً وحيداً لدراسة الموت من المنظور الذاتي. وهكذا تدرّج الشاعر في طرحه الجمالي لمفهوم الموت عبر توجهين ؛ فالتوجّه الأول يقوم على تمجيد الموت باعتباره عرساً للشهيد ومدخلاً أساساً لاسترجاع الأرض والهوية من العدوّ الغاصب. وهنا يبدو الموت مرتبطاً بمفهوم جماعي تنظر إليه الذات بوصفها جزءاً ملتحماً بالكلّ . "أما المفهوم الثاني فقد مال فيه الشاعر إلى تذويت الموت وتأمله في سياق الرؤية الفردية المدعومة بمرجعية ثقافية واسعة وبتجربة المرض التي قربت الذات من مصيرها "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح